الخميس، أكتوبر 27، 2016

لقد حان الوقت . أسطورة يحيى خليل بقلم صلاح هاشم في : نزهة الناقد. تأملات في سينما وعصر



نزهة الناقد. 
تأملات في سينما وعصر :
فقرة بعنوان
 " لقد حان الوقت . أسطورة يحيى خليل "
بقلم
 صلاح هاشم

لقد حان الوقت، لمن لايعرف من هو الفنان الكبير يحبى خليل، رائد موسيقى الجاز في مصر ولماذا يمثل "ظاهرة فريدة" في المشهد الموسيقي المصري العدمي NIHILISTالذي يطفح بالاغنيات الهابطة
التي تتغني وفي كل وقت بحب مصر،بخبط الحلل، وهز الأرداف، ومصر بشعبها في غني عن كلماتها الدعائية الفجة التافهة الزاعقة
التي تجعل العالم كله يضحك علينا، ويسخر ويعجب من أن حضارة 7 ألاف سنة التي أنجبت عبقرية سيد درويش - وبعد كل هذا الوقت - وكل تلك الاضافات التي تحققت من بعده على يد أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وسيد مكاوي وزكريا أحمد ومحمد الموجي وبليغ حمدي
يمكن أن تفرز مثل تلك تفاهات، للاستهلاك الشعبي في الاذاعة وعلى شاشات التلفزيون الرسمية، ويقينا لن تجد لمثل تلك الاغنيات نظيرا في أي بلد في العالم،بعدما صارت تبث من دون لجان اختبار، ورقابة ، كما كان متبعا سابقا في الاذاعة..
وصارت ساحة الغناء المصري سداحا مداحا، لمن هب و كتب، وودب وألف وغني، وجعلنا نصرخ مع بيرم التونسي شاعر الشعب المصري العظيم 
إن " يا أهل المغني دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله "
وهي الصرخة التي أطلقها بيرم عندما تدهور فن الغناء المصري في وقت ما في الماضي، وتكرس في أغلبه كما هو الحال الآن للدعاية للحاكم ، وسياسات الأنظمة الرسمية ، بأغنيات البروباجندا الثرثارة، الأقرب الى فن الزعيق والطبل، والخبط لرفع معنوياتنا،وتعزيز الولاء لهذا الوطن الذي نهبه التجار الحقراء، ورجال الأعمال، والقنوات الفضائية المصرية الخاصة والعامة، ولصوص الحكومة.

لقد حان الوقت لمن لايعرف من هو هذا الفنان الكبير، أن يتعرف عن قرب على عبقرية يحيى خليل الموسيقية ،التي تزيل ومع كل حفلة من حفلاته 
تزيل تلالا من نفايات الغناء الهابط، وفضلات الموسيقى الزاعقة الصاخبة، وخبط الحلل الذي صرنا نقصف به في كل ساعة عبر وسائل الاتصال السمعية المرئية الرسمية ، وصدع دماغنا، في أجواء التراجع المصري العام ، في جميع المجالات..

ثم تعود بنا وفي صحبة موسيقى الجاز، وتجلياتها واضافاتها الملهمة ، الى فن الغناء المصري الأصيل، كما في أغنية " يعيش أهل بلدي " و أغنية " بحلم في عالم غريب "
وغيرها من تلك المقطوعات الموسيقية الأصيلة ليحيى خليل مثل " حكاوي القهاوي " و " دنيا " و أمل " التي ساعدت جميعها يقينا على خلق " ذائقة " موسيقية جديدة ، والتعرف على المحاولة الفنية الجادة الجسور لفنان عبقري
فنان لايقدم للجمهور كل مايريده، بل يقدم له كل ما لايعرف أنه يريده، وهنا تكمن عبقرية يحيى خليل الموسيقية
 عبقريته في فتح سكة جديدة للموسيقى العربية والغناء المصري الأصيل ...
إن كنت في القاهرة أو الاسكندرية لاتدع فرصة التعرف على أسطورة يحيى خليل تفتك بأي ثمن ..
صلاح هاشم مصطفى
كاتب مصري
مؤسس ومحرر موقع ومجلة " سينما إيزيس
تأسست عام 2005 في باريس -  وتعني بـ " فكر " السينما المعاصرة..

ليست هناك تعليقات: