الخميس، أكتوبر 06، 2005

حصاد الاسكندرية السينمائي 22 بقلم صلاح هاشم



ملصق فيلم " تحيا الجزائر " الحاصل علي جائزة العمل الاول او الثاني في المهرجان



محمد خان في مأزق

الأسباني "عاشق البحر" يحصد جوائز مهرجان الثغر الجميل
و المصري "ملك وكتابة" يخرج من المولد بلاشي
ء

القاهرة (مصر) كتب صلاح هاشم: حفل مهرجان ألا سكندرية السينمائي الدولي 21 الذي أقيم في الفترة من 7 إلى 13 سبتمبر في مدينة ألا سكندرية / مصر، حفل بالعديد من المفاجآت، علي كافة المستويات السينمائية والتنظيمية والحياتية، فقد تزامن موعد انعقاد المهرجان في 21 سبتمبر مع مؤتمر ويقال احتفال حكومي، حجزت له مسبقا غرف الفندق الذي يعقد فيه المهرجان، فاضطرت إدارته إلي زحزحة الميعاد إلي وقت آخر، وعلي أساس أن يعقد في السابع من سبتمبر، غير أن سوء الحظ لازم هذه الدورة بشكل بدا غريبا ومتعمدا وقدريا، إذ تزامن الميعاد مرة أخري مع انعقاد الانتخابات الرئاسية في ذات اليوم، فاضطرت الإدارة إلي إلغاء حفل الافتتاح، مع استئناف عرض ألا فلام، التي كان مقررا لها أن تعرض حسب البرنامج الموضوع، وبحضور لجنة التحكيم فقط، التي كان يترأسها المخرج المصري محمد خان وبمشاركة المخرج المغربي محمد عسلي " الملائكة لا تحلق في الدار البيضاء " والفنانة الممثلة القديرة " لبلبة ". وعرضت أفلام بالفعل علي شاشات المهرجان المحاصر المطوق من دون أن يشاهدها الجمهور، الذي كان منشغلا آنذاك بالطبع بالانتخابات والتجربة الديمقراطية الجديدة..



ملك وكتابة..

وكانت السينما المصرية حضرت في المهرجان الذي عرض أكثر من خمسين فيلما من 32 دولة، حضرت من خلال فيلم "ملك وكتابة" لكاملة أبو ذكري الذي شارك في المسابقة الرسمية، ولم يعجبنا، رغم انه حاز علي إعجاب وتصفيق العديد من الصحفيين المصريين الذين حضروا الفيلم، ولم يكن إعجابهم وتصفيقهم – حسب ظني- في اغلبه إلا مجاملة في المحل الأول للممثل القدير الفنان محمود حميدة، ولولا تمثيله، حسب رأيي، لكان الفيلم سقط سقوطا مدويا، وذلك لغياب السينما في ذلك الفيلم ومصر بالكامل،.. ولو أن "ملك وكتابة" كان أيضا من تمثيل وبطولة ممثل آخر غير محمود، ..ما كان احد قد شاهده ..أو التفت إليه، لأنه لا يحمل هما، ولا يعالج قضية تهم الناس الحقيقيين في مصر، وقد تراكمت مشاكلهم وهمومهم وتدهورت أوضاعهم، ثم جاءت كارثة أو حادثة بني سويف التراجيدية المؤسفة التي ضاعت فيها أرواح العديد من كتاب ونقاد المسرح المصري( أكثر من 42 كاتبا وناقدا) لتشيع روح التشاؤم وحياة العبث والإهمال التي نعيشها في الوطن، وقد قام محمود حميدة بدورين في ذلك الفيلم " ملك وكتابة " ولا توجد به أية " كتابة " سينمائية بالمرة بل "تفصيل" سينمائي علي مقاس ذلك الممثل محمود حميدة، وتلك الممثلة التي تشاركه البطولة ونعني بها التونسية هند صبري . إذ بدا لنا " ملك وكتابة " مصنوعاومفبركا وعلي مقاس محمود حميدة، "المنتج المنفذ" ايضا للفيلم، ليكون امتدادا لدوره في فيلم "باحب السيما" لاسامة فوزي. مثل حميدة دورين، دور دكتور جيكل الذي يدرس في الجامعة علوم التمثيل والمسرح وهو لايفقه شيئا لا في المسرح ولا في التمثيل ودور مستر هايد الذي يخشي ويخاف ويرتعب من مغامرة الحياة، ويدفن رأسه في الرمال مثل النعامة، وكدنا من الثرثرات والتفسيرات المكررة المعادة في الفيلم، نموت من البؤس والملل في مثل تلك افلام تبدو لك كما لوكانت "قصة هوليوودية" وتقع احداثها في المكسيك، وخسارة ان تذهب اموال الشعب المصري في تمويل مثل تلك افلام . افلام صحيح "جميلة" من حيث الصورة، و"نظيفة" من حيث الموضوع، واكثر من "جيدة" من حيث التمثيل، ..لكن يغيب فيها فن السينما بالمرة، كما يغيب فيها.. توهج الحياة بمشاكلها وهمومها في بر مصر العامرة بالتلوث والخلق والبشر، واتحدي ان يكون احدكم عرف اناسا مثل هؤلاء الاشخاص في فيلم كاملة و لانها ببساطة شخصيات هلامية من ورق ومصنوعة من الوهم وليس اهل مصر كما يقدمهم الفيلم ولابد ان هؤلاء البشر الذين يعرض لمشاكلهم – قلت لنفسي – يعيشون في فنزويلا ربما او في المكسيك يجوز، ولذلك لم اتعاطف معهم ولا همومهم ولم استطع ان اتبين كذلك "المكان" الذي فيه يعيشون، اذ بدا لي مجرد يكور جميل اجوف ومأخوذ من اقرب محل للاثاث بجوار استوديو التصوير، ولانعرف ماذا حدث لكاملة ابو ذكري، تلك المخرجة لشابة الواعدة التي تحمسنا لافلامها الاولي، حين قدمت لنا في بداية عملها بالاخراج بضع ماسات سينمائية مثل "قطار الساعة السادسة" و"نظرة للسماء" ثم اذا بها في فيلمها الروائي الثاني تغسل يديها هكذا من كل فن، وتكاد تتبرأ من اعمالها السينمائية القصيرة التي اعلنت عن مخرجة متميزة ومتأملة، مما يدعو الي التساؤل حقا: نري هل سيكون هذا هو مصير كل مخرج سينمائي مصري شاب واعد، السير علي الخط بعد فيلم اوفيلمين جيدين، ثم الانخراط في صنع افلام "السوق" المنحطة الغثة التافهة الحقيرة المصنوعة للاستهلاك السريع، وصنع افلام لانري فيها مصر الحقيقية وهمومها، كما في فيلم "كليفتي " الرائع للمخرج المصري الكبير محمد خان الذي كرمه المهرجان في دورته 21 هذه.؟ ومااوسع المسافة بين "ملك وكتابة" و"كليفتي" . الفرق بين "الاصل" و"الظل الوهم" بين "الفن" و"البضاعة" المفبركة الملفوفة –اجل- في ورق سوليفان مثل عروسة المولد، و تري هل يكفي ان يكون الفيلم مجرد "نمرة" في التمثيل، ليس الا، مثل رقصة قام بها محمود حميدة فابدع، في حين سقطت الممثلة التونسية هند صبري واختفت تلك الممثلة التي ادهشتنا في "صمت القصور" لمفيدة تلاتلي و"مخبر وحرامي" لداود عبد السيد، وظهرت في محلها "نجمة" يطاردها الصحفيون من اجل حديث معاد ومكرر ومنشور في كل المجلات اللامعة المصقولة، ولاتقول به شيئا، وراحت تلك النجمة في " ملك وكتابة " تظهر لاتمثل.. تظهر لتلقي علينا درسا في الالقاء والانشاء بل دم ولا روح ولا حياة في فيلم لانحتاجه وغير ضروري بالمرة، وانا اتعجب واندهش اذا كان منتجنا المنفذ قد دفع لتلك الممثلة التي لم يظهر علي وجهها أي احساس او انفعال او تعبير مقنع وهي تمثل، دفع لها اجرا..جاء فيلم " ملك وكتابة " لكاملة أبو ذكري كما نوهنا محبطا ومخيبا للآمال، وكان الفيلم المصري الوحيد الذي شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، التي دخلتها أفلام سينمائية عملاقة وعالية الجودة الفنية مثل الفيلم الفرنسي "ملك وملكة" لارنو دلبشان والفيلم الاسباني " عاشق البحر " ولذلك كان حظه وحظ بقية الأفلام العربية المشاركة مثل "باب البحر" لداود اولاد سيد (الذي سبق له الفوز بجائزة النقاد في مهرجان تطوان وجائزة السينما الفرانكفونية في مهرجان باريس) حظهم في الفوز بجائزة ضئيلا للغاية، ان لم نقل مستحيلا. غير ان المهرجان، الذي اختفي من ساحته الجمهور، بسبب ضعف الدعاية لاعماله وافلامه وفعالياته، او غيابها شبه الكامل، قبل وبعد واثناء الانتخابات الرئاسية التي هيمنت عليها دعايات التأييد للمرشحين، وإعلانات الولاء بالكامل للمرشح الذي يعرفه الناس، وهو علي اية حال افضل ممن لايعرفونهم، ومازالوا صغارا في كار السياسة والمهنة، كانت تسد عليك الطريق في كل مكان،.. واكتسحت الدعاية للرئيس مبارك كل شييء في طريقها، وطغت علي كل شييء، الا بحر الثغر الجميل،..حتي لم يعد هناك أي حضور لمهرجان الاسكندرية، الا في هامش مكاني ضئيل للغاية، ..هامش لايتعدي المسافة بين فندق شيراتون المنتزه في آخر كورنيش الاسكندرية الذي يمتد علي مسافة تزيد علي العشرين كيلومترا، وسينما فاميليا في حي جاناكليس، وهي السينما التي كان يؤمها الصحفيون وحدهم في الصباح الباكر، يتقدمهم احمد الحضري دينامو والرئيس الشرفي للمهرجان، مع قلة تضم الناقد الكبير والسيناريست رفيق الصبان، قلة تعد علي اصابع اليد الواحدة لمشاهدة افلام المسابقة ..
فاذا هبط المساء وجاءت عروض الجمهور، اذا بالصالة خاوية علي عروشها كما " خرابة "، واذا بمدير القاعة يضطر الي استبدال افلام المهرجان، بافلام اخري مصرية من افلام الصيف الحراقة الشبابية، ويكفي ان تعرف موضوع الفيلم من الملصق، و اسماء الفيلم الشاذة العشوائية الغريبة، ..واسماء افلام كهذه لم نسمع من قبل في حياتنا مثل "عوكل" و"انا وخالتي" و"حرب اطاليا" وتكشف عن التدهور المريع الذي وقع، حتي صارت الافلام "الجميلة" و"النظيفة" و"المفهومة" من جنس "ملك وكتابة" الذي لم يعجبنا، بمثابة ديناصورات سينمائية عملاقة من عصر مضي، عند بعض الناس، و" روائع" سينمائية باهرة، بمقارنتها بالافلام الرائجة في السوق، في منتهي الاسفاف والانحطاط وافساد الذوق العام، وقلة الادب، ومن العبث الكتابة عن هذه اعمال والالتفات الي اشياء اخري مفيدة من اجل الصالح العام بعد ان تدهورت صحتنا..
وهو مناخ يكشف كما ذكر الناقد السينمائي والسيناريست رءوف توفيق رئيس المهرجان في ندوة "الفيديو كليب" التي عقدها المهرجان، يكشف عن السياسات الاعلامية الخاطئة التي انتهجتها الحكومة لسنوات طويلة ماضية، وفشلها الذريع، بحيث يمكن ان نقول انه من المستحيل ان تستقيم هذه السياسات، وحال السينما، الا بعد زمن طويل، وان كنس كل هذا الهراء العام قد بات مستحيلا، في ظل هيمنة جهاز الفرجة العجيب التلفزيون علي عقول الناس، واستحواذ السلطة السياسية في مصر عليه بالكامل، وتأميم اية محاولات او مبادرات لتغييره، وإقصاء أصحابها فورا عن مواقعهم…

تكريم كفافي في داره

ولدت إذن دورة مهرجان الاسكندرية 21هذا العام هادئة جدا او بالاحري ميتة، بفعل الظروف السياسية والاجتماعية والسينمائية التي ذكرناها، ولم تسمح المساعدات المالية الضئيلة جدا التي حصل عليها المهرجان ووصلت الي 250 الف جنيه او اكثر من ذلك قليلا، بأن يحقق طموحاته في التطوير و التواصل مع جمهور الثغر، وتقديم وجبة دسمة من الافلام الجيدة القيمة الجميلة في دورته الحادية والعشرين، غير ان المهرجان استطاع، ..في ماوراء الافلام.. وعروض الافلام، استطاع أن يبسط ساحة الاسكندرية المكان.. للتعرف علي الانسان، وتأسيس علاقات صداقة متينة بين السينمائيين والصحفيين والمخرجين، .. واتاح في غياب عروض الافلام فرصة اللقاء مع البحر، ..والاختلاط بالناس- الشعب المصري- السكندري في الزحام، والتعرف الي حياتهم واحلامهم ومشاكلهم عن قرب، ..وكانوا قد هبطوا الي شواطيء الاسكندرية العريقة الجميلة بحشود بشرية هائلة تفوق الوصف، وتسد عين الشمس، وكانت جلسات التعارف وتبادل الافكار، والتخطيط لمشروعات وافلام سينمائية جديدة، كانت تمتد حتي الساعات الاولي من الصباح عند بوابة الشيراتون وعلي بعد خطوات من البحر.. اتاح المهرجان مثلا للمخرج العراقي عدي رشيد مخرج فيلم " غير صالح " ان يزور بيت الشاعر اليوناني قسطنطين كفافي في الاسكندرية، وكان عدي اختفي فجأة بمجرد وصوله الي الفندق، وراحت ادارة المهرجان تبحث عنه في كل مكان لكي يشارك في الندوة التي تقام يعد عرض " غير صالح " وبحضور مخرجه، من دون جدوي، الي ان ظهر مرة اخري فجأة ..ولكي يبلغنا بأنه ذهب اولا بمجرد وصوله لتحية الشاعر اليوناني العظيم صاحب قصيدة " ايثاكا " قسطنطين كفافي، في حين كان المخرج المغربي داود اولاد سيد في صحبة صعلوك فنان، يتجول في " زنفة الستات " وسوق السمك الشهير، ويروح يبحث عن قماش قطن، ويشرب عصير قصب، ويشتري حفنة من روائع السينما المصرية الكلاسيكية، ويلتقي مصادفة في عربة ترام بأناس تعرفوا عليه بعد ان رأوه في التلفزيون في الليلة الفائتة، ..وفي مكان آخر كان المخرج المصري الكبير محمد خان " زوجة رجل مهم " يلتقي بالمخرج المغربي محمد عسلي " الملائكة لاتحلق في الدار البيضاء " لكي يتفقا علي انجاز مشروع سينمائي مستقبلي، وغير صحيح بالمرة ان دورة هذا العام كانت او ولدت ميتة، ..فاذا كانت الدورة 21 لم تنجح في تطوير الإنجازات التي تحققت للمهرجان في العام الماضي، و صحيح انها استطاعت الحصول علي افلام جد قيمة هذا العام، لكنها لم تنجح في عرضها، واجتذاب الجمهور اليها للاسباب التي ذكرناها، بالاضافة الي استقطاب التلفزيون لجمهور السينما بافلامه ومسلسلاته مع انتشار القنوات العامة والخاصة والمتخصصة وغير المتخصصة، وقصفه يوميا بعشرات الافلام المصرية والاجنبية الجيدة التي تجعله يمكث في البيت، ولايخرج هذا اذا خرج الا للتريض والنزهة علي كورنيش البحر بحثا عن نسمة هواء..



