الأربعاء، فبراير 04، 2009

مهرجان ترافيلنج يكرس دورته العشرين لصورة القدس في السينما

ملصق مهرجان ترافيلنج السينمائي العشرين.صورة القدس في السينما

لقطة من فيلم " فالس مع بشير "

المخرج والمفكر السينمائي الفرنسي الكبير جودار يعرض له المهرجان فيلم " هنا وهناك "


القدس في السينما : نظرات متقاطعة
بقلم صلاح هاشم
*

مهرجان " ترافيلنج " السينمائي


في مدينة رين الفرنسية

يكرس دورته العشرين


لمدينة " القدس " في السينما

رين- فرنسا. صلاح هاشم



من أبرز واهم المهرجانات السينمائية في فرنسا مهرجان " ترافيلنج " السينمائي الذي يعقد كل سنة في مدينة " رين " في شرق فرنسا ويكرس كل دورة من دوراته، لمدينة من مدن العالم ألكبري، فيعرض أبرز الأفلام في تاريخ السينما التي تحكي عنها سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وقد ارتأت اللجنة المنظمة للمهرجان، أن تكرس دورة هذا العام العشرين ، التي تقام في الفترة من 31 يناير الي 10 فبراير لمدينة " القدس " التي اختيرت عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، وهي المرة الأولي في فرنسا التي تكرس فيها أعمال مهرجان سينمائي بالكامل لمدينة القدس.. يعرض المهرجان أكثر من 60 فيلما من أنحاء العالم من ضمنها فيلم وثائقي مدته 4 دقائق عن القدس للأخوين الفرنسيين لوميير يعود إلي سنة 1896، وينفتح علي تلك الإعمال السينمائية روائية ووثائقية التي حكت عن المدينة، لتكشف عن عبقرية المكان، وقدسيته وتجلياته، تكشف عن ذاكرته وتاريخه ومأساته أيضا.فعندما شرع المخرجون الفلسطينيون في تصوير حال مدينتهم القدس، سجلوا علي الشرائط عذاباتهم في أرض محتلة، يهان فيها الإنسان الفلسطيني، ويعيش غريبا علي أرضه وفي وطنه، وحكوا عن مأساة شعب. بينما صور المخرجون الإسرائيليون تناقضات المجتمع الإسرائيلي الجديد، في مناخات السياسة والدين والحرب والقلق والخوف تجاه المستقبل، وأنشغل المخرجون الأجانب بتصوير نشأة وتاريخ الديانة المسيحية، واستغلال المكان كأرضية أو خلفية تدور فيها أحداث أفلامهم التي تصور في أغلبها حياة المسيح بن مريم كما فعل بازوليني في فيلمه الساحر " أنجيل متي " بالأبيض والأسود. ويقول حسام هندي المدير الفني للمهرجان وأحد مؤسسيه : " لقد أردنا أن نجمع هنا ولأول مرة " نظرات سينمائية " متقاطعة وفريدة من نوعها علي مدينة القدس ، تمزج بين ماضيها وحاضرها، بين الذاكرة الشخصية والذاكرة الجماعية ، بهدف استكشاف طبيعة هذه العاصمة المنقسمة والمتنازع عليها والتي تعيش تحت رقابة مشددة، استكشاف روحانيتها وعنفها في آن، فالقدس مدينة مقدسة للأديان الثلاثة، وهي من أكثر المدن ذكرا في الأخبار، غير أن الحديث عنها في نشرات الأخبار يحولها في أغلب الوقت الي أكليشيه أي إلي " صورة نمطية " من دون أن يسبر أغوارها وأعماقها ، ويكشف عن حقيقتها..
ومنذ زمن بعيد كانت القدس مصدرا للوحي والإلهام للعديد من المخرجين وأعمالهم السينمائية التي نجحت الي حد كبير في تغيير تلك الصورة النمطية عنها، بل وجعلتها كما في بعض الأعمال الفلسطينية السينمائية المتميزة كما في بعض أعمال المخرج ميشيل خليفي، جعلتها تتحول الي " شخصية " في الفيلم وكيان روحاني له امتداداته في التاريخ والضوء والحجر، لتؤكد علي أن الحياة في القدس ليست مثل الحياة في أي مكان آخر، بسبب من طبيعته تلك، والصراعات الدائرة حوله. ومن هنا كانت رغبة المنظمين لهذا المهرجان في عرض أكبر عدد من الأفلام ومن جميع الأنواع التي تحكي عن القدس ، ومن إخراج فلسطينيين وإسرائيليين وأجانب، مثل فيلم " يد إلهية " للفلسطيني ايليا سليمان و " كادوش " للإسرائيلي آموس جيتاي، و" الإغراء الأخير للمسيح " للأمريكي مارتين سكورسيزي وغيرها ..
ولكي تكتمل تلك الرحلة السينمائية الكبري بإضافات سينمائية أخري غنية ، من خلال تظاهرة جانبية في المهرجان ل " ألسينما الفلسطينية في الوقت الحاضر " تعرض لأعمال رشيد مشهراوي وتوفيق ابو وائل وأن ماري جاسر وسامح زعبي وجاكي ريم سلوم ونادين ناووس وايناس مظفر ونجوي نجار وغيرهم، و " بانوراما " للسينما الإسرائيلية المعاصرة تقدم مجموعة كبيرة من الافلام مثل فيلم " زيارة الفرقة " لاريان كوليرين وفيلم " فالس مع بشير " لآري فولمان..
ويضم المهرجان قسما بعنوان " كارت بلانش " أي " تفويض " يمنح حرية الاختيار لكل من الفلسطيني حسام هندي المدير الفني للمهرجان، والمنتجة الاسرائيلية يائييل فوجييل، ومن بين الافلام التي اختارها هندي وفوجييل فيلم " هنا وهناك " للمخرج الفرنسي والمفكر السينمائي الكبير جان لوك جودار ، ويعد أحد أهم الأفلام الفرنسية والعالمية عن القضية الفلسطينية، وفيلم " سجل اختفاء " الرائع للفلسطيني ايليا سليمان وفيلم " الجنة الآن " للفلسطيني هاني أبو أسعد وفيلم " الحياة وفقا لأجفا " للاسرائيلي آسي ديان وفيلم " عرس في الجليل " للفلسطيني ميشيل خليفي.ويضم مهرجان " ترافيلينج " في دورته العشرين المخصصة لمدينة القدس معرضا للصور الفوتوغرافية عن المدينة، وقد دعا ستة مخرجين فلسطسنيين وستة مخرجين اسرائيليين للمشاركة في الفعاليات والندوات واللقاءات التي تقام علي هامش تلك التظاهرة السينمائية االكبيرة في مدينة " رين " الفرنسية، و التي تمتد الي العاشر من شهر فبراير، وسوف نتوقف عند أعمالها وفعالياتها وأفلامها في عدد مقبل.


صلاح هاشم

ليست هناك تعليقات: