نزهة الناقد
هي دي عيشة ياحاج ؟
بقلم
صلاح هاشم مصطفى
ارسل الى صديقي التاريخي " محمد السيد "الذي رافقني في رحلتي الى أوروبا في ما
أطلقت عليه في كتاباتي " العبور الى الجانب الآخر " هذه الصورة الرائعة من
صور الرحلة ،ويحكي عن الصورة فيقول : كان ذلك يوم أحد، ولم تكن المحال
والمقاهي والبارات فتحت أبوابها في الصباح الباكر بعد، فجلسنا بجوار أقرب
كشك مفتوح في الميدان، وأخذنا نلعب الورق، ونستمتع بشمس الصباح المتألقة في
مدينة ليون الفرنسية وصحبتنا الجميلة.." ..
تأملت في الصورة
لبعض الوقت، وسرحت بعيدا ،ثم كتبت الى محمد أقول : الحمد لله يامحمد ،
عشنا بالطول والعرض في حياتنا ورحلتنا " التاريخية " واستمتعنا ، ولو شفت
مصر الآن لصعب عليك حال ناسها وشيابها، فقد عادت الى الوراء، وتتقدم بثبات
الى عصور وسطى بربرية وظلامية ، وبعدما كانت عالما من الرقة والتسامح،
والألفة المحببة التي اشتهر بها المصريون وابتساماتهم التي كانت ترتسم على
وجوههم ان اهلا إزيك، وبالاحضان ومرحبا..
أصبحت عاصمتها الآن عالما من الهمجية والتوحش والقبح وقلة الأدب،
والتفاهة العقلية والتدني الاخلاقي المرعب تحت نقاب أسود حديدي، في ما
يتصاعد هدير الانفجار من قاهرة المعز إن الى أين يسير هذا البلد ؟ ..
إن كل شييء هنا يدعو الى الهروب من حروب الشوارع . كلا لا توجد حياة هنا
بل موات، وتنافس وتقاتل على موضع فدم، أوف، وليس هذا احساسي فقط، بل هناك
احساس أكبر منه، وشعور بالقنوط والاحباط والخوف واليأس ، حتى من النزول الى
الشارع
لدي الكثيرين من العالبية العظمي من الشعب المصري التي
التقيها في مركبات المترو واتوبيسات النقل العام والميكروباصات التي
استخدمها في تنقلاتي
وأسمع بعضهم يردد : بالذمة هي دي عيشة ياحاج ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق