امير العمري
لقطة من فيلم " الفلاح الفصيح " للمخرج المصري الكبير الراحل شادي عبد السلام
مر اليوم عشر سنوات على الدراسة التي قدمتها في مهرجان تطوان السينمائي (عام 1995) تحت عنوان "النقد السينمائي في الصحافة العربية".
وإذا كان المطلوب مني اليوم المقارنة بين ما سبق أن تطرقت له فيما يتعلق بحالة النقد السينمائي في الصحافة العربية قبل نحو عقد مضى، وبين ما صار إليه المشهد العربي للنقد السينمائي اليوم، فما هي إلا مهمة عسيرة حقا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الخريطة الحالية للنقد السينمائي العربي قد تعقدت وازدادت تشابكا وتداخلا مع ظهور عشرات المطبوعات الأخرى في المشرق والمغرب، وظهور برامج تليفزيونية جديدة تتخذ من السينما موضوعا لها، ومهرجانات تقام في مدن وبلدان كثيرة في عالمنا العربي ربما لم تكن تكترث في الماضي بالسنيما.
وبداية، يتعين علينا الاعتراف بأن دعاوى تحريم السينما بالشكل الجامد الصارخ الذي كان سائدا في الثمانينيات والتسعينيات (وهو ما عرضنا له تفصيلا في البحث الذي قدم هنا قبل عشر سنوات) – قد خفت كثيرا في الوقت الحالي، كما تلاشت أو كادت تلك النظرة المتشككة إلى السينما وإلى صناعة الأفلام الروائية بوجه خاص، التي كانت تعتبرها من المحرمات، بعد تنامي دور الوسائل السمعية البصرية وتكنولوجيا المعلومات في المجتمعات العربية بدرجة كبيرة خلال الحقبة الأخيرة، مما دفع الكثيرين إلى مراجعة مواقفهم إزاء الفن السينمائي.
من جهة أخرى، تعرض الكثير من المفاهيم السائدة في المنظومة الفكرية العربية التقليدية إلى هزات عديدة في أعقاب أحداث سبتمبر 2001 وما أعقبها من انهيار نظام طالبان في أفغانستان، بتكوينه الجامد المعادي للفنون الحديثة بوجه عام، وللسينما بوجه خاص، وبروز تيارات وجماعات طالبانية ترفع السلاح في وجه مؤسسة الدولة في عدد من البلدان العربية التي كانت مؤسساتها الرسمية تسعى - في الماضي - استرضاء تلك التيارات والجماعات وتقوية شوكتها حتى يمكنها التصدي لتيار اليسا، وهو "سيناريو" مشابه إلى حد كبير- للسيناريو الذي يتعلق بالولايات المتحدة نفسها.
إلا أن ما تحقق من تقدم فرضه فيما بعد - تلاحق الأحداث السياسية، لم يقض تماما على الاتجاهات الفكرية التي ظلت تهاجم السينما وتحرم عرض الأفلام داخل قاعات عامة مظلمة، خصوصا إذا كانت تجمع بين الرجال والنساء – وربما الشياطين والجان أيضا!
والملاحظ أن العزوف التقليدي عند عدد كبير من المشتغلين بالفكر السياسي والاجتماعي في بلادنا عن التصدي لنقد السينما في الماضي، ناظرين إليها كنوع أدنى من الفنون – أدنى من نظرتهم إلى الأدب والشعر مثلا – قد تراجع إلى حد كبير منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، الذي جعل من المتاح حاليا وبسهولة، اقتناء الأفلام على الاسطوانات المدمجة (DVD)، وتحميل الأفلام أو مشاهدتها على أجهزة الكومبيوتر المنزلي، بل وتشييد عدد كبير من دور العرض السينمائي الجديدة المتعددة القاعات في بعض الدول العربية، بمواصفات متقدمة وشروط جيدة للمشاهدة، بعيدة عن أنماط دور العرض القديمة المتهالكة التي يقتصر ارتيادها عادة على الشريحة الأدنى اجتماعيا، الأمر الذي شجع قطاعا من أبناء الطبقة الوسطى على العودة إلى دور السينما، وإن كان الجانب السلبي لهذا التوجه الجديد قد تجسد بوضوح في ظهور وانتشار نوع جديد من السينما الاستهلاكية السريعة المصنوعة خصيصا لهذا الجمهور الذي يرتبط أيضا بالوجبات السريعة التي تنتشر محلاتها ومنافذ بيعها عادة في نفس المجمعات التي تضم دور العرض الجديدة. ولكن هذا موضوع آخر.
هذا التوسع النسبي الكمي، سواء في دور العرض أو في المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية وفي البرامج التليفزيونية التي تبثها القنوات الأرضية والفضائية، وتخصيصها مساحات للحديث عن "الظاهرة" السينمائية، يجعل المشهد العام في النقد السينمائي العربي يختلف - من السطح على الأقل- عما رصدناه في دراستنا السابقة.
حقا لا تزال أهم دولة عربية (نفطية) تحظر إنشاء دور عرض سينمائي رغم تمويلها لعدد كبير من المحطات التلفزيونية الفضائية التي تعرض مئات الأفلام السينمائية العربية والأجنبية.
منطلقات إسلامية
إلا أن الحصار الذي كان مضروبا حول السينما كمنتج فني حديث، تراجع كما تراجعت، إلى حد كبير، فتاوى تحريم السينما وتحريم الفن عموما في ضوء الهجوم النظري العلماني المضاد الأخير في مواجهة تمدد الدعاوى السلفية الرجعية المغرقة في انغلاقها، بل وقد أصبح حتى عدد من المواقع الإسلامية ذات التوجهات الإسلامية على شبكة الانترنت- من تمويل تيارات معينة داخل جماعة الإخوان المسلمين – تخصص قسما للنقد السينمائي، وإن كان تناولها للأفلام ينطلق - في معظم الأحيان- من وجهة نظر أخلاقية تدور حول الحلال والحرام.
على سبيل المثال يختتم عبد الجليل الشرنوبي مقاله المنشور في موقع "إسلام أون لاين" عن فيلم "بحب السيما" بقوله:
"بحب السيما" شريط جديد يضاف إلى العديد من العلب التي تحوي مشاهد صادمة أو جملاً مثيرة للجدل أو إسقاطات تجافي الواقع، وكانت كلها تكرس في النهاية لـ"تابوه" جديد يعطي لنفسه حق الطرح والنقد والسخرية والازدراء بدون أن يراجعه أحد وإلا تحول إلى رجعي ومتخلف وضد الإبداع وظلامي..
"وبناء على هذا أعترف بأنني ظلامي لا أقبل السخرية من دور العبادة حتى وإن كانت بها سقطات بشرية.. ومتخلف؛ لأنني ضد ظهور امرأة تستحم أو تمارس الجنس على شاشة السينما.. ورجعي لأن هناك قواعد وأعرافًا وقيمًا نبت على أرضها مجتمعنا، ويجب ألا تسقط لحساب الرؤى الفنية.. وأخيرًا "بحب السينما.. لكنني أكره سقطاتها".
وعن الفيلم نفسه الذي أثار أكبر ضجة نقدية شهدتها الصحافة المصرية خلال العام الماضي، يكتب ممدوح الشيخ في "إسلام أون لاين" أيضا:
"إن المصارحة شرط موضوعي لبناء علاقة صحيحة، والمنطق الزئبقي في السينما والفكر على السواء هو المشكلة الأخطر وليس غضب متدينين متطرفين أو اللجوء للتقاضي في مواجهة أعمال إبداعية؛ فالفيلم عمل تبشيري بدين وضعي هو الربوبية، وهو لا يعادي الكنسية فحسب؛ بل يعادي فكرة الدين السماوي. وما دام القانون يسمح باللجوء للتقاضي فلا مبرر للغمز واللمز بحق من يستخدمون هذه الوسيلة؛ لأن هذا نوع من التفتيش في الضمائر، وإلا فإن ازدهار الثقافة "الزئبقية" سيؤدي حتما لازدهار مقابل للثقافة البوليسية".
ورغم ذلك يتخذ هذا الموقع – موقفا متقدما نسبيا من الافتاء بتحريم السينما، هنا يكتب علاء عبد العزيز قائلا:
"مقابل هذه المكانة والأهمية التي تتبوأها السينما نجد أن كثيرًا -أو بعضًا على الأقل- من المفتين يصمون السينما بكونها حرامًا شرعًا، وبشكل مطلق دون تكلف الخوض في تفصيلاتها، ويأتي الإطلاق في إطار رؤية محصورة في حدود "السلوك الفردي": من العمل فيها، والذهاب إليها، والجو المحيط بالحضور، ونحو ذلك.
"وما يؤخذ على أصحاب هذه الرؤية / الحكم أن وعيها بالسينما سطحي لا يكاد يفرق مثلاً بين الأفلام التسجيلية أو الروائية أو حتى التعليمية، فضلاً عن أن انحصار زاوية نظر ذلك المفتي الذي يبني حكمه بالتحريم المطلق بناء على هاجس "الفتن" (اختلاط، عورات...) لا يسمح له بإدراك المعاني السابقة في تأثير السينما، فضلاً عن إمكانية التفكير بكيفية "الإفادة" منها كأداة لمقارعة "الباطل" على الأقل من وجهة نظره. بل إن ذلك التعميم التبسيطي المخل من شأنه أن يورط ذلك المفتي بتحريم الأفلام التسجيلية مثلاً كالتي تقدم صورة عن أحوال وعيشة المسلمين في أيٍّ من بلدان العالم، وكذلك الأفلام التعليمية. بل يمكن التساؤل بإلحاح إزاء مثل تلك الفتاوى (لبعضهم): كيف يكون الحال إزاء أفلام المقاومة في الشيشان (كسلسلة أفلام جحيم الروس) أو في فلسطين أو في العراق؟" ..وللمقال بقية
مر اليوم عشر سنوات على الدراسة التي قدمتها في مهرجان تطوان السينمائي (عام 1995) تحت عنوان "النقد السينمائي في الصحافة العربية".
وإذا كان المطلوب مني اليوم المقارنة بين ما سبق أن تطرقت له فيما يتعلق بحالة النقد السينمائي في الصحافة العربية قبل نحو عقد مضى، وبين ما صار إليه المشهد العربي للنقد السينمائي اليوم، فما هي إلا مهمة عسيرة حقا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الخريطة الحالية للنقد السينمائي العربي قد تعقدت وازدادت تشابكا وتداخلا مع ظهور عشرات المطبوعات الأخرى في المشرق والمغرب، وظهور برامج تليفزيونية جديدة تتخذ من السينما موضوعا لها، ومهرجانات تقام في مدن وبلدان كثيرة في عالمنا العربي ربما لم تكن تكترث في الماضي بالسنيما.
وبداية، يتعين علينا الاعتراف بأن دعاوى تحريم السينما بالشكل الجامد الصارخ الذي كان سائدا في الثمانينيات والتسعينيات (وهو ما عرضنا له تفصيلا في البحث الذي قدم هنا قبل عشر سنوات) – قد خفت كثيرا في الوقت الحالي، كما تلاشت أو كادت تلك النظرة المتشككة إلى السينما وإلى صناعة الأفلام الروائية بوجه خاص، التي كانت تعتبرها من المحرمات، بعد تنامي دور الوسائل السمعية البصرية وتكنولوجيا المعلومات في المجتمعات العربية بدرجة كبيرة خلال الحقبة الأخيرة، مما دفع الكثيرين إلى مراجعة مواقفهم إزاء الفن السينمائي.
من جهة أخرى، تعرض الكثير من المفاهيم السائدة في المنظومة الفكرية العربية التقليدية إلى هزات عديدة في أعقاب أحداث سبتمبر 2001 وما أعقبها من انهيار نظام طالبان في أفغانستان، بتكوينه الجامد المعادي للفنون الحديثة بوجه عام، وللسينما بوجه خاص، وبروز تيارات وجماعات طالبانية ترفع السلاح في وجه مؤسسة الدولة في عدد من البلدان العربية التي كانت مؤسساتها الرسمية تسعى - في الماضي - استرضاء تلك التيارات والجماعات وتقوية شوكتها حتى يمكنها التصدي لتيار اليسا، وهو "سيناريو" مشابه إلى حد كبير- للسيناريو الذي يتعلق بالولايات المتحدة نفسها.
إلا أن ما تحقق من تقدم فرضه فيما بعد - تلاحق الأحداث السياسية، لم يقض تماما على الاتجاهات الفكرية التي ظلت تهاجم السينما وتحرم عرض الأفلام داخل قاعات عامة مظلمة، خصوصا إذا كانت تجمع بين الرجال والنساء – وربما الشياطين والجان أيضا!
والملاحظ أن العزوف التقليدي عند عدد كبير من المشتغلين بالفكر السياسي والاجتماعي في بلادنا عن التصدي لنقد السينما في الماضي، ناظرين إليها كنوع أدنى من الفنون – أدنى من نظرتهم إلى الأدب والشعر مثلا – قد تراجع إلى حد كبير منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، الذي جعل من المتاح حاليا وبسهولة، اقتناء الأفلام على الاسطوانات المدمجة (DVD)، وتحميل الأفلام أو مشاهدتها على أجهزة الكومبيوتر المنزلي، بل وتشييد عدد كبير من دور العرض السينمائي الجديدة المتعددة القاعات في بعض الدول العربية، بمواصفات متقدمة وشروط جيدة للمشاهدة، بعيدة عن أنماط دور العرض القديمة المتهالكة التي يقتصر ارتيادها عادة على الشريحة الأدنى اجتماعيا، الأمر الذي شجع قطاعا من أبناء الطبقة الوسطى على العودة إلى دور السينما، وإن كان الجانب السلبي لهذا التوجه الجديد قد تجسد بوضوح في ظهور وانتشار نوع جديد من السينما الاستهلاكية السريعة المصنوعة خصيصا لهذا الجمهور الذي يرتبط أيضا بالوجبات السريعة التي تنتشر محلاتها ومنافذ بيعها عادة في نفس المجمعات التي تضم دور العرض الجديدة. ولكن هذا موضوع آخر.
هذا التوسع النسبي الكمي، سواء في دور العرض أو في المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية وفي البرامج التليفزيونية التي تبثها القنوات الأرضية والفضائية، وتخصيصها مساحات للحديث عن "الظاهرة" السينمائية، يجعل المشهد العام في النقد السينمائي العربي يختلف - من السطح على الأقل- عما رصدناه في دراستنا السابقة.
حقا لا تزال أهم دولة عربية (نفطية) تحظر إنشاء دور عرض سينمائي رغم تمويلها لعدد كبير من المحطات التلفزيونية الفضائية التي تعرض مئات الأفلام السينمائية العربية والأجنبية.
منطلقات إسلامية
إلا أن الحصار الذي كان مضروبا حول السينما كمنتج فني حديث، تراجع كما تراجعت، إلى حد كبير، فتاوى تحريم السينما وتحريم الفن عموما في ضوء الهجوم النظري العلماني المضاد الأخير في مواجهة تمدد الدعاوى السلفية الرجعية المغرقة في انغلاقها، بل وقد أصبح حتى عدد من المواقع الإسلامية ذات التوجهات الإسلامية على شبكة الانترنت- من تمويل تيارات معينة داخل جماعة الإخوان المسلمين – تخصص قسما للنقد السينمائي، وإن كان تناولها للأفلام ينطلق - في معظم الأحيان- من وجهة نظر أخلاقية تدور حول الحلال والحرام.
على سبيل المثال يختتم عبد الجليل الشرنوبي مقاله المنشور في موقع "إسلام أون لاين" عن فيلم "بحب السيما" بقوله:
"بحب السيما" شريط جديد يضاف إلى العديد من العلب التي تحوي مشاهد صادمة أو جملاً مثيرة للجدل أو إسقاطات تجافي الواقع، وكانت كلها تكرس في النهاية لـ"تابوه" جديد يعطي لنفسه حق الطرح والنقد والسخرية والازدراء بدون أن يراجعه أحد وإلا تحول إلى رجعي ومتخلف وضد الإبداع وظلامي..
"وبناء على هذا أعترف بأنني ظلامي لا أقبل السخرية من دور العبادة حتى وإن كانت بها سقطات بشرية.. ومتخلف؛ لأنني ضد ظهور امرأة تستحم أو تمارس الجنس على شاشة السينما.. ورجعي لأن هناك قواعد وأعرافًا وقيمًا نبت على أرضها مجتمعنا، ويجب ألا تسقط لحساب الرؤى الفنية.. وأخيرًا "بحب السينما.. لكنني أكره سقطاتها".
وعن الفيلم نفسه الذي أثار أكبر ضجة نقدية شهدتها الصحافة المصرية خلال العام الماضي، يكتب ممدوح الشيخ في "إسلام أون لاين" أيضا:
"إن المصارحة شرط موضوعي لبناء علاقة صحيحة، والمنطق الزئبقي في السينما والفكر على السواء هو المشكلة الأخطر وليس غضب متدينين متطرفين أو اللجوء للتقاضي في مواجهة أعمال إبداعية؛ فالفيلم عمل تبشيري بدين وضعي هو الربوبية، وهو لا يعادي الكنسية فحسب؛ بل يعادي فكرة الدين السماوي. وما دام القانون يسمح باللجوء للتقاضي فلا مبرر للغمز واللمز بحق من يستخدمون هذه الوسيلة؛ لأن هذا نوع من التفتيش في الضمائر، وإلا فإن ازدهار الثقافة "الزئبقية" سيؤدي حتما لازدهار مقابل للثقافة البوليسية".
ورغم ذلك يتخذ هذا الموقع – موقفا متقدما نسبيا من الافتاء بتحريم السينما، هنا يكتب علاء عبد العزيز قائلا:
"مقابل هذه المكانة والأهمية التي تتبوأها السينما نجد أن كثيرًا -أو بعضًا على الأقل- من المفتين يصمون السينما بكونها حرامًا شرعًا، وبشكل مطلق دون تكلف الخوض في تفصيلاتها، ويأتي الإطلاق في إطار رؤية محصورة في حدود "السلوك الفردي": من العمل فيها، والذهاب إليها، والجو المحيط بالحضور، ونحو ذلك.
"وما يؤخذ على أصحاب هذه الرؤية / الحكم أن وعيها بالسينما سطحي لا يكاد يفرق مثلاً بين الأفلام التسجيلية أو الروائية أو حتى التعليمية، فضلاً عن أن انحصار زاوية نظر ذلك المفتي الذي يبني حكمه بالتحريم المطلق بناء على هاجس "الفتن" (اختلاط، عورات...) لا يسمح له بإدراك المعاني السابقة في تأثير السينما، فضلاً عن إمكانية التفكير بكيفية "الإفادة" منها كأداة لمقارعة "الباطل" على الأقل من وجهة نظره. بل إن ذلك التعميم التبسيطي المخل من شأنه أن يورط ذلك المفتي بتحريم الأفلام التسجيلية مثلاً كالتي تقدم صورة عن أحوال وعيشة المسلمين في أيٍّ من بلدان العالم، وكذلك الأفلام التعليمية. بل يمكن التساؤل بإلحاح إزاء مثل تلك الفتاوى (لبعضهم): كيف يكون الحال إزاء أفلام المقاومة في الشيشان (كسلسلة أفلام جحيم الروس) أو في فلسطين أو في العراق؟" ..وللمقال بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق