السبت، أغسطس 26، 2006

كتكوت محمد سعد. بقلم عماد النويري

عماد النويري





محمد سعد بين الشخصية ( اللمباوية ) والحبكة الكتكوتية

بقلم عماد النويري


( كتكوت محمد سعد هو تنويعة مختلفة من شخصية اللمبى ومن بعدها عوكل وبوحة وفى كل الأحوال وفى كل الأفلام ( اللمباوية ) هناك تركيز وتمركز حول ملامح خاصة وعامة لابد وان توجد فى شخصية البطل ( السعداوى ) نسبة الى محمد سعد . هو طيب الى حد السذاجة , ومسالم الى حد البلاهة , ومخلص الى حد التضحية , وهو محب صدوق وفى اغلب الأحوال ينتمى الى طبقة ريفية بسيطة او طبقة شعبية فى عشوائيات المدن . ملامح الشخصية ( اللمباوية ) او ( العوكلية ) او ( البوحية ) او ( الكتكوتية ) تقول ان بطلنا رغم طيبته وسذاجته واخلاصه وصدقه فانه لايستطيع الحصول على قدر كبير من التعليم ولذلك فانه يبذل جهدا كبيرا فى البحث عن عمل وفى اغلب الأفلام فانه يقضى فترة طويلة فى الغرز او على المقاهى او على الارصفة لمراقبة شباك الحبيب . وغالبا ماتساهم الصدفة وتتدخل لتدفع به الى مغامرة غير محسوبة على يد عصابة ترسل به الى تركيا او على يد جهاز مخابرات يستغل الشبة بينه وبين مجرم اخر للزج به فى مغامرة وطنية لمحاربة الإرهاب . فى كل الأحوال السابقة نحن بصدد بطل طيب وهامشى وعاطل ورومانسى قادر على الغناء وقادر ايضا على الرقص كلما توفرت الفرص لذلك . نحن اذن بصدد بطل يستطيع العشرات بل المئات بل الملايين من الجمهور الاعجاب به والتصفيق له احيانا طالما انه قادر على اضحاك هذه الجماهير والتعبير عنها وتسليتها دون الخوض فى مسائل مهمة ودون الاقتراب من المناطق المحظورة التى لايسعد الجمهور بها كثيرا


غناء ورقص

فى فيلم ( كتكوت ) لن نجد اى نوع من الاحداث الدرامية وانما سنجد بطلا ( كتكوت ) يتم تفصيل بعض الاحداث حوله لكى يصنع الفيلم . يعنى ذلك اننا لسنا بصدد حبكة درامية يلعب البطل فيها دورا مكملا لادوار اخرى , وانما نحن بصدد حبكة ( كتكوتية ) يلعب فيها محمد سعد دور كتكوت الذى يخرج من البيضة ليتحكم فى كل الأحداث من حوله غير عابىْ باى منطق درامى او حتى اى منطق فنى فالمهم هو وجود محمد سعد ليمثل ويغنى ويرقص ويقدم كل الوصلات التى يحبها الجمهور
فى بداية الفيلم هناك مشهد كامل طويل وممل يقدم لنا البطل فى حلبة للملاكمة دون ان يخوض اى جولة حقيقية لضرب الخصم . وفى الربع الاول من الفيلم هناك مشهد طويل يلتقى فيه كتكوت مع ابن خالته او ابن خاله بعد ان يهرب من منزله خوفا من ( الفخايدة ) , وهناك يدخن كتكوت ( الحشيش ) ' ثم يقوم بالغناء , وبعدها يخرج وهو مسطول لمواجهة الفخايدة وبعدها ياتى رجال المخابرات كى ياخذوه لينفذ مهمة كبديل ليوسف خورى . هذا المشهد طويل وممل وغير مقنع ومنفذ بطريقة فقيرة وبدائية . بعدها ستلعب الصدفة الدور الاكبر فى الفيلم تماما كما لعبته من قبل الحدوته ( اللمبية ) وايضا فى الحدوتة ( العوكلية ) فجاة وبطريق الصدفة سيكون هناك شبيه للبطل سيوجد ميتا او على وشك الموت وعلى البطل ان يجسد شخصية الشبية ونتيجة لاختلاف الشخصيات وطبيعتها سيكون المجال مفتوحا للكثير من المفارقات والمواقف التى يمكن من خلالها صنع الكثير من الضحك وهذا ماحدث فى ( كتكوت ) سنجد ان المدعو يوسف خورى وهو ارهابى ياتى الى مصر لبيع قنبلة مدمرة الى بعض الارهابين سيتعرض الى موت سريرى , وسيكون من الصعب الحصول منه على تفاصيل لقاء من المفترض ان يتم . بطريق الصدفة سيتم اكتشاف الشبه الكبير بين كتكوت ويوسف خورى , وعلى الفور يتم اتخاذ قرار باعداد كتكوت لهذة المهمة , ويبدا كتكوت تدريبات شاقة حتى يجيد تجسيد شخصية يوسف .طبعا نحن هنا امام فرصة ذهبية ليمارس كتكوت سذاجته وعبطه وحركاته لينتزع منا الضحكات . وهنا ايضا يمارس كتكوت صلاحياته لكى يتحفنا بوصلة غناء طويلة ومملة وليس لها معنى ( مع كل الاحترام لقوة وجمال صوت محمد سعد ) ) ومع كل احترامنا للغناء والرقص بشكل عام


مفارقات وشخصيات نسائية

بعد نجاح كتكوت فى تقمص شخصية يوسف خورى سنجدا انفسنا امام مفارقات جديدة تفرضها وجود شخصيات نسائية فى حياة يوسف خورى وهنا سنجد انفسنا مرة ثانية وربما مرة ثالثة فى مواجهة مشاهد مكررة تعتمد على حركة الممثل , ويتم اطالتها بهدف استجداء الضحك . لكن وكما يبدو فقد اخبر البعض محمد سعد بانه نجم كبير , ومن المهم ان ترتبط موضوعات افلامه بما يجرى على الساحة العربية والعالمية , ويبدو ان محمد سعد قد سمع النصيحة وتحول فى نهاية فيلم ( كتكوت ) الى بطل كبير عندما رفض الانصياع الى اوامر المخابرات بضرورة اغلاق ملف يوسف خورى , ومن ثم استطاع بنجاح ان يوقف مفعول القنبلة المعدة للانفجار وسط محطة مترو الانفاق وبطريقة بدائية تحاول تقليد افلام الحركة الاميركية اخذ كتكوت القنبلة الى دهاليز وسراديب مترو الانفاق , وبعد الجرى لمسافة بعض الامتار تم تحويل انفجار القنبلة الى النيل لتنفجر بعيدا عن البشر وعلى طريقة رامبو وبعد لحظات انتظار قصيرة يخرج كتكوت على بعد امتار من الانفجار سليما معافى بعد ان اثبت انه ليس كتكوتا صغيرا وانما ( ديكا ) وطنيا كبيرا يحق له بامتياز ان يواجه مصيره بشجاعة وشرف

نصائح وتفصيل

فى قصة وسيناريو ( كتكوت ) يمكن التوقف عند الكثير من الثغرات , ويمكن حذف الكثير من اللقطات بل الكثير من المشاهد دون الاخلال بالبناء لانه فى واقع الامر لايوجد بناء وانما مواقف تم تفصيلها لتتلائم ونصائح وافكارومواهب وقدرات وحضور البطل محمد سعد . واذا كانت هناك قضية حول صاحب قصة وسيناريو ( كتكوت ) ففى واقع الامر ان الموجود هو ( كتكوت ) ولا توجد قصة ولا يوجد سيناريو ولايحزنون
فى الفيلم ( الفن ) من الصعب التوقف عند محطات تميز فى التصوير او فى المونتاج اوفى الديكور وعادة يكون التركيز فى مثل هذة النوعية من الافلام على الممثل النجم وعلى تفجير كل طاقاته الممكنة والغير ممكنه لتقديم تسليه مضحكة. مع تقدير كل الاسماء التى حاولت ان تشارك النجم وصلات الضحك والبكاء . فى ( كتكوت ) من المؤكد انك ستكتشف ان هناك قدرا كبيرا من الافيهات السخيفة ومن الحركات العبيطة ومن الصراخ المجانى لكن من الممكن ايضا ان تكتشف ان محمد سعد ممثل كبير ومتمكن من ادواته التمثيلية وعنده مواهب كثيرة فى الغناء والرقص لكن هذا الممثل الكبير يصر على تبديد موهبته الكبيرة فى افلام كتكوتية صغيرة يمكن صناعتها بطريقة افضل
عماد النويرى
انظر الموقع الرسمي لسينما ايزيس

ليست هناك تعليقات: