الاثنين، يونيو 09، 2014

مهرجان الاسماعيلية 17 في الجيب بقلم صلاح هاشم


مهرجان الاسماعيلية 17 في الجيب 
قبل إعلان الجوائز بساعة فقط 

موج


بقلم صلاح هاشم

أقول لكم في عجالة، قبل أن يعلن مهرجان الاسماعيلية السينمائي 17 عن جوائزه اني أتوقع من واقع مشاهداتي لبعض أفلام مسابقة الافلام االوثائقية الطويلة أن فيلم " موج " لأحمد نور أضعه، وهو ، على رأس قائمة الافلام التي أرشحها للفوز بالجائزة الاولي للمسابقة عن جدارة، كما أعجبت بالأفلام التالية : " يهود مصر ، نهاية رحلة " لأمير رمسيس، وفيلم " أرق " اللبناني، وأعتقد ان أهم انجازين حققهما المهرجان في الدورة 19 هما : العثور على فيلم " الاعجوبة الثامنة "للمخرج النيوزيلندي جون فيني وعرضه في إطار المهرجان بعد ان كان الفيلم من انتاج مصر أيام وزير الثقافة المصري العظيم ثروت عكاشة ضاع واندثر ولم يعثر له على أثر ( وليته عرض بترجمة عربية، ليصبح عند مشاهدته في التو، قطعة منا، ومن تاريخ وتراث هذا البلد الذي نفتخر بالانتماء اليه. والفيلم يحكي عن عملية بناء معبد أبو سمبل في مصر القديمة من خلال الرسومات التي أبدعها الرسام المصري الكبير بيكار لحضارة مصر القديمة، حضارة أجدادنا الفراعنة، ثم الانتقال من بعدها الى الحياة الواقعية، وإظهار عملية نقل المعبد المهدد بالغرق، ونشر التماثيل الحجرية ونقلها في قطع صغيرة، فيلم أعتبره " تحفة " من روائع السينما الوثائقية، ذاكرتها وتاريخها في العالم وليس في مصر وحدها، أما الانجاز الثاني فهو إصدار المهرجان كتابين في الثقافة السينمائية هما: كتاب " حرب اكتوبر في السينما " للناقد المصري الكبير سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي وعقدت له ندوة لمناقشته حضرها سمير فريد ، وكتاب " الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية للناقد صلاح هاشم كاتب هذه السطور ، وعقدت له أيضا ندوة حضرتها وكانت كما قال لي أحد الصحفيين في مابعد ولم يكن يعرفني انها كانت مفيدة وجميلة جدا، وأحب أن أضيف انجازين للانجازين السابقين ليكون هناك 4 انجازات في كشف حساب المهرجان : الانجاز الثالث إذن هو تكريم المخرج السينمائي الوثائقي الكبير على الغزولي وعرض المهرجان في حضوره فيلم البديع " صيد العصاري " الذي أعتبره " سيمفونية بصرية " وأحد أهم أفلام البيئة وكلاسيكياتها لا في مصر بل في العالم كما يمثل " نقلة نوعية " على مستوى تاريخ وتطور السينما الوثائقية في مصر فهو محتلف عن تيار و مدرسة الفيلم الوثائقي الخبري، ومؤسس في ذات الوقت لتيار أو مدرسة جديدة: مدرسة الفيلم الوثائقي الشاعري الذي ينحاز الى المخاطبة بلغة الصورة حتى لتكاد تحسبه فيلما صامتا فلايوجد في الفيلم إلا موّال عن الناس والبحيرة لمنشد وحكواتي ولايعرف له أعني الموّال صاحب. أما الانجاز الرابع فو ورشة دعم السيناريو والمشروعات السينمائية الشابة الجديدة التي تشرف عليها المخرجة السينمائية الشابة ماجي مرجان صاحبة فيلم " عشم " التي تدخل - الورشة أو المنتدى " تدخل بكل اعتزاز واقتدار عامها الثاني بنجاح تحسد عليه، وانتهز الفرصة لأصحح هنا الخبر الذي نشر عن ندوتي بعنوان " السينما المصرية سبقت الايطالية " فقد كنت أعني أن السينما المصرية كانت سبّاقة قبل ظهور مذهب الواقعية الجديدة على يد روسوليني ودي سيكا في ايطاليا ، كانت سبّاقة الى تصوير أجواء الحارة وأبطالها وتقديمها بواقعية شديدة متقنة حتى تكاد تحسب ان بعض مشاهد الفيلم الروائي كما في فيلم العزيمة من انتاج 1936 الذي أخرجه كمال سليم وقبل أن تظهر الواقعية الجديدة في ايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية مأخوذة أو مقتطعة من أحد الأفلام الوثائقية

موج

 أما أهم فيلم وثائقي قصير أعجبني فهو الفيلم الاسباني الذي يحكي عن عاملة تليفون تعمل لحساب أحد البنوك ، ويتلخص عملها في مطاردة الدائنين ويقوم احد المديونين للبنك بالانتحار وهو يرد عليها في التليفون ويلخص الفيلم في كبسولة سطوة البنوك في العالم الغربي وتحكمها في حياة الناس وووحين تدور ماكينات النهب لديها فانها تمشي عليه وتهرسهم كما عتهرس عجلات وابور الظلط التين الشوكي أو الموز
وآمل أن يحصل ذاك الفيلم القصير المكثف المعبر في لقطتين على جائزة، لأن السينما هي فن الاقتصاد عن جدارة، واعتقد أن مهرجان الاسماعيلية في الدورة 17 برئاسة الفنان كمال عبد العزيز رئيس المركز القومي للسينم وبإدارة الفنان المنتج والسيناريست محمد حفظي نجح في تحويل المهرجان الى احتفالية للتعارف والتفاهم بين السينمائيين والمبدعين في أجواء من البهجة والفرح وهذا هو المطلوب: أن لاتكون المهرجانات مجرد شاشة لعرض الافلام ، بل " ساحة " لللالتقاء بالفنانين والمبدعين ، ساحة مفتوحة على كل مشروعات السينما الجديدة التي تقربنا أكثر من إنسانيتنا، وهى تمد في ذات الوقت يدا الى الآخر..

صلاح هاشم




ليست هناك تعليقات: