الثلاثاء، أغسطس 27، 2013

مهرجان القاهرة السينمائي الى أين ؟



مختارات سينما إيزيس




مهرجان القاهرة السينمائي الى أين ؟






بين مؤيد ومعارض انقسم الوسط السينمائى المصرى حول قرار تأجيل الدورة 36 لمهرجان القاهرة، حيث يرى المعارضون للقرار أنه رسالة سلبية لمصر أمام العالم خاصة أنه تم تأجيله العام قبل الماضى لظروف أمنية، بينما يرى المؤيدون أنه فرصة لأعادة ترتيب المهرجان من الداخل وإعادة تأهيله للقدرة على منافسة مهرجانات العالم. فى هذا التحقيق تكشف «الشروق» وجهات النظر المختلفة والمتنازعة حتى داخل مجلس إدارة المهرجان بتشكيله الجديد، وتبحث عن المصير الغامض للمهرجان الأكبر فى مصر.
بداية يقول المخرج أحمد عبدالله، عضو مجلس إدارة المهرجان، إن قرار التأجيل جاء نتيجة حرص الادارة الجديدة فى إقامة مهرجان قادر على المنافسة مع مهرجانات المنطقة والعالم. فحتى نستطيع الحصول على أفلام كبيرة تعرض بالمهرجان عرض أول مثل مهرجانات ابو ظبى، ومراكش، ودبى، يجب أن يكون المهرجان أولا جاذبا لصناع السينما العالميين، حتى يشاركوا بأفلامهم فى المسابقات المختلفة.
ويرى عبدالله أنه لم يعد يخفى على أحد أن صناع السينما العالميين لا يضعون مهرجان القاهرة فى تفكيرهم ولا يشغلهم أن تعرض أفلامهم فى مسابقته الرسمية من عدمه، وهذا حدث لأن الدورات الاخيرة من عمر القاهرة السينمائى أساءت لهذا المهرجان الكبير، وجعلته أبعد ما يكون عن المنافسة حتى على مستوى العالم العربى.
وأشار عبدالله الى أن مجلس الادارة بدأ فى بناء هيكل جديد محترم للمهرجان، ومن المقرر أن يتم تسويقه فى المهرجانات الكبيرة حتى يفهم المجتمع السينمائى الدولى أن مهرجان القاهرة سيبدأ بداية جديدة مع صناع السينما حول العالم، وهذا الامر مرتبط بالشأن الدولى.
أما الشأن المحلى فالمهرجان فرط فى جمهوره وكذلك فى من يهوى هذه الصناعة، ولفت عبدالله إلى أن مهرجان القاهرة كان الوسيلة الأبرز لتعليم أبناء جيله السينما وارتباطه بالصناعة، لكن فى السنوات الأخيرة لم يعد هناك اهتمام كافٍ من جانب المهرجان حتى بالجمهور والسينمائيين الذين بدونهما لا يستطيع الحياة والاستمرار. ويرى عبدالله أن الجمهور المصرى لم يعد يحضر المهرجان لأنه لا يجد فى مسابقاته المختلفة أفلاما مهمة ومحترمة ليهتم بمشاهدتها.
وكشف عبدالله أن مجلس الادارة يشعر بغصة لتأجيل المهرجان هذا العام وعدم اقامة فعالية ثقافية فى موعدها، لذلك تفكر ادارة المهرجان فى اقامة فعالية سينمائية فى نفس تاريخ المهرجان، كنوع من التعويض عن الغاء المهرجان هذا العام، وكذلك حتى يعتاد الجمهور على ان المهرجان سيكون له فعاليات طوال العام وليس اسبوع اقامته فقط.
من جانبها قالت سهير عبدالقادر، نائب رئيس المهرجان السابق، إنها تعتبر ان المهرجان تم الغاؤه وليس تأجيله، مؤكده أن هذا الاجراء يضر بصورة مصر أمام العالم، خاصة أنها رسالة سلبية عن مصر فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد.
وأوضحت عبدالقادر أن السائحين فى الغردقة وشرم الشيخ يوجهون رسائل للعالم بأن مصر آمنة، ونحن نخرج على العالم ونلغى مهرجان القاهرة مبررين هذا الاجراء بأن الظروف الامنية لا تسمح باقامته، رغم ان الأمن لم تعترض على اقامة هذه الدورة فى موعدها.
ورأت عبدالقادر أن مجلس ادارة المهرجان لجأ الى اتخاذ هذا القرار السلبى لأنه غير قادر على تنفيذ المهرجان فى هذه المدة، رغم أنها ليست بالقصيرة، مشيرة الى أنها اسند اليها المهرجان العام الماضى ونفذته فى مدة زمنية أقل من 80 يوما، وفى ظروف أمنية أسوأ حيث كان ميدان التحرير مشتعلا بسبب أحداث الاتحادية التى سبقت الاستفتاء على دستور 2012 المعطل، لكن هذا فى النهاية يتوقف على إرادة القائمين على العمل. وتساءلت عبدالقادر لماذا وافق الناقد سمير فريد على قبول مهمة رئاسة المهرجان فى حين أنه يعلم أنه لن يستطيع تنفيذه فى موعده؟
ورغم تأكيد عبدالقادر أنها لا تعترض على سمير فريد مؤكدة أنه ناقد كبير ومحترم، الا أنها بررت عدم الاستمرار فى منصبها بأنهما لن يستطيعا اخراج عمل ناجح معا، مؤكدة فى الوقت نفسه أن فريد يرى المهرجان فاشلا لذلك لم يكتب عنه كلمة جيدة طوال السنوات الاخيرة.
«التأجيل كان قرارا لابد منه، لأننا اذا لم نكن جاهزون للمنافسه فالأفضل والأرشد أن يتم التأجيل على أن نستعد جيدا للمواجهه فى العام القادم»، هكذا علق الناقد يوسف شريف رزق الله على قرار التأجيل، وأكد أنه رغم أن الوقت يكفى لتنفيذ المهرجان إداريا، الا أنه يصعب اختيار أفلام جيدة تليق بمكانة مهرجان القاهره دوليا، وهذا الأمر لم يعد منتظرا من مهرجان القاهره بعد تشكيله الجديد.
ورحب رزق الله بقرار مجلس الادارة السماح لجهات سينمائية بالمشاركة فى تنفيذ المهرجان، وقال إنه توزيع جيد للمسئولية لكنه سيزيد العبء على رئيس المهرجان خاصة فى مرحلة التنسيق واختيار الأفلام حتى لا يحدث تضارب بين الجهات التى تشارك فى تنظيم المهرجان والمهرجان نفسه الذى يختار افلام مسابقاته.
منيب الشافعى، رئيس غرفة صناعة السينما وعضو مجلس ادارة المهرجان، قال إنه يؤيد بشدة قرار تأجيل المهرجان، كاشفا أنه يطالب بهذا الأمر منذ اسبوعين على الاقل، خاصة فى ظل الظروف الأمنية الصعبة التى تمر بها البلاد حاليا.
وقال الشافعى إن التأجيل قرار صائب لكن فى كل الأحوال يجب استئذان الاتحاد الدولى للمنتجين واعلامهم بسبب التأجيل، وكذلك الموعد الجديد للمهرجان، حيث ان الاتحاد يصنع جدول للمهرجانات المصنفه فى الفئة الاولى تقام على مدار العام.
وأوضح الشافعى أنه لم يكن موافقا من البدايه على قرار تغيير رئيس مهرجان القاهرة، وإن كان يتمنى أن يتولى هذا المنصب الفنان حسين فهمى، واذا رفض فهمى فكان من الأولى الابقاء على عزت ابوعوف رئيسا لمهرجان القاهرة.
كما كشف كذلك أنه لا يوافق على وجوده فى مجلس ادارة المهرجان، ويرفض حضور جلساته أو المشاركة فى اتخاذ القرارات لأنه يرفض المبدأ من الأساس، ويفكر فى الانسحاب منه واسناد المهمة إلى زميل آخر بغرفة صناعة السينما.
وكان سمير فريد، رئيس المهرجان، قد قلل من أهمية المخاوف بشأن سحب الصفة الدولية من مهرجان القاهرة جراء تأجيله للمرة الثانية، وقال إن الاتحاد الدولى للمنتجين ليس له أى علاقة بتحديد موعد المهرجان وتأجيله، ولا يحق له الاعتراض على اختيار مواعيد المهرجانات. وقال إن الاتحاد الدولى لا يتدخل الا فى حالة حدوث فضائح من المهرجانات، لكنه أبدا لا يتدخل فى اختيار المواعيد او وضع اللوائح التى تنظم المهرجانات، مشيرا إلى أن هذا الاتحاد اعترف بمهرجان القاهرة ووضعه فى التصنيف الأول، لأن مصر بها صناعة سينما كبيرة، وليس لأى أسباب أخرى

عن جريدة " الشروق " المصرية بتاريخ 27 اغسطس 2013.

ليست هناك تعليقات: