الاثنين، أبريل 19، 2010

البحث عن رفاعة ينفتح علي "الحاضر الإنساني "في مصر.





ثلاث لقطات من فيلم " البحث عن رفاعة " لصلاح هاشم




تأجل عرض فيلم " البحث عن رفاعة " الذي كان مقررا أن يعرض اليوم الاثنين 19 ابريل في المركز الثقافي الفرنسي بمصر الجديدة القاهرة مصر ، بسبب توقف حركة الملاحة الجوية في اوروبا ، وتعذر سفر د. لميس عزب بالتالي من باريس الي مصر ، وكانت ستلقي محاضرة عن رفاعة الطهطاوي رائد نهضةمصر الحديثة قبل عرض الفيلم ، وتحكي عنه..
وكانت " سينما ايزيس " شرعت في نشر بعض المقالات النقدية التقيمية عن الفيلم باقلام كبار النقاد والمعلقين قبل عرضه في المركز المذكور ، و من ضمنها المقال المرفق هنا ، وكان مقررا له ان ينشر اليوم ، ويقدم حصاد الندوة التي اقيمت في اعقاب عرض الفيلم يوم 9 يونيو 2008 في جامعة لندن ، و يعرض للافكار الاساسية لمخرجه، والأسباب التي دفعته لانجازه ، وكيف أشتغل عليه






فيلم " البحث عن رفاعة " ينفتح


وهو يناقش


أفكار الطهطاوي


علي " الحاضر " الإنساني في مصر


إيلاف.خاص


عرض يوم الاثنين الفائت، التاسع من شهر يونيو2008، في مدرسة الدراسات الإفريقية والشرقية بجامعة لندن، فيلم الناقد والكاتب المصري صلاح هاشم " البحث عن رفاعة "، الفيلم الذي أنتجته " مجموعة نجاح كرم للخدمات الاعلامية " بالكويت، قام بتصويره ومونتاج سامي لمع. بعد عرض الفيلم ، فتح النقاش حول الفيلم بحضور المخرج صلاح هاشم والمصور سامي لمع والدكتور صبري حافظ أستاذ الأدب العربي الحديث بالجامعة، وأستاذ الأدب المقارن الدكتور أيمن الدسوقي

استقبل الفيلم بترحاب كبير، بسبب القضايا الفكرية والفلسفية التي يعرض لها، وتوهجه وشكله الفني أيضا، حيث يقدم " رفاعة " بأسلوب موسيقي الجاز ، وينفتح علي المنظر الطبيعي و" الحاضر " الإنساني في مصر، ويدخل إلي الزحام من دون خوف ، في القاهرة وطهطا وأسيوط، ويمتزج أثناء بحثه عن رفاعة في ربوع مصر بالحشد الإنساني

وكان هناك إجماع من خلال مداخلات الحاضرين ، علي أن الفيلم قد حفزهم أيضا علي التفكير والتأمل في " حاضر " مجتمعاتنا العربية وتناقضاتها ، في بحثها عن " هوية " ومستقبل ومصير، و هي تواجه أشرس صعود للتيارات والجماعات الدينية السلفية الظلامية المتطرفة ، التي تريد العودة بنا إلي عصور التخلف والجاهلية ، وبخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وما تبعها من غزو "بوش " للعراق، و في إطار المتغيرات الجديدة المتلاحقة التي نعيشها كل يوم في عصر العولمة

وكان صلاح هاشم مخرج الفيلم ، نوه في مداخلته بالمتاعب التي تجشمها في صنعه ، حيث صور أكثر من عشرين ساعة في القاهرة وطهطا وأسيوط، واستغرق العمل في مونتاج الفيلم أكثر من ستة شهور بين باريس وكوبنهاجن، وذكر أن الهدف من صنع الفيلم ، لم يكن نوعا من التكريس ل " عبادة البطل " او إقامة التماثيل لشخصية رفاعة الطهطاوي المعلم والمفكر الإنسان ورائد نهضة مصر الحديثة

بل التحفيز علي التفكير في " فكر " رفاعة ، و أفكاره و معتقداته الأساسية، بخصوص مفاهيم ومعاني النهضة والتقدم ، وحرية المرأة ، ودور المثقف ، وحقوق الإنسان..

وذكر صلاح هاشم في مداخلته، إن الفيلم ليس فيلما عن " الماضي " أو الحنين إلي الماضي، بل هو عن " حاضر " مصر وواقعها الآن" كما ذكر انه من بين كل الأفلام الروائية او التسجيلية التي سوف تصنع مستقبلا عن رفاعة الطهطاوي، سيكون فيلمه " البحث عن رفاعة " ، أكثرها قربا من الناس في بر مصر العامرة بالخلق ، حتي لتلمس فيه لفح أنفاسهم ، و حفيف خطواتهم ، وحبهم وعشقهم للحياة ووطنهم مصر

وقد أراد من خلال الفيلم ان يجسد ذلك العشق، بل وأن يمسك بتوهج الحياة ذاتها في مصر، ضد الفناء والاندثار والعدم ، ومتاعب ومشاكل كل نهار

كما أراد كما نوه، أن تكون تجربة الفيلم في شموليته الفنية، وهنا تكمن أهميته، ليس في مناقشة الأفكار التي أتي بها رفاعة من رحلته إلي باريس عام 1826 ، بل في التركيز أساسا علي " مسلك " رفاعة الحضاري ذاته أثناء تلك الرحلة، وذلك من خلال الأسلوب الذي انتهجه رفاعة في التعامل مع الحضارة الغربية والنظر فيها: أسلوب " الانفتاح " علي إضافاتها ومنجزاتها ، من دون شعور بالدونية أو الاستعلاء

وذكر أن رفاعة كان مسنودا في ذلك علي ثقافته الدينية الأزهرية ، وواعيا بموروثه الثقافي والحضاري، ولذا كان بالتالي محميا من " الانبهار " بتلك الحضارة، والارتماء في أحضانها

كما أشار المخرج إلي انه اعتبر وهو يشكل " بنية " الفيلم ،اعتبر انه يؤلف قطعة موسيقية بأسلوب موسيقي الجاز، ولذلك حرص علي أن يبرز في الفيلم عنصر " الارتجال " ، وعنصر " الحرية في العزف " التي يرتكز عليهما هذا النوع، وأراد أن يقدم " رؤية " لرفاعة بأسلوب الجاز، وظهر ذلك من خلال مونتاج الفيلم، وإيقاعه، وحركة التنقل في المشاهد بين باريس والقاهرة وطهطا وأسيوط

وتلك التلقائية المقصودة المحببة ، التي تظهر بوضوح في الفيلم، فتمنحه نفسا وروحا، وتجعله ينبض بالحياة

ونوه هاشم في مداخلته بأن الفيلم يطرح أيضا أثناء بحثه عن رفاعة ، يطرح سؤال السينما ، وكيف يمكن أن تكون أداة بالفعل ، لا للترفيه والتسلية فحسب ، بل للتفكيرايضا في واقع ومشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، ووسيلة للمحافظة علي ذاكرتنا: ذاكرة رفاعة ، وذاكرة الحاضر الآن في مصر، وعلي أمل أن يكون الفيلم كله عبارة عن معزوفة موسيقية جازية حديثة ، قصد بها أن تكون تحية حب وتقدير إلي المعلم الأكبر الطهطاوي، ومنهجه وفكره، وقصيدة أيضا في حب الناس، وبحيث تتحقق من خلالها أيضا متعة السينما كفن للمخاطبة والتواصل من خلال شريط الصورة ، عن جدارة



عن جريدة " إيلاف " الاليكترونية بتاريخ الخميس 12 يونيو 2008


ليست هناك تعليقات: