الاثنين، مارس 28، 2011

افكار حول السينما والثورة وحياة مابعد السقوط بقلم صلاح هاشم








بروميثيوس طليقا.

أفكار

حول السينما والثورة

وحياة

مابعد السقوط


بقلم


صلاح هاشم



لابأس-قلت لصديق- لابأس من ان يكون الحديث عن السينما والثورة شاملا الكتابة عن الافلام التي عرضت لنضالات الشعب المصري ضد الظلم والاستبداد والطغيان من عند فيلم الرائدمحمد بيومي الذي يصور فيه عودة الزعيم سعد زغلول من منفاه و خروج الشعب المصري في الاسكندرية لعناقد واستقباله مرورا بفيلم مصطفي كامل وفيلم يسقط الاستعمار وحتي افلام الايدي الناعمة ورد قلبي وغيرها وتلك الافلام التي صنعت وانجزت بدافع وطني ونوايا تعليمية طيبة، لكني افضل اطلاق تسمية " أفلام تاريخية " على تلك الافلام المذكورة سلفا، على اعتبار ان الافلام " الثورية " في نظري هي كل الافلام التي " طورت " من فن السينما ذاته من خلال خلق وابتاع واستحداث " نظرة" جديدة كما في فيلم " الارض الموعودة " للمخرج التشيلي ميغيل ليتين و " الفتوة " لصلاح ابوسيف و" المومياء " لشادي عبد السلام وفيم " حياة ما بعد السقوط" للعراقي قاسم عبد، فلا يكفي في اعتقادي ان يحكي الفيلم عن او يعرض لاحداث تاريخية معينة قادت الى ثورة ، بل يجب ان يكون الفيلم قادرا ايضا وهو يحكي عن تلك الاحداث، قادرا على خلق واستنباط وابتكار اشكال فنية جديدة هي التي تطور في رأيي من فن السينما ذاته باستحداثها من خلال تلك الابتكارات لنظرة جديدة واحب ان اطلق على تلك " النظرة " احب ان اسميها بـ" إعادة اكتشاف المكان الذي انطلقنا منه وللمرة الاولي" كما في فيلم قاسم عبد" ويحضرني في هذا السياق كلام سمعته من المخرج السوري عمر اميرالاي من خلال حوار اجريته معه وضمنته كتابي " السينما العربية خارج الحدود " الصادر عن المركز القومي للسينما في مصر عام 1999 وهي الكتب التي كانت تنشرها لنا تلك مؤسسات ثم تودعها مخازنها ولاتعرضها للبيع وتعتم عليها ونحمد الله على ان بعضها وصل الى بعض القراء لكن هذه حكاية اخري ويقول اميرالاي في الحوار معه انه علينا أن نبدأ دوما في السينما العربية من نقطة الصفر، ولا يعني ذلك اهمال او اغماط حق او استبعاد التقاليد " الثورية " العريقة التي أرستها السينما المصرية، بل يعني انه عند لحظة البدء في عمل فيلم ما وابتادع صورة تشبهنا مع وعينا لكل التقاليد السابقة يجب ان نبدأ من عند نقطة الصفر من أجل" شق الطريق بالقوة أمام إتصال تقدم التاريخ " فالفيلم الثوري في نظري ليس كما في افلام " هي فوضي " مثلا لخالد يوسف الذي شاهدته ولم يعجبني، بل هو الفيلم الذي يطور من وعينا بمشكلة ما اجتماعية او سياسية ويكشف من خلال نسيجه العام عن التناقضات في قلب العملية الاجتماعية ويطور في نفس الوقت من فن السينما ذاته بابتداعه لـ " نظرة " جديدة ( في فيلم هي فوضي سيناريو تفصيل جيد وتصوير جيد للتفصيل اي جعجعة بلاطحن لكن لاتوجد "نظرة" وكما هو الامر كذلك في فيلم " عمارة يعقوبيان " )فالمومياء لشادي عبد السلام هو من هذا المنظور فيلم " ثوري " اكثر من فيلم " مصطفى كامل " مثلا ليس فقط لأنه " المومياء" يحكي عن موضوع علاقتنا بتراثنا المصري في لحظة تاريخية محددة وسرقة وبيع الآثار ونهبها كما فعلت قبيلة الحربيات وسارت مافيا مبارك بقيادة السيدةحرمه سوزان في نفس السكة ربما، بل لان " المومياء" ابتدع ايضا او ابتكر " نظرة" جديدة من خلال عناصر الفيلم الفنية الصلصال او العجينة التى شكل من خلالها وصاغ رائعته السينمائية التى دلفت الى تاريخ السينما المصرية والعالمية من أوسع باب بسبب من تميزها وتفردها و" بصمة" شادي عبد السلام السينمائي المصري المبدع الفنان في الفيلم، وأنا أميل وانحاز الى قول المخرج والمفكر السينمائي جان لوك جودار في تعريفه للفيلم الثوري او السياسي فقد كان يحب ان يردد انه الفيلم الذي يحكي عن التناقضات الاجتماعية ولذلك فاي فيلم يمكن اعتباره من هذا المنظور فيلما سياسيا، ويكون " ثوريا " حقا فقط عندما ينجح ايضا كما قلت في تطوير فن السينما ذاته بكل ابتكارات الفن السينمائي المدهشة، ويرسخ بذلك لفكرتنا عن " هوية " الفيلم الثوري، وعدم اقتصارها فقط على الافلام التي تتميز بطابع " تاريخي " أو تحكي عن تمردات وثورات، ويكون مثل الاغاني " الثورية " الجديدة التي ظهرت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وكلها شعارات وهتافات فارغة وصار الاعلام المصري من اذاعة وتلفزيون ( وهو للأسف مازال يتحكم في امره قيادات نظام مافاوات مبارك الذي سقط) صار يقصفنا بها في كل لحظة وهلكتنا بمباشريتها وتفاهتها وقبحها


ليست هناك تعليقات: