الجمعة، أبريل 27، 2007

سمير فريد: لبني عبد العزيز لا تحزني

سمير فريد علي غلاف الكتاب الذي صدر بمناسبة تكريمه في مهرجان الفيلم القومي




مختارات ايزيس


كتب الناقد السينمائي الكبير سمير فريد المقال التالي في جريدة المصري اليوم بتاريخ 27 ابريل 2007 و يقول فيه


لبني عبد العزيز .. قدرك محفوظ.. فلا تحزني


نشرت بعض الصحف أن لبني عبد العزيز قررت الهجرة من مصر مرة أخري، والعودة إلي أمريكا، ونشرت صحف أخري أنها أقامت دعوي قضائية ضد التليفزيون «لاسترداد كرامتها التي أهدرها مواطنون في التليفزيون أمام الرأي العام»، وأصل الحكاية لمن لا يعرف أن التليفزيون تعاقد معها لتمثيل دور في مسلسل ثم تراجع بعد تغيير المخرج الذي اختار ممثلة أخري
المشكلة تكشف أن إنتاج التليفزيون لم تعد له تقاليد ولا قواعد، أو في عبارة واحدة إنتاج عشوائي مثل العشوائيات الكثيرة في حياتنا، ولكن ألا تعرف لبني عبد العزيز بيت الشعر«الحكمة» الذي قاله المتنبي: وإذا أتتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأني كامل

من حق الفنانة الكبيرة أن ترفع دعوي، بل وواجبها حتي تعطي درسًا للموظفين الذين لا يعرفون أقدار الناس، ولكن لماذا تهاجر من مصر مرة أخري، ولماذا تعتبر كرامتها قد أهدرت بسبب هذا الموقف؟
كرامة لبني عبد العزيز أكبر من أن تهدر لتراجع التليفزيون عن عقده معها، وإنما كرامة التليفزيون هي التي أهدرت، ومصر لا يجب أن تدفع ثمن هذا الموقف بأن تهجرها الفنانة مرة أخري لأن التليفزيون والحمد لله ليس مصر، ولا يمثل مصر، وإنما يمثل نفسه وقد رحبت مصر الحقيقية بعودة لبني عبد العزيز إليها، وتم تكريمها في أكثر من مناسبة، وكان من الواضح أنها تعود إلي مصر وليس إلي التمثيل في مصرلبني عبد العزيز صفحة رائعة من تاريخ السينما المصرية، وهذه الصفحة محفوظة إلي الأبد، ولن يؤثر فيها مثل هذا الموقف السخيف، وربما تشعر الفنانة بأنها أخطأت بالتفكير في العودة إلي التمثيل، وخاصة أنها صرحت مرارًا بأنها لا تعود إلي مصر للتمثيل من جديد.
ولكن ليس هناك أي خطأ في ذلك، فمن المنطقي بالنسبة لأي فنان أن يعاوده الحنين لفنه حتي لو غاب عنه عقودًا طويلة كما هو الحال بالنسبة لها، وهي بالتأكيد لم يخطر علي بالها أن التقاليد والقواعد قد غابت عن الإنتاج في التليفزيون إلي هذه الدرجة. وفي كل العالم المتحضر تعتبر عودة ممثل إلي فنه بعد غياب حدثاً جميلاً وكنزًا يكشف عنه.
إنني أدعو الزميل الكبير العزيز أسامة سرايا رئيس تحرير «الأهرام» لترجمة مقال لبني عبد العزيز الأسبوعي في «الأهرام ويكلي» ليعرف قراء العربية أيضًا الخبرة العميقة الشاملة التي أصبحت عليها لبني عبد العزيز، وهذه الترجمة ستكون بمثابة باقة زهور من مصر الحقيقية التي تتبادل الحب مع لبني عبد العزيز


سمير فريد.

الخميس، أبريل 26، 2007

سمير فريد : مهرجان دبي ليس له قيمة

ستيفنسون في لقطة مع احد الجمال التي حضرت خصيصا للمشاركة في المؤتمر الصحفي لمهرجان " دبي " في كان 2006





ستيفنسون المدير السابق يفتح النار علي دبي




ويهاجم ادارة المهرجان الحالية






سمير فريد : " مهرجان دبي ليس له قيمة" بين المهرجانات السينمائية الدولية ولايضيف الي كناقد





القاهرة.سينما ايزيس. من سلامه عبد الحميد





عقد المدير التنفيذي السابق لمهرجان دبي السينمائي الدولي نيل ستيفنسون مؤتمرا صحفيا بعد ظهر الثلاثاء الماضي بالقاهرة، لتوضيح موقفه من اعلان استقالته من ادارة المهرجان، التي نفاها تماما ،موضحا للعديد من الصحفيين والنقاد المصريين المهتمين بالسينما، انه تمت اقالته وبشكل مهين، دون مراعاة لما قدمه للمهرجان على مدار دوراته الماضية
وتعجب معظم الحاضرين ،وبعضهم ممن حضرو الدورات الثلاث للمهرجان ولهم علاقات قوية برئيسه عبد الحميد جمعه من انتقال المواجهة الكلامية بين ستيفنسون وادارة المهرجان الى القاهرة، رغم عدم وجود مبرر يدعو الى ذلك خاصة وان الامر تطور الى تدخل محاميي الطرفين لانهاءه، اما بالترضية او باللجوء للقضاء
وقال ستيفنسون وهو كندي الجنسية في بداية حديثه ،ان ما دفعه لعقد المؤتمر الصحفي بالقاهرة وليس دبي منعه من الحديث الى الاعلام الاماراتي، او نشر أي شيئ يخص خلافاته مع المهرجان هناك ،مشيرا الى ان هذا المؤتمر سيعقبه مؤتمرات صحفية اخرى في بلدان مختلفة لتوضيح الصورة ، وان محاموه اقنعوه بضرورة البدء من القاهرة
واضاف انه يشعر بظلم بين وقع عليه ،عندما اجبر على الاستقالة، واعلن رسميا انه استقال بمحض ارادته، ثم رفضت ادارة المهرجان مناقشته وجها لوجه في متطلباته التي يراها عادلة، والتي تنكر لها الرئيس الحالي للمهرجان عبد الحميد جمعة بالكامل ،في اشارة واضحة الى خلاف صريح بينه وبين جمعة على قيادة دفة المهرجان
لكن معظم الحاضرين لم يبدوا اقتناعا بالحديث ، وقاموا بمناقشته بحدة ، خاصة وان بعضهم يعلم الكثير عن سوء معاملة الفنانين والصحفيين المصريين والعرب في المهرجان ، على عكس المعاملة التي قوبل بها غيرهم من الاجانب، باعتبار ان ستيفنسون لا يعرف عن الفن العربي الا القليل
وردا على سؤال لمراسل وكالة الانباء الالمانية (د ب ا) حول نوعية متطلباته المادية والادبية، قال ستيفنسون انه يسعى للحصول على التقدير الادبي اللائق به، كمؤسس للمهرجان اعطاه ثلاث سنوات من الجهد والعمل الدؤوب ووضع اسمه كمؤسس على كل ما يخص المهرجان
واوضح ستيفنسون انه قلق على مستقبل المهرجان الذي اوجده، خاصة وان رئيسه الحالي عبد الحميد جمعه ليس لديه الخبرة الكافية لادارته على حد قوله، منبها الى خطورة ان يتحول المهرجان الى الصيغة التجارية ،ويبتعد عن صيغته الفنية والثقافية، وهو الهدف الذي تسعى الادارة الجديدة اليه حاليا على حد تعبيره
لكن مداخلة الناقد المصري الكبير سمير فريد ، زادت الامور حدة في المؤتمر المشتعل اصلا، حيث قال "ان المهرجان ليس له قيمة اصلا بين المهرجانات السينمائية الدولية ،ولا يهمه شخصيا او يضيف له كناقد سينمائي المشاركة فيه وانما يهمه النهضة السينمائية العربية ،المتمثلة في اقامة مهرجانات ودعم الاعمال السينمائية".
واضاف فريد انه وصله بالفعل المراسلات المتبادلة بين ستيفنسون وادارة مهرجان دبي لانهاء تعاقده ،وانه يرفض محاولة استخدام الصحافة المصرية للنيل من المهرجان، الذي يرى انه اعطى نيل ستيفنسون الكثير، وجعله من الشخصيات العامة المعروفة في مهرجانات السينما في العالم ، بينما لم يكن احدا يعرفه قبل ذلك.
لكن سمير فريد لم يوضح للحاضرين كيف وصلته البيانات والرسائل، وسبب قراءته المتأنية لها حسب قوله، وحضورة المؤتمر الصحفي لمناقشة من عقده، بشكل لم يكن يخلو ابدا من التحدي والتحيز ضده، رغم انه لم يثني كثيرا على مهرجان دبي الذي لم يوجه له الدعوة في اي من دوراته السابقة، رغم توجيه دعوات لنقاد مصريين اخرين
ورد ستيفنسون قائلا ان المهرجان لم يصنع شهرته الاعلامية ،وانه لم يكن يسعى ابدا للتواصل مع وسائل الاعلام ،وانما كانت تلك الوسائل الاعلامية تاتي اليه، باعتبار منصبه كمدير للمهرجان، الذي شعر الكثيرين بمدى اهميته ولم يكن يوما سببا في فقده لمنصبه على حد قوله


وتحول المؤتمر الصحفي الى حلبة صراع بين المؤيدين والمعارضين، خاصة مع توزيع بيانات مكتوبة من طرفين احدهما تابع لنيل ستيفنسون، والاخر تابع للادارة الجديدة لمهرجان دبي، وبدء حرب كلامية بين الطرفين كل يحاول اثبات رايه.
وانهى ستيفنسون حديثه قائلا انه ليس مهتما بالمقابل المالي رغم انه حقه، وان ما يروجه البعض حول كون المقابل المادي هو السبب الرئيسي في الخلاف، مشيرا الى ان اكثر ما يحرص عليه التقدير الادبي "فلو ان المهرجان احترمه كانسان وتعامل معه بشكل عادل، ما كانت الامور تحولت الى ازمة على الاطلاق" حسب قوله.
واكتشف ستيفنسون في النهاية انه خسر اكثر مما استفاد من اقامة مؤتمر صحفي لتوضيح موقفه، حيث كان مقدار الهجوم الذي قوبل به ،اكبر بكثير من مدى التعاطف الذي كان ينتظره ،خاصة وان الكثيرين اتخذوا موقفا حياديا كاملا.
لكن كثيرا من الامور تكشفت ايضا بالنسبة لمهرجان دبي، الذي ينتظر ان يغير من استراتيجيته في التعامل مع الصحفيين والنقاد العرب بشكل جذري ، خاصة بعد ان بات واضحا انزعاج كثيرين من تجاهله لهم، رغم اهميتهم.

الأربعاء، أبريل 25، 2007

مهرجان " كان " الستون بقلم صلاح هاشم


لقطة من فيلم ليالي العنبية لوانج كاو وي بطولة نورا جونز






مهرجان كان 60







تحية الي التراث واطلالة علي حداثة القرن






صلاح هاشم









أعلن جيل جاكوب رئيس مهرجان " كان " السينمائي الدولي، مع تيري فريمو المندوب العام للمهرجان،أعلنا في مؤتمر صحفي بسيط ، عقد بفندق كريون الشهير بالقرب من ساحة الكونكورد في باريس. فرنسا، عن فعاليات ومحاور الدورة الستين، التي سوف تعقد في الفترة من 16 إلي 27 مايو القادم، و يحتفل فيها المهرجان بعيد ميلاده . وكشفا من خلال أفلام قائمة " الاختيار الرسمي "، التي تشتمل علي 47 فيلما، عن إرادة إدارة مهرجان " كان " في " تجديد " شبابه، بدم سينمائي جديد، من خلال اختيار مجموعة من الأعمال الأولي لمخرجيها، تصل إلي 13 فيلما تتضمنها قائمة الاختيار الرسمي، وتشارك إما في المسابقة الرسمية للمهرجان، وأما في تظاهرة " نظرة ما " علي هامشها ، لكي يصبح " كان " في عيده الستيني العرمرم ، علامة فارقة ، وبحضور أكبر حشد لنجوم السينما العالمية من ممثلين ومخرجين في تاريخه، يصبح كما ذكر جيل جاكوب في المؤتمر الصحفي ، بمثابة احتفاء وتكريم ل" التراث " السينمائي العالمي، والتقاليد التي أرساها كبار المخرجين المبدعين، وإطلالة من خلال أعمال السينما الشابة الجديدة علي " حداثة " القرن السينمائية







يفتتح المهرجان بفيلم " ليالي العنبية " للمخرج الصيني من هونج كونج ونج كار وي ، الذي ترأس لجنة تحكيم المهرجان في العام الماضي، وهو الفيلم الأول لمخرجه في أمريكا، ويشكل " تجربة " جديدة له خارج وطنه الأصلي، ويحكي فيه عن فتاة شابة تبحث عن قيمة لمعني الحب ، من خلال رحلة لها في ربوع أمريكا ، تلتقي فيها بشخصيات غريبة ومتطرفة، وتلعب بطولته مغنية الجاز الأمريكية الصاعدة كالصاروخ نورا جونز، في أول بطولة لها في السينما، ويختتم المهرجان أعماله بعرض فيلم " عصر الظلمات " للمخرج الكندي دونيس اركاد ، الذي يواصل فيه تشريحه كما في فيلمه الأثير " غزوات بربرية " لمجتمعات الاستهلاك الغربية التي فقدت الروح ، بحسه الفكاهي العالي المعتاد، وتهكمه الساخر، وتتوزع أعمال وفعاليات المهرجان علي المحاور التالية

المسابقة الرسمية : الانحياز لسينما المؤلف


يشارك في مسابقة المهرجان الرسمية 21 فيلما، ينتمي بعضها لسينما المؤلف، أي لبعض المخرجين المخضرمين الكبار- العتاولة - الذين سبق لهم الفوز بجائزة " السعفة الذهبية " من قبل ( مثل المخرج الصربي أمير كوستاريكا، و المخرجون كوينتين ترانتينو، وجوس فان سانت ، والأخوين جويل واثان كوين، من أمريكا ) بالإضافة إلي المخرج الكسندر سوخوروف من روسيا، والمخرج بيلا طار من المجر، وغيرهم ، ولذلك سوف ترتفع حمي المنافسة بين تلك الأفلام الفنية الواعدة ،عكس تيار الفيلم التجاري الاستهلاكي الهوليوودي المهيمن، ويشتد الصراع هذه المرة- نتمنى ذلك لمتعتنا ولمصلحتنا - بين هؤلاء المخرجين الكبار، للفوز بسعفة " كان " الذهبية, وليبارك الله " كان " إذن – كما يقول المخرج البريطاني الكبير ستيفن فرايرز رئيس لجنة تحكيم المهرجان الرسمية ، ثم يضيف: " وليبارك الملكة أيضا " يقصد ملكة انجلترا ، التي يهتف الجميع بحياتها ، ويدعون لها مع " كان " وبخاصة في عيد ميلاده الستين بطول العمر. وتضم قائمة المسابقة الأفلام التالية







AUF DER ANDEREN SWITE علي الطرف الآخر" للمخرج الألماني من أصل تركي فاتح أكين

UNE VIEILLE MAITRESSE عاشقة مسنة ، للمخرجة الفرنسية كاترين بريا

NO COUNTRY FOR OLD MEN لا بلد للعجائز، للأخوين جويل وايثان كوين من امريكا

ZODIAC زودياك ، للمخرج الامريكي دافيد فنشر

WE OWN THE NIGHTنحن نملك الليل ، للمخرج الامريكي جيمس جراي

LES CHANSONS D AMOUR أغاني الحب، للمخرج الفرنسي كريستوف اونوريه

THE MOURNING FOREST غابة الحداد، للمخرجة اليابانية ناعومي كواس

BREATH نفس، للمخرج الكوري كيك كي دوك

PROMISE ME THISعدني بذلك، للمخرج الصربي أمير كوستوريكا

SECRET SUNSHINE شروق شمس سري، للمخرج الصيني لي شانج دونج

4MONTHS 3 WEEKS 2 DAYS . 4 شهور و3 أسابيع ويومان، للمخرج الروماني كريستيان مونجيو

TEHILIM ، للمخرج الاسرائيلي رفائيل ندجاري






STELLET LICHT ، للمخرج المكسيكي كارلوس ريجادس

فيلم PERSEPOLIS برسوبوليس – الفيلم الاول لمخرجته الفرنسية من أصل إيراني مرجان سترابي والمخرج الفرنسي فانسان بارونو

LE SCAPHANDRE ET LE PAPILLONلباس الغطس والفراشة، للمخرج الفرنسي جوليان شنابل

IMPORT EXPORT استيراد وتصدير، للمخرج النمساوي اولريش سيدل

فيلمALEXANDRA الكسندرا، للمخرج الروسي الكسندر سوخوروف


فيلم DEATH PROOFعلامة الموت ، للمخرج الامريكي كوينتين ترانتينو

فيلم A MAN FROM LONDONرجل من لندن، للمخرج المجري بيلا طار

فيلم PARANOID PARKمنتزه بارانويد، للمخرج الامريكي جوس فان سانت

فيلم IZGNANIE النفي، للمخرج الروسي اندريه زفياجينتسيف


مايكل مور خارج المسابقة


ويعرض المهرجان خارج المسابقة الرسمية الأفلام التالية

SICKOسيكو للمخرج الامريكي مايكل مور، الذي يعرض فيه للنظام الصحي في امريكا

OCEAN STHIRTEENاوشان 13 للمخرج الامريكي ستيفن سوديربيرغ. روائي بطولة جورج كلوني وبراد بيت ومات ديمون وآل باتشينو

A MIGHTY HEART قلب قوي، للمخرج البريطاني مايكل ونتربوتوم..

وفي قسم " عروض منتصف الليل " يعرض :

فيلم BOARDING GATEبوابة الركوب للمخرج الفرنسي اوليفييه الساياس

فيلمGO GO TALES للامريكي آبيل فيرارا

فيلم U2 3D . تسجيلي . عن فرقة يو 2 الانجليزية لموسيقي الروك، للمخرجين كاترين اوينز ومارك بيلنجتون

وفي قسم "عروض خاصة " يقدم :

فيلمTHE WAR الحرب. تسجيلي . للمخرجين كين بيرنز ولين نوفيك.

11th HOURالساعة الحادية عشرة. تسجيلي . للمخرجين ليلي كونورز بيترسين وناديا كونورز.

فيلمRETOUR EN NORMANDIE العودة الي نورماندي. تسجيلي. للمخرج الفرنسي نيكولا فيليبير.

فيلم HE FENGMINGوقائع امرأة صينية، للمخرج الصيني وانج بينج.
كما يعرض المهرجان كذلك ضمن قائمة الاختيار الرسمي 17 فيلما جديدا في تظاهرة " نظرة ما علي هامش المسابقة الرسمية، وتشتمل تلك التظاهرة علي أكبر عدد من الأفلام الأولي لمخرجيها الذين يلجون باب السينما الروائية الطويلة لأول مرة، ويمثلون " حداثة " السينما في القرن الواحد والعشرين، ويمنحون بأفلامهم دفقة حياة جديدة لذلك المهرجان الذي لن يهرم أبدا ولن يشيخ، طالما بقي منفتحا علي تجارب السينما الفن، التي تتواصل بإبداعاتها وابتكاراتها مع عصرنا ، وتعمل علي تطوير فن السينما من داخله، ليكون مرآة لواقعنا، وأداة تفكير في تناقضات مجتمعاتنا الإنسانية












شاهين وإيليا سليمان في فيلم عيد الميلاد


في إطار التظاهرة او الاحتفالية الخاصة بمرور ستين عاما علي تأسيس المهرجان، يعرض " كان " فيلما طويلا اشرف علي إنتاجه الرئيس جيل جاكوب بنفسه، ليحكي فيه 35 مخرجا من 25 دولة عن علاقتهم بصالة العرض او قاعة السينما، كل بالطريقة التي تعجبه، و بشرط ألا تتجاوز مدة عرض الفيلم أو بالاحري " الاسكتش " أكثر من ثلاث دقائق، ويشارك في فيلم عيد ميلاد " كان " الستيني مجموعة كبيرة من أعظم وأشهر المخرجين في العالم ، من ضمنهم مخرجنا العربي الكبير يوسف شاهين، والبريطاني كين لوش واليوناني ثيو انجلوبولس والفرنسي كلود ليلوش والايطالي ناني موريتي والدانمركي لارس فون تراير والتيواني هو سياو سين والروسي اندريه كونشالوفسكي والالماني فيم فندرز والبرازيلي والتر ساليس والصيني زانج ييمو والفرنسي رومان بولانسكي والبرتغالي مانويل دو اوليفييرا والسويدي بيل اوجست والنيوزيلندية جين كامبيون والياباني تاكيشي كيتانو والكندي آتوم اجويان والاخوين البلجيكيين جان بيير و لوك داردن، والفرنسي ريمون دو باردون والفلسطيني إيليا سليمان والاسرائيلي آموس جيتاي والايراني عباس كيارستمي وغيرهم. كما ينظم المهرجان بمناسبة ذلك الاحتفال تظاهرة خاصة لتكريم نجم السينما الأمريكية والعالمية الراحل الممثل الكبير هنري فوندا، بحضور ابنته الممثلة الامريكية القديرة جين فوندا، ويكرم المهرجان ايضا علي هامش الاحتفالية الممثلة البريطانية جين بيركين ويعرض لها فيلم " صناديق والمخرج الفرنسي كلود ليلوش ويعرض له فيلم جديد من إنتاجه بعنوان " رواية المحطة، والمخرج الايطالي ايرمانو اولمي ويعرض له فيلم " سنتوشيودي " والمخرج الالماني فولكر شلندورف ويعرض له فيلم اولزهان



مارلون براندو في كلاسيكيات كان

كما يعرض المهرجان في تظاهرة " كلاسيكيات كان " -ويبدو ان تلك الوليمة السينمائية العرمرم يا الهي لن تجعلنا في " كان " ننام ابدا او نتذوق طعم الراحة- ويالها من متعة حقا ، يعرض اربعة افلام تسجيلية تسلط الضوء كما في افلام تلك التظاهرة دوما ، علي حياة أشهر الفنانين السينمائيين من ممثلين ومخرجين وفنيين ، أي هؤلاء الذين وضعوا بصمتهم علي تاريخ وتطور الفن وصناعة السينما في العالم، من ضمنها فيلم بعنوان " براندو " ساعتان و45 دقيقة للمخرجة الامريكية ميمي فريدمان وفيلم عن المخرج الفرنسي مويس بيالا، وفيلم ثالث عن المخرج البريطاني لندساي اندرسون، وفيلم رابع عن المخرج الفرنسي بيير ريسينيه، وتنضم تلك التظاهرة الي حساب " كان " في منحي التعريف بالتراث السينمائي العالمي، والاضافات التي تحققت علي يد هؤلاء الفنانين السينمائيين الكبار، وإضافاتهم الغنية الباهرة الي فن السينما .ذلك الفن الذي دخل حياتنا من أوسع باب،وشكل وجداننا وذاكرتنا ، وصارت أفلامه العظيمة عربية وأجنبية ياسادة ، قطعة منا نحملها معنا اينما ذهبنا في ترحالنا تحت بوابات العالم


سكورسيزي في درس السينما


يقدم درس السينما في الدورة الستين المخرج الامريكي الكبير مارتين سكورسيزي فيحكي في الدرس عن علاقته بفن السينما، ويلخص كما فعل شاهين في حصة بدورة سابقة، يلخص تجارب مشواره الفني السينمائي الطويل، وكان سكوسيزي كما هو معروف حصل علي جائزة السعفة الذهبية في مهرجان " كان " عام 1976 بفيلمه التحفة " سائق التاكسي " الذي اطلق نجومية روبير دونيرو في العالم بعبارته المشهورة وهو يتحدث الي نفسه في المرآة : " هل تكلمني ياهذا ؟ والبقية تعرفونها. وسيينتهز سكورسيزي فرصة حضوره الي المهرجان للاعلان عن تأسيس مؤسسة السينما العالمية التي ستجعل مهمتها ترميم كلاسيكيات السينما العالمية والحفاظ عليها من الاندثار والضياع، اذ ان تلك الافلام الكلاسيكية تعتبر شاهدا علي تاريخنا وحياتنا، وجزءا لا يتجزأ من تراتثنا الفني الانساني لنا ولاولادنا من بعدنا، ولكل العصور.كما يقدم درس الممثل سيرجيو كاستليتو من ايطاليا ودرس الموسيقي هوارد شور بحضور المخرج الكندي دافيد كروننبيرغ، وينظم المهرجان احتفالا موسيقيا كبيرا في الهواء الطلق علي شاطييء مدينة كان يقدم فيه مجموعة من اشهر موسيقي الافلام التي عرضت في المهرجان عبر تاريخه الطويل تجعلنا نحلم مع النسمات القادمة في كان مع موج البحر ، نحلم ونطير في ذلك الكوكب الساطع المنير، الذي تدور فيه عجلة السينما حتي مطلع الفجر



البريطاني ستيفن فرايرز يترأس لجنة التحكيم


يعقد مهرجان " كان " الي جانب مسابقة المهرجان الرسمية للافلام الروائية الطويلة ، اربع مسابقات اخري مهمة هي مسابقة " الكاميرا الذهبية " وتتنافس فيهاالافلام الاولي لمخرجيها في جميع اقسام المهرجان بالاضافة الي الافلام الاولي في التظاهرات الموازية الاخري في " كان " – تظاهرة " نصف شهر المخرجين " وتظاهرة " أسبوع النقاد " التي لم يتم الاعلان عن الافلام المشاركة فيهما بعد ، ويترأس لجنة تحكيم " الكاميرا الذهبية " المخرج الروسي بافل لونجين ..
ومسابقة الفيلم القصير بمشاركة 11 فيلما ، ومسابقة " سيني فونداسيون " التي تعرض افضل نماذج الفيلم القصير من انتاج طلبة المعاهد السينمائية في العالم وتجعلها تتنافس ( 16 فيلما ) في ما بينها ، ويخصص لهما المهرجان لجنة تحكيم واحدة يترأسها المخرج الصيني جيا زانج، ومسابقة تظاهرة " نظرة ما " 17 فيلما وتترأس لجنة تحكيمها المخرجة الفرنسية باسكال فيران.
ويترأس لجنة تحكيم مسابقة المهرجان الرسمية للفيلم الروائي الطويل المخرج البريطاني الكبير ستيفن فرايرز بمشاركة الممثلة ماجي شونج من الصين والممثلة توني كوليت من استراليا والمخرجة الممثلة ماريا دو ميديروس من البرتغال والممثلة الكندية سارة بولي والمخرج الايطالي الكبير ماركو بيلوكيو والكاتب الروائي التركي اورهان باموك الحاصل علي جائزة نوبل في الادب والممثل الفرنسي القدير ميشيل بيكولي والمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو.



لبنان يمثل السينما العربية في القرية العالمية


تحضر السينما العربية في " كان " الستين من خلال تظاهرة " كل سينمات العالم " التي تعقد في قرية السينما داخل خيمة كبيرة علي شاطئ البحر بالقرب من قصر المهرجان وتخصص يوما كاملا- يوم الاثنين 21 مايو- لعرض نماذج من أفلام السينما اللبنانية الجديدة التي تعكس " طفرة " سينمائية بارزة علي الرغم من المعاناة التي يعيشها لبنان وأهله ، غير أن تلك المعاناة لم تكن أبدا معوقا ، بل كانت في ظننا محفزا لخلق سينما جديدة متوهجة، وظهور مخرجين فنانين سينمائيين جدد من أمثال المخرجة اللبنانية دانيال عربيد ، و المخرجين خليل جورجي وزجته جوانا حاجي وغيرهم، وهم جميعهم يساهمون في تشكيل حساسية سينمائية عربية جديدة ، تتواصل بحيوية فائقة مع أعمال وتجارب السينما الجديدة في العالم. ويعرض " كان " في القرية العالمية أيضا لسينمات عدة دول افريقية، والهند وبولندا وكولومبيا وسلوفينيا الي جانب لبنان..
والجدير بالذكر أن اللبنانيين خليل جورجي وجوانا حاجي يشاركان في " ورشة كان " الاتيلييه ، بمشروع فيلمهما الروائي الثالث بعنوان " لا أستطيع العودة إلي الوطن " الذي يحكي عن العنف والحرب في لبنان ،من ضمن 15 مشروعا تم اختيارها بمعرفة إدارة المهرجان من أنحاء العالم، ودعوة أصحابها لحضوره ، ومساعدتهم في عرض مشروعاتهم علي المنتجين المتواجدين في المهرجان، للمشاركة في تمويلها






ويشارك في الورشة المذكورة مخرجان من المغرب هما هشام فلاح وشريف تريباك بمشروع لفيلمهما الروائي الطويل الأول بعنوان " بين الأقواس " وكنا شاهدنا لهما فيلما قصيرا بديعا بعنوان " شرفة علي المحيط " كشف عن موهبة سينمائية حقيقية، تحتاج الي كل دعم وتشجيع. والجميل ان يكتشف كان جمهورية السينما تلك المواهب، ويلمعها، ويساعدها علي انجاز وصنع أفلامها.وسوف نعرض قريبا هنا للأفلام المشاركة في تظاهرتي " نصف شهر المخرجين " و " أسبوع النقاد " علي هامش المهرجان الرسمي عند الإعلان عنها، وكذلك لبعض الأفلام العربية التي قد تشارك في سوق الفيلم في كان، الذي يقام هذا العام خلال فترة انعقاد المهرجان بمشاركة 3000 شركة سينمائية من 80 دولة من أنحاء ال












عن جريدة " القبس " الكويتية بتاريخ الاثنين 23 ابريل 2007






ورجاء الإشارة إلي المصدر عند نقل المقال، أو الإشارة إليه، مع الشكر

الثلاثاء، أبريل 24، 2007

فيلم " صعود هانيبال " عرض وتحليل عماد النويري



عماد النويري





صعود هانيبال . وافلام تبحث عن مشاهدين وضحايا

مايفز ياكل فى الخيال لحم اصدقاء فى المدرسة .
رغم كل جرائمه البطل على طبق من الذهب

عرض وتحليل عماد النويرى


ربما من قبيل المصادفة ان يأتي عرض فيلم ( 300 ) متزامنا مع الأعداد لضربة عسكرية لإيران ( أو هكذا تقول الأنباء ) . مع انه يمكن اعتبار هذه المصادفة مقصودة مع سبق النيات والترصد . لكن ليس من قبيل المصادفة أبدا ان يأتي عرض فيلم (صعود هانيبال ) متزامنا مع حادثة مقتل 32 جامعيا ( طلبة وأساتذة ) في إحدى جامعات أميركا في ولاية فرجينيا ذلك باعتبار ان الفيلم يذرع بذور العنف عند المشاهد بطريقة لم تفعلها الأفلام من قبل . فى كل الاحوال فان حال الفن من حال الوطن .و الاوطان تحصد ماتزرعة

تخيلات وواقع


يوم الأربعاء 3-12-2003، قام رجال الشرطة بتفتيش منزل ارمين مايفز ليعثروا على شريط فيديو يتضمن وقائع "القتل والأكل".بعدها بشهور بدأت محكمة ألمانية في محاكمة الوحش الآدمي الذي يُدعى " مايفز" المتهم بقتل شخص ثم تقطيع جثته والتهام أجزاء منها.
وجه الادعاء إلى مايفز تهمةََ القتل على الرغم من أن المقتول تطوع بتقديم نفسه للقاتل ! واستمعت المحكمة إلى مايفز، الذي يبلغ من العمر 41 عاما، ويعمل فني كمبيوتر، وهو يروي كيف ألهبت خياله أفلام الرعب التي شاهدها في طفولته عندما كان عمره 12 سنة لأكل زملائه بالمدرسة، وببساطة وصف مايفز كيف "كان لديه تخيلات.. ثم حولها إلى واقع".
وقال مايفز: ( طبقا لما نشر على احد مواقع الانترنت ) "هناك المئات والآلاف من البشر الذين ينتظرون أن يتم التهامهم، لكن تفوتهم الفرصة؛ لأنهم ليسوا من النوعية المناسبة" له لكي يلتهمهم، وهي المعاني نفسها التي عبر عنها بطل سلسلة أفلام هانيبال الذي كان يرفض التهام بعض الضحايا؛ لأنهم غير مناسبين.
وروى بعض الجوانب من طفولته والتي ساهمت في تكوينه الشاذ، حيث كشف مايفز عن شعوره بالتجاهل من قبل والده، الذي كان يفضل عليه أخاه الأصغر الأكثر وسامة، الأمر الذي ولَّد لدى مايفز الرغبة في قتل أخيه الأصغر والتهام لحمه، لكنه لم يفعل ذلك.

تفاصيل مروعة

أما عن تفاصيل تلك القصة المروعة، فقد بدأت حين أعلن مايفز صراحة عبر الإنترنت عن حاجته إلى رجل قوي البنيان ليقتله ثم يأكل لحمه، فتقدم "بيرند جيرجين براندز" وهو مهندس من برلين يبلغ من العمر 43 عاما، متطوعا إلى مايفز لتنفيذ المهمة المطلوبة.
وأخبر مايفز الادعاء بأنه ذهب وبراندز إلى منزله في روتنبرغ قرب مدينة كاسل، حيث وافق على أن يقوم مايفز بقطع عضو ذكورته بعد أن تناولا الويسكي، وبعدها قام مايفز بقلي العضو على النار وتناوله الرجلان معا، ولم يستسيغاه
واعترف مايفز بقتل براندز بعد أن فقد وعيه، وأرقده على طاوله حيث طعنه في عنقه، ثم علقه في خطاف بسقف مطبخ منزله، وشعر القاتل الوحش -كما يروي- تجاه ضحيته بإثارة جنسية فقام بتقبيله، ثم تناول وحده أجزاء أخرى من جسده!!
وقام بعد ذلك بتقطيع أجزاء من الجثة إلى شرائح وصلت لـ 30 كجم من اللحم، ووضعه في "فريزر" الثلاجة، والتهم فيما بعد ثلثي تلك الكمية، ويقول مايفز "كلما قضمت قطعة منه كانت ذكرياتي عنه تنمو بشكل أقوى"
وقام مايفز بتصوير جريمته على شريط فيديو مدته ساعتان كان من المفترض أن يشاهده القضاة، لكن لن يُعرض للجمهور، واعترف مايفز بأن ضحيته كان يثيره جنسيا، لكنه أكد أنه لم يمارس معه الجنس قبل موته، حيث "اختار الذبح وفضله على الجنس"، لكن الادعاء طالب بالسجن مدى الحياة لمايفز بتهمة "القتل وانتهاك حرمة الأموات"، واعتبر مايفز أخطر من أن يترك حرا طليقا.
ويزعم آكل لحوم البشر أنه التقى بخمسة أفراد آخرين تطوعوا لتقديم أنفسهم للقتل بعد أن اطلعوا على الإعلان منشورا على الإنترنت.جدير بالذكر أنه لم يكتشف أمر ذلك الوحش -مايفز- إلا بعد أن نشر إعلانا مشابها على الإنترنت لفت نظر أحد الطلبة النمساويين فقام بإبلاغ الشرطة عنه.
والمثير أنه يعترف بأنه أنهى حياة إنسان، لكنه يصر على أنها ليست جريمة قتل، فيما يقول المدعي العام الألماني ماركوس كوهلر إن مايفز كان لديه دائما النية في القتل، واستغل اضطرابا عقليا يعاني منه براندز ليوقعه في براثنه ويحوله لضحية.

سلسلة أفلام "هانيبال" تعرض مشاهد مرعبة وبشعة تروي فيها الشخصية الرئيسية المريضة الفاقدة للاتزان كيف أكلت كبد أحد ضحاياها بالفاصوليا، كما تصور السلسلة بشكل عام تلك الشخصية على أنها تتميز بالتفوق والإبداع وشمولية المعرفة، والذكاء الحاد. ويأتي ( صعود هانيبال ) للمخرج بيتر ويبير، كحلقة خامسة في سلسلة سينمائية تتعلق بحياة المجرم العبقري هانيبال ليكتر الذي يتقمص شخصيته في الفيلم الجديد الممثل الفرنسي جاسبارد يولييل . تدور أحداث الجزء ( الهانيبالى الخامس ) في شرق أوروبا، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، يشهد هانيبال الشاب حادث موت والديه العنيف، تاركين شقيقته الصغرى في رعايته.لكن لسوء حظه يقوم بعض الجنود بالتهامها وأكلها بعد ذبحها . يضطر هانيبال للعيش في ملجأ سوفيتي، كونه وحيداً وليس لديه أي وسيلة مساعدة ويهرب إلى باريس ليجد أن عمه قد مات، لكن أرملته اليابانية لايدي موراسكي (غونغ لي) ترحب به ويبدا هانيبال رحلة البحث والانتقام المروع من الذين أكلوا أخته الصغيرة .
حالة ورغبات
الفيلم (السيناريو ) يحاول ان يجد التبريرات المقنعة لوحشية هانيبال ويظهره بمظهر المظلوم الذى عانى من مأساة كبيرة في حياته وهى رؤيته لاخته الصغرى وهى تذبح وتؤكل امام عينيه , إضافة الى رؤيته والديه وهما يقتلان أمامه بسبب الحرب . والفيلم (السيناريو ) لايناقش الأسباب من وجهة نظر تاريخية او نفسية او اجتماعية وانما يناقش الحالة الإنسانية من وجهة نظر سينمائية تجارية . سنجد هانيبال مفصولا تماما عن الواقع التاريخي والسياسي الذى ادى الى الحرب العالمية الثانية ودفع بالمئات بل الالاف بل الملايين الى هلاك مجاني بسبب رغبات ديكتاتورية لبعض الحكام . لايناقش الفيلم حالة هانيبال ضمن حالات كثيرة ومتعددة عانت من ويلات الحرب وفقدت كل ماتملك وحصدت الدمار والخراب . هانيبال استغرقته حالته الشخصية ووجه ادانته وانتقامه لاشخاص آخرين كانوا في الأصل وقودا في هذه الحرب العبثية واضطروا تحت وطأة الجوع لان يتحولوا الى وحوش آدمية حتى يواصلوا الحياة . في الحرب يتراجع قانون البشر ليحل محله قانون الغاب وفى لحظات الخطر لاتوجد ضمانات لان تبقى انسانية الإنسان خاصة عندما تفقد الحروب شرعيتها المدنية والأخلاقية . في الفيلم كان هانيبال الضحية وكان الجلاد وكان الجنود الذين انتقم منهم جلادين وكانوا ضحايا أيضا . في الفيلم القصة والسيناريو استهوى الكاتب ( ودون عمق ) تحليل شخصية هانيبال النفسية من خلال الأطلال على عالمه الباطني الدموي المسكون بالكوابيس وخيالات الطفولة المعذبة . يمكن القول ان الكاتب تفنن في خلق مشاهد القتل ليصبغ الشاشة في كل مشهد بأكبر كمية من الدماء . وفى النهاية لم يضيع الكاتب وقته في تقديم شخصية مقنعة فقد بدا هانيبال في حركته وفى انتقاما ته وفى انقضاضة على فرائسه وكأنه ليس ببشر على الإطلاق وانما هو اقرب الى الشخصيات الشريرة الخيالية التى لاتعرف اى حدود او اى عقبات تقف فى طريق تنفيذ جرائمها الانتقامية . واسوأ مافعله الكاتب هو حرصه الدائم على ان يبدو ( هانيبال ) مثيرا للشفقة وشخصية قادرةعلى جذب تعاطفنا . في نهاية الفيلم ينجح هانيبال فى الانتقام من كل افراد المجموعة التى التهمت لحم أخته الطرى . ورغم كل حمامات الدم ومشاهد العنف المقززة وعمليات الذبح الحيوانية للبشر يحاو ل الفيلم ان يقدم لك هانيبال على طبق من الذهب كواحد من الابطال الغزاة الذين يستحقوا الشفقة والرحمة والتسامح وفى واقع الامر ومهما كانت المبررات هو مجرد قاتل سادى مريض ويداه مخضبة بالدماء . في الفيلم يتراجع دور المحقق الذى يعرف كل شىْ من البداية ولا يتحرك من اجل ان يتقدم دور البطل المجرم الذى يرغب فى تطبيق قانون الغاب .

ذبح مجانى

فى الفيلم ( الفن ) يمكن التوقف عند العديد من محطات التميز فى التمثيل والإضاءة والمونتاج , إضافة الى نجاح مشهود في استعادة أجواء الماضي العادة تشكيل المكان والزمان . ويمكن الحديث عن نجاحات محسوسة في تجسيد مشاهد القتل والانتقام , لكن مافائدة كل تلك النجاحات وانت تقدم حالة من الذبح المجاني لاحساس المشاهد السوى الذى يرى في الفن تجاوزا للقبح ورفضا لحيوانية الانسان .

. عندما ارتكب مايفز الالمانى جريمته المرعبة واكل لحم ضحيته كان قد اعترف ان افلام الرعب الهبت خياله عندما كان صغيرا كى ياكل لحم اصدقائه فى المدرسة .
وعندما أعلنت الشرطة في ولاية فرجينيا الأمريكية ان الطالب الكوري الجنوبي سيونغ هوي تشو هو من نفذ الهجوم الدموي الذي تعرضت له جامعة فرجينيا التقنية. لم يكن ذلك هو الاعلان الأول عن مثل هذه الحوادث فقبل هجوم فرجينيا، كان هناك الحادث الذي وقع في تكساس عام 1991 عندما قتل جورج هنارد 23 شخصا قبل أن يقتل نفسه في إحدى الكافيتريات. وفي عام 1966 فتح المسلح تشارلز ويتمان النار على حرم جامعة في تكساس مما أسفر عن قتل 14 شخصا وإصابة 31 آخرين، وذلك بعد يوم من قتله لزوجته وأمه. وفي عام 1999 قتل مراهقان بمدرسة كولومباين للتعليم العالي في كولورادو 12 من زملائهما من الطلبة فضلا عن مدرس قبل أن ينتحرا وفى كل تلك الحوادث كان هناك شيئا ما يجمع بين القتلة وهو مشاهدة العديد من أفلام الرعب الدموية .
أفلام الرعب التجارية تقدما دائما عنفا مجانيا مضرا و تمثل منظومة كبيرة ضمن منظومات هوليوود الفيلمية و المشكلة التى يجب ان ينتبه اليها علماء النفس وكل المسؤولين عن صحة الإنسان ان هذه الأفلام قادرة على التوالد في أجزاء متتابعة وناجحة
.

الأربعاء، أبريل 18، 2007

مهرجان الفيلم العربي بروتردام.ستون فيلما تتنافس علي جوائزه

ستون فيلما تتنافس علي جوائز مهرجان الفيلم العربي بروتردام



مهرجان الفيلم العربي بروتردام

القاهرة. سينما ايزيس

كتب : سلامه عبد الحميد





أعلن الدكتور خالد شوكات مدير مهرجان الفيلم العربي بروتردام أمس الثلاثاء عن انعقاد الدورة السابعة للمهرجان في الفترة من 13 الى 17 يونيو المقبل بمشاركة ما يقرب من ستين فيلما تنتمي إلى بلدان عربية بينها أفلام روائية وتسجيلية طويلة وقصيرة تشارك ضمن اقسام المهرجان.
واختارت ادارة المهرجان الفيلم التونسي (أخر فيلم) للمخرج نوري بوزيد لعرضه في حفل افتتاح الفعاليات التي تتضمن اربعة مسابقات رسمية هي مسابقة الفيلم الروائي الطويل والفيلم الروائي القصير والفيلم الوثائقي الطويل والفيلم الوثائقي القصير اضافة الى جائزة لافضل عمل سينمائي روائي طويل يعد الاول لمخرجه.
وقال خالد شوكات في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية القاهرة إن الدورة السابعة تواصل اكتشاف السينما العربية في منطقة الخليج بعرض مجموعة من الأفلام الخليجية منها الإماراتي (حارسة الماء) لوليد الشيحي و(بنت عروبي) للعماني عبد الله البطاش والسعودي (اطار) لعبد الله العياف.
كما تقام لاول مرة مجموعة من العروض السينمائية العربية داخل المدراس الثانوية بروتردام تتضمن خمسة من الأفلام ذات البعد التربوي ثلاثة منها قصيرة هي التونسي (فيزا) لإبراهيم لطيف والفلسطيني (اتمنى) لشرين الدبس والمصري (صباح الفل) لشريف البندراي، وفيلمين روائيين طويلين هما (زوزو) للبناني جوزيف فارس و(الرحلة الكبرى) للمغربي إسماعيل فروخي.
ويقيم المهرجان للمرة الأولى يوما كاملا في الهواء الطلق تحت عنوان (دنيا السينما) لعرض مجموعة من الأفلام العربية داخل خيمة سينمائية مجهزة لهذا الغرض إضافة إلى مواصلة احتضان قافلة السينما العربية الأوربية للعام الثاني على التوالي من خلال قافلة من العروض السينمائية التي تتنقل من مدينة إلى أخرى عبر ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وتضم الفعاليات محورا خاصا بعنوان (العراق امريكا 4 سنوات حرب) يعرض مجموعة من الاعمال التي تتناول اثر هذا النزاع علي الواقع العراقي والعربي علي حد السواء كما يضم جلسة حوارية خاصة لتقييم وتطوير الموقع الالكتروني الذي اطلقه المهرجان العام الماضي والمعروف باسم "شبكة السينما العربية".
وقال شوكات الموجود حاليا بالقاهرة ان عدد الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان وصلت حتى الأن إلى 37 فيلم روائي ووثائقي طويل وقصير بينها عشرة افلام روائية طويلة منها الفيلمان المصريان (قص ولزق) للمخرجة هالة خليل و(اوقات فراغ) لمحمد مصطفي والفلسطيني (القيادة نحو زيجزج لاند) لنيكول بليفان والسوري (خارج التغطية) لعبد الطيف عبد الحميد و(عرس الذيب) للتونسي جيلالي السعدي و(فلافل) للبناني ميشل كمون.
كما تضم المسابقة افلام (ظلال الليل) للجزائري ناصر بختي و(حكاية بحرينية) لباسم الذ وادي و(ياله من عالم رائع) للمغربي فوزي بن سعيدي ومرشح لمسابقة الافلام الروائية القصيرة 14 فيلما بينها المصري (بيت من لحم) للمخرج رامي عبد الجبار والتونسي (صابة فلوس) والفلسطيني (اتمني) لشرين الدبس و(شوربة دجاج) لليبي فرح ابو شويشة.
اما مسابقة الافلام الوثائقية الطويلة فمرشح للمشاركة بها 6 افلام منها (انا التي حملت الزهور) للثنائي السوري هالة العبد الله وعمار البيك و(السقف) للفلسطيني كمال الجعفري و(كلحوشة) للتونسي كمال بلقاضي و(يوميات بيروت) للفلسطينية مي مصري والفيلمان العراقيان (مراسل بغدادي) لقتيبة الجنابي و(جلجامش) لطارق هاشم، وتضم مسابقة الافلام الوثائقية القصيرة 8 افلام منها (صوت الشارع) للفسلطينية انا ماري جاسر و(ليالي الغجر) للعراقي هادي ماهود و(جزء من العالم في 15 دقيقة) للفلسطينية ايناس المظفر.
وقال مدير المهرجان ان الدورة السابعة تشهد تكريم الكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن عن مشواره الابداعي ودوره في تاسيس ومساندة ودعم المهرجان والمخرج اللبناني برهان علوية والجزائري محمد الشويخ والمنتجة والمخرجة المصرية ماريان خوري ويضم البرنامج عرض مجموعة من اعمال المكرمين السينمائية.
وتضم لجنة التحكيم مجموعة من السينمائيين العرب بينهم الناقد اللبناني ابراهيم العريس رئيسا للجنتي تحكيم مسابقتي الافلام الروائية الطويلة والقصيرة ومعه الموسيقي العراقي نصير شمه والمخرج الجزائري محمد الشويخ اضافة الى عضوين من هولندا، وتتكون لجنة تحكيم الافلام الوثائقية الطويلة والقصيرة من المخرج الاماراتي مسعود امر الله المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي والمنتجة والمخرجة المصرية ماريان خوري اضافة الي عضو هولندي.
ولإثراء فعاليات وأنشطة الدورة قال شوكات انه تم توجيه الدعوة لأكثر من 75 شخصية فنية ونقدية عربية وأوربية، من بينهم عدد من نجوم السينما العربية الشباب اضافة إلى عدد كبير من الأسماء البارزة في مجال الكتابة والنقد السينمائي.
كما وجهت الدعوة لعدد من المسؤولين عن الهيئات السينمائية في مصر والمغرب وتونس وسوريا وقافلة السينما العربية الأوربية وبينالي السينما العربية في باريس ومسئولي مهرجانات الإسماعيلية الدولي والقاهرة السينمائي الدولي ومسابقة افلام من الامارات ومهرجان دبي السينمائي الدولي.




الثلاثاء، أبريل 17، 2007

فيلم " موسيقي وأغان " عرض وتحليل عماد النويري

عماد النويري







في 'موسيقى وأغان'.. انسجام بين غرانت وباريمور


عرض وتحليل: عماد النويري


عالم الغناء والاستعراض وما يحدث في كواليس الفرق الغنائية الكبيرة والصغيرة والمنافسة بين الفرق الموسيقية هو موضوع فيلم 'ميوزيك اند ليريك' من بطولة النجم البريطاني العالمي هيو غرانت والنجمة المتألقة باريمور)، ومن إخراج مارك لورانس.يومان فقط أمام اليكس فلتشر (غرانت) لكي يؤلف أغنية للنجمة المتألقة كورا كورمان حتى يحصل على فرصة مشاركتها الغناء. ولأنها ربما المرة الأولى التي يؤلف فيها أغاني فإنه يبذل جهدا كبيرا حتى يجد الكلمات. بطريق الصدفة يأتيه شيطان الشعر عندما تكون بداية الالهام على يد صوفيا فيشر (باريمور) وهي فتاة غامضة تأتي اليه لتعتني بالنباتات في المنزل. نعرف ان صوفيا كانت مشروع كاتبة في السابق لكن وقوعها في علاقة حب فاشلة مع كاتب مشهور أضاع الكثير من همتها وجعلها تعيش قصة حب فاشلة. ونعرف ان هذا الكاتب استغل قصة صوفي واستغل مشاعرها الصادقة ليرسم صورة لاحدى بطلات رواياته. يقرر اليكس الاعتماد على صوفي في تأليف الأغنية وبعد عدة لقاءات ينجح الثنائي في جذب انتباه كورا بمقاطع أغنية جميلة لكنها لم تكتمل. يختلف الثنائي اليكس وصوفي على كيفية انهاء الأغنية كما يختلفان على طريقة غناء كورا للاغنية. اليكس يترك لنفسه العنان في مهاجمة صوفي ويكيل لها الاتهامات بأنها تستحق الفشل. في النهاية تغني كورا الاغنية بصحبة اليكس وبالطريقة التى طلبتها صوفي . قبل أغنية 'كورا' يغني اليكس لصوفي مقدما الاعتذار تلو الاعتذار لعلها تسامحه وتعود اليه بعد ان دق قلبه لها ووقع في غرامها. تتجمع خيوط الحكاية في نهاية تقليدية حيث يخرج الجميع سعيدا بعودة صوفي الى اليكس وبنجاح 'كورا' في استعراضها وبنجاح اليكس أيضا في العودة الى الشهرة والأضواء.نموذج واضح الفيلم 'السيناريو' يقدم توليفة كوميدية رومانسية تقليدية. ونوعية السيناريو هنا من نوعية السيناريوهات المغلقة ويعني ذلك أننا بصدد أحداث تتنامى، وشخصيات تتصارع من خلال حبكة تقليدية تمر ببداية ووسط ونهاية. وقبل النهاية لابد للعقدة ان تنحل ولابد للذروة ان تصل الى انفراج مطلوب. في السيناريوهات المغلقة لا مجال للغموض ولا مجال للرموز الصعبة والدلالات غير الموحية. في 'موسيقى وأغان' ربما سنجد نموذجا واضحا لكيفية صناعة سيناريو كوميدي غير مبتذل لا يعتمد على كوميديا الشخصية او كوميديا الألفاظ إنما يعتمد على كوميديا الموقف. لن نجد ممثلا يتشقلب لكي يستجدي منا الضحك، ولن نجد ممثلة تتفوة بألفاظ خارجة لكي تدفعنا عنوة إلى الابتسام. في سيناريو 'موسيقى وأغان' كل شيء محسوب وليس متروكا للصدفة. حركة الممثل وحركة الحوار وحركة الأغاني وحركة الموسيقى.أغان ورقابة وفي الفيلم 'الفن' غرانت وباريمور كانا دائما في حالة انسجام وقدما افضل ما عندهما وكان غرانت موفقا تماما في تجسيد شخصية الكس كفنان حصد الشهرة وهو شاب يغني ويحقق النجاح كواحد من نجوم البوب وكان عليه ان يكافح من جديد عندما وجد نفسه في ظلال النسيان. وباريمور كانت أيضا متألقة وجسدت شخصية صوفي ببراعة شديدة واستطاعت ان تقنعنا بمشاعرها المتناقضة وبأزمتها مع الكاتب الذي استغلها ثم بحبها الصامت للنجم السابق اليكس. هالي بينت استطاعت بنجاح ان تجسد شخصية كورا كورمان وكانت مقتصدة في تعبيراتها عندما يتطلب المشهد ذلك وكانت قادرة على تقديم الإطلالة الواثقة عندما تغيرت الظروف ويذكر ان هذا هو الفيلم الأول لهالي. شريط الصوت كان أيضا من محطات التميز التي يمكن التوقف عندها فقد كانت كلمات الأغاني معبرة وكانت الألحان أيضا لها دور كبير في تأكيد الحدث ولا تشعر ولو لمرة واحدة ان هناك أغنية زائدة عن الحاجة او انها مقحمة على الأحداث. وفي النسخة التي عرضت في الكويت كان هناك العديد من النقلات المفاجئة نتيجة مافعلته الرقابة بالفيلم وقد أضاعت هذه النقلات الكثير من المعاني كما أوقفت حالة التدفق الانفعالي للمشاهد مع أحداث الفيلم. 'موسيقى وأغان' من الأفلام الجميلة والنظيفة التي يمكن مشاهدتها وقضاء وقت ممتع ومسل في متابعتها

الخميس، أبريل 12، 2007

مكتبة ايزيس. سينما الطريق



مكتبة ايزيس


صدر حديثا


سينما الطريق


عن سلسلة كراسات السينما الصادرة على هامش مهرجان أفلام من الإمارات بأبي ظبي في دورته السادسة 2007 صدر كتاب "سينما الطريق/ الطريق في السينما" نماذج من السينما العربية و هو العدد 33 من السلسلة ، شارك في تحرير الكتاب الناقد السوري صلاح سرميني بالعديد من الدراسات بلغت حوالي نصف عدد صفحات الكتاب، منها أفلام (جيم جارموش) من الترحال إلى (فيلم الطريق) ستيفان بنعايم ترجمة:صلاح سرميني ، و دراسته( المخرجة اللبنانية (رانيا استيفان) شاعرة الصورة و الصوت تنبش في الذاكرة و تكتشف الحاضر بمفردات جديدة) ، و دراسته( الباب للسوري (هشام الزعوقي) فيلم/قصيدة يشبه الهايكو) و غيرها من الدراسات للناقد السوري، كما شاركه في التحرير العديد من النقاد الآخرين منهم الناقد البحريني أمين صالح بدراسته المترجمة (سينما الطريق البحث عن أفق) ، و الناقد البحريني حسن حداد بدراسته (السينما المصرية الجديدة، طريق مفتون بالواقع،رؤية في مفهوم سينما الطريق) ، و الناقد المصري محمود الغيطاني بدراسته (ليلة ساخنة، رحلة كابوسية في ليل القاهرة)، و الناقد المغربي د/ نور الدين محقق بدراسته (دراسة في فيلم "الرحلة الكبرى" للمخرج إسماعيل فروخي)، و الناقدة المغربية أمينة بركات بدراستها (إسماعيل فروخي، و الطريق إلى مكة
).

الاثنين، أبريل 09، 2007

سمير فريد يحكي عن عبد الحليم حافظ مطرب جيل

عبد الحليم مطرب جيل الستينيات في مصر


مختارات ايزيس


لم يكن فاعلا ومؤثرا في الحياة السياسية كما صورته الافلام



لن يبقي من عبد الحليم الا الاعمال التي صنعت من القلب وليس جلد الرأس




سمير فريد يكتب عن عبد الحليم حافظ





اكتشفت جمال فن أم كلثوم وعبدالوهاب متأخرا بعد سن الأربعين، أما في سن المراهقة وحتي عشرينيات العمر فقد كنت عاشقا لفن فريد الأطرش من خلال أفلامه القديمة، وفن عبدالحليم حافظ في العروض الاولي لأفلامه الجديدة، فعبدالحليم هو مطرب شبابي بكل معني الكلمة، بل هو مطرب جيلي كله، جيل الستينيات من القرن الميلادي الماضي.

كنا نردد أغانيه عن الحب، وكذلك أغنياته عن الثورة وعبدالناصر التي كانت تقدم في مناسبات الاحتفال بعيد الثورة في نادي الضباط بالزمالك، من تأليف صلاح جاهين وألحان كمال الطويل، وعندما بدأت الكتابة عن السينما عام 1965، وحتي وفاة عبدالحليم حافظ عام 1977 لم يمثل غير فيلمين في هذه الفترة (معبودة الجماهير اخراج حلمي رفلة 1967) وابي فوق الشجرة' اخراج حسين كمال .1969وطوال هذه الفترة (12 سنة) لم ألتق بالفنان الكبير أبدا.. فمن ناحية لم أكن أهتم باللقاء مع النجوم، وإنما مع المخرجين، ولم أرتبط بصداقة حقيقية الا مع سعاد حسني. ومن ناحية اخري كانت هزيمة 5 يونيو قد وقعت عام 1967، وأصبحت أشعر أن أغاني المناسبات السياسية التي قدمها عبدالحليم حافظ كانت جزءا من الخديعة الكبري التي تجسدت يوم الهزيمة.. ومثل أغلبية نقاد السينما الجدد في الستينيات كان المقياس الاساسي للأفلام المصرية الجديدة في فترة ما بين الحربين (1967 ­ 1973) ان تساهم في المعركة من أجل تحرير الأرض.

وعندما عرض 'أبي فوق الشجرة' عام 1969، وحقق ما حققه من نجاح واقبال جماهيري لم يكن له مثيل من قبل في كل تاريخ السينما المصرية، اعتبرته ذروة أفلام 'تغييب الوعي'، والهاء الناس عن فهم ما حدث يوم 5 يونيو، والاستعداد لما حدث بعد ذلك يوم 6 أكتوبر 1973، من انتصار عظيم، ويومها نشرت أن هذا الفيلم أقل من أن يكتب عنه اي نقد، ولايساوي ثمن الحبر الذي يكتب به مقال عنه.

وبدا 'أبي فوق الشجرة' من ناحية اخري نهاية مخرج كبير هو حسين كمال الذي كان قد أخرج افلامه الثلاثة الأولي بالأبيض والأسود (المستحيل والبوسطجي وشيء من الخوف) وبدأ مع 'أبي فوق الشجرة' اخراج اول أفلام بالالوان وأول أفلامه 'التجارية' في نفس الوقت. وكان حسين كمال من الاسماء التي يتطلع إليها الجميع كأحد المواهب الكبري القليلة التي يمكن ان تصنع 'ثورة' في عالم المسرح وعالم السينما معا.

يومها علق الصحفي الكبير مفيد فوزي في صباح الخير علي رأيي في 'أبي فوق الشجرة' وتساءل لماذا يحتقر ناقد شاب مثل سمير فريد الجماهير التي اقبلت علي مشاهدة الفيلم، وقال أليست هي ذاتها الجماهير التي تقف وراء الرئيس عبدالناصر، ورغم شعوري بالخوف مما نشر في 'صباح الخير' اذ كان من السهل انذاك اعتقال اي صحفي، او فصله، أو منعه من السفر، وغير ذلك من وسائل القهر، فقد أرسلت ردا نشره الأستاذ مفيد، وقلت فيه أن روايات المخبر السري ارسين لوبين تباع بالآلاف، بينما لاتبيع كتب طه حسين غير مئات النسخ، ومع ذلك فهذا لا يعني ان روايات ارسين أكثر قيمة من كتب طه حسين.

جرت أكثر من محاولة لعقد لقاء بيني وبين عبدالحليم حافظ، ولكني اصبحت أنفر منه، وازداد نفوري عندما علمت من شادي عبدالسلام واقعة معينة، فقد روي لي انه كان يعمل مساعدا للاخراج مع صلاح ابوسيف في فيلم 'الوسادة الخالية' عام 1959، وذات يوم طلب منه ابوسيف ان يذهب لايقاظ عبدالحليم حافظ من النوم ويأتي به الي مكان التصوير، فلما ذهب قذفه عبدالحليم حافظ بساعة منبه في وجهه. مما أدي إلي تحطيم نظارته الطبية، وكان من الممكن ان يتناثر زجاج النظارة في عيني شادي، ولكنه لم يصب بسوء والحمد لله، قال لي شادي ان عبدالحليم اعتذر بشدة بعد ذلك، ولكنه لم ينس هذا الموقف أبدا.

كان مطرب شبابي الذي غنيت معه للحب، وبكيت لما تعرض له من ظلم في أدواره السينمائية التي عرف بها، قد أصبح صديقا لملك المغرب الحسن الثاني يغني له 'جئت المغرب لأشاهد الماء والخضرة والوجه الحسن' ومغنيا في حفلات شيوخ الكويت وهو يرتدي الزي الكويتي، واصبح يتعالي حتي علي جمهوره وهو يغني في الحفلات. ومع ذلك حزنت عليه فقد حزنت عليه حزنا شديدا يوم وفاته، فهو جزء من حياتي مثلي مثل الملايين من المصريين والعرب. كنت في فندق كاليفورنيا في شارع المدارس بالحي اللاتيني في باريس، وكان لويس عوض يقيم في نفس الفندق، وكان فندقه المفضل، وهو الذي أرشدني إليه، وصباح يوم وفاة عبدالحليم حافظ دق استاذي العظيم باب غرفتي، وأبلغني بالخبر الفاجع قائلا انها خسارة كبيرة. كنت وقتها رئيسا لتحرير جريدة 'السينما والفنون' الاسبوعية التي كانت تصدر عن دار التحرير، وعدت الي القاهرة في نفس اليوم، واصدرت عددا خاصا عن عبدالحليم حافظ، وكانت الجريدة بحجم الجريدة اليومية العادية، وجعلت الصفحة الاولي كاملة صورة لنعش عبدالحليم حافظ يحيط به عشرات الالاف في ميدان التحرير.

ومن وقائع ذلك اليوم الحزين، يوم وفاة عبدالحليم حافظ، مقال الاستاذ الصحفي الكبير محسن محمد في جريدة الجمهورية التي كان يرأس تحريرها، وقوله أن المغني نجم عصره 'يمثل' انه مريض حتي يثير عطف الناس عليه، ولا أنسي اللقاء الاخير بيني وبين سعاد حسني قبل رحلتها الي باريس للعلاج، وهي الرحلة التي امتدت إلي لندن، ولم تعد منها، ففي تلك الليلة قدمت لي صورة من التقرير الطبي عن حالتها، وطلبت مني نشره اذا قال أحد أنها 'تمثل' دور المريضة كما قيل عن عبدالحليم حافظ.
وأكثر ما يلفت الانتباه عن عبدالحليم حافظ في السنوات الأخيرة والتي شهدت انتاج أعمال درامية في السينما والتليفزيون عن حياته، أنه يبدو من خلالها وكأنه كان شخصية سياسية او لاعبا مؤثرا في الحياة السياسية في مصر في عهدي الرئيس عبدالناصر والرئيس السادات، وهذه صورة كاذبة تماما، فأغنياته في المناسبات السياسية لاتعني اكثر مما تعنيه سواء كان فيها مؤمنا بصدق بما يردده، او كان يريد أن يحمي نفسه من بطش السلطة ليبدع كما قال لويس عوض عن نجيب محفوظ، وهو في ذلك لايختلف عن غيره من المغنين في أغنياتهم في المناسبات السياسية في العصر الملكي أو العصر الجمهوري.

وعلي أية حال أغنيات المناسبات تنتهي مع نهاية هذه المناسبات، مثل شعر المناسبات وأدب المناسبات، ولا يبقي من كل مبدع في كل مجال الا الأعمال التي صنعت من القلب، وليس من جلد الرأس، وقد غني عبدالحليم حافظ الكثير من الأغنيات من قلبه، وهي التي لا تزال تصل إلي كل القلوب، وسوف تظل تصل إلي كل القلوب.

عن " أخبار النجوم " في 24 مارس 2007

الخميس، أبريل 05، 2007

في فيلم 300 صور مشوهة ونوايا خبيثة. بقلم عماد النويري

عماد النويري





في ( 300 ) صور مشوهة
ونوايا

خبيثة، ودفاع دعائي عن الشرف الإسبرطي


- حكايات خيالية ومخلوقات اسطورية وبطولات خارقة .
- موسيقى معبرة وتوليف مونتاجى ساعد على تدفق الاحداث .
- شكل ملحمى وبيان توضيحى وتوظيف للمؤثرات الخاصة .




عرض وتحليل عماد النويرى



مع مرور الوقت وعند منتصف الفيلم بدا الشك يتسرب الى عقلي ونفسي بان هناك ثمة علاقة واضحة بين مايحدث في العراق وبين الفيلم . واكتشفت تباعا ان هناك بعض الكلمات التى يتفوة بها الملك الإسبرطي وسط جنودة البواسل إنما هى نسخة طبق الأصل من تلك الكلمات التى تعود الرئيس الأميركي بوش على إطلاقها سواء في مؤتمراته الصحفية القصيرة آو الطويلة آو حتى في خطاب الاتحاد السنوي . تلك الكلمات الكبيرة التى تدور حول الحرية والعدالة وضرورة حماية الوطن من المخاطر التى تستهدف الحضارة التى صنعها الانسان الغربى .ومع نهاية الفيلم بدا الشك يساورنى مرة ثانية في ان الفيلم يصور معركة ثيرموبلاى التى وقعت عام 480 قبل الميلاد بين الاسبرطيين والفرس , وانما فى واقع الامر فان الفيلم يصور جانبا من الحرب في العراق وربما جانبا من الحرب المتوقع وقوعها فى ايران . في كل الأحوال كان على ان اترك شكوكي جانبا حتى أستطيع الاقتراب من الفيلم الذى يتربع على قمة إيرادات شباك التذاكر الان بشكل موضوعي ومحايد بعيدا عن التخمينات الشخصية و التأويلات الحربية والاسقاطات السياسية .


بطولة دامية

اختار الملك الاسبرطى ليونداس 300 من خيرة رجالة لمواجهة زحف الجيوش الفارسية للانتقام من إسبرطة حكومة وشعبا بعد ان رفض ليونيداس دعوة الفرس كى تصبح اسبرطة خاضعة لهم . المشكلة ان ملك اسبرطة يأخذ جنوده الثلاثمائة لمحاربة الفرس دون دعم حقيقي من البرلمان ومن رجال الدولة مما يطر زوجته الملكة جورجو ان تطلب عقد جلسة استثنائية لمخاطبة رجال الدولة من اجل إرسال الدعم لزوجها الذى يحارب جحافل جيوش الفرس التى لاتعد ولاتحصى . تفشل محاولة الملكة بينما يكون الملك الاسبرطى قد خاض معارك بطولية دامية, وفى النهاية يسقط مضرجا فى دمائه بعد ان يكون قد ابلى بلاء حسنا وحوله رجاله الشجعان . يعود أحد جنود ليونداس من المعركة ليخبر الإسبرطيين عما حدث , ويتم استنهاض الهمم , وحشد الجيش الإسبرطي للدخول في معركة أخيرة لابد منها للدفاع عن الشرف الإسبرطي , وشرف الإمبراطورية اليونانية بشكل عام .



وقائع تاريخية
الفيلم ( السيناريو ) اعتمد على معالجة لاحدى روايات الكاتب فرانك ميللر المصورة والتى تحكى قصة جيش من 300 محارب اسبرطى حاربوا حتى الموت لتاجيل الغزو الضخم للجيش الفارسي , مما ممكن اليونانيين من إعادة تنظيم هجوم مضاد . وفرانك ميللر معروف لللاوساط السينمائية منذ السبعينات وله أعمال كثيرة تم معالجتها سينمائيا مثل ( الرجل الوطواط ) و ( رونن ) و( الرجل الالى ) و( مدينة الخطيئة ) .ثم أخيرا ( 300 ) . الوقائع التاريخية للمعركة تشير إلى أن الجيش الفارسي مني بخسائر كبيرة في صفوفه، إلى أن دفع بالمحاربين اليونانيين إلى واد ضيق وحاصرهم بجنوده من الجبال، وأطلق عليهم ما أسماه المؤرخون بـ"أمطار السهام"، حتى قتل آخر جندي إغريقي خلال تلك المعركة.كما تقول الوقائع التاريخية أيضا أن الملك خشايارشا تمكن من احتلال اليونان سنة 480 قبل الميلاد، وأحرق قصور أثينا المعروفة باسم "أكروبوليس"، مما دفع الأسكندر المقدوني، إلى احتلال إيران، عام 330 قبل الميلاد، حيث قام هو الآخر بحرق قصر "جمشيد" في مدينة "شيراز" الإيرانية. فى القصة والسيناريو لاتبحث اذن عن وقائع تاريخية فالفيلم لايتعامل مع التاريخ ووقائعه انما يستلهم حادثة ما وينسج حولها حكاية تهدف وكما جاء فى بيان للشركة المنتجة "قدمنا هذا العمل بوصفه فيلماً خيالياً، وهدفنا الوحيد منه إسعاد الجماهير . ومن اجل اسعاد الجماهير و ( كما يدعى بيان الشركة ) فان كاتب السيناريو اختلق الكثير من الحكايات الفرعية واقحم في الفيلم الكثير من المخلوقات الأسطورية الغريبة وكل ذلك مشروع لاثراء الشكل الملحمي الذى اختاره كاتب السيناريو اطارا لمعالجة الأحداث , وهذا الشكل يتيح الاستعانة بالخرافة والأسطورة , كما يقدم شخصيات تملك بطولات خارقة .


محطات تميز

وفى الفيلم ( الفن ) يمكن التوقف عند العديد من محطات التميز ويمكن الإشارة الى نجاح المخرج زاك سيندر فى ادارة الممثلين وتشكيل المجموعات المحاربة ويمكن الاشارة الى اختيار التوليف المونتاجى المناسب للحفاظ على تدفق الأحداث وهناك إشارة الى الموسيقى التصويرية المعبرة التى خففت فى أحيان كثيرة من قسوة المشاهد ووحشيتها . ويمكن الاشارة أيضا الى نجاح المخرج في توظيف المؤثرات الخاصة البصرية والصوتية لتكثيف الاثر التعبيري للقطات والمشاهد المختلفة , ويعنى كل ذلك اننا بصدد مخرج متمكن من مفردات أدواته السينمائية الى حد كبير . وتبقى إشارة الى الأداء التمثيلي للممثلة لينا هيدى في دور الملكة جورجو وجيرارد بتلر فى دور الملك ليونداس .



بيان توضيحي



وفى الفيلم ( السياسة ) ورغم احترامنا الشديد لبيان الشركة التوضيحي بأنها تقدم فيلم خيالي الهدف الأول منه هو إسعاد الجماهير فان كل الأفلام تسعى الى اسعاد الجماهير بشكل اوباخر وان اختلفت النوايا , والنوايا فى ( 300 ) يبدو انها مختلفة الى حد كبير والموضوع اكبر من اسعاد الجماهير . وهنا يجب التوقف عند ردود الفعل الغاضبة بين العديد من أبناء الجالية الإيرانية في كل من أميركا وكندا ضد الفيلم باعتبار انه يشوة التاريخ الفارسي وقد وصف المستشار الثقافي للرئيس الإيراني، جواد شاماقداري، الفيلم بأنه "يعد تعد سافر على التاريخ الإيراني"، وواضح ان : "المثقفون الأمريكيون يظنون أنهم سيحصلون على الصفاء النفسي، بعد انتقامهم من إيران بتشويه حضارتها."كما وصفت صحيفة "أياندي نو" الإيرانية، الفيلم بأنه "إعلان حرب هوليودية على إيران"، وقالت: "إن الفيلم يظهر للعالم كيف ترى أمريكا إيران بمصدر الشر في التاريخ كله، وليس اليوم فقط."وأضافت الصحيفة قولها: "لا أحد يمكنه إنكار أن الملك کوروش خشايارشا، مؤسس الإمبراطورية الفارسية، هو أول من سطر مبادئ حقوق الإنسان، بعدما حرر مئات الآلاف من اليهود عام 539 قبل الميلاد،من العبودية في مدينة بابل."
إلا أن شركة "وارنر " المنتجة للفيلم، نفت مرة اخرى أن يكون الفيلم له أبعاد سياسية تتعلق بمعاداة إيران، بسبب إصرارها على المضي قدماً في برنامجها النووي. .
فى الفيلم ( السياسة ) هناك جدل قائم اذن بين الشركة المنتجة وبعض الجهات الإيرانية الغاضبة من صور الفرس القديمة كما جاءت في الفيلم . ولا يعنينا كل ذلك في شىْ انما يعنينا القول ان الفيلم وكعادة الكثير من افلام هوليود المغرضة يصور الإسبرطي كرجل حضاري وشجاع وكريم وشريف , بينما الآخر الذى يأتي غازيا هو رجل يفتقد اللياقة والأدب , وهو في أعماقه رجل همجي وبربرى ( لاحظ هنا ان وصف الأعداء بالبرابرة قد تكرر اكثر من مرة في الفيلم ) .
وفى الفيلم ( السياسة ) يمكن التوقف عند العديد من الإشارات المختبئة في أعماق الصور والتى تؤكد النظرة الدونية لللاخر الذى يرغب لانه همجي وبربري في هدم حضارة الأوروبي المتحضر .
وفى الفيلم ( السياسة ) كنت على وشك الإحساس بان الفيلم قد تمت صناعته في البنتاجون بإيعاز من الرئيس الأميركي كنوع من الدفاع عن سياساته في العراق وربما التمهيد لسياسات جديدة من المتوقع رسم خيوطها وخطوطها قريبا في إيران .
يمكنك ان تشاهد الفيلم وان تقضى وقتا ممتعا فى متابعة المعارك والصور . لكن عليك الانتباه قليلا والتأمل كثيرا في الكلمات والمعاني والنوايا الخبيثة .

الثلاثاء، أبريل 03، 2007

فيلم " حكاية بحرينية ".. بقلم عماد النويري

عماد النويري

فى ( حكاية بحرينية ) انعكاسات
هزيمة
واصداء من السبعينات


الوطن على شكل امراة ومنيرة تكمل مشوار الامل
موسيقى معبرة ولقطات مجانية ومرحلة نضوج


--------------------------------
عرض وتحليل عماد النويرى


هزيمة 67 المخففة عسكريا وسياسيا ولفظيا ولغويا باسم ( النكسة ) كانت لها انعكاساتها وأصدائها في المسرح والسينما كما في الرواية والفن التشكيلي . وكعادة الأحداث المفصلية في تاريخ الأمم تتابعت الأعمال ( النكسوية ) منذ اليوم التالي للهزيمة وحتى هذه اللحظة . ولاعجب في ذلك فحرب طروادة مازالت تصنع عنها الأفلام والحربان العالميتان الأولى والثانية مازالتا منبعا خصبا للمعالجات المرئية
في كل مكان، وكان آخرها فيلم ( رايات آباءنا ) لكلينت ايستوود وانتحار هتلر مازال حدثا ملهما للكثير من الباحثين والسينمائيين ولعلنا نذكر الفيلم الهام الذى قدم العام الماضي تحت عنوان ( السقوط ) .
هزيمة 67 تم التعامل معها بأكثر من طريقة فبعض المحاولات الدرامية السينمائية والتلفزيونية العربية اعتبرت ان سبب الهزيمة هو وجود حاشية فاسدة بجانب رئيس صالح والبعض الآخر ارجع الهزيمة الى وجود رئيس ديكتاتور وبجانبه مؤسسات دولةصالحة ولكن غير فاعلة . اما البعض الثالث فقد ارجع هذه الهزيمة الى نظرية المؤامرة باعتبار ان مصروالبلاد العربية على مدى التاريخ هى بلاد مستهدفةومحط أطماع دائمة بالنسبة للغرب الاستعماري . ولم تقتصر التفسيرات على إرجاع أسباب النكسة الى عوامل سياسية أو عسكرية اوتامرية فقط وانما صدرت بعض التفسيرات الشعرية على لسان الشاعر الكبير عبد الرحمن الابنودى حيث قال ان سبب النكسة هو ان بلدنا كانت واقفة على ( الترعة ) بتغسل شعرها وجاها ( يعنى جاءها ) نهار مقدرش يدفع مهرها . ولعل تجسيد الوطن على شكل امرأة لم يكن غريبا على أدبيات الشعر والرواية والسينما في بلاد العرب وانما برز هذا التجسيد بعد الهزيمة وتعرفنا على ( بهية ) يوسف شاهين بنفس القدر وبموازاة التعرف على ( ام حسن ) التى تمنى لها احمد عدوية السلامة من العين والحسد .ووسط كل هذه الانعكاسات والأصداء كان يتردد ذلك القول الذهبي المقنع بان كل هزيمة عسكرية تسبقها هزيمة مثقفين ويعنى ذلك انه عندما يعجز المثقف عن تحمل مسئوليته وعندما يترك موقعه ويتنازل عنه للمهرجين والمطبلين فأنها تكون بداية الهزيمة بالنسبة للعسكر
. وليس موضوعنا علاقة المثقف بالسلطة وانما هى مقدمة مطلوبة للاقتراب من فيلم ( حكاية بحرينية ) للمخرج بسام الذوادى .والذى قدم عام 1990 فيلم ( الحاجز ) كأول فيلم روائي بحريني طويل أعقبه بفيلم ( زائر ) عام 2003 .

احلام وهزائم

من خلال العلاقات والصراعات الموجودة بين أفراد أسرة بحرينية تعيش خلال فترة ماقبل هزيمة 67 ومابعدها تدور أحداث الحكاية ولاتقتصر العلاقات والصراعات مابين افرد الآسرة فقط وانما تنعكس وتتداخل هذه العلاقات والصراعات على المحيط الخارجي المتمثل في المجتمع الصغير في مدينة المحرق والمجتمع الكبير المتمثل في الوطن العربي الكبير . رب الآسرة هو نموذج متداول وفى جانب كبير منه للأب العربي المتزمت والسلطوي والمقهور والمقيد بحزمة فولاذية من الأفكار والعادات والتقاليد . هو لا يتوانى عن تزويج ابنته دون اعتبار لرأيها ومشاعرها وهو جاهز في آي لحظة للممارسة ظلمه وقسوته على آي بنت بناته وهو مستعد في آي لحظة لتكسير عظام ابنه الصغير بحجة تعليمه أصول الأخلاق والأدب وهو في النهاية يحمل في شخصيته الأسباب والمبررات آلتي تدفع في اتجاه الهزيمة على المستوى الشخصي وعلى مستوى الوطن . في البداية يفقد هذا الأب ابنته الكبرى عندما تشعل النار في جسدها هربا من حياة فرضت عليها مع زوج لاتحبة أرغمها أبوها على الزواج منه وفى المرة الثانية يفقد هذا الأب ابنته من زوجته الثانية لطيفة عندما تهرب لتتزوج بمن تحب . ويهرب الابن الصغير الصبي ذو الاثنى عشر عاما ليقضى لحظات بريئة يصاحب فيها أسراب الحمام لعلها تساعده على التحرر والانعتاق من قيود الأب وقيود المجتمع . وتبقى ( لطيفة ) الام كنموذج للمرأة العربية القوية التى تربت على أغنيات الوحدة وأحلام النصر . وعلى جانب اخر سنتلقى في الحكاية بالمثقف حمد حبيب فاطمة الذى عانى على المستوى الشخصي وعلى المستوى الثقافي من كل الهزائم : هزيمته في الحب عندما خاب امله في الارتباط بفاطمة وهزيمته كمثقف عندما فشل في إحداث اى تغيير ثم هزيمته الكبرى عندما فقد حبيبته للابد . وتوجت كل هذه الهزائم بهزيمة الوطن عام 1967 . لكن تكمل منيرة الابنة الصغرى مشوار الأمل وتقرر ان تتحدى قوانين البيت العتيقة وتهرب مع من تحب تاركة وراءها كل الهزائم وكل الأحلام المكسورة .

شعارات وهموم


الفيلم ( السيناريو ) غنى بالتفاصيل وغنى أيضا بالتعبير ويمكن قراءة الأحداث والشخصيات والرسائل على اكثر من مستوى ويعنى ذلك أننا بصدد سيناريو وبصدد فيلم متعدد القراءات . قراءة تقول ان القصة كلها قصة عادية تدور منذ الأزل في المجتمعات العربية من المحيط الى الخليج عن الأب القاسي والابنة التى ترغب في الزواج من حبيب القلب وقصة الحب الفاشلة التى تنتهي بزواج الابنة من رجل لاتحبه . وقراءة تقول ان لطيفة في الفيلم تمثل الوطن وان هزيمة المثقف حمد كانت البداية لهزيمة العسكر وان خروج منيرة في نهاية الفيلم هو رفض لجيل كامل لما حدث ورغبة حقيقية عند المرآة العربية لتجاوز سجنها . وقراءة ثالثة تقول ان هزيمة 67 كان الجميع مشاركا فيها بشكل او باخر . وان الهزيمة لم تكن في واقع الآمر في ارض المعركة وانما كانت موجودة منذ وقت كبير في ارض البيت حيث رب الآسرة الديكتاتور الذى أضاع كل طرق الحوار مع أفراد أسرته والذى مارس عليهم كل أساليب القمع ليخلق منهم كائنات عاجزة مسلوبة الإرادة خائفة ومحبطة . وهناك قراءة رابعة تقول ان الفيلم يوجه إدانة لكل المثقفين على شاكلة حمد الذين غرقوا في همومهم الخاصة وانشغلوا بالشعارات ولم يحسموا موقعهم في معركة التغيير وكان لهم ان يمهدوا بسلبيتهم وترددهم للهزيمة . يؤكد الفيلم هنا مقولة ان هزيمة العسكر تسبقها هزيمة المثقفين .وبين القراءات لم يغفل
الفيلم ( السيناريو ) اذن عامر بالقراءات ولم يقلل ذلك ابدا من وجود قصة بحرينية من عمق المجتمع البحريني يمكن متابعة خيوطها بشغف وحب ويمكن التعاطف مع الكثير من شخوصها ويمكن التعامل مع الكثير من رسائلها واشاراتها .

ايقاع الحياة


في الفيلم ( الفن ) يمكن الحديث عن محطات التميز فهناك إبداعات على المستوى التمثيلي تجسدت في الأداء الراقي لمريم زيمان ومبارك خميس وجمعان الرويعى وفاطمة عبد الرحيم ويمكن التوقف عند الموسيقى التصويرية المعبرة والمؤثرة التىالفها خصيصا للفيلم محمد الحداد . كانت هناك بعض اللقطات القريبة المجانية والتى جاءت دون ضرورة درامية واضحة والمصور لم يبذل الجهد الكافي في تحريك الكاميرا في اغلب المشاهد لكن يمكن تبرير ذلك بان طبيعة الأحداث الساكنة في النصف الأول من الفيلم مع الوضع في الاعتبار إيقاع الحياة في مكان الأحداث وحالة السكون التى كانت تلف المكان والزمان والشخصيات مع كل هذه الأسباب يمكن التراجع عن اتهام الفيلم ببطء الإيقاع وبجمود حركة الكاميرا في اغلب المشاهد . ومايحسب للمخرج هو قدرته على التحكم في مفردات لغته السينمائية وفهمه الكبير لطبيعة الحكاية وبعده عن الاستعراض . في هذا الفيلم يمكن القول ان بسام الذوادى قد وصل الى مرحلة النضوج ومجازفته باختيار سيناريو فريد رمضان انما يأتي من باب زاوية وعى تقول ان المخرج السينمائي من المهم ان يكون على تماس بواقع مجتمعه وبتاريخ أمته ومن المهم أيضا وهو يقدم المتعة والتسلية علية ان يدفع المتفرج للتفكير والتأمل .

دور مهم


فى ( حكاية بحرينية ) اطلالة على كل الحكايات العربية التى سبقت تاريخ الهزيمة وكانت مقدمة لها وفى الحكاية بقايا شجن متجذر لعصر عبد الحليم وام كلثوم وفى الحكاية ايضا شجاعة وجراة فى الطرح واصابع تشير بلاخوف الى الجرح . واخيرا ( حكاية بحرينية ) هو انطلاقة مهمة فى تاريخ السينما الروائية الخليجية التى تقدم الواقع دون تجميل وترغب فى ممارسة دور مهم فى تسجيل الواقع الاجتماعى والسياسى لابناء هذة المنطقة كى يعرف الابناء بشكل افضل كيف ساهم الاباء فى صناعة تاريخ هذة الامة . تاريخ الهزيمة وتاريخ الحزن الجميل .

الاثنين، أبريل 02، 2007

دعوة للمشاركة في مهرجان المنبر الذهبي بتترستان




دعوة للمشاركة في مهرجان المنبر الذهبي بتترستان



تولى الناقد السوري المُقيم في باريس صلاح سرميني مهمة اختيار أفلام الدورة الثالثة لمهرجان المنبر الذهبي المهرجان الدولي لسينما الدول الإسلامية، والتي سوف تنعقد فعالياتها في (كازان) عاصمة تترستان، إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، وذلك في الفترة من 30 أغسطس, وحتى 5 سبتمبر 2007


الأفلام الروائية الطويلة
الأفلام التسجيلية الطويلة, والقصيرة
الأفلام الروائية القصيرة ـ والتي تتعدى أطوالها الزمنية أكثر من 15 دقيقة ـ
أفلام التحريك
بحيث تتناسب موضوعاتها والشروط التالية


أن تكون من إنتاج إحدى البلدان الإسلامية, وبدون أن تتعارض مع القيم الإسلامية
أن تكون منتجة من بلدان أخرى, ولكنها تجسّد شعار المهرجان حوار الثقافات من خلال ثقافة الحوار.
وبشكل عام, كل الأفلام بغضّ النظر عن جنسيات مخرجيها, أو معتقداتهم الدينية والتي تتجسد فيها الدعوة لأن تسود قيمتا التسامح, والحوار بين الثقافات, وتبشر بالتقاليد الروحية, الأخلاقية, والثقافية الإنسانية, وخلق تصور موضوعي في المجتمع الروسي, والعالم حول الإسلام, والمسلمين
كما يتعين على الناقد السوري صلاح سرميني اقتراح أسماء, وشخصيات سينمائية، وإعلاميين، وصحفيين، ونقاد من الوطن العربي، والعالم كضيوف للمهرجان
فعلى الراغبين المُشاركة في هذه الفعالية السينمائية، أو ترشيح أفلامهم (داخل المسابقة, وخارجها) من إنتاج الأعوام من 2005 الي 2007 الاتصال بالناقد السوري صلاح سرميني على العنوان التالي

:
Tel : 0033/667948596
Fax : 0033/8 26 69 84 44
salahsermini@hotmail.com

بانتظار ترشيحاتكم, شاكرين لكم اهتمامكم, وتعاونكم

مختارات ايزيس : قاسم حداد يكتب عن حلم السينما




مختارات ايزيس




الشاعر البحريني قاسم حداد


يكتب عن السينما



الحلم هو جوهر فكرة السينما بوصفها فنا



أذهبُ إلى السينما لكي أقرأ نعمة الظلام،
ففي ظلام الصالة قدر من الضوء النادر.
ضوء هو الشرفة الحميمة على الداخل البشري القصيّ.
أذهبُ لكي أنال متعة الأمل في صمت الصالة،
ولذة الحلم في الظلام الكريم،
بعيدا عن الضجيج والصخب والثرثرة والحركة الجنونية في الخارج وفرص التفكير المهدورة، سيتاح لي التأمل في ذلك الصمت الغامض الذي تهجع فيه الجموع كأنها غير موجودة، فيما هي تحقق ذاتها الكوني.
(2)
في صالة السينما، ليس الفيلم سوى المحرّض الفعال لتنشط المخيلة، ولعلي سأكون اكثر استعداداً لارتياد مجاهيل الخيال كلما انهمكت في عالم الفيلم الافتراضي.
الفيلم في الصالة كأنه جاء لك وحدك فحسب،
فبالرغم من الجموع المحتشدة الكامنة مثل كنوز في مقاعدها، إلا أنك ستشعر بأن الفيلم، وهو يستحوذ عليك كلية، يجلس معك وحدك في الصالة، ويفتح لك شرفة رحبة على ما يتجاوز الفيلم.
إيقاعك اليومي خارج السينما يكفّ وينتهي عند عتبة الصالة، ليبدأ لقاء غامض وخصوصيّ، مغمور بتلك الكثافة الفاتنة من الظلام، ظلام يسطع في روحك، فيما تبدأ (تترات) المقدمة تتالى برتابة ماهرة التسلسل،
لتنالك. وتنال منك.
التفكير لا يستوي بالشكل الفعال في صخب الخارج وضجيجه، لذلك ستكتشف حريتك الخاصة في الاستجابة للانصراف عن الفيلم ومحاورة الذهب الفعال، وحدكما في ظلام لا يراك فيه أحد، ولا ترى فيه أحداً.
حريتك في أن تشتري بطاقة الدخول برغبة مضمرة في الانفراد بالنفس، وبمزاج مسكوت عنه، يشتهي أن ينفصل عن الجموع في مكان يقوم أساساً على فعل جماعي. وهنا تكمن المفارقة المذهلة، وهنا أيضا يظهر الفرق الكبير بين أن تشاهد فيلماً في عتمة صالة السينما، وتشاهده في البيت، في غرفة مضاءة، بين أفراد العائلة المحدودة العدد، وهو مكان وملابسات لا خصوصية فيها ولا تنطوي على حريات التأمل الفردي، ولا حلم خاص.
في صالة السينما، ما إن تطفأ الأنوار حتى ينتفي العالم الخارجي من حولك، ليس فقط لأنك لا ترى أحداً، وليس لأنك لا تسمع أحداً، وليس لأن الفيلم يستحوذ عليك، ولكن، خصوصاً، لأنك تستسلم لسلطة جمال السفر الحر متنقلاً، بسلاسة السديم، بين الحلم والتأمل.
(3)
الذين يذهبون إلى السينما، لا تقتصر متعتهم على رواية الفيلم فحسب، ولكنهم، مع الوقت واكتساب خبرة الصالة المظلمة، سيكون حضور السينما أحد أكثر المتع النادرة التي لا توفرها فعالية أخرى في الحياة.
(4)
سنشعر بالذين تأخذهم سنة من النوم حال بدء العرض، فهم ليس فقط قد لا يجدون الوقت والمكان الهادئين لنوم رحيم، ولكنهم صاروا من الذين يجدون في نوم الصالة نوعاً من النوم الفعال الذي يشابه النوم العادي من حيث الدرجة، لكنه يختلف عنه ويغايره من حيث النوع.
نوع نوم صالة السينما لا يقلل من أهمية متابعة العرض، لكنه لا يخضع له، بل ربما يمكننا القول إنه يتحرر منه حال انطلاقة الدقائق الأولى من عتمةٍ تأخذ التكاثف حول الكائن، عتمة تتضاعف لتصير هالة من ظلام تستفرد بكل شخص على حدة، ناسجة من حوله شرنقة لطيفة تأخذه إلى مشاعر حسية، تفصله عن الوقت والمكان وتتوغل به كيفما يحلم، أينما يريد، فبعد تلك الانطلاقة لا يعود للفيلم سوى ذلك الدور المهيج الأول.
(5)
سأبدأ في اكتشاف النجوم الصغيرة في فضاء الصالة المظلم، نجوم ليست من الفيلم ولا علاقة لها بمئات الأحداق المأخوذة بالشاشة. نجوم هي من سديم داخلي يمنحني الشعور بأنني في مجرة الحلم.
وتدريجيا يتضاءل إحساسك بوجود الأجساد من حولك، حتى إذا ما أبحرت عنهم سيكون قاربك سادراً بحرية في بحيرة ساكنة السطح، لكنها عميقة الغور وجياشة العواطف. فإذا مسّك طرف الشخص المجاور لمقعدك ستفزع لفرط ذلك الاقتحام، وربما أنبته قليلاً بحجة أنه افسد عليك متابعتك للعرض، فيما أنت تعني أنه انتهك حريتك في الحلم خارج السرب.
(6)
ليس من غير دلالة أن يكون الصمت والخصوصية شرطي ظلام صالة السينما. فسوف يتعرض للاحتجاج الهامس، ذلك الشخص الذي سيحدث صوتا او ضجة صغيرة او يتحرك في الصالة محتكا بهالات الوحدة والصمت للكائنات الأخرى. ذلك هو قانون الصالة المظلمة، وعليك أن تمتثل لذلك القانون بصبر وأناة واكتراث صارم، فكلما احترمتَ صمت الناس تيسر لك الاستمتاع بأحلامك، أحلامك التي تنشأ في فردوس الظلام مثلما تنشأ حديقة الورد في غابات العالم.
(7)
مبكراً، اكتشف صديقي أمين صالح، أنني كثيراً ما أنام في السينما، حتى أنه كلما فكر أن يدعوني لأحد الأفلام، يقول لي: ما رأيك في مقعد ونوم وأحلام في صالة وثيرة؟
فأقبل دعوته وأذهب.
ولا أزال أفعل ذلك،
بغض النظر عن نوع الفيلم وطبيعته، ودون أن اخسر الفيلم، كحكاية، فبعد خروجنا من السينما سوف يحكي لي أمين صالح قصة الفيلم كما لو أنني لم أكن معه في الصالة، مكررا لي: أن الفيلم ليس الحكاية فقط.
موقظا شعوراً مكبوتاً بندم طفيف وخسارة مألوفة.
بالرغم من ذلك، فإنه لا يتوقف عن دعوتي للسينما بين وقت وآخر.
(8)
لا تذهب إلى السينما لكي تسهر، لكن لكي تحلم،
أليس هذا هو جوهر فكرة السينما بوصفها فناً؟



عن " الوقت " البحرينية في 31 مارس 2007