الاثنين، نوفمبر 01، 2010

بروميثيوس طليقا 2 . النقاد والجراد. بقلم صلاح هاشم


بروميثيوس.سرق النار من الآلهة وأهداها الى البشر

الناقد صلاح هاشم



مدخل


كنت كتبت هذا المقال- الحلقة الثانية والاخيرة من " بروميثيوس طليقا" - وذلك قبل الاعلان عن تأسيس اتحاد دولي للنقاد السينمائيين العرب، لاقول للزميل الناقد محمد رضا اننا لن نستطيع ان ننتظر لمدة عام كما كتب في مقاله، بل يجب المسارعة بلم شمل النقاد السينمائيين الجادين، و طرق الحديد وهو ساخن ، وقبل ان نودع ونموت ونختفي ، بفعل ذلك الجراد السينمائي الزاحف الذي صار بجحافله يسد عين الشمس
وطالبت بسرعة التحرك وعدم الانتظار طويلا، ثم اني ترددت ايضا في نشر المقال ، على اعتبار انه ربما تكون ظروف محمد رضا لا تسمح حاليا بالتنفيذ ،ولا يجب الضغط عليه، فأجلت نشره، وها أنذا أنشره اليوم بعد الاعلان عن تأسيس اتحاد دولي للنقاد السينمائيين العرب ، وكانت مفاجأة أسعدتني كثيرا وأرحب بالطبع بالانضمام الى الاتحاد


بروميثيوس طليقا . ( 2 من 2 )

عن النقاد و"الجراد"


تأملات في واقع

ومتناقضات

بعض مهرجاناتنا السينمائية

العربية

بقلم

صلاح هاشم

قرأت حديثا ماكتبه الناقدان اللبناني محمد رضا والعراقي طاهر علوان في موقع " سرقات سينمائية " الذي يشرف عليه ويحرره الناقد السينمائي السوري صلاح سرميني ، الذي تطوع مشكورا وتفضل بإرسال ما كتباه الى. كتب محمد رضا عن المهرجانات السينمائية العربية، التي صارت تضن على النقاد الجادين الحقيقيين بمكان في لجان تحكيمها، وتتجاهلهم وتتجاهل تاريخهم، وتطعن في مشروعية تواجدهم وحضورهم في الكيان السينمائي العربي العام، وذكر انه يعمل على مشروع رابطة او اتحاد للنقاد السينمائيين العرب ويكون فيها الخلاص لكل مشاكلهم

ونحن طبعا في " سينما إيزيس " نصفق لمحمد رضا ، ومعه كلية في المشروع ، وبنفس الروح القديمة التي ابتهجت لـ ، ووقفت مع كل مشروعاته السينمائية الطموحة ، من اول كتاب " سينما 6 " على رصيف الشارع في لندن ، منذ اكثر من ثلاثين عاما و يزيد، لعله يتذكر

نحن بنفس الروح القديمة المسحورة بالسينما ، و المسكونة بالشغف، نقف مع المشروع،و ندعمه ونسانده، لكننا نختلف مع محمد بشأن الانتظار لمدة عام كما كتب حتي يتبلور ، بل ندعوه الى تنفيذه فورا، فقد طال سكوت البعض على مهازل ومساخر وممارسات بعض مهرجاناتنا السينمائية العربية الاستعراضية ، وتري " سينما إيزيس" أنه لابد من طرق الحديد وهو ساخن، فورا، ولن نستطيع ان ننتظر لمدة عام آخر

وكانت " سينما إيزيس" كما يعلم وعبر موقعها سبّاقة الى كشف تلك الـ مهرجانات التي تعمل على "تهميش" النقاد السينمائيين الجادين ، وتلميع بعض التافهين، وتوظيف بعضهم في اختيار افلامها، و بخاصة في بعض تلك المهرجانات السينمائية الخليجية السياحية، التي صارت تغري بفلوسها، و تلوح بالدولارات، و بامكانياتها المالية الهائلة ، و تستقطب اليها جحافل " الجراد " من المصورين والصحافيين التافهين المبتدئين ، المتلهفة على فتات موائدها وحفلاتها

ذلك " الجراد " السينمائي الزاحف، الذي بدأ يظهر في السنوات الخمس الاخيرة في بعض المهرجانات السينمائية العربية، ويشتد خطره في الترويج والتطبيل للهراء العام ومهرجانات " ساعة لقلبك "، وسوف يأتي لا محالة على كل النقاد الجادين القلائل ويغطي عليهم ، إذ صار يزحف على صورة جماعات رهيبة من الصحفيين والمصورين المبتدئين، الذين يعملون في وكالات الانباءوالصحف الجديدة التي انتشرت مع الانترنت بسرعة، وصارت او كادت تسد عين الشمس ، وتحجب عنا النور

وكانت ان دفعت باتجاه- كما يذكر الناقد السينمائي العراقي طاهر علوان في مقاله عن كيس البطاطا و تلك" الامية السينمائية " المتفشية والمستفحلة كذلك في المشهد السينمائي العربي العام- دفعت باتجاه غياب النقد والنقاد السينمائيين الجادين الحقيقيين عن مهرجاناتنا ، وعن لجان تحكيمها، ويقينا سوف تغيب عنها السينما ايضا بالتدريج ، إن لم تكن غابت بالفعل او اختفت منذ زمن، لكي تظهر في محلها" صور" جميلة زاهية لامعة، لكنها فارغة وبلا عمق ، و "كتابات " سينمائية صحفية ركيكة هزيلة عرجاء ، لتصويرانصاف وارباع المواهب من النجوم والشيوخ واتباعهم ، والكتابة عن اخبارهم وغزواتهم ومساخرهم،

لاناس وقراء تافهين

والعجيب ان بعض النقاد ا الذين كانت وكلت اليهم مهام ادارية او اختيارية في بعض المهرجانات السينمائية الخليجية ، وصاروا مستشارين ، وبمجرد حلولهم في تلك مناصب

لم يدافعوا عن النقاد الجادين من زملائهم ، ولم يحرصوا على دعوتهم، ولم يضغطوا على ادارات تلك المهرجانات التي اشتغلوا لحسابها ، لتوجيه بعض الدعوات للنقاد الجادين ، وحثها على مشاركتهم في لجان تحكيمها ، بل حرصوا على ابعاد زملائهم وتجاهلهم ، واستغل بعضهم مراكزهم فيها، لتصفية حسابات شخصية من البعض، والطعن في مصداقية البعض من النقاد وتشويه تاريخهم

وراح بعضهم مثل ناقد سينمائي معروف نحبه ونحترمه، يوظف بعض معارفه و محاسيبه لكتابة دراسات سينمائية تافهة هزيلة، فسارع البعض في ما بعد الى كشفها، وفضح تفاهتها

فلنفتح كما يقول محمد رضا في دعوته للم شمل النقاد ، فلنفتح بنية صادقة مخلصةصفحة جديدة ، ونشطب على ذلك التاريخ الذي يتحمل بعض النقاد أنفسهم ومن خلال ممارساتهم تبعاته

ولنسارع الى تكوين اتحاد او رابطة للنقاد السينمائيين العرب الجادين المهمشين والغائبين عن

لجان تحكيم المهرجانات السينمائية العربية، التي صار بعضها يمعن أكثر في تجاهلهم، و يعمل على اقصائهم منها بشتي الطرق والاساليب والوسائل

ولاشك ان لفرقة " المشهلاتية " ممن يطلقون على انفسهم أسم" مبرمجين"، من التوابع والخدم - التي تشتغل لحساب بعض المهرجانات السينمائية العربية في الداخل والخارج ،و تديرها لحسابها ،و بعضهم تبجح كثيرا وأهان النقاد، لهم دخل في ذلك ، أعني اقصاء النقاد العرب الجادين المتنورين عن المهرجانات التي يعملون هم فيها ، ويشغلونها لحسابهم، ومصالحهم الشخصية

إذ تجدهم يضعون في محل الناقد العراقي العربي المعروف الجاد ، بنت لبنانية سمينة لهلوبة ، تحرر اخبارا سينمائية لوكالة انباء فرنسية وطظ في النقاد ، و ذلك حتى يخلو لهم الجو في تلك مهرجانات للظهور والعربدة الصعود بسرعة في المشهد السينمائي العربي

اجل ، لقد كان ولا يزال لـ"فرقة المشهلاتية" المذكورة ومن لف لفهم ودار حولهم توصيات واقتراحات بشأن اختيار اعضاء لجان تحكيم المهرجانات السينمائية، التي يشتغل أفراد الفرقة لحسابها. حتي صارت لجان تحكيم هذه المهرجانات الآن، تشكل فقط تقريبا من الممثلين ، ويكون بعض هؤلاء لم يظهر الافي فيلم او فيلمين ، وليس لديه مع اغلب البقية من اعضاء اللجنة ، اية ثقافة سينمائية بالمرة

حتي يتساءل البعض كيف تضع ادارة المهرجان ممثلا كهذا في اللجنة، وتسمح لبعض المغرورين من امثاله بان تحكم على الافلام وتقيمها و تمنحها جوائزها ؟

و لماذا لاتدخل السينما من خلال نقادها الجادين حقا، في اعتبارات منح الجوائز، وتقييم الافلام ، وذلك من خلال مشاركتهم في لجان التحكيم ،حتي يصير الامر بمرور الوقت تقليدا تعمل به وتتبعه مهرجاناتنا ، إسوة بالمهرجانات السينمائية الدولية المحترمة التى تحترم النقاد الجادين، لأنهم العين الساهرة على السينما؟

اليس هذا من صميم طبيعة عملهم، وثقافتهم ، وخبراتهم ، وتاريخهم االطويل فيها؟

منذ فترة طويلة صارت المهرجانات السينمائية لاتدعونا فقط للحضور والتغطية، بل تدعونا ايضا للمشاركة في لجان تحكيمها ولجان تحكيم النقاد،ذلك لأنها تقدرنا وتحترمنا، وتحترم تاريخنا و ثقافتنا ، وتستفيد بالقطع من تجاربنا وخبراتنا وحضورنا كنقاد في الساحة السينمائية الدولية، فلماذا لا تقلد مهرجاناتنا السينمائية العربية تلك المهرجانات ، و تقتدي بها وتحذو حذوها، وتنصف النقاد ؟

صلاح هاشم


ليست هناك تعليقات: