السبت، يناير 28، 2017

مغامرة السينما تبدأ من عند لوميير . بقلم صلاح هاشم








" مغامرة " السينما تبدأ من عند لوميير

فيلم " لوميير " لتيري فريمو يعيد الاعتبار الى لوي لوميير
أول مخرج سينمائي في العالم
 ويذكّر بانجازاته وإضافاته الى " لغة " الفن

بقلم


صلاح هاشم


 تمهيد :

صلاح هاشم يكتب عن فيلم " لوميير .من هنا تبدأ المغامرة " لتيري فريمو الذي خرج للعرض التجاري يوم 25 يناير في باريس وأنحاء فرنسا بلاد الغال ويعتبره " تحفة " سينمائية تستحق المشاهدة عن جدارة ، ويشرح لماذا أعجب بالفيلم " الساحر "الكبير ، الذي يعيد الحياة الى اناس وعصر بأكمله، وهو يحكي عن " مغامرة " السينما، الاختراع الفن ، كما يصحح بعض المفاهيم والافكار الخاصة بنشأة وتاريخ السينما والعلاقة فيها بين ماهو تسجيلي وروائى

سارعت عند خروج فيلم " لوميير . المغامرة تبدأ "  لتيري فريمو – المدير الفني لمهرجان " كان " السينمائي  ومدير معهد لوميير في مدينة ليون -  يوم 25 يناير  في باريس وأنحاء فرنسا الى مشاهدة الفيلم الجديد في قاعة " ست مونبارناس " ، في حي مونبارناس - وسط باريس- الشهير..كعادتي ..
 ولم أكن أتوقع أن أعجب بالفيلم وانحنى تقديرا لمخرجه، بعد أن سحبنا بشريط صوت فطن وذكي ولمّاح، بصوت تيري فريمو، وموسيقى الفرنسي سان صان وهو من ماصري لوميير، الى قلب مغامرة السينما الحديثة،ومن عند أسرة " لوميير " في مدينة ليون الفرنسية في نهاية  القرن التاسع عشر 1895 التي اخترعت لنا ربما أعظم اختراع في تاريخ البشرية، السينما توغراف..
 حتى انه بعد ان هبطت كلمة النهاية على الشاشة، بقيت مشدودا الى مقعدي – بعد انقضاء أكثر من ساعة ونصف مدة عرض الفيلم –  ووجدتني فجأة اتحسر على ان الفيلم  قد انتهى،  وأنا أطلب المزيد، ولا اريد أن اغادر القاعة ....
يعتمد  فيلمLUMIERE. L AVENTURE COMMENCE "    على "  مونتاج " من صنع تيري فريمو- وكان سبق له أن طاف أنحاء الكرة الأرضية بصفته مديرا لمعهد لوميير لعرض  " باقة "من أفلام لوميير التي تم ترميمها باحدث الوسائل الاليكترونية المتقدمة للتكنولوجيا الحديثة في المهرجانات السينمائية حول العالم، ومن بعدها صار أمر تجميع تلك اللقطات في فيلم، صار يلح على ذهن تيري فريمو ،حتى يعرف العالم كله قيمة هذا التراث الفني البصري العظيم بصفته " كنزا "  للانسانية جمعاء كما يقول المخرج الامريكي الكبير مارتين سكورسيزي..

          أفلام " لوميير " وضعت العالم في متناول العين

 حيث لم تقتصر أفلام لوميير  كما نعرف ،على تصوير خروج العمال من مصنع لوميير، أو دخول القطارمحطة لاسيوتا في الجنوب الفرنسي المشمس الكبير، أو " مقلب " – نمرة - الجنايني الذي يسقي الزرع، فيرش هو ايضا بالماء، غيرها من التحف والمناظر السينمائية الرائعة التي عهدناها وشاهدناها مرارا وتكرارا منفصلة عن بعضها في ذلك التراث- الفيلم الجديد هنا يمنحها تكتلا ووحدة وايقاعا ثريا، وعلى اعتبار ان السينما هي فن " الصور المتحركة " وعن جدارة ..
بل شملت ايضا -من خلال مصورو لوميير  - الذين انطلقوا بعد اختراع الجهاز العجيب  ( لالتقاط وتحميض ومن ثم عرض الصور داخل قاعة ويكون الدخول اليها بأجر) الى مصر وسويسرا والهند وفيتنام وانجلترا وغيرها من بلدان العالم ..
شملت صورا نادرة ورائعة للحياة على ظهر كوكبنا في نهاية القرن التاسع عشر وعصرا بأكمله حتى انني كنت اثناء مشاهدة تلك المناظر - مناظر من العالم – التي تشكل القسم الثاني من الفيلم  اتخيل ان ثمة موسيقى " جازية " نسبة الى موسيقى الجاز – تصاحب مناظر الفيلم في الخفاء، لكن لا يسمعها في قاعة " ست مونبارناس " أحد غيري ..
كما ان تلك الصور و المناظر بقدراتها التعبيرية والايحائية كانت تجلعني استعيد بعض مقاطع من تلك الاعمال الروائية الادبية العظيمة لجيمس جويس – " أهالي دبلن" مثلا - ومارسيل بروست "  كما في روايته "البحث عن الزمن الضائع " فقد كانت تلك الاعمال كما درستها وتمثلتها، تحكي ايضا عن اناس وبشر، وشخصيات وحكايات من عصر مضى ،ومازال يأسرنا بأطيافه وخيالاته وسحره..
. وربما كان أهم مافي  فيلم  تيري فريمو – بالاضافة الى أشياء أخرى كثيرة يحكي عنها في الحوار المرفق معه - انه يعيد الاعتبار الى المخرج لوي لوميير ويذكر باضافاته الى اجرومية الفن السابع، على مستويات " الكادر " ، و " أساليب السرد " ، و " الحيل والخدع السينمائية " و " حتى " اللقطات البانورامية " الخ الخ، ليقول انه كان - وقبل الأوان - قد اخترع قواعد الفن السينمائي، وثبتها – ابجديته -  في افلامه،ولم يدع اي من المخرجين الذين اتوا بعده يأتون حقا بجديد، على مستوى تطوير " لغة " السينما الفن..
ومن هنا يبرز دور الفيلم في التأكيد على عظمة وروعة وفن المخرج لوي لوميير - لم يحقق شقيقه أو جست إلا فيلما واحدا من بين مئات الافلام التي انجزاها سويا - كأحد " الحكواتية " الكبار في عصرنا - مثل جدنا " هوميروس " الأكبر صاحب ملحمتي " الالياذة " و " الأوديسة " ومثل كل المخرجين الكبار في تاريخ السينما : دافيد جريفيث ، و شارلي شابلن، وفيلليني ،وبستر كيتون و غيرهم ..ولكل العصور ..

صلاح هاشم


حوار مع تيري فريمو :
لوي لوميير  كان مخرجا مثل بريسون وكياروستامي وعبد اللطيف كشيش


لكن كيف ولماذا صنع تيري فريمو هذا فيلمه " لوميير " ومن أين ياترى تبدأ حكاية الفيلم ؟
يقول تيري فريمو - في حوار له مع الناقد فيليب رويير – الذي يسأله :

-         كيف نشأت فكرة الفيلم ، أعني  فكرة تجميع  أفلام  الشقيقين لوميير في فيلم طويل  ؟

فريمو :  نشأت من الرغبة في أن تجد الافلام التي صنعها  الاخوين لوي واوجست لوميير باختراعهما العظيم ( السينماتوغراف ) طريقها اخيرا الى قاعة العرض السينمائي، لتلتقي هي الاخري إسوة بالافلام الأخرى بجمهورها . في البداية كان الفيلم الواحد لايستغرق عرضه أكثر من خمسين ثانية وكان العرض الواحد من عروض لوميير الأولى يشتمل على عرض عشرة أفلام فقط ، والواقع ان كل هذه الافلام لم تعرض عالميا  فقط إلا في قاعات لوميير التي كانت موجودة آنذاك، ولم تعرض قط  في اي مكان آخر، وكانت المسالة هي : عرض هذه الأفلام الآن على شاشة كبيرة وجعلها متاحة الآن وفي كل وقت لأكبر جمهور ممكن ..
ولذا كان من الضروري صنع فيلم طويل- بالكيفية التي تصنع بها الأفلام الطويلة الآن – وأن نجعل هذا الفيلم متاحا للعرض التجاري، أن نصنع من أفلام " لوميير " فيلما طويلا بتوقيع " لوميير " مخرجه وبإدارة وتجميع وترتيب تيري فريمو ، ولذا قمت بالفعل باختيار أكثر من مائة فيلم من أفلام لوميير لكي نسافر معها في رحلة أولى تتضمن عدة فصول وكل فصل يحكي عن موضوع أو ثيمة معينة مثل : كيف كان الفرنسيون يقضون أوقات الفارغ في زمن لوميير اي في نهاية القرن التاسع عشر، ومن خلال تتابع المشاهد نقدم من خلال الافلام صورة لزمن وعصر ..
كان الرهان او التحدي الذي واجهته هو : كيف يمكن من خلال التعليق على صور ومشاهد الفيلم، تجنب اهمال المشاهد، لجمال تلك الصور وأسرارها وتقنيتها.؟ .. ومن هنا تبرز أهمية التعليق المصاحب للصور والمشاهد في الفيلم  ..
فأنا أحب في ما يخص الفنون الأخرى مثل الرسم والموسيقى والأدب أن  يشرح لي بعضهم قيمتها من خلال تقييمه وتفصيصه وتشريح جمالياتها لي، وقد أردت أن افعل نفس الشييء بالنسبة لفيلم " لوميير " من خلال " التأمل "  و " الوعي " بكل لقطة ، حيث انبه من خلال التعليق الى سر جمال الكادر،وكيف تم التقاط اللقطة ، وأشير الى حركة الكاميرا داخل الكادر ،ويد المصور التي تدفع البعض بعيدا عن العدسة الخ، وقد رأيت أيضا أن تصاحب موسيقى كامي سان صان الموسيقار الفرنسي الكبير من معاصري لوميير مشاهد الفيلم ، وفي ذهني طبعا انه لا يمكن  ان يكون لوميير -  وبخاصة عندما نري مشاهد الحياة في زمنه التي التقطها  -  لم يفكر في ان  يصاحب تلك الافلام جلبة وضوضاء وأصوات وموسيقى عصره و  زمنه، لكن لا يوجد لدينا اي دليل أو أرشيف، على انه كان يفكر في ذلك، في اختراع " شريط صوت " لافلامه ..
والحقيقة ان التفكير في عمل فيلم طويل يضم " روائع " لوميير السينمائية راودني لأول مرة عام 1982 أثناء المؤتمر الصحفي الذي تم فيه الاعلان عن تأسيس " معهد لوميير " في مدينة ليون الفرنسية فقد شاهدت اثناء حضوري ومشاركتي بعض تلك الروائع السينمائية ووقعت في غرامها في التو، وانبثقت في ذهني  هكذا فكرة عمل فيلم أو ربما مجموعة أفلام طويلة تضمها وتكشف عن جمالها وسحرها..ولولا تشجيع ودعم المخرج الفرنسي الكبير برتراند تافرنييه رئيس معهد لوميير أنذاك ومساندة مساعدين لي هما ماييل آرنو وفابريس كالزيتوني ما كان لهذا الفيلم أن يصنع وينطلق للعرض في جميع أنحاء العالم ويجد الآن جمهوره..



لوي لو ميير معاصرنا مثل بريسون وكياروستامي


-         من بين أكثر من  الف وخمسمائة فيلم من اعمال لوميير اخترت لفيلمك مائة فيلم فقط من بينها، لكن على أي أساس اعتمدت في اختياراتك ؟
فريمو : اعتمدت في الاختيار على عاملين : عامل الأهمية وعامل التفضيل ، فقداخترت اولا الأفلام المهمة  الشهيرة المعروفة من بين الالف وخمسمائة فيلم ، ثم الافلام التي تعكس تنوع  البانوراما السينمائية الرائعة التي تفردها أفلام لوميير ..وأتي بعد ذلك ترتيب وتجميع تلك المشاهد المهمة والمفضلة التي اخترتها بنفسي في فصول أو " ثيمات "  معينة  وبخاصة في القسم لاول من الفيلم الذي تدور مشاهده في وتحكي عن فرنسا ، فقد ضم الفصول التالية : فصل بعنوان " فرنسا  التي تعمل " و " فرنسا التي تتسلى " و " طفولة " و " باريس عام 1900 " و " ليون مدينة اسرة لوميير " وغيرها..
 وكان من الأهمية في رأيي بمكان  القضاء على عدة اكليشيهات وأفكار نمطية معينة بخصوص  لوي لوميير بالذات  وتصويره دوما على اساس انه كان "يلهو " و " يتسلى "  فقط عندما يروح يصور افلامه، ولم يكن مخرجا واعيا، ويعرف عن قصد ماذا يفعل ويتقن " حرفية " الميزانسين – الاخراج – ،وحتى بعد ان اخرج اكثر من 1500 فيلما ! كلا لايمكن، لقد كان لوي لوميير كما اوضح في شريط الصوت في الفيلم  مخرجا واعيا وحرفيا رائعا، وكفانا تقسيم السينما الى روائية من اختراع  جورج ميلييس وتسجيلية من اختراع لوي لوميير ، ووضع لوميير دوما في خانة الفيلم الوثائقي او التسجيلي . كلا لقد كان مخرجا روائيا ايضا، وصنع ايضا سينماه – على طريقته – مثل كل المخرجين الروائيين السينمائيين الكبار من أمثال الفرنسي لوي بريسون ، والإيراني عباس كياروستامي، وحتى الفرنسي من اصل عربي عبد اللطيف  كشيش ، لأننا نجد ان لوي لوميير  كان يسأل مثل اي مخرج معاصر وفي كل فيلم من أفلامه :  اين أضع الكاميرا ؟ وماذا أصور ؟ وكيف ؟ ..



الثلاثاء، يناير 24، 2017

الشعب المصري الصامد..شفتي القمر يا حبي ؟ بقلم صلاح هاشم

فيلم باترسون لجيم جامروش : واحة في صحراء حضارات الاستهلاك الكبرى التي فقدت انسانيتها ؟
نزهة الناقد

  فقرة بعنوان

 الشعب المصري الصامد 
 شفتي القمر ياحبي ؟

بقلم
صلاح هاشم


خبران من بلدي مصرسعدت لهما كثيرا جدا : عودة د. خالد عبد الجليل الى المركز القومي للسينما وقرار من الوزير النمنم بإسناد رئاسة مهرجان الاسماعيلية الدولي للسينما الوثائقية الى الناقد النابه عصام زكريا 
 مبروك للصديقين الزميلين العزيزين
 في مصر 3 مهرجانات سينمائية يعتد بها : مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الاسماعيلية ومهرجان " جاز وأفلام " أما بقية المهرجانات فهي مهرجانات حكومية مطبوخة ومفبركة، وصنعت في ظروف خاصة لرعاية مصالح وأهواء مخربين ,وانتهازية سينما،وليست أكثر من مجرد حفلات استعراضية صاخبة بإسم السينما لتوزيع دعم مالي من جهات سياحية وحكومية على موظفين ونقاد لايحترمون أنفسهم للترويج للسياحة في مصر، والشعب المصري لايستطيع بالطبع أن يصدق مثل تلك ترهات و " أونطة " ، لكنه يبلعها وهو صامد، وساكت وساخر،..مثلي ..
شفتي القمر ياحبي ؟

صلاح هاشم  ..

الخميس، يناير 19، 2017

زوجتي والكلب والولع بالسينما الفن بقلم حسناء رجب


الفنان المخرج الكبير الراحل السير سعيد مرزوق ولقطة من الفيلم البديع
                                              
زوجتي والكلب والولع بالسينما الفن

بقلم


حسناء رجب*

كلما شاهدت فيلم "  زوجتي والكلب " أول فيلم روائي للمخرج سعيد مرزوق
 شعرت أننا فعلا أمام "مدرسة" عظيمة من السينما المصرية البصرية المكثفة، مدرسة من الكادرات، واللقطات الفوتوغرافية، التي تعكس مدي حساسية " السير"  السيد الراحل سعيد مرزوق للمجاز البصري وذلك اللقب - سير - الذي يستحقه وعن جدارة، وبكل الحس المرهف المصاحب له، حيث تبرز في الفيلم تلك "الاضاءات" ذات المقام العالي جدا، ويصبح للأبيض والأسود المهيمنان تأثيرهما النفسي القوي علي المشاهد


ليعكس مشاعر المخاوف والتوتر والقلق، ونهاية الفيلم المفاجئة، المتامشية مع حالة البطل النفسية التي أصبحت كابوسا في حياته، باغراق نفسه في الشك، مثل أوتاد الخشب المغروسة في الماء البارد للبحر ..وان انقاذه من الغرق في اليأس بات مشكوكا فيه ..ويستمر المخرج في التراجع تدريجيا بطريقة ناعمة جدا مع التركيز علي الهدف " مرسي "، والأوتاد البائسة المغروسة في البحر ..وهو ما يخبرنا أن المخاوف تتصاعد وتمتد 
وتجتمع هناعناصر تكوين الصورة لتجعلنا واعين تماما بحالة القلق المستمرة والتفكير العميق 

فيلم " زوجتي والكلب " بطولة سعاد حسني ونور الشريف ومحمود مرسي للأستاذ سعيد مرزوق أعتبره من أكثر الأفلام التي تستحق المشاهدة في تاريخ السينما المصرية، لفهم ثقافة هذا الفنان ،ورؤيته ،بوصفه متفردا سينمائيا ،حقق نجاحا كبيرا ،بهذا الفيلم الذي يمكن تحليله وتفكيكه إلي أيقونات
 تفصح عن وجهة نظر سينمائي لم يدرس السينما علي يد أحد ولم يكن من خريجي أحد المعاهد السينمائية، وذلك الولع إلي حد الجنون واللهفة بالسينما نفسها 




وأنا أتساءل كم هي عدد المشاهد التي يراها المرء يوميا في الشارع ؟ مئة ..مئتان ؟ لنغلف مشاعرنا يوميا باللقطات التي لا تخضع لقوانين مطلقة ..الذوق هو منطق الأشياء المرئية ..وتظل مصر بعيدة عن امتصاص التربة الفنية لها ..ولا يتم التعامل معها علي محمل الجد ؟ مقارنة بمعظم الأفلام الحديثة التي نقضي وقتا طائلا لمشاهدتها ، دون أن نخرج منها بمشهد واحد مؤثر يحوم حولنا طوال اليوم !  
                                     
حسناء رجب*
          كاتبة وناقدة مصرية         

سينيفيلي مواطن فرنسي من قلعة الكبش في باريس بقلم صلاح هاشم


الحصان الشارد صلاح هاشم  كاتب وناقد سينمائي مصري صعلوك كبير يمارس سندبادياته في باريس مدينة النور وتحت بوابات العالم بريشة جورج البهجوري


\سينيفيلي مواطن فرنسي من "قلعة الكبش" في باريس..

بقلم
صلاح هاشم

الحمد لله، شعرت فقط بالأمس بعد مداومة العلاج لأكثر من اسبوعين ،بأن صحتي تحسنت ،وكأني أنا الحصان الشارد من "قلعة الكبش" ، لايصمد معه برد في أوروبا أو زكام .ولا تنال منه انفلونزا..
وتجدني انهض الآن لاشارك - تحت نافذتي - في معركة ضد الاولاد الاشقيياء من حي طولون، مستعيدا كل تلك الذكريات  الغالية العزيزة التي عشتها في فترة الخمسينيات،وأنا اشاهد الافلام في قاعة " سينما إيزيس " ،في حينا العريق في السيدة زينب،والتي صنعت مني مواطنا فرنسيا سينيفيليا - غارقا في عشق السينما - من "قلعة الكبش"، في باريس

شكرا لكل من سأل عنا، ودعا لنا بالشفاء العاجل ، ومداومة الكتابة، ومن هنا تبدأ الحكاية ..
...
" يتبع "
الحصان الشارد.
صلاح هاشم
.

الثلاثاء، يناير 17، 2017

في الفراش مع باترسون وقيمة الشعر في حياتنا بقلم صلاح هاشم في نزهة الناقد


في الفراش مع باترسون : قيمة الشعر في حياتنا

بقلم

صلاح هاشم


اليوم الثلاثاء 17 يناير ..موجة برد قطبي ،لم تشهد فرنسا مثلها منذ خمس سنوات، وستظل مستمرة - اللعنة - لفترة.مازلت اشعر بالتهاب حاد في الحلق، كما لو كان أحدهم ،قد غرز مطواة في لحمه، ولم أعد قادرا على إبتلاع أي شييء.عليك بالعسل والنبيذ والليمون ،نصح البعض من أهل الخير. الادوية التي أخذتها، لم تأت بنتيجة ـ ولا اشعر بتحسن ظاهر.بعد يومين ،موعد في المركز الصحي لعمل أشعة للرئتين..
اتدفأ في البرد مازلت بقراءة الشعر ،وأنا أتذكر فيلم " باترسون "،الذي شاهدته في مهرجان " كان " 69 الفائت للأمريكي جيم جامروش. باترسون يحول الحياة المملة الكئيبة ،لسائق سيارة نقل عام في ولاية باترسون الامريكية ،الى قصيدة في مجد الحب، وروعة الحياة والشعر،تذّكر - حين تتكرس لقيمة وأهمية الشعر روحانيا في حياتنا- بأن من الأشياء الصغيرة العادية التافهة ،تصنع الأفلام الكبيرة، وأن " السينما " العظيمة ، لا تتحقق حقا، إلا عندما تكون " الكاميرا " - كما في هذا الفيلم لجيم جامروش - عينا ..في رأس شاعر.. 



الحصان الشارد

صلاح هاشم


نزهة الناقد . تأملات في سينما وعصر . كتاب جديد لصلاح هاشم

 يصدر قريبا

مولانا .. السينما في مصر حرق دم بقلم صلاح هاشم


مولانا .. السينما في مصر حرق دم


بقلم

صلاح هاشم

سألني البعض مارأيك في فيم " مولانا " لصديقك المخرج المصري الكبير مجدي أحمد علي - وكنت شاهدت الفيلم في عرض خاص قبل أن يشارك في ما بعد في مهرجان " دبي " ، فأجبت أني تعلمت من واقع تجربتي الكبيرة في النقد السينمائي أنه يستطيع المرء أن يغفر للفيلم ومخرجه إي شييء إلا :  أن لايكون في الفيلم أي سينما بالمرة -هذا الشييء الذي لاندري كنههه ،ويجعل الافلام التي نعجب بها ،وتشدنا اليها، تسحرنا في التو، وتصير عندما نشرع في الحديث عنها - تلك أعمال - أكبر منا، وليس في الفيلم اي شييء ولو أقل وأبسط القليل من ذلك . فهل أكون ياترى أجبت على تساؤلاتهم ؟.
إعلم ان الظروف الحالية التي تعيشها صناعة السينما التجارية في مصر، على يد التجار الحقراء ،وهيمنة الشركات الاحتكارية، على مستوى الانتاج والتوزيع السينمائيين، لاتسمح بأن يكون في الأفلام أية سينما بالمرة، وانما كلام وكلاب ومطاردات وخبط حلل بالكوم وحرق دم 
من انتاج بقر


الحصان الشارد
صلاح هاشم


نزهة الناقد. تأملات في سينما وعصر" المفكرة الشخصية للناقد المصري صلاح هاشم المقيم في باريس، تصدر في كتاب قريبا جدا..

السبت، يناير 14، 2017

يناير 2017 في باريس بقلم صلاح هاشم فقرة في نزهة الناقد


نزهة الناقد
تأملات في سينما وعصر
2017


 " يناير 2017 في باريس"

 بقلم


صلاح هاشم
 بريشة الفنان المصري الكبير جورج البهجوري


برد قطبي في باريس العاصمة الفرنسية ، مدينة النور التي تتعرض ومنذ اسبوعين لهجمة شرسة لـ " وباء الانفلونزا " الذي يشن حربا ضروسا على العباد ، في جميع أنحاء البلاد
 وتحذير " حكومي " من برد "فوق قطبي"، أشد وطأة ، اعتبارا من يوم الاثنين،واعالج حاليا من نزلة برد شعبية ،بسعال جاف حاد، وضيق تنفس ،والتهاب رئوي ،ولم اغادر- أنا الحصان الشارد - الفراش منذ اسبوعين، حتى اني صرت اتساءل، إن كانت صحتي المنهوبة، ستعود الي يوما. وأنا ألعن عدوي اللدود " البرد  في كل وقت "
 
الصورة المرفقة لقطة من فيلم " أول خطوة " لصلاح هاشم وثائقي قصير - 32 دقيقة - عن ميدان التحرير مسرح ثورة 25 يناير.2011 ، تعيشوا وتفتكروا.ترى متى تعود الى شعبنا المصري العظيم، بعد ان سرقوا أمواله، "روحه" المنهوبة ؟..
الحصان الشارد
صلاح هاشم مصطفى
كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس. فرنسا
كتاب " نزهة الناقد . تأملات في سينما وعصر " لصلاح هاشم يصدر قريبا في مصر

الأربعاء، يناير 11، 2017

السينما الوثائقية حول العالم بقلم صلاح هاشم في نزهة الناقد


جريدة القدس  خصصت صفحة كاملة للحديث عن كتاب صلاح هاشم
 

السينما الوثائقية حول العالم


بقلم

صلاح هاشم
 

هل "السينما العربية خارج الحدود" لصلاح هاشم هو أكثر من كتاب ؟ 
هنا قراءة للناقد د. عماد عبد الرازق، على صفحة كاملة في جريدة القدس العربي، تضع عينها على الأهمية القصوى للكتاب، كونه " كشف حساب " للسينما البديلة في أكثر من عشرين عاما ، و " متنا " ليس لكاتب وناقد مصري كبير، بل لمؤسسة سينمائية بأكملها
الجدير بالذكر ان الهيئة العامة للكتاب أصدرت طبعة ثانية لكتاب صلاح هاشم عام 2014 وهو متوافر حاليا بمكتباتها في وسط البلد وفي معرض الكتاب..
والصورة المرفقة لكتاب " السنما الوثائقية حول العالم " لصلاح هاشم تحت الطبع.

جريدة القدس التي تصدر في لندن خصصت صفحة كاملة للحديث عن كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لـ صلاح هاشم وقدمته على أنه عمل جبار ماكان يمكن أن يقوم به شخص بمفرده، بل مجموعة عمل لمؤسسة اعلامية كبيرة
 في حين كتب بعض النقاد المصريين - الكسالى ؟ -   ان الكتاب مجرد تجميع مقالات، وهذا مثال من الارهاب والتعتيم الفكرييين "اللذين تمارسهما عصابة النقد السينمائي في مصر ومن سار في ركبها من النقاد الـ" نص كم " ..حين توصم اي كتاب سينمائي جديد - هكذا فكرت أنا الحصان الشارد - بأنه مجرد " تجميع " لمقالات  للتعتيم طبعا على صاحبه
ولا تستحق الرد عليها وعلى عقمها وتفاهتها وجهلها ، إلا بـ " بصقة " أو " صفعة " أو " شخرة " كبيرة ..
لماذا ؟...
من منطلق ان اي نقد سينمائي أو ادبي أو فني يكتب وكما نتمثله ..هو عبارة عن " لوحة فنية " بديعة، ومن حقها بعد فترة من النشر والعرض.. ان توضع في " معرض " تتجمع داخله
 لتكشف عن منهج ورسالة ورؤية، ومن ثم تنطلق في الكتاب المعرض، وتصبح كائنا حيا وتصاحب القاريء في رحلاته. الاختلاف او الجدل لايثار فقط ولايكون إلا حول: طريقة ترتيب وتعليق وعرض تلك اللوحات البديعة في المعرض أو الكتاب المذكور ليس إلا، وبالتالي ضمان افضل عرض لكل لوحة ..
هكذا فكرت 


صلاح هاشم