الجمعة، نوفمبر 05، 2010

دع بروميثيوس طليقا.صلاح سرميني

" طفولة إيزيس" : لقطة من فيلم أمريكا أمريكا لإليا كازان ، من الافلام التي شاهدها صلاح هاشم في " سينما إيزيس " في مصر

ملصق فيلم بروتريه لمدينة القاهرة في 24 دقيقة الذي شارك صلاح هاشم في إخراج افلامه ومن ضمنها فيلم " القاهرة العاشرة مساء"

ملصق فيلم البحث عن رفاعة لصلاح هاشم الذي عرض في الاردن ومصر وفرنسا



بروميثيوس.سرق النار من الآلهة
ا

دع بروميثيوس طليقا.صلاح سرميني


وصلتنا في " مجلة سينما إيزيس " الرسالة التالية من الناقد السينمائي السوري صلاح سرميني ويقول فيها:


عزيزي صلاح هاشم

مرةً أخرى أقرأ، وأضحك، وأتمنى بأن لا تكون الحلقة الأخيرة من برومثيوس طليقاً

أطلق العنان لكلماتك

هل تريد أن أثيرك كي تكتب كما السابق،

هل تريد أن أكتب "تحيا المهرجانات السينمائية العربية" كي تلعن سلسفيل أهلي، وأهلها

هل نسيت المهرجان الذي يدعو النصابين، واللصوص، وواحد منهم ـ كما ذكر طاهر علوان ـ في موقع ورشة سينما ـ وصلت أخباره إلى الأنتربول، ولكنها لم تصل بعد إلى الإسماعيلية

أنا لست معك بأننا مهمشين، ونريد الحضور في هذا المهرجان، أو ذاك، أو الإشتراك في لجان التحكيم

لقد بدأتُ الإعتذار عن حضور معظم المهرجانات العربية بقرارٍ شخصيّ،

وأنت تعرف بأننا لست بحاجة إلى أيّ مهرجان، فرنسا وحدها فيها 600 مهرجان يارجل

وأنت كونك عضو في النقابة الفرنسية لنقاد السينما تصلك دائماً ـ كما تصلني ـ قائمة بمهرجان في كل أنحاء العالم للترشيح في لجان تحكيم الإتحاد الدولي للنقاد

ونقرأ القائمة ونضعها جانباً لأننا شبعنا منها ـ كما تقول في إحدى مقالاتك الطريفة ـ

مايهمنا تصحيح مسيرة هذه المهرجانات، كما فعل النقاد الأوروبيون سابقاً مع مهرجان برلين، وكان،.. ومن ثم كل المهرجانات اللاحقة

نريد تنظيف هذه المهرجانات من الفساد، ولانريد منها شيئاً، لا دعوة، ولا لجنة تحكيم

يحز في أنفسنا بأن يقول هذا النصاب، أو ذاك عن نفسه ، بأنه مندوب، مستشار، مبرمج، ناقد، ...لقد بدأت أخجل من إستخدام إحدى هذه الصفات، ويضعهم خالد شوكات في لجنة تحكيم الصحافة، أو النقاد بدون أن يخجل من نفسه، وبدون أن يخجل هؤلاء من أنفسهم

وإذا إستمر في هذه الممارسات، والسلوكيات، فلن يرحمه، لا أنا، ولاغيري، ونحن ننتظره في أيّ وقت، في أيّ محكمة فرنسية، أو هولندية، أو تونسية يريدها

لا نريد منه، ومن غيره، غير أن يعمل بنزاهة، ويتعامل مع أشخاص نزيهين

وكما قلت له يوماً، أنا لايشرفني العمل في مهرجان روتردام، قلتها لمدراء مهرجانات أخرى، ربما بطريقة أقل حدة

في إحدى المرات إتصلت بي السيد د ماجدة واصف، ودعتني لإدارة ندوة عن السينما التسجيلية العربية، فإعتذرت فوراً، وقلت لها أنا حالياً لا أتابع هذا الموضوع، ولست قادراً على إدارة هذه الندوة، كنت صادقاً معها، ومع نفسي، ولكن عندما دعتني إلى ندوة عن السينما الهندية في الدورة الماضية لمهرجان القاهرة، لم أتردد لحظة لمعرفتي بهذه السينما حالياً

كل من هب، ودب من النصابين، والمنافقين، والمرتزة، ولاحسي الأطباق، والمنبهرين بالأجواء السينمئية،... أصبح يطلق على نفسه صفة مستشار ، مندوب، مبرمج، ناقد،.. والله بدأت أخجل من إستخدام إحدى هذه الصفات

وتكتشف فيما بعد بأن من يحميهم، ويكرسهم، ويدافع عنهم نصابين بدورهم

صلاح

ليس لدينا ما نخشاه

لستُ معك بأن نحرق هذه المهرجانات، ومن فيها بجاز، ولكن، أن لا نتردد عن كشفها بإستغلال وإستخدام السينما لأغراض أخرى بعيدة تماماً عن الشغف بالسينما نفسها، فليتوقفوا عن خداعنا بأن مايفعلوه هو من أجل السينما، وتطوير السينما العربية إلخ من هذه "الخزعبلات" هذه الكلمة السحرية التي تستخدمها كثيرا في كتاباتك

أنا شخصياً لا أريد مهرجاناتهم، ولم أشارك في تأسيس الإتحاد الدولي لنقاد السينما العرب كي أتنطط من هذا المهرجان إلى ذاك، لقد تعبت منهاـ أتعبتني، لدي مايكفيني من المهرجانات والأفلام في باريس، ولايهني أن أكون في لجنة تحكيم، فكما تعرف يصلني عشرات الدعوات لها في المهرجانات الدولية، ولا أعيرها إهتماماً

لا تتوقف عن رحلتك القدرية، والطقسية

دع برومثيوس طليقاً

صلاح سرميني


تعليق


وصلاح هاشم يشكر صلاح سرميني على رسالته، وهو كما كتب وذكر من قبل شبعان ومتخوم من التخمة من المهرجانات والافلام والندوات ولجان التحكيم على الآخر،وصار مشغولا ومهموما أكثر بانجاز بعض الافلام ، التي يوثق فيها لذاكراتنا وتاريخنا، ويعبر ايضا من خلالها ، عن رؤية للعالم وفلسفة حياة

ولعل صلاح سرميني يتذكر حماسه لانتاج فيلم صلاح هاشم الروائي الطويل " البحث عن كلام العيون" الذي قرأ معالجته و كان ذلك منذ سنوات طويلة - هل يتذكر ؟ - واعجب بها كثيرا ، ثم انشغل بامور أخري ، لكنه كما يعرف هاشم اكتسب خبرات كثيرة في ذلك الميدان، وربما قد آن الاوان لتوظيفها أيضا في انتاج افلام للنّقاد في الاتحاد الدولي الجديد، وصنع صورة تشبهنا

ويحب صلاح هنا أن يطمئن السرميني الى انه لن يتوقف عن رحلته القدرية والطقسية في بحر الحياة والسينما والافلام ، وهو يدلف مع بروميثيوس طليقا الي داخل المياه من دون وجل، ولن تكون الحلقة الاخيرة.


ليست هناك تعليقات: