الثلاثاء، أبريل 20، 2010

مقال نقدي يثير سخطا في البرلمان اليمني ودعوة للتضامن مع العقبي





وصلتنا الرسالة المرفقة من الزميل الناقد السينمائي البحريني حسن حداد ، صاحب ومؤسس موقع " سينماتيك" الموجود ضمن مواقعنا الصديقة المفضلة، ويطالب فيها حداد بالتضامن مع السينمائي اليمني حميد عقبي ، و نحن ننشر هنا رسالته بالكامل ، ومقال عقبي الذي أثار غضب البرلمانيين اليمنيين






من أجل حرية الفكر





دعوة للتضامن مع السينمائي اليمني

حميد عقبي



مقال نقدي


لفيلم حين ميسرة



يثير سخط البرلمان اليمني



و خطباء الجوامع








مازال الشارع اليمني بكل فئاته مشغول بتطورات القضية التي اثارتها كتلة من النواب التابعين لحزب الاصلاح الديني باليمن وذلك بسبب مقال نقدي للمخرج السينمائي اليني حميد عقبي المقيم بفرنسا والذي تناول عبر حلقات دراسة نقدية حول فيلم "حين ميسرة" بعنوان "المضمون الاجتماعي والسياسي والاغراء الجنسي في افلام خالد يوسف"، وركز المعترضين على الحلقة الاخيرة المنشورة في 21 مارس الماضي في العدد 524 بصحيفة الثقافية التي تصدر عن مؤسسة الجمهورية الرسمية بتعز، ويعتبر المعترضون ان الكاتب نادى بسن قوانيين تبيح زواج المثلية باليمن وتدعو للرذيلة والاباحية الجنسية، وتم ماقشة الموضوع تحت قبة البرلمان اليمني في يوم 7 ابريل وأثار سخط الاعضاء وتم تحرير مذكرة الى وزير الاعلام من رئاسة البرلمان تطالبة باغلاق الصحيفة والتحقيق مع المسؤولين، وعلى اثرها اصدر سمير اليوسفي رئيس مؤسسة الجمهورية قرار بايقاف الصحيفة وتحويل طاقم التحرير الى التحقيق. ورغم اغلاق الصحيفة الا ان ردود الفعل انتقلت الى الجوامع والمساجد في صنعاء وعدد من المدن اليمنية الكبرى تطالب باصدار اقصى العقوبة على الكاتب عقبي باعتباره يدعو للاباحية وسرعة محاكمته. كما تم تشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق من المنتظر ان ترفع تقريرها خلال ايام وتحويل القضية الى النيابة والمحكمة.

ويدور نقاش واسع في الكثير من المنتديات الاليكترونية والشارع اليمني، وتم توزيع منشورات تكفر المخرج السينمائي حميد عقبي وتطالب باباحة دمه. هذا وقد اكد عقبي الموجود حاليا بفرنسا انه لن يعتذر وان ما طرحة وجهة نظر تدعو لفهم ظاهرة المثلية الجنسية ومعالجتها باسلوب علمي وعصري وانساني وضرورة التوسع في القوانيين المدنية التي تدعم الحرية الاجتماعية وعدم التفريق بين الناس بغض النظر عن الدين او اللون او الهوية الجنسية، كما طالب بضرورة التفريق بين المثلية الجنسية والاستغلال الجنسي للقاصرين والقاصرات، وتناول في الدراسة صورة المثلي الجنسي بالسينما العربية باعتبارها ضعيفة وممقوته وهشة.

الجدير بالذكر ان حميد عقبي مخرج سينمائي يمني مقيم، وهذه دعوة من موقع "سينماتك" للتضامن معه وضد الحجر على حرية الفكر والتعبير عن الرأي في الوطن العربي.





مقال العقبي







المضمون الاجتماعي والسياسي



والإغراء الجنسي



في أفلام خالد يوسف



بقلم


حميد عقبي



الحلقة الأخيرة




المخرج السينمائي المصري الأكثر إثارة خالد يوسف والذي لم يسلم من النقد والتشهير باعتباره مروجاً للفاحشة والفساد وخصوصاً في فيلمه "حين ميسرة " حيث أثار مشهد السحاق اعتراضات واحتجاجات من جهات عديدة، ومن وجهة نظر المخرج أن الفنان والسينمائي عليه أن يتوغل في عمق الواقع الاجتماعي وإظهار مشهد جنسي فاحش أوعنيف هو جزء من قراءته للواقع وخصوصاً مجتمع العشوائيات الفقير والبائس.

نود أن نختم هذا الملف مع فيلم "حين ميسرة" للفنان خالد يوسف وذلك كون لدينا مواد مهمة في الاسابيع القادمة، وسوف نتناول المحاور الثلاثة الباقية وهي السلطة، والارهاب، والطبقة البرجوازية، وقد ورث خالد يوسف عن استاذه يوسف شاهين مسالة مقارعة السلطة ولكنه بالطبع أقل شجاعة من استاذه، كون العملاق يوسف شاهين كان لا ينقل الواقع بل يعري السلطة ويفضحها بشكل فني مدهش ولم يكن يخاف سلطة الرقيب وجبروته ولا نجد في أفلامه مداهنة أو نفاقاً اوتصالحاً بل كان كل فيلم بمثابة ضربة قوية لفضح ديكتاتورية وعنف هذه السلطة وخوائها الفكري والروحي واللإنساني في التعامل مع الناس باعتبارهم عبيداً وليسوا شعباً من حقه أن يعيش كبقية الشعوب الحرة.

السلطة هنا في فيلم "حين ميسرة "تستغل حشيشة وغيره ليكون جاسوساً وتعطيه بعض السلطات ليصبح فتوة الحي بشرط ان يظل عينها وخصوصاً على الفئة الارهابية والتي أصبحت تمثل خطراً حقيقياً على الاستقرار السياسي وتوجه ضربات موجعة اقتصادية وهي اي هذه الفئات الارهابية تأخذ من الأحياء الفقيرة العشوائية ملاذاً آمناً كي تختفي في شكل خلايا وهي مدعومة من جهات غربية ولم يوضح الفيلم اهداف هذه الفئات بالضبط وما هي مطالبها وجذورها وافكارها.. يظهر في هذا الفيلم أن السلطة أي الشرطة غير قادرة على فهم هذا المجتمع والتعامل معه وتفتقد لرؤية واضحة علمية ومدروسة المهم هو تنفيذ التعاليم التي تأتي من السلطات العليا والحصول على مكاسب وترقيات هناك خلل لدى السلطة وعدم فهم واضح للمجتمع العشوائي فالقوة وحدها لا يمكن أن تمنع الجرائم دون علاج ناجع لمشاكل الانسان واحتياجاته الضرورية مثل الصحة والتعليم والثقافة والعمل والشعور بالأمان أو الشعور بالوجود وجمال الحياة، والاجرام يجد ملاذاً جيداً في اوساط المجتمعات الفقيرة والجاهلة وغير المثقفة وتتحول هذه المجتمعات الى أرضية خصبة للارهاب والجريمة وهذا ناقوس الخطر الذي يهدد معظم مجتمعاتنا العربية، فالحكام يستأثرون بالمال والثروة والخيرات ويدعون شعوبهم في دائرة الفقر والجهل والمرض مما ينتج عنه شعور بالضياع والعودة للعصر الهمجي حيث القوة هي المعيار وينتزع حشيشة السلطة المحلية داخل هذا المجتمع العشوائي بالقوة باحراق تاجر الحشيش واعوانه وكما سبق وقلنا خالد يوسف من خلال هذا العنصر حاول خلق شخصية ملحمية أي بطل لكننا لم نفهم هذا البطل جيداً ولم نتعمق الى دواخله وظل هناك فراغ في هذه الشخصية وخلل الى نهاية الفيلم.. الفئة الارهابية في هذا الفيلم ظهرت مختفية ومتاورية عن الانظار وتتخذ من مجتمع العشوائيات مجرد ستار بشري وهي لا تتدخل في الحياة العامة، وهذا قد لا يكون صحيحاً كون الجهات الدينية المتطرفة والرديكالية دائما تفضل المجتمعات الفقيرة وتحاول السيطرة عليها وفرض قوانينها وهي تستغل الفقر والحاجة وهذا يحدث في مدن كثيرة ، مثلاً اليمن نجد بعض الجهات الدينية تقوم بتاسيس جمعيات ومعاهد دينية لنشر فكرها ومسخ المجتمع بنشر العنف والفوضاء والقسوة والتركيز على الشباب وتحويلهم الى حيونات مفترسة لا انسانية والترويج للجهاد والخلافة الاسلامية وقتل أعداء الإسلام، أي أن شخصاً يخالفهم بالفكر يصبح عدواً لله ، وهم ليس لديهم استعداد للفهم والحوار بل للقتل والتدمير لكل ما هو حضاري وانساني وروحي.

إن هذه الفئة تهدد مجتمعاتنا والانسانية بشكل عام كونهم اعداء للحياة والتحرر والثقافة والفن والاستقرار وهي تجد مرتعاً خصباً بسبب الانظمة الديكتاتورية وغياب الديمقراطية والتنمية والحل الوحيد هو مزيد من الحريات والتنمية وتشجيع الثقافة والفنون والتعليم من أجل اسئصال هذه الفئة والقوة وحدها قد لا تنفع، ومصيبتنا في العالم العربي اننا لا نفكر بعقلية علمية لحل مشاكلنا ونعيش تحت وطأة أنظمة مستبدة ومتهالكة يسودها الفساد.. الطبقة البرجوازية هي الاخرى تجد في هذه المجتمعات الفقيرة والعشوائية مجرد مصدر للذة الجنسية، وناهد دلالة واضحة ومشهد الاغتصاب يحاول اظهار مدى قسوة وعنف الطبقة البرجوازية واستغلالها، فناهد مجرد جسد ينهشه هؤلاء ولا يفكرون في مشاعرها كإنسانة .وهذه الطبقة أيضاً ضائعة وخاوية روحياً وليس لديها أدنى مسئولية وكل ما يهمها اللذة الشخصية وهي نتاج فساد عام، وللاسف في مجتمعاتنا العربية اصبحت هي الشريك الاول في السلطة أي انضم الفساد للفساد لتشكيل لوحة لا مكان فيها للروح ، لا مكان فيها للفقراء، لا مكان فيها للحرية الاجتماعية ، وهذه الطبقة المترفة ليس لديها اخلاق أو قيم أو دين وهي مستعدة لانتهاك كل الحرمات وتدنيس الروح وهي مدعومة بالمال والسلطة وقد ظهرت الطبقة البرجوازية بشكل بسيط في هذا الفيلم لكنها موجودة من خلال مشاهد أخرى في الحارة الشعبية وهي سبب كل البلاء والبؤس الإنساني.. خالد يوسف يرى أن الخطر الذي يهدد استقرار المجتمع المصري والعربي هو ذوبان وسقوط الطبقة المتوسطة الى قاع الفقر ، وهذا يسبب خللاً اجتماعياً وسياسياً فكرياً، ولكل مجتمع أوطبقة سلبياتها واظهار سلبيات المجتمع ليس عيباً ونحن نؤيد هذه النقطة ولا نرى من العيب اظهار مشهد جنسي فاحش أوعنف مقزز كوننا بحاجة الى نوع من الصدمة كي يستيقظ الاحساس فينا ونشعر بالواقع على حقيقته ولا نكتفي بما تنشره الصحف الرسمية من إنجازات وهمية لمشاريع التنمية والتحديث، فالخراب يعم ويسيطر ويقتل فينا اشياء كثيرة وأهمها أدميتنا وإنسانيتنا ولواستمر الحال فسوف نصبح مجتمعات وحشية وخارجه عن إطار الحضارة وللاسف لا توجد مشاريع قوية حضارية في عالمنا العربي والتفاؤل بالتغيير أصبح مجرد وهم أو حلم ساذج ولكن الفنان عليه الا يستسلم ويعرض أفكاره ورؤيته بشكل صادق ومعبر وفني أيضاً .

نختم هذا الملف بالعودة والحديث عن المثلية الجنسية ، وقد تلقيت بعض الرسائل وبعضها كان قاسيا ويظهر ان هناك سوء فهم حول ما تم ذكره في الحلقات السابقة، وأود أن اطرح بكل صراحة ان فئة المثلية الجنسية هي جزء وشريحة من مجتمعاتنا ولا يمكن أن نلغيها أو نستمر في ازدرائها وعزلها، وعلينا ان نطور القوانين المدنية ونوسع من حرية التعبير لتجد هذه الفئة المناخ الملائم للتعبير عن نفسها واندماجها وتفاعلها مع الاخرين ، ففي الغرب والدول المتقدمة توجد مؤسسات عملاقة وجمعيات لحماية هؤلاء ونبذ العنصرية ضدهم وتم سن قوانين عديدة لحمايتهم ومساعداتهم على الاندماج والتعايش مع الفئات الاخرى وهم يطالبون بسن مزيد من القوانين مثل قوانين الزواج من بعضهم البعض والتبني وغيرها من الحقوق المدنية، وعلينا التفريق بين المثلي الجنسي اي الرجل الذي يجد الرغبة في رجل آخر أو امراة تجد الرغبة واللذة في امراة اخرى وتكون علاقتهم مبنية على الحب والاحاسيس وبين الرجل الذي يستغل الصبيان مثلا والقاصرين لسد شبقه الجنسي فهذا الفعل في اغلب القوانين يعد جريمة يعاقب عليها القانون وكذلك المراة التي تستغل القاصرات لغرض جنسي فهذا فعل شنيع ومرفوض ولكن العلاقات المتكافئة أي أن يكون السن متقارباً وتكون العلاقات حميمية وانسانية وهناك مشاعر حب وعشق ورغبة للاستمرار في العلاقة وليس مجرد متعة عابرة والتي أصبحت تنتهي بالزواج أو بنظام اجتماعي معين فيه استقرار ولكل طرف حقوق وواجبات، وأصبحت عقود الزواج المثلية يتم عقدها في الكنائس وبعض الدول مثل السويد مثلا سنت قوانين الزواج المدني بين المثليين وكل يوم يمر يحدث تقدم ويحمل مكاسب جديدة للمثليين وهم يودون العيش بامان واستقرار ولا يعني هذا ان هذه الجمعيات تدعو الناس لسلك نفس السلوك ونشر الرذيلة كما نطلق عليها نحن في الشرق، ورغم قسوة الواقع في العالم العربي بالنسبة لهذه الفئة فقد تحقق انتصارات وتنتزع الاعتراف الرسمي والمدني وربما بعد عشرين عاماً قد يصبح حضور مراسم زواج مثلي جنسي في بلد مثل اليمن أمراً عادياً ليس فيه أي نوع من الغرابة أوالدهشة نحن نعيش في عالم السماوات المفتوحة والتغيرات السريعة ونحن جزء من المجتمع الانساني ولا يمكننا أن نظل معزولين عنه ومن الأفضل ان نناقش مثل هذه القضايا بشكل علمي بعيداً عن سطوة وتاثيرات أخرى كالدين والعادات والتقاليد.

ليست هناك تعليقات: