الأحد، أغسطس 24، 2008

مخرجون يتحدثون عن واقع ومستقبل السينماعند العرب .ناجح حسن


المخرجون المشاركون في ندوة الوكالة : المغربي داود اولاد سياد الثاني من علي اليسار، وعلي يساره السوري غسان شميط ثم المصري صلاح هاشم، ويظهر الصحفي والناقد السينمائي الاردني ناجح حسن في اقصي اليسار


عمان 20 اب (بترا ) اكد مخرجون سينمائيون عرب ان الاردن ارض خصبة لايجاد ابداع وثقافة سينمائية متميزة يمكن ان يكون لها مكانتها في المنطقة اذ تتوفر فيها الطاقات الشابة والبيئة الملائمة والتشريعات التي تنظم عمل المؤسسات التي تعنى بالنشاط السينمائي كالذي تقوم به الهيئة الملكية الاردنية للافلام ودعمها لحراك صناعة الافلام الاردنية واستقطابها لمشروعات سينمائية عالمية.

واعتبر السينمائيون الذين يشاركون في كرافان السينما العربية والاوروبية خلال ندوة عقدت في وكالة الانباء الاردنية ان مشاركة افلام اردنية تعرض في الخارج يعني ترويج البلد سياحيا وثقافيا واقتصاديا مؤكدين ان تاسيس مهرجان سينمائي دولي في الاردن يشجع على اقامة مشروعات سينمائية مشتركة مع الكثير من الدول وخاصة التي لديها تجارب سينمائية متطورة ويحفز ايضا على ايجاد كوادر مؤهلة بهذا الحقل الابداعي .

ولفت المخرج المصري صلاح هاشم صاحب الفيلم التسجيلي " البحث عن رفاعة " على دور الجمعيات السينمائية الاهلية لتشجيع المواهب وايلائها الدعم والمؤازرة مطالبا بوجود مبادرات من قبل الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة لايجاد وحدات ومجموعات سينمائية بغية تطوير هذا النوع من الفنون الذي غدا لغة ووسيلة تخاطب بين ثقافات العالم.

وقال ان الاردن ارض بكر لايجاد ثقافة سينمائية جديدة بعيدة عن الاشكال السائدة في المنطقة يمكنها زيادة الوعي السينمائي باهمية السينما في صناعة حضارة الشعوب بحيث يكون للاردن تواصل مع مختلف التيارات السينمائية في العالم العربي والعالم داعيا الجهات المعنية الى تهيئة الاجواء المناسبة لذلك .

واكد المخرج المغربي داود اولاد سيد صاحب افلام : " باي باي السويتري " .

" طرفاية " .

" بانتظار بازوليني " ان ايجاد صندوق وطني لدعم الشباب المبدع في الاردن يسهم في تطوير الصناعة السينمائية لافتا الى التجربة المغربية التي تمول الصندوق السينمائي من الاعلانات التلفزيونية ومن الافلام التي تصور في المغرب حيث يتم انتاج 18 فيلما طويلا و50 فيلما قصيرا في السنة الواحدة اضافة الى دعم تجارب سينمائية خارج المغرب .

وقال المخرج السوري غسان شميط ان المشهد السينمائي في الدول العربية مشابه لبعضه عدا السينما المصرية التي لديها تقاليد راسخة وتعتمد على سوقها الداخلي الا ان ذلك لا يمنع من ايجاد مؤسسات تعنى بالشأن السينمائي وتطوره وخاصة ان السينما في الغرب هي ثقافة وحاجة اساسية للترفيه وهي تعكس حضارة البلد وواقعه وتوثيق تاريخه .

وأيد وجود صندوق برعاية وزارة الثقافة لدعم المشروعات السينمائية في الاردن وقال "عندما يعرض الاردن فيلما سينمائيا فهي دعاية وترويج لا يقاس بالربح المادي " .

ووجد المخرج والناقد صلاح هاشم المقيم في باريس ان العالم العربي غير منشغل بالسينما اذ ما زالت النظرة لهذه الصناعة مغلوطة للاعتقاد بانها من وسائل الترفيه وتمضية اوقات الفراغ مؤكدا انها ثقافة تعكس حضارة الشعوب واداة للتفكير منتقدا ما هو سائد في العالم العربي حيث تتحكم السينما التجارية بالسوق داعيا الى الاعتناء بالذائقة السينمائية لدى المتلقي .

وقال المغربي داوود ان ما يعانيه العالم العربي يتمثل بعدم وجود منتجين كبار مثل اميركا وفرنسا ليكونوا صلة الوصل بين السينمائيين في الدول العربية المنتجة للسينما .

فيما اكد المصري صلاح هاشم انه قبل التفكير بالانتاج المشترك مع دول العالم يجب تفعيل الانتاج المشترك في العالم العربي وان لا تقتصر الصناديق العربية على الانتاج المحلي وانما تمتد الى المبدعين في العالم العربي كما يحدث في المغرب .

ودعا الى تنويع النشاط السمعي البصري كالذي تنظمه ملتقيات ومهرجانات ومؤسسات سينمائية ليشتمل على اقامة المزيد من ورش عمل التدريب في حقول الكتابة والتذوق وسائر مفردات التعاطي مع تقنيات صناعة الافلام كالتصوير والاضاءة والاخراج والمونتاج وذلك باستحضار طاقات من شتى اتجاهات وتيارات السينما العربية والعالمية دون اقتصارها على لون واحد .

وتمنى غسان شميط مخرج فيلم " الهوية " ان يتحول كرافان السينما في الاردن الى مهرجان دولي يمتلك بنيته المؤسسية الخاصة بحيث يرفد صناعة الافلام في الاردن ويؤشر الى طاقات ومواهب محلية وعربية وعالمية .

فيما اعتبر اولاد سيد ان ايجاد مهرجان للسينما في الاردن يجب ان يكون له هوية خاصة ليكون عامل تطوير في الصناعة السينمائية الاردنية .

وقال صلاح ان المهرجانات في اي دولة هي حاجة ثقافية لها ما يبررها لانها شاشات بديلة عما هو سائد وتخضع لمواصفات ابداعية في حياد عن المفهوم التقليدي لوظيفة السينما التقليدية مبينا ان وجود اي احتفالية سينمائية يمكن ان تكون نواة لعمل مهرجان سينمائي طموح ومشرع على التيارات والمدارس السينمائية التي تتجاوز ما هو سائد وتقليدي .

وبين شميط ان السينما اثبتت مصداقيتها ووجودها واهميتها في اكثر من مكان ومناسبة وذلك عندما اخذت على عاتقها تصوير قضايا الانسان في اكثر من ثقافة وجسدتها باحساس وصدق وحرية في التعبير عن اماله والامه .

وحول مستقبل السينما اكد المخرجون الثلاثة ان المستقبل لصناعة السينما رغم طفرة افلام الديجتال وانتشار الفضائيات مبينين ان لا خوف على السينما ومستقبلها لان السينما لها طقوسها وعوالمها الخاصة .

وقال صلاح "سيظل المستقبل للسينما لاننا كمبدعين لن نستسلم ولن نترك الساحة للفضائيات فالسينما جزء من الحرية ضد الفساد وهي الفن الوحيد القادر على ترجمة وتجسيد احلامنا في المستقبل واضاف "لا يوجد فن كالسينما اكثر عدالة وحرية وتسامحا" .

واكد غسان ان الفن السابع لا يمكن ان يزول بقدرة قادر ووجد ليستمر لانه فن قادر على التاثير .

فيما اعتبر اولاد سيد ان الخطر على السينما من الاعمال السينمائية السيئة وان الفضائيات والديجتال ليست مشكلة دائمة بل يمكن توظيفها في الارتقاء بالصناعة السينمائية مشيرا الى ان احدى القنوات الفضائية بالمغرب اقدمت على خطوة مهمة عندما اشترت حقوق 30 فيلما عربيا متنوعا من بين ما اصطلح على تسميتها بافلام المهرجانات لافتا ايضا الى قيام احدى القنوات اللبنانية بعرض مجموعة من افلام عالمية مختلفة الجنسيات ضمن برنامج اسبوعي.

ورأى المخرجون العرب ان الدور الذي يضطلع به العديد من القنوات الفضائية في اوروبا يؤدي في اغلبيته دورا ملموسا في تعزيز صناعة الافلام التسجيلية والروائية المتنوعة وفق منظور ثقافي وابداعي بعيدا عن الحدود والحواجز التي تفصل بين حضارات العالم .

/حازم / ناجح /.

عن وكالة الانباء الاردنية

ليست هناك تعليقات: