السبت، أبريل 16، 2011

من يصنع الآن " ثقافة " مصر ؟ بقلم صلاح هاشم







من يصنع الآن " ثقافة " مصر ؟


بقلم

صلاح هاشم






جاء بريد اليوم السبت حافلا هذه المرة. الصديق جمال الدين الحزورلي من الجزائر يسأل في رسالته الى " سينما إيزيس " وبعد ان دار بيننا حوار قصير عن السينما والافلام والمهرجانات، يسأل جمال لم لاتستفيد مصر ياتري من الكفاءات المصرية المثقفة في الخارج وهي كثيرة جدا، وتستعين بها في وزارة الثقافة في البلاد.قلت لجمال ان ذلك لن يحدث قبل مائة سنة،لأن جذور الفساد في النظام الحكومي المصري الرسمي البيروقراطي المحنط جد قوية ومتأصلة، ولابد من تجديد أو غسيل شامل لمصر على كافة المستويات، وبخاصة في هياكل ومؤسسات الجهاز الاعلامي الذي يشكل ويصنع الرأي العام في البلاد، والتخلص من " وصاية " الدولة والحكومة. هذه الحكومة التي تصور للناس من خلال وزارة للثقافة انها الاقدر على صناعة الثقافة، وهي تختار للناس بمعرفتها ،على الرغم من انها معزولة ومخنوقة كما يعرف الجميع في مكاتبها ، ومشغولة بترتيب أوراقها ولجانها ومجالسها واجتماعات مجالسها
ولايشغل فكرها سوى التوقيع على جداول الاعمال الرسمية . ولو انها سمعت احدهم يتفوه بلفظ ثقافة، نزعت على الفور غدارتها، ولوحت بها مهددة، ولذلك لاتوجد ثقافة في مصر تصنعها وزارة للثقافة
لاتوجد ثقافة الا في الافراح والموالد والتجمعات الشعبية وطقوس الحياة اليومية ذاتها بنت الحياة والكدح والفناء في الغناء والأمل ، و دعك من "بكش" وزيف قوافل وكرافانات الثقافة الجماهيرية الاستعراضية المبهرجة ، التي مازالت تنظم في القري والمدن والمراكز، وتدعي بانها تقدم "خدمة ثقافية للناس ، وهي لاتعقد في الواقع الا لتبرير سفر هذا الوزير او ذاك المدير، والحصول على بدلات واعانات سفر، ثم استقبال مدير الهيئة وموظفيها في المديرية في تلك الاحتفالات التي لايؤمها سوى حضراتهم ونهب ميزانياتها
ولكي تكتشف وهم الثقافة الجماهيرية الكبير؛ حيث أن الثقافة مازالت في مصر يافطات فقط ، واستقبالات فقط ، ومناسبات لعمل احتفالات، ونهب ميزانيات فقط ، وكل شييء يتحكم فيه توقيع الامير والمدير والوزير فقط مثل الحاكم بأمر الله
ولابد أن يركع تحت أقدامه وينفذ أوامرة الموظفون الغلابة
يكفي يا جمال زيارة مكتب المدير لاكتشاف مدي " جماهيريته"
لكي تتأكد بنفسك من ان ثلث ميزانية الدعم التي منحتها الوزارة للهيئة " الجماهيرية جدا "أخيرا ذهبت للصرف على مكتب فخامته وترميمه، وتستيفه وفرشه بارفع واحدث الاثاث واجهزة التكييف، اما عن حمّام المدير فلاتحدث
فهو مؤثث بالقيشاني والبلاط الفاخر واحجارالمرمر والزجاج الملون،حتى انك اذا دخلته ياصاحبي ، فكرت ان تمكث فيه اطول فترة زمنية ممكنة، لكى تنعم براحته وفخامته واناقته، فاية ثقافة جماهيرية هذه التي تذهب ميزانياتها لتلميع المدير والوزيروبيت راحته ،واعطاء شخص واحد صلاحيات بالهبل ،والادعاء بانه قادروحده على إدارة الثقافة الجماهيرية لشعبنا المصري العظيم؟ اليس هذا تهريجا مابعده ولاقبله تهريج؟ . أوليست ادارة جهاز ثقافي جماهيري كهذا ، تحتاج الى مجلس اداري منتخب من شباب مصر ومثقفيها وفنانيها ولايجب ان توكل ادارته لمسئول واحد؟
هذه الثقافة الجماهيرية الحقة هي الثقافة التي ظهرت أثناء الثورة في ميدان التحرير في الفترة من25 يناير وحتي 12 فبراير 2011 من خلال الملصقات وصحف الحائط والنداءات والمواويل والقصائد والتظاهرات العفوية والرسومات والبيانات، وما ابدعته الريشة والقلم ، والتقطت صوره كاميرات الهواة والمحترفين من افراد الشعب لتسجيل تلك اللحظة التاريخية العفوية، والتفاعل معها والتعبير عنها ، وهي لم تقع في مكاتب، وأشرف على صياغتها وزير او مدير
بمعني ان الثقافة لاتصنعها الوزارة ، ولا الوزير ولا مدير " الثقافة الجماهيرية " ، بل تصنعها في الاساس "مناخات الحرية" التي يجب ان تكون متوافرة دوما للناس للتعبيرعن ارائهم وافكارهم واحلامهم وهمومهم وطموحاتهم
تلك المناخات التي اعتقد بأنه قد آن الاوان من دون لا مدير ولا وزير ولا وصاية رسمية حكومية بعد الثورة، أن الأوان لكي تبسط ذاتها في شوارع مصر وازقتها وميادينها وساحاتها وحواريها، وتتفجر الآن في اللحظة بكل التماعات وألوان قوس قزح
من عند باب الفتوح ، ومرورا بباب الوزير والشعرية ،
ولحد باب النصر، في كل أنحاء مصر

صلاح هاشم

هناك تعليق واحد:

khaled elshebini يقول...

دعوة عامة لكل المصريين والعرب يوم ٢٢إبريل الساعة السادسة والنصف لمشاهدة فيلم الشيشة لخالد الشبينى فى المركز الثقافى المصرى
١١١ شارع سان ميشيل باريس