الاثنين، يناير 31، 2011

قدرنا أن لا نركع لأحد،بقلم صلاح هاشم

مبارك.من مومياوات عصر مضي ، ولن يرضى الشعب عن اسقط نظامه بديلا





-
نتابع عن كثب بطبيعة الحال مايجري في مصر الآن وثورة الشعب المصري على الاستبداد والطغيان من خلال مشاركاتنا في مظاهرات المصريين في باريس للتضامن مع شعبنا المصري العظيم أو من خلال التغطيات التي تقدمها وسائل الاعلام الفرنسية من صحافة وتلفزيون بالاضافة وعبر متابعة لمظاهرة المصريين أمام السفارة المصرية يوم السبت 29 يناير 2011 والمطالب التي رفعوها، من خلال شعاراتهم وهتافاتهم وأبرزها المطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك ليظهر انها ذات المطالب التي ترفعها جماهير الشعب المصري وشبابه المرابطة والمعتصمة مازالت في ميدان التحرير في قلب القاهرة،غير عابئة بقانون حظر التجول الذي يجري العمل به ابتداء من الرابعة بعد الظهر، وهاهو الليل قد دخل ومازالوا قاعدين وجالسين في وسط الميدان، حتى تتحقق ويستجاب لمطالبهم وعلى رأسها وعلى الرغم من مماطلات النظام ، ومحاولة كسب الوقت لاتاحة الفرصة لرموز النظام الفاسد للهروب على رأس تلك المطالب رحيل مبارك وتسليم سلطة الحكم للشعب ، بعد ان فقد النظام شرعيته، وفقد الرئيس شرعيته وإسقاط النظام الحاكم الذي لا نرضى عنه بديلا ولن تسمح للتاريخ بأن يعود ابدا الى الوراء. ان اللحظة التاريخية التي تمر بها البلاد مصرنا الحبيبة حاليا هي لحظة تاريخية لم يسبق لها مثيل ابدا في تاريخ الوطن وهي لحظة تجري فيها وقائع مسرحية تراجيدية وكوميدية في آن من ناحية ارتباكات وتخبطات السلطة ، وشخص مبارك بطل المسرحية بالذات الذي يبدو انه قد فقد عقله واتزانه، ولم يعد يعرف كيف يتصرف ، على الرغم من ذلك الطرق المتواصل على الابواب إن احمل عصاك وارحل الم يكفك نهب البلاد مع عائلتك وحاشيتك ورجالات حزبك وصحفك وشاشاتك ومؤسساتك لأكثر من ثلاثين عاما، يا اخي إرحل بقى وخلصنا لكن بطل المسرحية على مايبدو أطرش لايسمع، ولاينفع معه طبل ولاطرق ولاخبط، وقد صار مثل المومياوات والجثث المحنطة ، وفي الخارج على أرصفة الشوارع اكثر من 80 مليون مصري يهتفون رجاء ، ومن فضلك ياباشا إرحل بقى وخلصنا لانريدك ، ولانريد حكومتك ، ولا نريد نظامك، ولانريد مجالسك ، ولانريد فسادك وزيفك ومناوراتك والاعيبك وصحفك ورجال اعمالك الوقحين المزيفين الذين مصوا دم الشعب ودم المثقفين وتركونا عظما وجسدا متعبا منهوكا لحضارة من اعظم الحضارات التي علمت العالم والدنيا ، ولم تعد تستحق يامبارك حتى شرف أسمها أو الانتماء اليها بعد كل اعمال التخريب التي عملتها بزهوك وخيلائك وتعاميك وتعاليك مع حاشيتك على شعبنا المصري العظيم الذي بات يلفظك ويلعنك ويلعن سيرتك وأيامك السوداء في كل وقت عليك الآن أن ترحل. اتركها لنا يامبارك خرابا كما سوف وتريد أن تتركها لنعيد بنائها مصر من جديد بقوة ذلك الشباب فينا الذي مايزال ينبض حيا في عروقنا وارواحنا وهو يرفض الضيم ويرفض الذل والمهانة ويفتح الآن للتاريخ صفحة مضيئة جديدة على حياة كريمة وأفق جديد أفق نحلم فيه بتحقيق تلك اليوتوبيا المفقودة ( مجتمعات العدالة الفاضلة) التي كنا نحلم بتشييدها منذ زمن باسم كل الكرامة التي يفاخر بها الانسان، وباسم تلك "الملحمة" التي يصنعها شباب مصر الآن في الشوارع وباسم كل تلك النضالات المستميتة منذ زمن إن انهضي ياروحي فقدرنا أن لا نركع لأحد.


عن " الف ياء" بتاريخ 31 يناير 2011

ليست هناك تعليقات: