الأربعاء، أغسطس 20، 2008

الطهطاوي: عن النهضة و الاسئلة المعلقة.عثمان تزغارت

لقطة من فيلم" البحث عن رفاعة " لصلاح هاشم




بعد قرابة قرنين على رحلة رفاعة الطهطاوي الشهيرة

إلى فرنسا، يسير صلاح هاشم

في شريطه على خطى صاحب «تخليص الإبريز في
تلخيص باريز»
معيداً طرح السؤال

ذاته: لماذا تأخّر المسلمون وتقدّم غيرهم؟


بقلم

عثمان تزغارت


تتنازع الإعلامي والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم ثلاثة انشغالات أساسية: حبّ السينما وموسيقى الجاز والبحث في الفكر التنويري بوصفه المنطلق التأسيسي لأي مسعى تحرّري من شأنه تخليص الثقافة العربية من براثن التشدد والظلامية.وها هو يجمع بين هذه الانشغالات الثلاثة في شريطه «البحث عن رفاعة» (وثائقي 63 دقيقة ـــــ إنتاج كويتي مصري) الذي قُدّمت عروضه الأولى أخيراً في لندن وباريس، وسيُعرض ضمن «كرافان السينما العربية الأوروبية» الذي بدأ في عمان. كما سيشارك في مهرجان السينما المتوسطية في مونبولييه.يمثّل هذا الشريط الجزء الأول من ثلاثية توثيقية يعتزم هاشم تخصيصها لفكر رفاعة الطهطاوي ومساره، ضمن مشروع يشغله منذ أكثر من عقدين. لكن إعجابه بشخصية الطهطاوي ومكانته الرائدة لم يمنعه من أن

يطرح جانباً الأساليب الحكائية التقليدية، ليخرج من الإطار الضيّق المتعلق بالتأريخ لسيرة هذا المفكّر، ويوسّع المشهد إلى ما هو أبعد وأعمق وأكثر راهنية، عبر إعادة طرح السؤال ذاته الذي شغل الطهطاوي قبل قرن ونيف: لماذا تأخّر المسلمون وتقدّم غيرهم؟ وإذا برحلة البحث عن الطهطاوي بين باريس والقاهرة وطنطا وأسيوط تتحوّل إلى رحلة تأمّلية في الواقع المصري والعربي اليوم، ضمن نظرة تشريحية قاسية، تضع اليد على الجرح وعلى مكمن الخلل في المشروع الحداثي العربي المعطّل والمعطوب..

.يقول صلاح هاشم: «لم يكن الهدف من إنجاز الفيلم نوعاً من التكريس لـ«عبادة البطل»، رغم مكانة رفاعة المعلّم والمفكّر والإنسان ورائد نهضة مصر الحديثة، إلا أنّ ما شغلني هو التحفيز على التأمل في فكر رفاعة ومفاهيمه لمعاني النهضة والتقدم وحرية المرأة ودور المثقف وعلاقة الحاكم بالمحكوم، من أجل طرح سؤال أكثر راهنية

وهو: أين موقع مصر والعالم العربي اليوم من ذلك الفكر التنويري المجدّد؟»

.لهذا، لم يسلك هاشم في ثلاثيته المخصّصة للطهطاوي المنحى الكرونولوجي التقليدي، بل سلّط الضوء في هذا الجزء الأول على موقع فكر الطهطاوي وأثره في الراهن العربي اليوم، بعد قرابة قرنين من الزمن، على أن يعود لاحقاً، في الجزءين الباقيين إلى التأريخ لرحلة الطهطاوي إلى باريس، عام 1826، ومن ثم إلى الجهد التحديثي الذي اضطلع به بعد عودته إلى مصر

.في الملخص التقديمي للشريط، يقول هاشم إنّه عمل يحكي وقائع رحلة مطوّلة بين باريس والقاهرة، مروراً بأسيوط وطنطا في صعيد مصر، بحثاً عن ذاكرة رفعت رفاعة الطهطاوي (1801 ـــــ 1873)، رائد نهضة مصر الحديثة الذي يلخص مشواره العلمي قصة بلاده في القرنين الماضيين. لكنّ الفيلم يطرح السؤال الأكثر راهنية: ترى ماذا بقي من تعاليم الطهطاوي ونظرياته وأفكاره بخصوص العلم والتعليم وحرية المرأة والعلاقة بين الحاكم والمحكومين في مصر والعالم العربي اليوم؟

بغية تحقيق ذلك، لم يراهن صلاح هاشم على المغايرة على صعيد المضمون فحسب، من حيث كسر الوتيرة الكرونولوجية، بل أيضاً على صعيد الشكل الفني، إذ طرح جانباً الأساليب الحكائية التقليدية، لحساب لغة بصرية مكثّفة أتاحت له الغوص في الواقع المعيشي للناس، ليرصد مآل بلد الطهطاوي بعد كل هذا الوقت على رحيل رائد نهضتها. ولم تمثّل موسيقى الجاز مجرد خلفية صوتية للفيلم، بل مثّلت عنصراً بصرياً أساسياً فيه، بحيث لم تكتف أجواء الجاز وتلوّناته الإيقاعية بمرافقة إيقاع الفيلم وضبطه، بل كانت مرتكزاً استند إليه هاشم وشريكه في المشروع، المصوّر اللبناني المقيم في كوبنهاغن سامي لمع، للغوص في أعماق الحياة الشعبية للناس البسطاء في مصر. حتى أننا حين نسأله عن أهم ما يميّز عمله التوثيقي هذا

يجيب: «لا بد من أن أفلاماً كثيرة تسجيلية وروائية ستُنجز مستقبلاً عن الطهطاوي، لكنّي واثق بأنّ عملي سيبقى أكثرها قرباً من واقع الناس البسطاء ومعاناتهم في بلد الطهطاوي، حتى لنكاد نلمس في الفيلم حفيف خطواتهم ولفح أنفاسهم...».


«كرافان السينما العربية الأوروبية» حتى 25 آب (أغسطس)http://www.cinemacaravan.com/work/Acaravan.html


جريدة الاخبار اللبنانية


عدد الاثنين ١٨ آب ٢٠٠٨

يعقد في الفترة من 17 الي 25 اغسطس 2008
انطلاقة كرافان السينما العربية
الاوروبية في عمان. الاردن

سينما ايزيس .عمان. الأردن

في إطار مهرجان " كرافان السينما العربية الأوروبية " الذي يعقد في العاصمة الأردنية عمان في الفترة من 17 إلي 25 أغسطس، يعرض فيلم " البحث عن رفاعة ". وثائقي.63 دقيقة. إنتاج مصري كويتي مشترك للكاتب والناقد السينمائي المصري المقيم في باريس صلاح هاشم. ويصور الفيلم رحلة بين باريس والقاهرة وطهطا وأسيوط للبحث عما تبقي من ذاكرة وأفكار رائد نهضة مصر الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي ( 1801-1873 ) الذي سافر الي فرنسا عام 1826 مع أول بعثة تعليمية يرسلها محمد علي باشا الي باريس لدراسة العلوم الحديثة. فعاد منها الطهطاوي بعد أن قرأ لمونتسكيو وفولتير وجان جاك روسو وفلاسفة التنوير، لكي ينشر العلم والتعليم في مصر، ويشيد المدارس، ويدعو إلي أفكار الحرية والعدالة والتقدم، والانفتاح علي كل ثقافات الأمم والشعوب، من دون استعلاء او دونية مع احتفاظنا بموروثنا الديني والحضاري.ويطرح الفيلم تساؤلات عدة مثل : تري هل استفادت مصر حقا من " تجربة " الطهطاوي ، في إطلاق صحوة فكرية تنويرية أصيلة ؟ وان كانت رحلة الطهطاوي عام 1926 إلي باريس، مازالت " ابنة الحاضر " - في إطار الظروف العصيبة التي تعيشها مجتمعاتنا العربية علي كافة المستويات - ولحد اليوم.
نظرة علي السينما الاردنية

ويعرض كرافان عمان أيضا مجموعة كبيرة من الأفلام العربية والأوروبية الجديدة مثل " " جنينة الأسماك " ليسري نصر الله و " عين شمس " لإبراهيم البطوط من مصر ، و" الهوية " لغسان شميط من سوريا، و" غدا سنذهب الي السينما " لمايكل كويشينسكسي " من بولندا ، و" في انتظار بازوليني " لداود أولاد سيد من المغرب. كما يعرض في النوع الوثائقي فيلم " سلفادور اللندي " لباتريشيا غوزمان من فرنسا، و" فى ظل الغياب " لنصري حجاج ، و " خمس دقائق من بيتي " لناهد عواد من فلسطين، و" دوار شاتيلا " لماهر أبي سمرا من لبنان، و" في الليل " لسوسن دروزة من الأردن وغيرها..

كما يخصص كرافان عمان من تنظيم شركة الرواد للصوتيات والمرئيات بالاردن قسما بعنوان " نظرة علي السينما الأردنية " ضمن فعالياته، يعرض فيه مجموعة من الأفلام الروائية الأردنية الطويلة من ضمنها فيلم " صراع في جرش " لواصف الشيخ ، و " عاصفة علي البتراء " لفاروق عجرمة، و " الأفعى " لجلال طعمة، و " حكاية شرقية " لجودت أنزور، والمعروف أن أفلام "كرافان عمان " تعرض في عدة أماكن في العاصمة الأردنية من ضمنها " الهيئة الملكية الأردنية للأفلام " و " المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة " لاستقطاب أوسع جمهور في المدينة ،والتعريف بتلك الأعمال العربية الأوروبية السينمائية الجديدة التي تدعو إلي الحوار والتفاهم والسلام من خلال فن وحضارة السينما.ويعرض فيلم " البحث عن رفاعة " يوم الخميس21 أغسطس التاسعة مساء في إطار التظاهرة، وذلك في قاعة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.



ليست هناك تعليقات: