الخميس، فبراير 01، 2018

زين العابدين فؤاد يوثق لتاريخ الناس بكاميرته ويعتبر الكاميرا جزءا من يده بقلم نضال ممدوح في مختارات سينما إيزيس



الشاعر المصري الكبير زين العابدين فؤاد. صاحب ديوان مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر


مختارات سينما إيزيس
زاوية ننشر فيها مايعجبنا من المقالات والدراسات


زين العابدين فؤاد : أسجل تاريخ الناس بالصورة
والكاميرا جزء من يدي


كتب- نضال ممدوح


يتجول بكاميرته، يوثق كل كبيرة وصغيرة فى معرض الكتاب، ضيوف المعرض من المثقفين، والزوار الصغار والكبار، تراه فى كل مكان يلتقط الصور والفيديوهات المصورة ويوثقها. هو الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، الذى قال فى حواره مع «الدستور»، إنه تعلم توثيق كل الأحداث المهمة منذ انطلاق ثورة ٢٥ يناير، التى سجل أحداثها، إلى جانب توثيقه اعتصام المثقفين أثناء ثورة ٣٠ يونيو ضد حكم جماعة الإخوان.
وأشار إلى أنه يحتفظ بتلك المشاهد الحافلة بالعديد من القامات الراحلة مثل فتحية العسال، ومحمد خان، وعبدالهادى الوشاحى، ومحمد القليوبى.

■ بداية.. متى بدأت توثيق الأحداث فوتوغرافيًا؟
- شاركت فى مظاهرات ٢٥ يناير٢٠١١، ولم نكن نعرف ما سيحدث، لكننا نعرف أن التاريخ سيكتب فى هذه اللحظة، ومن ثم كان يجب أن نسجل كل شىء.
ولأنه ما بين ٢٠٠٥ و٢٠١٠ شهدت مصر أكثر من ٢٠٠٠ إضراب ومظاهرة واعتصام، ولم يذكر عنها شىء إلا ما حدث يوم ٦ أبريل ٢٠٠٨ الذى شهد حوادث قتل، قلت إننا لا نضمن ما سيحدث، وقررت النزول بكاميرا لأصور «٢٥ يناير»، وبدأت توثيق كل شىء.
كنت محقًا، ففى يوم ٢٦ يناير ٢٠١١ خرجت «الأهرام» وعلى صفحتها الأولى مانشيت «الشعب والشرطة يتبادلون الورود والشيكولاتة»، ومنذ هذا الوقت أصبحت أسجل تاريخنا، حتى لا يتم تزييفه، حتى أصبحت الكاميرا جزءًا ملازمًا ليدى، وقبل «٢٥ يناير» كنت أحتفظ بالصور لنفسى، لكن من بعدها أصبحت الكاميرا للناس.
■ كيف تغلبت على مشكلة قطع الاتصالات حينها؟
- مجموعة من الأصدقاء فى باريس ساعدونى فى تسجيل اشتراك من خلال الخط الأرضى يتيح لى خدمة الإنترنت، وكنت أدفع مقابل ٣ ساعات يوميًا ١٠٠ يورو فى الأسبوع، واعتدت بعد رجوعى للمنزل إرسال الصور لكل الصحف العالمية، ورغم وجود مراسلين لهم، إلا أنهم كانوا يضعون كاميرات ترصد الصورة من فوق، لكن التفاصيل وكيف يعيش الناس فى الميدان، هى التى سجلتها بالصور والفيديو.
■ ما المشاهد التى صورتها ولم تنسها؟
- صورة الشيخ عماد عفت.. لم أكن أعرفه وقتها، وصورته وهو يدخل الميدان حاملًا أكياسًا سوداء يوزعها على المتظاهرين فى الميدان ليجمعوا فيها القمامة، وعندما شاهد «عفت» الصور بعدما تعرفنا، قال لى: «أول صورة تصورها لى وأنا شايل أكياس زبالة؟!» فقلت له: «ده مجد ليك.. وعليك أن تهتم بهذه المسألة».
صورة أخرى فخور بها جدًا التقطتها يوم ٣٠ يناير قبل موقعة الجمل، وهى لرجل جاء لميدان التحرير وهو يلبس ملابس الإحرام، وعندما سألته إن كان قد خرج من بيته بملابسه العادية وغيّرها فى مكان قريب قال: «لا.. خرجت بملابس الإحرام من بيتى متوجهًا لأطهر بقعة فى الأرض وهى ميدان التحرير».
وهناك صورة أخرى لـ«مينا دانيال»، وهو خارج من الدخان على كوبرى قصر النيل، وللأسف وكالة الأنباء الفرنسية أخذتها ووضعت عليها «اللوجو» الخاص بها.. لم يكن يهمنى إلى من نسبت الصورة، بقدر أن يعرف العالم ما يجرى فى مصر.
■ وهل وثقت ما جرى فى «٣٠ يونيو»؟
- طبعًا، وأتذكر صورة التقطتها فى اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة، حيث جاءت إلينا سيدة أرستقراطية أنيقة وجميلة جدًا فصورتها، لم أكن أعرفها وبعد نشر الصورة جاءتنى ثانى يوم وقالت لى: «أنت مقولتليش إنت مين؟.. هشام طلع عارفك» لأكتشف أنها زوجة الكابتن صالح سليم ووالدة الفنان هشام سليم.
عندما أسترجع صور اعتصام المثقفين، وأرى عددًا ممن فقدناهم من المبدعين مثل فتحية العسال ومحمد خان وعبدالهادى الوشاحى ومحمد القليوبى، ممن كانوا موجودين فى يوم واحد خلال الاعتصام، أتيقن أنه كان من الضرورى أن نوثق المشاهد النضالية لهؤلاء العظماء.
وكان أهم ما حدث فى اعتصام المثقفين هو رقصة «زوربا»، عندما جاء هانى حسن وفرقة الباليه المصرى، وقدموا رقصة «زوربا» فى الشارع والتف الناس من حولهم، وفى ذلك اليوم كان محمد مرسى يلقى خطابه الأخير، وأتذكر أنه قبل إلقاء الخطاب كان قد خرج أحد الشيوخ وقال: «فن الباليه فن الفجور والدعارة».
ويومها أيضًا عزفت منال محيى الدين «الهارب» فى الشارع، وكأنها «طالعة من بردية قديمة»، كما عزفت إيناس عبدالدايم أحد ألحانها، وعصفورة الجنة نسمة عبدالعزيز تزقزق فى الشارع للناس.. كلها مشاهد موجودة ومسجلة.
وصورت أيضًا مظاهرة جاءت يوم ١١ يونيو ٢٠١٣ من بولاق كل من فيها سيدات، وكنّ يهتفن «اكتب على جدران البيت.. جابوا رئيس بإزازة زيت».. صورتهن فيديو وصورًا.
■ بالنسبة لمعرض الكتاب.. كيف تراه هذا العام؟
- أول أيام المعرض وثقت رحلة مدرسية.. مدرسون ومدرسات بصحبة تلاميذهم.. صورتهم لحظة دخولهم، وكان مشهدًا جميلًا جدًا، أن الأطفال يتعرفون على الكتاب فى هذه السن، وأن هناك وسيطًا ثقافيًا غير الأجهزة الإلكترونية التى لا تفارق أيديهم، وأن يمشوا وسط الكتب حتى وإن لم يقرأوا، فهذه خطوة عظيمة.
نقطة أخرى أود أن أشير إليها، هى اهتمام القائمين على المعرض بإطلاق أسماء مبدعين راحلين على المخيمات والقاعات، مثل: «سيد حجاب، ولطيفة الزيات، ومكاوى سعيد، وشادية، ويوسف شاهين، وعبدالرحمن الشرقاوى»، وغيرهم.

 عن جريدة " الدستور " بتاريخ 31 يناير 2018



ليست هناك تعليقات: