الأحد، مارس 22، 2020

تأجيل مهرجان " كان " السينمائي لأول مرة في تاريخ المهرجان بقلم صلاح هاشم


بعد إعلان " الحرب" على كورونا في فرنسا



تأجيل مهرجان " كان " السينمائي  الدولي 73
 
بقلم
 صلاح هاشم
أعلنت إدارة مهرجان " كان " السينمائي في بيان صحفي صدر عنها يوم الخميس 19 مارس عدم إلغاء دورة المهرجان 73، التي كان من المزمع إقامتها في الفترة من 12 الى 23 مايو، بل تأجيلها فقط، والإعلان عن موعد إقامتهاالجديد،في الإسبوع الأخير من شهر يونيو، أو الإسبوع الأول، من شهر يوليو القادم..


وأرجع البيان، أسباب إتخاذ إدارة "سيد "المهرجانات السينمائية في العالم لذلك القرار، الى: ".. الظروف الصحية،الصعبة والمعقدة، التي تمر بها فرنسا وبلدان العالم، في مواجهة "فيروس" الكورونا القاتل "، عدو البشرية "..
 وذلك بعد ظهورالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في "حديث" تليفزيوني جديد الى الأمة الفرنسية، تم بثه يوم الإثنين 16 مارس، وأعلن فيه ماكرون " الحرب" على فيروس الكورونا- جاءت كلمة " الحرب" على لسانه أكثر من 6 مرات في ذلك الحديث الذي شاهده أكثر من 30 مليون مشاهد في فرنسا- كما شدد ماكرون على العمل بمجموعةمن الاجراءات المقيدة،من ضمنها،"الحجر الصحي" العام المعلن في البلاد..
 في ما يعني، وبشكل حاسم وصريح، "البقاء والاعتكاف داخل البيوت- في مايشبه الإختفاء القسري،أو" الحبس القهري" على ذمة تلك " الحرب" الصريحة والمعلنة على الوباء- بعدما بلغت حالات الوفيات من جراء فيروس الكورونا ولحد الآن أكثر من 372 حالة في فرنسا، من أصل 9130 إصابة، وألف إصابة منها في غرف الإنعاش- وعدم النزول إلى الشارع، إلا بعد تحرير " وثيقة إذن بالخروج"رسمية من قبل المواطن، والالتزام بحملها معها وأينما توجه، ودفع " غرامة"، تصل قيمتها الى 135 يورو، لكل مخالف..
وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، أعلن في اليوم التالي على "حديث" ماكرون،انه سوف يتم أيضا الاستعانة بقوات "الجيش الفرنسي" في نقل المصابين الى حيث تتواجد المستشفيات المجهزة طبيا وفنيا ومعمليا في فرنسا،لاستقبال الحالات الحرجة الخطرة..
 وتعزيز الأمن في البلاد ، لمراقبة المخالفين،عن طريق إنتشار أكثر من مائة ألف من عناصر الشرطة والدرك، لمراقبة إحترام هذه القيود، والاستعانة حتى بـ "الطائرات المسيرة" لتوعية المواطنين، واجبارهم عند الخروج، الى العودة سريعا الى بيوتهم، وعقاب كل مخالف، وبخاصة بعد أن ثبت – من خلال "تصرفات " قلة فقط من بعض المواطنين الفرنسيين، بعدم اكتراثهم، بالمحنة "الصحية"، التي تمر بها البلاد، وعدم احترامهم للقوانين.. 


وجاء في البيان الصحفي الصادر عن مهرجان " كان " أن إدارته تتضامن مع كل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة، للحد من انتشار وتفشي الوباء، ولن تعلن عن ميعاد الدورة القادمة ،إلا بعد إجراء كافة المشاورات الضرورية اللازمة، مع عمدة وإدارة مدينة " كان " أولا، ومن ثم مع كل الجهات المعنية، مثل المنظمات الصحية في فرنسا، والهيئات المهنية المشاركة في تنظيم المهرجان، مثل الوزارات،والنقابات المهنية، والإعلام  الفرنسي والدولي، والرعاة الرسميين..
والمعروف أنه لم يحدث "تأجيل" أي دورة من دورات مهرجان " كان " السينمائي الدولي من قبل، لكن تم "إلغاء" دورة المهرجان الأولى، التي كان من المزمع انطلاقها يوم 1 سبتمبر عام 1939، فاذا بألمانيا تقوم بغزو بولندا في ذلك اليوم، فتقرر إلغاء الدورة الأولى بسبب نشوب الحرب، ثم افتتحت أول دورة رسمية للمهرجان يوم 20 سبتمبر عام ،1946بعد إنتهاء الحرب..
 كما تم الغاء دورتي عامي 1948 و1950، ولم يتم إيقاف المهرجان إلا مرة واحدة عام 1968، بسبب "إنتفاضة الطلبة" آنذاك..
وهذه هي المرة الأولى إذن، التي يتم فيها " تأجيل " دورة من دورات " سيد " المهرجانات السينمائية في العالم،الذي يستقبل كل سنة، أكثر من أربعين ألف محترف، وأكثر من 20 ألف متفرج كل عام ..

باريس.صلاح هاشم



السبت، مارس 21، 2020

Confinement en France : les images jamais vues d’un Paris désertéباريس في زمن الكورونا بقلم صلاح هاشم في باب ( نزهة الناقد .تأملات في سينما وعصر)





باريس في زمن الكورونا

نزهة الناقد.تأملات في سينما وعصر


بقلم
صلاح هاشم



هذه هي باريس، مدينة الأشباح، في زمن الكورونا ،وانظركيف تكون، وهى خالية من المارة، بعد اعلان "الحجر الصحي" العلني، والاعتكاف داخل البيوت، وبعدما تأكد، أن عدم الخروج، وممارسة أي نشاط كان،هو العلاج الوحيد، في الحرب على الوباء ،عدو البشرية..
انها باريس الحب في الشوارع، وعلى أرصفة نهر السين ، باريس التي أعشق ،في زمن " الحبس "، و الحجر الصحي العلني الضروري، والاختفاء القسري، بعد إعلان " الحرب " على فيروس الكورونا، وليعرف الأصدقاء والجميع، أن الحجر الصحي العلني LOCKDOWN - CONFINEMENT -الذي ثبتت فعاليته في " التجربة الصينية" الناجحة والناجية مع الفيروس- أنه العلاج الوحيد..وأكرر " العلاج الوحيد " وليس أي شييء آخر..العلاج الوحيد..
( يتبع.. )
صلاح هاشم

الأحد، مارس 15، 2020

كورونا يطفيء أضواء عاصمة النور بقلم صلاح هاشم. في باب (مختارات سينما إيزيس)

مختارات سينما إيزيس


كورونا يطفيء أضواء عاصمة النور

- المسارح ودور السينما تغلق أبوابها ، و " اللوفر " يعتذر لزواره..
- إلغاء المهرجانات الفنية والثقافية ،وتعطيل الدراسة في المدارس والجامعات


بقلم
صلاح هاشم
قررت إدارة مهرجان " سينما الواقع " في باريس "CINEMA DU REEL FESTIVAL المخصص للسينما الوثائقية الغاء الدورة 42 من المهرجان، التي كان من المقرر إنعقادها ، في الفترة من 13 الى 22 مارس،وذلك تماشيا مع الاجراءات الجديدة المشددة، المقرر إتخاذها في البلاد، وإعلان حالة "التعبئة الجماعية الشاملة " ، للحد من إنتشار وإحتواء وباء فيروس الكورونا القاتل " كوفيد-19 "، ومن ضمنها إغلاق المدارس والمسارح ،ودور العرض والمعاهد والجامعات حتى إشعار آخر،ومنع الاحتشاد أو الاجتماع والتجمهر، لأكثر من مائة شخص، في مكان واحد، وإلغاء العديد من الفعاليات والاحتفالات والمباريات والمسابقات والمهرجانات الفنية والثقافية والرياضية.
واجب الحكومة " الحفاظ على صحة المواطنين " مهما كان الثمن
تلك الاجراءات الحديثة المشددة، لتي تضمنها خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الأمة ، مساء يوم الخميس الموافق 12 مارس، والذي ناشد فبه الفرنسيين الى المسارعة بالوقوف صفا واحدا- للحفاظ على " صحة " الفرنسيين،ومهما كان الثمن - ومنع إنتشار الفيروس،.على إعتبار أن ذلك الأمر،هو " الواجب " الأساسي والضروري، الذي يقع على كاهل الحكومة ، في المحل الأول، وشاهد مداخلة الرئيس، على شاشة التلفزيون الفرنسي، بجميع قنواته ، أكثر من 30 مليون فرنسي..
وقد تلقفت جريدة ليبراسيون عبارة ( مهما كان الثمن ) هذه، التي جاءت على لسان الرئيس، وجعلتها تتصدر- كعنوان رئيسي للجريدة - صفحتها الأولى، في عددها الصادر اليوم الجمعة 13 مارس.وطلب الرئيس ماكرون في خطبته من المواطنين الذي يفوق سنهم السبعين عاما، بالبقاء في منازلهم، وعدم الخروج إلا عند الضرورة القصوى..
وقد جاء قرار تعطيل المدارس – سوف يجري العمل به اعتبارا من يوم الاثنين 16 مارس و حتى الاسبوع الأول من إبريل ربما، مع الاحتفال بعيد الفصح – بسبب وجود احتمال انتقال عدوى الفيروس، من خلال الأطفال ،الى أفراد عائلاتهم..
وأعلن ماكرون أن "الانتخابات البلدية" ، سوف تجرى في موعدها يوم الأحد 11 مارس، حيث أن الحكومة والأحزاب السياسية ، لم تر ما يمنع الفرنسيين من الإدلاء بأصواتهم، مع الأخذ في الاعتبار، اجراءات السلامة الضرورية، ومن أهمها غسيل اليدين، قبل وبعد التصويت..
كما أعلن الرئيس الفرنسي أن "وسائل النقل" العامة والمواصلات لن تتوقف ، وقال في تلك الخطبة ،التي كانت بمثابة "بيان شامل" بكل تلك إجراءات، أن "إغلاق الحدود " لمكافحة انتشار فيروس كورونا ، سيكون ضروريا ربما في الأيام والأسابيع القادمة، لكن يجب - كما أشارماكرون في خطابه -الى إقراره على المستوى الدولي..
كما أوضح ماكرون أن التدابير المتخذة لمواجهة "الأزمة الاقتصادية" ، التي سوف تنجم مع تسارع وتيرة انتشار الوباء، وارتفاع معدلات الاصابة بالفيروس – أكثر من2876 حالة، من ضمنها أكثر من 600 حالة جديدة ،خلال 24 ساعة فقط، وأكثر من 61 حالة وفاة ، من ضمنها أكثر من 13 حالة وفاة في أقل من 24 ساعة فقط – ومن ضمنها دفع تعويضات ،للعاطلين عن العمل جزئيا، سوف تكلف الدولة الفرنسية عشرات مليارات اليورو، لكنه ذكر أيضا أنه على ثقة ،بأن الشعب الفرنسي، بسبب " قوة " الروح الفرنسية ،سوف يتجاوز من خلال إتحاده، أخطر" أزمة "صحية ،مرت بها فرنسا، خلال المائة سنة الأخيرة..
باريس.صلاح هاشم


عن جريدة "القاهرة" - العدد الجديد- الصادر بتاريخ الثلاثاء 17 مارس 2020



الجمعة، مارس 06، 2020

شاشة باريس 2020 : إنطلاقة مهرجان سينما الواقع في باريس في الفترة من 13 الى 22 مارس 2020




مهرجان ( سينما الواقع ) في باريس في الفترة من 13 الى 22 مارس 2020

       المخرجون الوثائقيون في مواجهة السلطة

بقلم


صلاح هاشم.باريس


يعرض ( مهرجان سينما الواقع ) CINEM DU REEL FESTIVAL  من تنظيم مركز جورج بومبيدو في قلب باريس، في دورته 42 ، في الفترة من 13 الى 22 مارس، مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية – أكثر من 100فيلما جديدا - تعكس أفضل انتاجات السينما الوثائقية، لا في فرنسا فحسب، بل في العالم..


وتتوزع الأفلام على عدة أقسام وتكريمات ومحاور،تعكس حيوية هذا النوع الوثائقي ،تياراته وإتجاهاته،تاريخه وذاكرته،من ضمنها قسم بعنوان " ماذا يفعل المخرج الوثائقي- أو لايفعل- عندما يجد نفسه في مواجهة السلطة ؟ " يعرض لمجموعة كبيرة من الأفلام التي يصطدم فيها صانع الفيلم بالحاكم،أو بشخصية من شخصيات السلطة الحاكمة في البلاد، وتسأل هل تتأثر ياترى وجهة نظره وأفكاره تجاهها وتتبدل، بسبب تلك " المجابهة"، وهل يكون لتلك شخصية تأثيراتها السلبية – أو الايجابية -على إستخداماته لـ " أدواته " السينمائية وموقفه من النظام الحاكم؟..




ومن ضمن أبرزالأفلام الوثائقية التي تعرض في هذا القسم فيلم " لويس 14 والإستيلاء على السلطة" للمخرج الإيطالي الكبير روبرتو روسوليني مؤسس " الواقعية الجديدة"، وفيلم: " كيف تعلمت أن أتغلب على خوفي وأحب آريل شارون ؟ " للمخرج الاسرائيلي آفي مغربي المعروف بتعاطفه مع القضية الفلسطينية، وفيلم " الجنرال عيدي أمين دادا" للمخرج الفرنكوسويسري باربيه شرودر، وفيلم "رفيق الحريري،الرجل ذو الحذاء الذهبي" للمخرج السوري الوثائقي الكبير الراحل عمر أميرالاي وغيرها..


كما يكشف مهرجان سينما الواقع في دورته 42 عن إتجاهات السينما الوثائقية المعاصرة تجاه الأحداث الكبرى التي تعصف بعالمنا، وتناقضات وانتفاضات وثورات مجتمعاتنا الإنسانية، من خلال محور بعنوان ( " الجبهات الشعبية "ماذا تستطيع أن تفعل لنا ؟) من خلال عرض ثلاثة أفلام تعكس الانتفاضات والثورات الشعبية في بلدان هونج كونج والتشيلي وإيران..
 كما يكرم المهرجان في دورته 42 المخرج الوثائقي البرتغالي الكبير بدرو كوستا PEDRO COSTA صاحب فيلم " غرفة فاندا"، الذي يلقي "درس السينما" في الدورة 42 ، والمخرج الوثائقي الإيطالي الكبير موسكو بوكو الذي عرف بأفلامه المتميزة عن المافيا والإرهاب التي – وكما في أفلام كوستا- تنهار فيها الحدود بين النوع الروائي والنوع الوثائقي، وحيث تتوهج كالعادة أغلب أفلام سينما الواقع فقط هنا بما فيها من " سينما"، لتتواصل من خلال " شموليتها" الفنية مع إنسانيتنا..
 ونقول لمن مايزال يسأل ماهوالمقصود بـ(سينما الواقع)CINEMA DU REEL  إنها الأفلام الوثائقية،التي تتوغل بعمق وجرأة، في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية،ولاتعبأ بالظروف أو الوقت، لتقدم " رؤية" من خلال الفيلم ،تجاه مشاكل وأزمات وتوجهات عالمنا المعاصر، وهي تطرح تساؤلات الوجود الكبرى،على العكس من ريبورتاجات التليفزيونات العقيمة القاصرة، التي تعكس وجهة نظر وتوجهات أجهزة النظام ومؤسساته الرسمية،وقد يستغرق عرض الفيلم الواحد ،من هذا "النوع الوثائقي"،الأقرب الى ما يطلق عليه بـ"سينما المؤلف" في السينما الروائية،التي تمنح المخرج الحرية المطلقة في صنع فيلمه، ومن دون تدخل، من جهات انتاجية او رقابية أو سلطوية، أكثر من 5 ساعات،بل وربما يستغرق،كما في فيلم  المخرج  الوثائقي الامريكي الكبير كيفن جيروم عن الطبقة العاملة السوداء والذي عرض في دورة المهرجان  في العام الماضي أكثر من 12 ساعة !..
وسينما الواقع التي تحمل هما وقضية،من هذا المنظور،هي – بالقطع- سينما " سياسية بالدرجة الأولى..

باريس.صلاح هاشم