الأربعاء، أبريل 10، 2013

على أبواب مهرجان " كان " السينمائي 66 بقلم صلاح هاشم





على أبواب مهرجان" كان " السينمائي 66 

توقعات بمشاركات لكبار المخرجين
من أمثال وودي آلان ولارس فون تراير و عبد اللطيف كشيش        

بقلم

صلاح هاشم
salahashem@yahoo.com
                                  



يبدو أن الدورة القادمة 66 لمهرجان " كان " السينمائي العالمي التي تقام في الفترة من 15 الى 26 مايو القادم سوف تكون حافلة بمجموعة كبيرة من أهم الأفلام العالمية الجديدة التي انتهى أصحابها من مخرجين ومنتجين من وضع اللمسات الأخيرة فيها إن من ناحية المونتاج، أو العمليات الفنية في مرحلة مابعد تصوير الفيلم، والمسارعة بتقديمها للمهرجان قبل انتهاء موعد التسجيل ، ومن ثم انتظار قرار لجنة المشاهدة بقلق ويالها من سعادة لمن يبلغ بأن فيلمه قد حظى بالموافقة وسيعرض في المهرجان فيكاد أن يطير ومن دون مبالغة من فرط فرحته وسعادته. والسر في ذلك إن مهرجان " كان " كما يحب رئيسه الناقد السينمائي الكبير جيل جاكوب  أن يردد : " .. يوفر على أي منتج في العالم مجهودات الدعاية لفيلمه ومحاولة بيعه وتسويقه لمدة عشر سنوات على الأقل ويضغطها  في فترة أسبوعين فقط خلال فترة إنعقاد المهرجان إذ يحضره أكثر من 36 ألف سينمائي أو عامل بالسينما وأكثر من 4000 صحفي من أنحاء المعمورة ويضع المهرجان في المرتبة الثالثة في قائمة أهم الأحداث الإعلامية في العالم بعد الدورة الاوليمبية ونهائيات كأس العالم في كرة القادم. مهرجان " كان " السينمائي الدولي الذي يعد أهم وأعظم مهرجان سينمائي في العالم، لاتكمن أهميته في عروض الأفلام واكتشاف المواهب السينمائية الجديدة في أنحاء العالم ، بل تكمن أهميته القصوى في أنه قد جعل العالم كله يبتكلم بلغة جديدة ، لغة السينما ، وعكف على تطوير فن السينما ذاته من خلال التركيز على محاولات المخرجين السيبنمائيين المخضرمين من أمثال الامريكي تيرانس مالك والبريطاني كين لوش والصربي أمير موستوريكا في أن تصبح السينما بوابة الى الحلم وأداة تفكير في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الانسانية والدفاع عن الحريات.. بل لقد استطاع المهرجان في احدي دوراته تهريب المخرج التركي الكبير إيلماظ جوني من سجون تركيا واحضاره الى المهرجان ليتسلم جائزته الكبرى " السعفة الذهبية " أهم جائزة سينمائية في العالم وقام بتهريب فيلم جوني وعرضه  ولم يعبأ بشكوى واحتجاجات الحكومة التركية الدبلوماسية الغاضبة التي سببت وقتها إحراجا كبيرا للحكومة الفرنسية ..


تكريم السينما الهندية

كما تكمن القيمة الأساسية لهذا المهرجان الذي أتابع أعماله و أحرص على حضوره منذ عام 1982 وسعدت أيضا عام 1989 بالمشاركة كناقد  في لجان تحكيمه في مسابقة " الكاميرا الذهبية " ممثلا لبلدي مصر..تكمن في قدرته على توظيف النجوم في خدمة " سينما المؤلف " أي الأفلام التي يصنعها المخرج من دون ضغوطات أو عوائق فنية او انتاجية أو سياسية ليعبر بفيلمه عن " رؤية " فكرية في  ظل التحولات الكبرى التي تشهدها مجتمعاتنا من أزمات واحتجاجات وثورات وحروب، ويستفيد المهرجان من الضجة الاعلامية التي تصاحب نجمة كبيرة في التمثيل والغناء مثل مادونا مثلا والحضور الاعلامي الدولي الفائق الذي سوف يصاحب  الحدث الخاص بحضورها الى المهرجان لتمرير تلك الافلام وترويجها والدعاية لها وللأفكار الجديدة التي تحملها، ولذلك تصب كل الاتجاهات والأشكال والتيارات السينمائية الجديدة في أتون " كان " على البحر وتحضر فإذا بالمدينة تتحول الى " مولد "أو " أكبر سيرك سينمائي في العالم " كما يحب المخرج الفرنسي من أصل بولندي رومان بولانسكي أن يطلق على المهرجان الكبير..
وكان المهرجان قد أعلن منذ فترة عن تكريمه للسينما الهندية بمناسبة مرور 100 سنة على ميلادها، وعن ترأس المخرج الامريكي الكبير ستيفن سبيلبيرج " صاحب " قائمة شندلر " للجنة التحكيم الرئيسية في المهرجان التي تمنح جائزة " السعفة الذهبية " وجوائز أخرى في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة

جين كامبيون


 كما دعا المخرجة النيوزيلندية الكبيرة جين كامبيون صاحبة " درس البيانو " لكي تترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة التي تمنح سعفة ذهبية لأفضل فيلم في مسابقة الفيلم القصير ومسابقة أفلام المعاهد السينمائية التابعة لمؤسسة " سيني فونداسيون " التي أنشأها المهرجان..
ومن المتوقع في رأي العديد من النقاد وقبل أن يعقد المهرجان مؤتمره الصحفي الكبير معلنا عن أفلامه في منتصف شهر إبريل
 من المتوقع أن يعرض المهرجان في دورته 66 القادمة مجموعة كبيرة من الأفلام  الجديدة الجيدة التي انتهى العمل في تشطيبها وإعدادها والتي يستطلع المهرجان أخبارها من خلال "جواسيس" إعلاميين يشتغلون لحسابه المهرجان ويبلغونه بكل صغيرة وكبيرة في المشهد السينمائي الدولي و أنباءعجلة دوران الانتاج السينمائي التي لا تتوقف في العالم وكل جديد..

ومن ضمن هذه الأفلام :

الفيلم الجديد للمخرج الامريكي الكبيروودي آلان بعنوان " بدون عنوان " UNTITLED بطولة البريطانية كيت بلنشيت واليك بالدوين ولايعرف عنه اي شييء البتة وكان مخرجه قد انتهى من تصويره ويمثل عودته الى أمريكا بعد فترة عمل واخراج طويلة في أوروبا ..

والفيلم الجديد للمخرج الفرنسي آرنو دبلشان بعنوان " بورتريه لجيمي "PORTRAIT de GIMMY وهو أول فيلم لمخرجه في أمريكا ويعرض لهندي أمريكي مصاب بعقدة نفسانية من جراء التمييز الذي يمارس عليه في وطنه كهندي وإحساسه بالغربة في عقر داره ويضلع ببطولته الممثل الامريكي الكبير بينيسيو ديلتورو الذي لعب دور المناضل جيفارا في فيلم أمريكي ويشارك في التمثيل الفرنسي ماتيو أمالريك..


جيل جاكوب رئيس المهرجان

والفيلم الجديد للمخرج الامريكي جيمس جاري وهو من أهم وأبرز المخرجين المستقلين في أمريكا وفيلمه الجديد الذي انتهى من العمل فيه بعنوان " العندليب " بطولة الفرنسية ماريون كوتيلار والامريكي يواقيم فينيكس ويعرض لحياة المهاجرين الى العالم الجديد في حقبة العشرينيات في مدينة نيويورك..

والفيلم الجديد للمخرج الدنمركي نيكولاس ويندينج رفن الحاصل بفيلمه " درايف " على جائزة الاخراج في " كان " وتدور أحداث الفيلم بعنوان " الله وحده يغفر " في بانجوك في أوساط رياضة الملاكمة من نوع التاي..
الفيلم الجديد للمخرج الدنمركي الشهير لارس فون تراير بعنوان " نيمفومانياك " أي المريضة بالجنس، بطولة الفرنسية شارلوت جانسبورج والمعروف أن فون تراير طرد من المهرجان في دورة سابقة بسبب تصريحاته العنصرية ..
الفيلم الجديد للمخرج الفرنسي أوليفييه دهان بعنوان" جريس موناكو " ويحكي عن أميرة جريس كيلي التي هجرت السينما وقبلت بأن تكون أميرة على إمارة موناكو الصغيرة وتلعب دورها في الفيلم النجمة الاسترالية نيكول كيدمان ..
الفيلم الجديد للمخرجة الفرنسية المتميزة باسكال فيران بعنوان "  شعب الطير " BIRD PEOPLE
الفيلم الجديد للمخرج البريطاني الكبير تيرانس ديفيز بعنوان " أغنية الغروب " وهو مأخوذ عن رواية استكلندية كلاسيكية شهيرة تحكي قصة غرام ويضطلع ببطولته بيتر مولان والجميلة أجنيس ديان ..
وقد يعرض المهرجان كذلك في دورته 66 فيلم "  الأزرق لون ساخن" للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش  والذي انتهى حديثا من اخراجه ويحكي عن فتاة تكتشف أن لديها عقدة ضعف تجاه الجنس اللطيف ..
وفيلم " العشاق تركوا وحدهم للعيش " للمخرج الامريكي جيم جامروش وبطولة النجمة البريطانية تيلدا سوينتون
وفيلم " الأوغاد " للمخرجة الفرنسية كلير دوني بطولة فانسان ليندون وكيارا ماستروياني
وفيلم " حلقة المظاهر البراقة " للمخرجة الامريكية صوفيا كوبولا ويحكي عن عصابة من الفتيات اللواتي تخصصن في السطو على منازل نجوم السينما وسرقتها .. وتشارك في بطولته النجمة البريطانية ايما واطسون

كما قد يشارك المخرج التايواني الكبير هيو سياو سين بفيلمه " السفاح " والمخرج الايراني الكبير اصغار فارهدي بفيلمه الجديد "  بدون عنوان " بطولة النجم الفرنسي من أصل عربي طاهر رحيمي، وقد يشارك كذلك المخرج البريطاني ستيف ماكوين بفيلمه الجديد "  عشت كعبد 12 سنة " بطولة النجم الامريكي براد بيت والبريطاني مايكل فاسبندر ويحكي عن رجل اختطف وبيع كعبد في ولاية لويزيانا الامريكية في القرن 19 وحياة العبيد...

جيل جاكوب رئيس المهرجان وتيري فريمو المندوب العام

وكان المهرجان قد أعلن عن عرض فيلم " جاتسبي العظيم " للاسترالي باز لوهرمان في حفل افتتاح الدورة 66 ويضطلع ببطولته النجم الامريكي ليوناردو كابرو وهو الفيلم الوحيد الذي أعلن المهرجان رسميا ولحد الآن عن مشاركته بانتظار الاعلان عن قائمة الأفلام التي تتضمنها قائمة الاختيار الرسمي في المهرجان وعادة ما تتضمن أكثر من خمسين فيلما جديدا في مؤتمره الصحفي في منتصف ابريل، ولنا وقفة مع فعاليات ووقائع المهرجان السينمائي الكبير وأفلامه قريبا




عن جريدة الوطن المصرية بتاريخ 10 ابريل 2013