السينما حضارة السلوك

نقول اذا كانت هذه الدورة لم تنجح في استقطاب الجمهور، فانها بالمقابل نجحت اكثر من أي دورة ماضية في الحصول علي أفلام قيمة ورفيعة المستوي واكثر من ممتازة من أسبانيا وفرنسا وكازاخستان والبرازيل وغيرها، كما أكدت من جديد علي أهمية وضرورة المهرجانات، كشاشات بديلة لقاعات العرض السينمائية، التي تكرس الآن في مصر لعرض كل ما هو تافه وفاسد ولايمت الي السينما او الثقافة السينمائية الحقيقة من بعيد اوقريب بصلة، كما نجح المهرجان في تأسيس ارضية لصداقات جديدة وحميمية منفتحة اكثر علي الانسان والمكان، والامساك بالروح الكيري لحضارة السلوك، التي تؤسس لها السينما، وتدعمها بافلامها، لكي تكون اداة تفكير في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الانسانية وتفلسف وجودنا الحي ذاته، وتشيد لنا بيتا وعشا وعنوانا للقاءات الصفاء والالفة والغبطة المتصلة، في عناق الحياة والوجود، والتشرد والصعلكة، والسفر والمغامرة.كما نجحت الدورة 21 في عقد سلسلة من الندوات والتكريمات المهمة، مثل ندوة سيطرة افلام الفيديو كليب علي الواقع السينمائي المصري، وتحكمها في افلامه، وتكريم عدة شخصيات سينمائية مصرية كان لها حضورها وشمخت في تاريخ السينما المصرية باعمالها وانجازاتها مثل المخرج الكبير محمد خان والفنانة الممثلة لبلبة والممثل القدير حسين فهمي، وربما كان عرض فيلم " كليفتي " لمحمد خان، قبل الندوة الخاصة بتكريم مخرجه، من اهم الانجازات التي حققها المهرجان هذا العام، لكشفه عن تجربة سينما الديدجيتال الرقمية الاولي الطليعية في مصر، تلك التجربة التي سبقت في رأينا افلام السينما الحالية بعشرات السنين، وصارت كما عودنا محمد خان في اعماله السينمائية التاريخية الفذة، صارت في المقدمة، واكدت علي ان السينما الحقيقية سوف تكون اولا واخيرا بلورة لانجازات ورشة نجارة في الفن، ورشة ابداع ورؤي لصنع صور تشبهنا بحرية ومفهومية واستقلالية، ومن دون الخضوع لسلطة ما، أي سلطة تبني وتؤسس للتخلف، وتغييب الاذهان، وافساد الضمائر والعقول، حتي صرنا مسخا في بلادنا ولم نعد نتعرف الي ذواتنا. سينما تقول ان من حقنا ان نصنع افلاما كما نشاء – سينما او ديجيتال او جن ازرق- المهم ان تعبر هذه الاعمال وسمها ماتشاء، تعبر عن واقعنا، وتكشف عن مشاكلنا، وهي تنظر الي المستقبل في تفاؤل وامل، علي الرغم من قسوة وبشاعة وظلم الحاضر ..و تتقدم بنا علي سكة الحياة الحقيقية..


محمد خان في مأزق


وحول انطباعاته عن الدورة 21 يقول المخرج المصري الكبير محمد خان: " اسعدني وشرفني اختياري رئيسا للجنة التحكيم في الدورة21، ومن المؤكد انها صدفة، أن يكون أحدث أفلامي " بنات وسط البلد " هو ايضا فيلمي الحادي والعشرين، وربما ايضا الدعابة هي أن الرقم 21 كعرف عندنا ويفسره القانون بأنه سن الرشد، وكنت كسينمائي في اول طريقه قد عاشرت هذا المهرجان، في هذه المدينة الجميلة في مهده، مرورا بمراهقته، عبر السنوات، وأجد نفسي اليوم علي الرغم من تجاربي السابقة والعديدة كعضو في لجان تحكيم بمهرجانات في الداخل والخارج، في مأزق شخصي، لتحيزي الدائم والطبيعي والمتوقع مني للمنتج المحلي، خاصة خارج البلاد، فقيود رئاسة لجنة التحكيم تلزمني احترام حرية الرأي والتذوق لبقية أعضاء اللجنة وبخاصة الاجانب منهم،وقد حرمني ذلك من حق التعصب التلقائي ومما زاد من الامر صعوبة، اختيارات لجان المهرجان لبعض الافلام المشاركة في المسابقةالرسمية، فعلي سبيل المثال الفيلم الاسباني "البحر الداخلي" او عاشق البحر حاصل علي جائزة الاوسكار كأحسن فيلم أجنبي، الي جانب ترشيح بطله كأحسن ممثل، وبالمثل نجد ان الفيلم الفرنسي "ملك وملكة" جاء رفيع المستوي، بالشكل الذي يرشحه لدخول مسابقات المهرجانات العالمية الكبري مثل "كان" و"فينيسيا" و"برلين" العريقة وقد اثير التساؤل حول وجود هذين الفيلمين في مسابقة المهرجان، ومن الصعب تجاهل مزاياهم العديدة، وانا اتساءل لماذا لم تعرض هذه الافلام في البانوراما مثلا، او اختيار احداها للعرض في حفل افتتاح المهرجان، وحتي لايحرم جمهور الاسكندرية من مشاهدتهما مع افلام اخري جد قيمة في المسابقة؟ .. واذا قلنا بامكانية تواجد فيلم قدير وقادر علي منافستهما، فان هذا الفيلم للأسف لم يكن موجودا ضمن قائمة الافلام المشاركة، ولذلك ذهبت اغلب الجوائز الي الفيلم الاسباني والفيلم الفرنسي، وخرجت مصر بفيلم "ملك وكتابة" من مولد مهرجان الاسكندرية بلا شييء..".لكن علي من يقع اللوم ؟..
يرد محمد خان علي السؤال قائلا: "يقع بالاساس علي لجنة اختيار الافلام، التي لم تضع هذه الافلام المتميزة في خانة لوحدها، وجعلتها تتنافس مع افلام لاتتحقق لها نفس ظروف وشروط الانتاجات السينمائية الاوروبية المتوسطية المتميزة، وحرام ومن غير اللائق في ظني ان نضع فيلما ك " ملك وكتابة " الفرنسي امام فيلم " ملك وملكة " او " فيلم " عاشق البحر " الاسباني، امام " باب لبحر " المغربي، واحب هنا ان انتهز الفرصة واشكر لجنة التحكيم: الفنانة لبلبة والمخرج المغربي محمد عسلي والمنتجة التركية بيكيت الهان والناقد الفرنسي باتريس كاريه والمخرج الالباني ميلفان شاناي ..اشكرهم علي نزاهتهم في الوصول الي النتائج التي توصلنا اليها.. "



جوائز المسابقة الرسمية لسينما البحر المتوسط

مهرجان الأسكندرية السينمائي الدولي 21


*احسن فيلم: "عاشق البحر". اسبانيا
*احسن اخراج ك أرنو دلبشان عن فيلم "ملك وملكة" فرنسا
*احسن سيناريو: ماتيو جيل و اليخاندرو أمينابار عن فيلم " عاشق البحر " اسبانيا
*احسن ممثل: جافير بارديم عن فيلم "عاشق البحر". اسيانيا
*احسن ممثلة ك ناديا كاسي عن فيلم "تحيا الجزائر" . الجزائر
*احسن انجاز فني: لورانس بريود عن مونتاج فيلم ط ملك وملكة " . فرنسا، ويورجوس أرفانيتيس عن تصوير فيلم "عرائس". اليونان
*احسن اول او ثان عمل: نادر مكنيش عن فيلم "تحيا الجزائر"
عن ايلاف
اقرأ " فضيحة في مهرجان الاسكندرية " في محور اخبار

ليست هناك تعليقات: