الجمعة، أكتوبر 21، 2016

متحف الذاكرة بقلم صلاح هاشم في نزهة الناقد



نزهة الناقد . تأملات في سينما وعصر. فقرة بعنوان :
 
متحف الذاكرة

بقلم


صلاح هاشم


عندما كتبت عن حال شباب بلدنا الذي يرثى له في فقرة لي بعنوان " هي دي عيشة ياحاج ؟ "في نزهة الناقد، تأملات في سينما وعصر، كنت قرأت في باب بريد الأهرام بتاريخ الاربعاء 16 اكتوبر كلمة بعنوان " متاهة الشباب الجامعي " للدكتورة عواطف عبد الرحمن، وهي أستاذة جامعية أمضت أكثر من أربعين عاما في التعليم الجامعي، بالتدريس والبحث العلمي، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات، وكانت تعودت ومنذ سنوات بعيدةعلى إجراء مقابلات علمية للطلبة الراغبين في قسم صحافة  لاختبار معلوماتهم بخصوص القضايا التي تمس بلادهم، وقد روعت وصدمت بشدة، عندما اكتشفت كما تقول في كلمتها حجم الجهل ..والضحالة الفكرية.. واللامبالاة ،من جانب معظم الطلاب المتقدمين، خصوصا عندما علمت أن اغلبهم حاصلون على تقدير امتياز،مما يعني غلبة روح المجاملة للطلاب، والعجلة في تصحيح الامتحانات
واكتشفت مع اعضاء لجنة الاختبار ان شبكة الانترنت قد التهمت طاقاتهم الذهنية والزمنية، وان اغلب الطلاب لم يستطيعوا ذكر كتاب واحد قرأوه، وانهم يرغبون في العمل بالصحافة لانها كما يعتقدون سوف تحقق لهم الشهرة واليسرالاقتصادي، والاقتراب من السلطة، والسقر الى جميع انحاء العالم " وتتساءل د.عواطف في كلمتها التي احزنتني كثيرا : ترى من يتحمل مسئولية هذا التدهور الذي حدث للعقل الجمعي للشباب المصري؟
 وتضيف إن التساؤلات كثيرة ، لكن تظل الاجابات تقليدية وجد قاصرة.
لكني لا اتفق معها في ذلك، لأن ثلاثين عاما أو أكثر من حكم السادات ومبارك وبكل ممارساتها البوليسية القمعية العبثية العدمية 
هي التي خربت مصر، وقوضت أركان هذا البلد الجميل الذي خبرناه وعشناه،وجعلته مسخا مشوها، بعدما أودعت كل ذكرياتنا الجميلة عن الحياة فيه متحف الذاكرة

صلاح هاشم مصطفى

 في المتاهة على رصيف الحياة في مصر

ليست هناك تعليقات: