بعد إعلان " الحرب" على كورونا في فرنسا
تأجيل مهرجان " كان "
السينمائي الدولي 73
بقلم
صلاح هاشم
أعلنت إدارة مهرجان " كان "
السينمائي في بيان صحفي صدر عنها يوم الخميس 19 مارس عدم إلغاء دورة المهرجان 73،
التي كان من المزمع إقامتها في الفترة من 12 الى 23 مايو، بل تأجيلها فقط،
والإعلان عن موعد إقامتهاالجديد،في الإسبوع الأخير من شهر يونيو، أو الإسبوع الأول،
من شهر يوليو القادم..
وأرجع البيان، أسباب إتخاذ إدارة "سيد "المهرجانات
السينمائية في العالم لذلك القرار، الى: ".. الظروف الصحية،الصعبة والمعقدة،
التي تمر بها فرنسا وبلدان العالم، في مواجهة "فيروس" الكورونا القاتل "،
عدو البشرية "..
وذلك
بعد ظهورالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في "حديث" تليفزيوني جديد الى
الأمة الفرنسية، تم بثه يوم الإثنين 16 مارس، وأعلن فيه ماكرون " الحرب"
على فيروس الكورونا- جاءت كلمة " الحرب" على لسانه أكثر من 6 مرات في
ذلك الحديث الذي شاهده أكثر من 30 مليون مشاهد في فرنسا- كما شدد ماكرون على العمل
بمجموعةمن الاجراءات المقيدة،من ضمنها،"الحجر الصحي" العام المعلن في البلاد..
في
ما يعني، وبشكل حاسم وصريح، "البقاء والاعتكاف داخل البيوت- في مايشبه
الإختفاء القسري،أو" الحبس القهري" على ذمة تلك " الحرب"
الصريحة والمعلنة على الوباء- بعدما بلغت حالات الوفيات من جراء فيروس الكورونا
ولحد الآن أكثر من 372 حالة في فرنسا، من أصل 9130 إصابة، وألف إصابة منها في غرف
الإنعاش- وعدم النزول إلى الشارع، إلا بعد تحرير " وثيقة إذن بالخروج"رسمية
من قبل المواطن، والالتزام بحملها معها وأينما توجه، ودفع " غرامة"، تصل
قيمتها الى 135 يورو، لكل مخالف..
وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، أعلن
في اليوم التالي على "حديث" ماكرون،انه سوف يتم أيضا الاستعانة بقوات "الجيش
الفرنسي" في نقل المصابين الى حيث تتواجد المستشفيات المجهزة طبيا وفنيا
ومعمليا في فرنسا،لاستقبال الحالات الحرجة الخطرة..
وتعزيز الأمن في البلاد ، لمراقبة المخالفين،عن
طريق إنتشار أكثر من مائة ألف من عناصر الشرطة والدرك، لمراقبة إحترام هذه القيود،
والاستعانة حتى بـ "الطائرات المسيرة" لتوعية المواطنين، واجبارهم عند
الخروج، الى العودة سريعا الى بيوتهم، وعقاب كل مخالف، وبخاصة بعد أن ثبت – من
خلال "تصرفات " قلة فقط من بعض المواطنين الفرنسيين، بعدم اكتراثهم،
بالمحنة "الصحية"، التي تمر بها البلاد، وعدم احترامهم للقوانين..
وجاء في البيان الصحفي الصادر عن مهرجان
" كان " أن إدارته تتضامن مع كل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة، للحد
من انتشار وتفشي الوباء، ولن تعلن عن ميعاد الدورة القادمة ،إلا بعد إجراء كافة
المشاورات الضرورية اللازمة، مع عمدة وإدارة مدينة " كان " أولا، ومن ثم
مع كل الجهات المعنية، مثل المنظمات الصحية في فرنسا، والهيئات المهنية المشاركة
في تنظيم المهرجان، مثل الوزارات،والنقابات المهنية، والإعلام الفرنسي والدولي، والرعاة الرسميين..
والمعروف أنه لم يحدث "تأجيل" أي
دورة من دورات مهرجان " كان " السينمائي الدولي من قبل، لكن تم "إلغاء"
دورة المهرجان الأولى، التي كان من المزمع انطلاقها يوم 1 سبتمبر عام 1939، فاذا
بألمانيا تقوم بغزو بولندا في ذلك اليوم، فتقرر إلغاء الدورة الأولى بسبب نشوب
الحرب، ثم افتتحت أول دورة رسمية للمهرجان يوم 20 سبتمبر عام ،1946بعد إنتهاء
الحرب..
كما
تم الغاء دورتي عامي 1948 و1950، ولم يتم إيقاف المهرجان إلا مرة واحدة عام 1968، بسبب
"إنتفاضة الطلبة" آنذاك..
وهذه هي المرة الأولى إذن، التي يتم فيها
" تأجيل " دورة من دورات " سيد " المهرجانات السينمائية في
العالم،الذي يستقبل كل سنة، أكثر من أربعين ألف محترف، وأكثر من 20 ألف متفرج كل
عام ..
باريس.صلاح هاشم