الجمعة، أبريل 29، 2011

مختارات سينما إيزيس .محمد خان والتمثيل المصري في مهرجان " كان " 64



محمد خان: من صنعوا دعاية النظام السابق لا يحق لهم تمثيلنا فى (كـان)


يؤمن المخرج محمد خان أن الثورة قد أعادت الأمل للمصريين وأخرجتهم من حالة الكآبة التى فرضتها عليهم الأوقات السابقة رافضا فى الوقت ذاته مشاركة من صنعوا دعاية النظام السابق فى صفوف الاحتفالات السينمائية الدولية الكبرى بالثورة المصرية ومن هنا اعلن رفضه لبعض الاسماء التى ستشارك بأفلام قصيرة فى مهرجان كان.. وعن الثورة وأهم مشاهدها وحال صناعة السينما يفتح خان قلبه لـ«الشروق».

● اختار مهرجان كان هذا العام مصر كضيف شرف له وخصص لها يوما كاملا لعرض مجموعة من الأفلام المصرية الروائية القصيرة كيف تجد ذلك؟
ــ ما قرأته فى حديث للمخرج يسرى نصرالله أنه كان قد أجرى لقاء مع قناة فرنسية فى قلب ميدان التحرير وهو الحوار الذى شاهده رئيس مهرجان كان والذى قام بدوره بالاتصال بيسرى ومن هنا بدأ الإعداد لهذا اليوم.

● ألمح من طريقة الحديث بعض ملامح عدم الرضا عن هذا الحدث؟
ــ هو ليس رضا كاملا وأنا بالفعل لدى اعتراض على بعض الأسماء التى قدمت مجموعة من الأفلام القصيرة فليس معقولا أن يكون اليوم عن الثورة المصرية ويكون من ضمن مخرجى الأفلام من كانوا يقومون بإخراج حملة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك والذى قامت عليه الثورة أساسا خصوصا حملته فى عام 2005 وهى الحملة التى كان يعارضها المصريون ولكن هذا البعض قام بإخراجها بل أعلن أنه ينفذها مجانا والبعض الآخر هو من أخرج البرنامج التى ظهر فيها مبارك مع عماد أديب فكيف يتفق هذا وذاك؟! وما أقوله هو حق الثورة نفسها.

● أنت تتحدث عن أسماء بعينها فلماذا لا نذكرها للناس خصوصا ان الأمثلة التى قمت بضربها يعرفها الجميع؟
ــ لن أذكر أسماء وأنا شخصيا لست ضد أحد ومن أقصده يعرف نفسه وهو ليس خلافا شخصيا بينى وبينهم بالعكس انا لست على خلاف مع أحد ولكن إحساسى الشخصى ان ما يحدث هو عملية قفز على الثورة وركوب للموجة وحتى عندما شرح يسرى نصرالله ما حدث لست مقتنعا بشرحه أو تفسيره وما أقوله أن البعض يشارك من أجل عيون مهرجان كان وحتى لا يقوم أحد بتأويل ما أقوله على أى محمل أكرر ما سبق أن قلته إننى ضد أى أفلام روائية عن الثورة الآن لأنه لم يمر عليها سوى أقل من ثلاثة أشهر ودعنى أكون أكثر صراحة وأشير إلى أنه لن يستفيد أى شخص مما سيحدث فى مهرجان كان باستثناء المهرجان نفسه.

● إذن فأنت تعارض مبدأ تقديم افلام روائية عن الثورة من أصله؟
ــ بالطبع، فتخيل كم المشاريع التى يعلن أصحابها أنها عن الثورة أو تم تغيير وقلب نهاياتها لتصبح عن الثورة أنها أشياء تحتاج وقتا كى نستوعبها ونفهمها وأنا شخصيا فكرتى التى أنتوى تقديمها قمت بطرحها على السيناريست رءوف توفيق وهى تحتاج لوقت حتى يتم كتابتها كى تكون تعبيرا حقيقيا للثورة وهى تطرح رؤيتى لمرحلة طويلة ممتدة ما بين ثورتى يوليو ويناير.

● إذن فأنت تتفق مع إطلاق مصطلح سبوبة الثورة على كثرة المشاريع التى يتم الإعلان عنها حاليا؟
ــ أتفق مع هذا التوصيف مائة بالمائة وارى انه حتى لجيلنا ان الأصلح لتقديم هذه المشاريع هم جيل الشباب الذى شارك فى الأحداث منذ بدايتها واستمر فيها طوال الوقت وهو ما يعيدنى لاعتراضى على اشتراك من كانوا يقدمون حملة مبارك والحزب الوطنى عام 2005 وهى الحملة التى رفضها الشعب المصرى كله وللعلم هو ليس موقفا شخصيا منى فهناك أحد الزملاء من المخرجين ممن هاتفنى مؤكدا أنه هو الآخر يرفض مشاركة هؤلاء لكنه لن يستطيع التصريح بموقفه لحسابات تخصه.

● أعلن البعض قائمة سوداء لبعض الفنانين ممن كانوا ضد الثورة فما هو تعليقك على هذا؟
ــ هو رد فعل طبيعى ولكن لابد من التسامح مع هؤلاء الفنانين فهم فعلوا ما فعلوه لأنم هم الآخرون كانوا تحت ضغوط قوية وأنا شخصيا ضد هذه القوائم السوداء وانا حتى عندما أنتقد مشاركة البعض فى افلام كان فاعتراضى ليس من منطق وضعهم فى لائحة او موقف شخصى منهم بالعكس تماما ولكن هذه الأفلام ستمثلنا جميعا وستمثل شباب الثورة.

● بعد عدة أشهر من الثورة هل ترى انها تسير فى طريقها السليم؟
ــ بالطبع هناك مكاسب تحققت واخرى ننتظرها وهناك بعض المخاوف التى نشعر بها لكن لا توجد ثورة تتحقق امانيها فى اربعة اشهر وهى ثورة سلمية ونفخر بهذا ولو كانت ثورة ديكتاتورية لكننا قد حققنا مطالبها فى شهر واحد وليس فى أربعة أشهر ولكننى سعيد بما نقدمه للعالم من دروس.

● يرى البعض أن هذا هو التوقيت الملائم لفيلمك «المسطول والقنبلة» فهل تتفق معهم؟
ــ بالطبع خصوصا أنه عندما توقف كان بطلب من الأمن ومباحث أمن الدولة الذين أوصوا بإيقافه بداعى الانتخابات وأتمنى أن يكون فى طريقه للتنفيذ وأعتقد أن هناك لقاء قريبا سيجمعنى برئيس جهاز السينما لبحث إمكانية تحريك المشروع.

● يشير البعض إلى أنك واحد من جيل يرغب دوما فى تقديم الشارع المصرى وهذه الثورة هى ثورة شارع فأين أنتم؟
ــ دعنى ابدأ بالتأكيد على أن أفلام جيلنا الذى ضمنى ومعى عاطف الطيب وداوود عبدالسيد ورأفت الميهى كنا نقوم بتقديم النقد السياسى والمجتمعى كل بطريقته ولو شاهدت هذه الأفلام حاليا لفهمت ضرورة ثورة 25 يناير ولهذه الأسباب ما زالت هذه الأفلام مستمرة حتى الآن بالرغم من مرور كل هذه السنوات.

● ولكن أين أنتم مما حدث فكيف تكون أفلامكم بهذه الصورة فى فترة القهر والآن نحن فى حرية أكبر بكثير؟
ــ لن أستطيع تقديم المليونية بمثل روعتها الحقيقية ففى إحدى المليونيات شاهدتها من شرفة أحد المنازل المطلة على الميدان وشعرت بالرهبة وأنا شخصيا أرى أن أهم ما نحتاج لتقديمه هو هو كيف غيرت هذه الثورة من البشر وأعادت لهم الابتسامة والهدوء وهو ما تستطيع ملاحظته فى الشارع وأنا أتذكر أننى قدمت مشهدا فى أحد أفلامى وهو فيلم «يوم حار جدا» عندما اصطدم محمد فؤاد بشخص فى الشارع وتشاجرا ولكن لو حدث هذا المشهد الآن لكان الرد اعتذار وابتسامة فالثورة فرغت الشحنات المكبوتة لدى الناس.

● ولكن ما سبب غياب هذه الابتسامة من وجهة نظرك؟
ــ إحساس كامل بعدم الأمان وخوف من الإفلاس الذى قد يصيب بلدنا بكاملها وعموما أعتقد أن أهم ما عاد إلينا هو الأمل فى الغد.

● توجد بعض الدعاوى لإلغاء الرقابة ترى ما هو تعليقك على هذا المطلب؟
ــ أنا أتفق معاها وبالطبع سيكون هناك من سيستغل هذه الحرية ولكن يجب عمل كنترول وعمل درجات للأفلام ووضع تعريفات محددة للكبار فقط وفيلم عائلى أو لا يصلح للعائلة والحرية لها ثمن.

● ما هو أهم مشاهد الثورة من وجهة نظرك؟
ــ أكثر مشهد أثر فى هى الملفات التى تم حرقها بمقار أمن الدولة وأذكر أنه كانت توجد مقالة تم نشرها لديكم كتبها جميل مطر يتخيل فيها ماذا ستفعل لو وجدت ملفك فى يديك، وبالطبع هذا المشهد سيكون له تأثير على الفكرة التى حدثتك عنها


عن جريدة الشروق

ليست هناك تعليقات: