الثلاثاء، ديسمبر 18، 2007

رسالة من امير العمري




رسالة من أمير العمري


إلى صلاح هاشم


عزيزي صلاح: سؤال لم أشأ أن أكتمه عنك أكثر من ذلك.. لماذا يختار ناقد "كبير" قيل فيه الكثير، عن تأسيسه وترسيخه وترويجه للسينما العربية، وقيل أنه رائد واستاذ وشيخ النقاد، رغم أنه ساهم مع آخرين في دفن الناقد الأول المؤسس للنقد السينمائي الحقيقي في مصر الاهو المرحوم سعد الدين توفيق. هذاالناقد لذي أقصده وتعرفه انت جيدا، لماذا يصر هلى إنهاء حياته المهنية بهذه الطريقة المكشوفة في نفاق الأمراء، والتسول من المسؤولين، في الداخل والخارج؟ الناقد الثوري الذي أفلس، فهاجم موقف في مقالتين، موقف الكاتب الموهوب صنع الله ابراهيم عندما رفض تلقي جائزة مالية ضخمة من وزارة الثقافة المصرية، وكان الهجوم بالطبع لحساب الوزير.الناقد الذي لا يكف عن امتداح أي قزم لمجرد أنه أصبح في السلطة، ويعرف هو أنه قزم في عالم الثقافة، لكنه سينتفع من وراءه.هذا الناقد أخذ في الفترة الأخيرة يكثر من امتداح شيوخ الخليج، لعلهم يلقون له بلقمة، ويشيد بما سبق أن أبدى استنكاره له. مؤسس لجنة مقاومة السينما الصهيونية أصبح صهيونيا، ومداحا لاسرائيل كما هو مداحا للسلطة الفاسدة، يقبل على جوائزها، ويتمرغ في ترابها.وقد سألني أكثر من صديق أنت تعرفهم: لماذا يتدنى صاحبك (أو من كان في حكم ذلك) إلى هذا المستوى وهل هو بالفعل يحتاج إلى المال لهذا الحد ولهذه الدرجة ،التي تجعله على استعداد لبيع كل المبادئ والأفكار العظيمة التي اكتشفنا منذ سنوات أنه كان يتشدق بها مجرد تشدق، وقت أن كانت يمكنها أن تصنع له قيمة في الأوساط الدولية، وقت أن كان العالم يتجه يسارا وقبل ظهور أصحاب المليارات في بلادنا الذين يستطيعون شراء أمثال هذا الناقد بحفنة جنيهات.هل يحتاج صاحبنا إلى المال؟ ولماذا؟لم أعرف كيف أجيب عن هذا السؤال. الأمر الوحيد الذي جعلني أشعر بالراحة أنني تخلصت من عبء كان ثقيلا على القلب والنفس، بعد أن تخلصت من علاقتي بهذا الرجل، وغسلت يدي من كل أدرانه وأوساخه.ولكن يبقى السؤال: لماذا فعل الناقد الكبير ما فعل؟ لماذا آثر التمرغ في الوحل طواعية.. ولماذا يصر على أن ينهي حياته خرقة بالية؟ هل لديك إجابة؟

أمير العمري
Amir Emary

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يظل الموت سترا للكثيرين لكن صاحبك يا أستاذ أمير عاش ففضحته أيامه الأخيرة بما سترت مثقفينا ومبدعينا الذين حرص الموت علي اختيارهم لكن من قال أنه الأول أو الأخير علي طريق السقوط لا تحزن يا سيدي فكل شيء كان علي المحك و ها هي الحقائق تتري ونري الرواد الكبار الذين كانت أقصي أمانينا أن نتعلم منهم يرتدون ثياب المهرجين ويرقصون وينامون نوم العازب ويعجنون عجين الفلاحة لا تحزن يا استاذ أمير فهي اختياراتهم وهم حتي لا يستأهلون الشفقة