السبت، يوليو 30، 2016

السينما المصرية تنقصها روح الجسارة ؟ بقلم صلاح هاشم


الرسم بالضوء

السينما المصرية تنقصها روح الجسارة ؟

النقلة النوعية والنقلة الذوقية الضروريتان
  حتى نلحق بركب الحضارة

بقلم

صلاح هاشم

لقطة من فيلم شباب إمرأة لصلاح أبو سيف


نزهة الناقد :

 فقرة بعنوان (  السينما المصرية تنقصها " روح الجسارة " ؟
 "النقلة النوعية" الشاردة المنقوصة في السينما المصرية الجديدة على مستوى الإبداع، و "النقلة الذوقية " المنقوصة " وكيف تتحقق عند الجمهور المصري على مستوى المشاهدة ؟ ..


تفاجأت برسالة من كاتب مصري وعالم اجتماع صديق مقيم في أمريكا يدعو فيها صناع الأفلام المصرية للتوجه بأفلامهم الى العشوائيات بدلا من الانكباب والتنافس على انتاج المسلسلات التليفزيونية القاصرة التافهة المبتذلة التي نقصف بها في شهر رمضان الكريم كل سنة ، مما دفعني الى التفكير في ما أحب أن أطلق عليه بـ "النقلة النوعية " الشاردة المنقوصة التي تحتاجها السينما المصرية الجديدة للخروج من ظلامية وسلفية المشهد السينمائي المصري الراهن، واعتماده على اساليب السينما الهوليوودية الاستعراضية، بانماطها التجارية الاستهلاكية،.وضرورة إحداث "نقلة ذوقية" على مستوى الجمهور في بلدنا .
أسير و ضحية الاعلام المصري المنحط في أغلبه ،الذي يكرس كل الكتابات التي تستحقها السينما العظيمة، للحديث عن أنصاف المواهب وأصحاب العاهات من الممثلين والمخرجين، ويكرس الصفحات تلو الصفحات للحديث عن بضاعة السوق السينمائي المصري من إنتاج التجار الحقراء ويطبل ويزمر ويهلل لقطع تورتة تلك الانتاجات السينمائية العقيمة التافهة، ويقصفنا في كل لحظة بتفاهاتها وتفاهة نجومها وأصحابها الكذابين المرائين المعرصين..
وكأن حركة الحياة ذاتها،ودورة الكون والأفلاك متوقفة على إنتاجاتهم التجارية المزوقة الرثة التي تداعب الغرائز ليس إلا وتحط من الذوق العام ..لكن ماذا نقصد بالنقلة النوعية والنقلة الذوقية تحديدا؟
. دعونا نبدأ تحديدا من عند الفيلم " المصري " إشتباك " الذي شاهدته في مهرجان " كان " الفائت الذي افتتح تظاهرة " نظرة خاصة " في الدورة 69 ولم يعجبني، ولم اكتب عنه. وكنت فتحت صفحتي في الفيس بوك هذا الصباح، وطالعت كلمة عن الفيلم لشاعر وكاتب مصري صديق 

يقول فيها أنه شاهد الفيلم ، ويضيف ": " .. ورأيي ان الدعاية اللي اتعملت للفيلم سواء معه او ضده رفعت سقف التوقعات جدا وبالتالي أضر تماما بعملية تلقي الفيلم، وهناك حالة تنميط رهيبة لشخصيات الفيلم المنتمية سياسيا،لان الكاتب والمخرج اهتموا جدا بلحظة الاستقطاب السياسي الحاد وتاثيرها، أكترمن الاهتمام بعمل تاريخ درامي لكل شخصية ، لفهم دوافعها ودوافع سلوكها اللي وصل بيها للمشاركة السياسية في مظاهرة داخل لحظة استقطاب وثالثا اداء التمثيل كان ممتازا الى حد كبير، لكن النجاح الاكبركان في اختيارات جنود الامن المركزي وضابط الشرطة وهي الشخصيات الاجمل في الفيلم، لان سلوكها كله كان انسانيا وتلقائيا، ولم نكن بحاجة لفهم الخلفيات او الدوافع . في شوية تزعيق كتير، كان ممكن تقليلها ، المخرج متميز ولا شك ، لكنه أهدر مساحات كان من الممكن استثمارها جماليا بشكل افضل .الحقيقة الفيلم ظلم نفسه، لانه حصر المجهود كله في الاشتباك السياسي وليس الجمالي ، وبالتالي حفاوة توم هانكس استشراقية اكثر منها جمالية وفنية.." ..
فكتبت له معلقا : " .. لم يعجبني الفيلم في كليته الفنية الشمولية، وأحب في الأفلام أن تصدمني، وفقط عندما تحركني، أجد دافعا للكتابة عنها، ولاشك عندي أن استخدام ممثلين محترفين في الفيلم أو معروفين، أفقد الفيلم في رأيي مصداقيته.."..
..

وللحديث بقية

صلاح هاشم
 

الصورة المرفقة الرسم بالضوء

ليست هناك تعليقات: