الأربعاء، فبراير 17، 2016

السينما المصرية . الثورة . وأول خطوة بقلم عاطف يوسف في مختارات سينما إيزيس

 مختارات سينما إيزيس

السينما المصرية . الثورة . وأول خطوة

لقطة من فيلم الشتا اللي فات لابراهيم البطوط

بقلم

عاطف يوسف

كاتب وروائي مصري مقيم في أمريكا

 



 إذا كانت سينما الأربعينات المصرية أو ما أطلق عليها سينما الحرب العالمية الثانية قد شهدت تدهوراً شديداً في نوعية الإنتاج السينمائي في مصر علي أيدي تجار الحرب، فإن سينما السبعينات قد شكلت الموجة الأكثر هبوطاً في تاريخ السينما المصرية أما سينما الثمانينات والتسعينات وإلى نهاية حكم مبارك فلم تكن أحسن منها باستثناء مجموعة من الأفلام الفوق الجيدة وغيرها وصل إلى العالمية.

فلم يعد الإنتاج مجرد استثمار لأموال تم الحصول عليها عن طريق التجارة في السوق السوداء، وإنما أصبحت الأموال المتدفقة مجهولة المصدر والتي استخدم جزء كبير منها في عمليات غسيل أموال كنتيجة لثلاثة مصادر للثروة غير المشروعة في مصر هي حسب ما يحددها مركز البحوث الاجتماعية وبالترتيب (تجارة الآثار وتجارة السلاح وتجارة المخدرات) وفي حالة انتشار الفساد التي بدأت خطواتها الأولي خلال هذه الفترة ثم وصلت إلي ذروتها مع نهاية الثلاثين عاماً التي تولي فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك حكم مصر من (1981 - 2011) ولم يعد النموذج الأساسي هو نموذج العصامي الطيب الذي حصل علي أمواله من مصادر لا تذكر علي الأغلب وإنما تعود إلي مرجعية دينية تستند إلي (ويرزقكم من حيث لا تعلمون) (وإن الله يرزق من يشاء بغير حساب

وتهور السياسة الساداتية شد الانتباه إلي مهام جديدة لسينما تخلت عن قلق التحول إلي عملية تحولها هي نفسها إلي سينما أخري جديدة شملت ثمانينات وتسعينات القرن الماضي وحتي مطلع القرن الواحد والعشرين.. هكذا بدأت السبعينات... نظام يحاول جاهداً أن ينسلخ ويتنكر للفترة السابقة عليه (فترة حكم عبد الناصر) وفوضي اقتصادية تسعي لتصفية رأسمالية الدولة المتمثلة في القطاع العام... وفي هذه الظروف بدأت السبعينات لتعكس حالة هي أقرب ما تكون إلي الفوضي والتشوش بين رحي رأسمالية دولة مع سياسة انفتاح اقتصادي في نفس الوقت . إن فيلمي "الأرض" و"المومياء" يعدان من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية و أما ثالث هذه الأفلام وهو فيلم الوادى الأصفر لممدوح شكرى. ولقد كانت هذه الأفلام الثلاثة خلال عام 1970 أشبه بتحية وداع آسية لفترة تالية من التدهور الشامل والانسلاخ عن الثقافة القومية. ويستولى الطفيليون على أموال القطاع العام السينمائى و تزداد الهوة بين السينما المصرية والواقع اتساعاً، وتكتسب الرأسمالية الطفيلية ملامح أكثر شراسة يعكسها الإنتاج السينمائي المصري في تلك الفترة والذي تراوح بين إعادة إنتاج الميلودرامات القديمة بنفس موضوعاتها ولكن بالألوان هذه المرة حسب المواصفات الإضافية لسوق التوزيع الجديدة. بل ولا يتورع مخرج مثل صلاح أبو سيف وفي إطار هذا الانهيار الشامل في السينما المصرية أن ينقض علي أحد أهم أفلامه وهو فيلم "لك يوم يا ظالم" عام 1951 ليعيد إخراجه تحت اسم "المجرم" عام 1978

وإذا قصصنا فترات سنيمائية هامة من تاريخ السينما المصرية لنصل إلى أفلام الإنتفاضة المصرية العظمى "الثورة". من المُتابَعة الدقيقة لوسائل الإعلام المرئيّة والمقروءة، نستطيع حصر عدد من الوجوه المألوفة في مجالات الكتابة والإخراج، مثل المخرج خالد يوسف، والسيناريست محمد دياب، بالإضافة إلى عدد من الممثلين، مثل عمرو واكد وخالد الصاوي الذين تواجدوا بشكل دائم بميدان التحرير في فترة "الثورة"، ومن الواضح أن أحداث الإنتفاضة قامت بتوفير مادة خصبة لعمل عدد غير قليل من الأفلام الوثائقية التي لا يحتاج صانعوها سوى تسجيل الأحداث الحيّة بالكاميرا الرقمية الخاصة بهم. ، ومن أبرز الأعمال التي تم تقديمها «الطيب والشرس والسياسي»، (إخراج/ عمرو سلامة- أيتن أمين- تامر عزت) «مولود في 25 يناير» (إخراج/ أحمد رشوان) «18 يوم في مصر» (إخراج: أحمد صلاح سوني- رمضان صلاح)ومن أبرز الأفلام الوثائقية أول خطوة لصلاح هاشم 33 دقيقة2016 . وأكثر المحاولات جديّة في تناول (ثورة 25 يناير)، حيث تنحصر في فيلمين فقط، وهما «بعد الموقعة» (إخراج/ يسري نصر الله، 2012) و«الشتا اللي فات» (إخراج/ إبراهيم البطوط، 2013)، والمدقق في تفاصيل العملين يلاحظ أن كلاً منهما يكمل الآخر
الكاتب والمخرج السينمائي  المصري صلاح هاشم مصطفى
  مخرج فيلم " أول خطوة " عن ثورة 25 يناير 2011
افلا م تسجيلية أخرى لصلاح هاشم توثق في مجملها لذكرة وتاريخ مصر

فإذا نظرنا إلى السنيما المصرية من ثلاثينات القرن الماضى وإلى اليوم لم نجد من أفلام تستحق المشاهدة سنجد أفلام الستينات هي الأفلام المصرية التي تستحق التسجيل  أما اليوم فلا أفلام ولا تمثيليات تلفزيونية تستحق المشاهدة لإنعدام الكتاب والسنمائيين والحياه الثقافية بوجه عام. فإن أطلقنا على الإنتفاضة مصطلح الثورة مجازا فمصر في حاجة إلى تركيبة إجتماعية جديدة يسود فيها العامل والفلاح والمثقف على طبقة الأسياد الجدد  الأشد شراسة من الإقطاعيين والمستعمرين قبل ثورة  1952في المجتمع المصرى اليوم.

عن موقع أمواج الأسكندرية

ليست هناك تعليقات: