الجمعة، مارس 06، 2020

شاشة باريس 2020 : إنطلاقة مهرجان سينما الواقع في باريس في الفترة من 13 الى 22 مارس 2020




مهرجان ( سينما الواقع ) في باريس في الفترة من 13 الى 22 مارس 2020

       المخرجون الوثائقيون في مواجهة السلطة

بقلم


صلاح هاشم.باريس


يعرض ( مهرجان سينما الواقع ) CINEM DU REEL FESTIVAL  من تنظيم مركز جورج بومبيدو في قلب باريس، في دورته 42 ، في الفترة من 13 الى 22 مارس، مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية – أكثر من 100فيلما جديدا - تعكس أفضل انتاجات السينما الوثائقية، لا في فرنسا فحسب، بل في العالم..


وتتوزع الأفلام على عدة أقسام وتكريمات ومحاور،تعكس حيوية هذا النوع الوثائقي ،تياراته وإتجاهاته،تاريخه وذاكرته،من ضمنها قسم بعنوان " ماذا يفعل المخرج الوثائقي- أو لايفعل- عندما يجد نفسه في مواجهة السلطة ؟ " يعرض لمجموعة كبيرة من الأفلام التي يصطدم فيها صانع الفيلم بالحاكم،أو بشخصية من شخصيات السلطة الحاكمة في البلاد، وتسأل هل تتأثر ياترى وجهة نظره وأفكاره تجاهها وتتبدل، بسبب تلك " المجابهة"، وهل يكون لتلك شخصية تأثيراتها السلبية – أو الايجابية -على إستخداماته لـ " أدواته " السينمائية وموقفه من النظام الحاكم؟..




ومن ضمن أبرزالأفلام الوثائقية التي تعرض في هذا القسم فيلم " لويس 14 والإستيلاء على السلطة" للمخرج الإيطالي الكبير روبرتو روسوليني مؤسس " الواقعية الجديدة"، وفيلم: " كيف تعلمت أن أتغلب على خوفي وأحب آريل شارون ؟ " للمخرج الاسرائيلي آفي مغربي المعروف بتعاطفه مع القضية الفلسطينية، وفيلم " الجنرال عيدي أمين دادا" للمخرج الفرنكوسويسري باربيه شرودر، وفيلم "رفيق الحريري،الرجل ذو الحذاء الذهبي" للمخرج السوري الوثائقي الكبير الراحل عمر أميرالاي وغيرها..


كما يكشف مهرجان سينما الواقع في دورته 42 عن إتجاهات السينما الوثائقية المعاصرة تجاه الأحداث الكبرى التي تعصف بعالمنا، وتناقضات وانتفاضات وثورات مجتمعاتنا الإنسانية، من خلال محور بعنوان ( " الجبهات الشعبية "ماذا تستطيع أن تفعل لنا ؟) من خلال عرض ثلاثة أفلام تعكس الانتفاضات والثورات الشعبية في بلدان هونج كونج والتشيلي وإيران..
 كما يكرم المهرجان في دورته 42 المخرج الوثائقي البرتغالي الكبير بدرو كوستا PEDRO COSTA صاحب فيلم " غرفة فاندا"، الذي يلقي "درس السينما" في الدورة 42 ، والمخرج الوثائقي الإيطالي الكبير موسكو بوكو الذي عرف بأفلامه المتميزة عن المافيا والإرهاب التي – وكما في أفلام كوستا- تنهار فيها الحدود بين النوع الروائي والنوع الوثائقي، وحيث تتوهج كالعادة أغلب أفلام سينما الواقع فقط هنا بما فيها من " سينما"، لتتواصل من خلال " شموليتها" الفنية مع إنسانيتنا..
 ونقول لمن مايزال يسأل ماهوالمقصود بـ(سينما الواقع)CINEMA DU REEL  إنها الأفلام الوثائقية،التي تتوغل بعمق وجرأة، في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية،ولاتعبأ بالظروف أو الوقت، لتقدم " رؤية" من خلال الفيلم ،تجاه مشاكل وأزمات وتوجهات عالمنا المعاصر، وهي تطرح تساؤلات الوجود الكبرى،على العكس من ريبورتاجات التليفزيونات العقيمة القاصرة، التي تعكس وجهة نظر وتوجهات أجهزة النظام ومؤسساته الرسمية،وقد يستغرق عرض الفيلم الواحد ،من هذا "النوع الوثائقي"،الأقرب الى ما يطلق عليه بـ"سينما المؤلف" في السينما الروائية،التي تمنح المخرج الحرية المطلقة في صنع فيلمه، ومن دون تدخل، من جهات انتاجية او رقابية أو سلطوية، أكثر من 5 ساعات،بل وربما يستغرق،كما في فيلم  المخرج  الوثائقي الامريكي الكبير كيفن جيروم عن الطبقة العاملة السوداء والذي عرض في دورة المهرجان  في العام الماضي أكثر من 12 ساعة !..
وسينما الواقع التي تحمل هما وقضية،من هذا المنظور،هي – بالقطع- سينما " سياسية بالدرجة الأولى..

باريس.صلاح هاشم



ليست هناك تعليقات: