وجه.. من.. لبنان
كتب : نديم جرجورة
منذ منتصف تسعينيات القرن المنصرم، شهدت بيروت تحولا سينمائيا متنوعا، لايقف عند عملية تحقيق أفلام طويلة وقصيرة بنوعيها الروائي والوثائقي فقط، بل يتجاوز العمل الفني والدرامي والابداعي الي تأسيس شركات انتاجية تعني بالتجهيزات والبني التحتية المطلوبة,وان بشكل متواضع للغاية ، قياسا الي ماهو موجود في القاهرة مثلا ( شركات انتاجية، استوديوهات، معامل فنية .. ) ، وانشاء جمعيات وتعاونيات تهتم بشؤؤن سينمائية مختلفة، كالمشاركة في انتاج افلام وتصويرها، وتأمين أجهزة لتحقيق العمليات الفنية، وتوفير فرص عمل لمتخرجين من معاهد التدريس السمعي البصرين واحياء مهرجانات ,اسابيع سينمائية، وتنظيم ورش عمل متخصصة, واقامة مؤتمرات، وعقد ندوات خاصة بالسينما وفضائها الابداعي والتقني والصناعي والمجتمعي
المشهد السينمائي اللبناني
لايمكن البحث في مسار السينما اللبنانية خصوصا في العقد الاخير من القرن الفائت، من دون التوقف عند هذه المرحلة التي كشفت عددا لابأس به من الاشارات كارتفاع عدد المعاهد الاكاديمية المتخصصة بالشأن السينمائي. لكن المجال لايتسع لتناول اسلوب التعليم ومصير المتخرجين وغير ذلك من الملاحظات التي يمكن ادراج بعضها في خانة التأثير السلبي علي المشهد السينمائي اللبناني العام، اذ أدي هذا الامر الي فائض من المتخرجين سنويا ، في حين أن غالبيتهم الساحقة لاتعثر علي عمل " سينمائي " لها ، بقدر ما " يذهب " معظمهم في مجالي التلفزيون والاعلانات, وأحيانا الي صناعة الفيديو كليب. لكن في مقابل هذا كله ( وماينتج منه, سلبا أم ايجابا " برزت في الفترة نفسها موجة تأسيس جمعيات وتعاونيات مزجت بين الانتاج والتنشيط الثقافي والفني، وشركات انتاج سعي أصحابها الي التوفيق بين النتاج السينمائي البحت والعمل التجاري المرتبط بانتاج اشرطة.. وللمقال بقية
نديم جرجورة*: كاتب وناقد سينمائي لبناني. له كتاب عن تاريخ السينما اللبنانية.يكتب بانتظام لجريدة " السفير " وهو المراسل المعتمد لمجلة " سينما ايزيس " في لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق