الاثنين، يونيو 04، 2018

نزهة الناقد " معرض " الموسيقى " في جريدة " القاهرة ". رق الحبيب والثمن الفادح للجمال .رحلة رائعة في عوالم تراث الموسيقى العربية بقلم صلاح هاشم



معرض الموسيقى في جريدة القاهرة

نزهة الناقد
فقرة بعنوان
رق الحبيب والثمن الفادح للجمال

معرض" الموسيقى " في " القاهرة "

بقلم
صلاح هاشم

كنت قد عدت من تغطية مهرجان السينمائي 71 متعبا ومنهكا، وفكرت أني بحاجة يقينا لأجازة  " عمل "طويلة ، ولأن أتوقف لآخذ نفسي، بعد الركض خلال المهرجان داخل وخارج قاعات العرض، وفوق كان وتحت  "كان" المدينة
 وأنا ألهث و..أبحث عن صدر حبيب
 وافكر في ذلك الثمن الباهظ الذي يدفعه المرء لهذا "الجمال الكبير" في المهرجان، كل سنة ، وفي كل مرة ، ومنذ أن شرعت ولأول مرة في تغطية مهرجان " كان "عام 1981 أو عام 1982 - لم أعد اتذكر بدقة-  لمجلة " الوطن العربي " الاسبوعية التي كانت تصدر في باريس، وبدأت أكرس أنذاك كل كتاباتي أو معظمها للحديث عن السينما وكانت هذه هي أول خطوة لي في الانتقال من الابداع الأدبي - مجموعة " الحصان الأبيض "-  و النقد الأدبي والمسرحي، وكتابة التحقيقات الصحفية عن المهاجرين العرب - " الوطن الآخر.سندباديات في شوارع أوروبا الخلفية مع المهاجرين العرب "
الانتقال الى النقد السينمائي" تخليص الإبريز في سينما باريس "، وبعدما ترسخت لدي عدة قناعات  
لعل أهمها :

الثمن الفادح للجمال

أن الكتابة في السينما أو النقد السينمائي، تحتاج الى  ثقافة موسوعية، واتقان لغة أوعدة لغات أجنبية، لمتابعة ليس فقط ما يقدم على الشاشة من أفلام، بل للاطلاع أيضا على أحدث ماينشر عن السينما- حضارة السلوك الكبرى كما أحب أن أسميها- في اللغات الأجنبية

وأن تكون ممارسة النقد ليس فقط كتابة في المطلق ومغلقة على نفسها ، بل خطوة على طريق صنع الأفلام ،وممارسة"تجربة الاخراج السينمائي" أيضا، حيث ان العمل السينمائي الذي نراه على الشاشة، هو محصلة رحلة شاقة وطويلة، لقيادة أوركسترا من المبدعين والتقنيين- من كاتب سيناريو الى عامل إضاءة الى مدير تصوير الى مصصم ديكور ومؤلف موسيقى تصويرية الخ
 ومن المفيد بل والضروري أيضا في نظري، أن يكون الناقد قد جرب ومارس تجربة اخراج الافلام الوثائقية أو الروائية القصيرة

كمايجب أن يكون الناقد في رأيي ملما بـ ..و منفتحا على علوم وفنون السياسة و الشعر والفلسفة والفن التشكيلي، لينهل من تجاربه في تلك الفنون  واكتشافاته، وحيث تتبلور من خلال تلك "القناعات" في نهاية المطاف " رؤية " و " موقف " من الوجود و.." فلسفة " حياة، ونهجا يتجلى في كتابات الناقد وأثاره

ولذلك رحت عند عودتي الى باريس لآخذ نفسي  اقلب في قائمة المعارض المقامة حاليا وعندما وقع بصري على معرض " الموسيقى" الممتد في باريس حتى 19 اغسطس ووجدت أفيش المعرض يتكرس لكوكب الشرق "أم كلثوم " - رق الحبيب- نسيت في غمضة عين تعبي ، وقررت أن أذهب فورا لزيارة المعرض  المذكور، وأن أكتب عنه لجريدة " القاهرة " التي أكتب لها من باريس
لأحدثكم عن كل هذا الجمال الذي خبرته في المعرض - و عن "الثمن الفادح" للجمال الذي دفعته - وروعة تلك الموسيقى العربية التي عشقتها وأدمنتها، في العرض الشيّق الكريم 
إن كنت- أخي القاريء الكريم - في باريس، زائرا أو مقيما، لاتدع فرصة مشاهدة معرض " الموسيقى " البديع تفتك بأي ثمن


صلاح هاشم
كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس
salahashem@yahoo.com

ليست هناك تعليقات: