الأربعاء، فبراير 19، 2020

الموسيقى العربية بين الديني والدنيوي تأثر وتأثير بقلم هالة نهرا في باب ( مختارات سينما إيزيس )




مختارات سينما إيزيس

الموسيقى العربية

بين الدينيّ والدنيويّ: تأثّرٌ وتأثير!

من التجويد والأذان وصولاً إلى الترانيم الكنسية.. كيف أثّرت الموسيقى الشرقية في موسيقتنا الدينية؟
بقلم

هالة نهرا
ناقدة موسيقية وكاتبة وشاعرة لبنانية


من المعلوم وجود تداخل وتفاعل بين الدينيّ والدنيويّ في الموسيقى العربية، وهذا يعني بطبيعة الحال تبادل التأثير والتأثّر. فالدينيّ يشمل القراءة الاحتفائية المنغَّمة للنصّ المُقدّس، أي التلاوة، والتراتيل، والأناشيد الدينية، والأشكال الطقوسية المنقادة للتنغيم (الذكر الصوفي مثلاً)، والتجويد القرآني، وابتهالات المدائح، والإنشاد، والموشّحات، والقصائد، إلخ. في الكثير من الأحيان تنهلُ الموسيقى الدينية بصورةٍ مُثيرة للانتباه من مَعِين الدنيويّ موسيقياً.
المشترك عندنا يكمن غالباً في الطبيعة المشرقية العربية للألحان والمقامات الهائلة الجميلة. في موسيقانا المشرقية العربية هناك أثرٌ قويّ للثقافة الموسيقية الفارسية (يتبدّى في تسمية مقام "راست" على سبيل المثال لا الحصر، وهي كلمة فارسية معناها "مستقيم"، ومقام الراست هو أوّل المقامات بالتراتبية المقامية في النظام الموسيقي العربي)، والموسيقى المصرية القُبطية، والتجويد، والموسيقى البيزنطية، والموسيقى السريانية.
يمكن أن نعثر على مقام "البيّاتي" مثلاً في "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم" و"باعتمادك يا رب في نهر الأردن" (موسيقى كنسية بيزنطية)، فيما يمكن الاستماع إلى مقامَيْ "الجهاركاه" و"الحجاز" من خلال تلاوات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد (1927-1988)، وغيره من قراء القرآن الكريم.
حتى يومنا هذا، لا تزال الكثير من الجوامع تصدح منها أصوات الآذان وفق مقامات متنوّعة كمقامي "الصبا" و"راست". في هذا الإطار هناك تنويعٌ في الاستعانة بمقامات متعدِّدة بحسب الزمان والمكان لكنّه أقل من ذي قبل مقارنةً بالماضي، حيث كان لكل توقيتٍ من الصلاة مقامٌ كما ينقل مشافهةً بعض علماء الموسيقى في العالم العربي، وللمقامات عمقها في معانيها وإحالاتها التعبيرية الدلالية وما تحضّ المتلقّي عليه (من فرح أو حزن، شجن، إلخ.).
هناك أيضاً تراتيل باللغة العربية نبضها مغايرٌ، تخضع للنظام التونالي الغربي Système tonal، وهذا مرتبط بحرية التلحين في فضاءٍ معيّن
في المقابل، هناك تراتيل تُبرز دمجاً موسيقياً (قد يكون مرتجلاً في الأداء والعزف) بين الغربيّ والشرقيّ أو المشرقيّ العربي، علماً بأنها تتحلّى غالباً بقوّة الجذب في مسامع الأجيال الجديدة على وجه الخصوص، لا سيما الإبداعية منها.
بعض الترانيم المسيحية الجديدة يمكنها أن تشبه الموسيقى العربية المعاصرة على صعيد التطعيم والتَّوْشِيَة والتلاقح النسبي الثقافي والحضاري. يتبدّى ذلك في ترنيمة "هلُّمي يا جميلتي" التي تكتسي جزئياً نفَساً شرقياً جلياً مع جنوحٍ إلى الغناء الحديث كما عند المرنّمة جومانة مدوّر.
أمّا السرياني التقليدي الأصيل، فيحتوي على الموسيقى المقامية كما في "قديشات آلوهو" حيث يتمظهر مقام "السيكاه".
يمكن لنا في هذا الإطار أن نستعين بحوارٍ أجرته الكاتبة مي منسّى مع الأب لويس الحاج - رحمه الله - الذي كان في مرحلةٍ معيّنة عميد كلّية الموسيقى في "جامعة الروح القدس – الكسليك"، ورئيس الاتّحاد العالمي للموسيقى المُقدَّسة، وقال الحاج حينها: "إنّ قسماً كبيراً من الألحان السريانية يعود إلى ما قبل المسيح، ويوازي بقِدَمه آثار صور وهي أعتق من بعلبك. صور في زمن اليونان كانت قيمتها الثقافية والفنّية منارة، والموسيقى والغناء والآلات الموسيقية كانت من ذلك الزمن. مار أفرام أخذ عمّا كان سائداً قبله (...)، وكل باحث في التراث لا بدّ له من أن يعزّز اللحن والأسلوب ومنطق اللحن. إذا تغيّر المنطق تغيّرت اللغة"
وفي حوارٍ آخر مع الراحل وليد غلمية الذي ترأّس "المعهد الوطني العالي للموسيقى" في لبنان، قال صاحب سمفونية "القادسية": "هناك الحضارة التي جاءت بعد بابل وآشور بالإضافة إلى الحضارات السريانية والآشورية. فكلّها حضارات لـم تمت، إذ أنها كانت موجودة في المشرق العربي ولها أهمّيتها وتأثيرها وتجذّراتها. وعندما ظهر السيّد المسيح، تكلّم الآرامية. بلادنا المشرقية عرفت عبادة الإله «مرقود» التي كانت تحدّث مع مهرجاناتٍ احتفالية تخلّلتها الموسيقى. خلاصة القول إنه كانت حضارات قديمة، جاء الإسلام فتركها وامتصّ أفضل ما فيها وصهره في شخصيّته ومفاهيمه، ومن ثم ظهرت الحضارة العربية التي تحتضن المسلم والمسيحي والعبراني".


وهنا قد يكون من المفيد أيضاً الإشارة إلى أنّ برديصان (وهو شاعر وكاتب لُقّب بـ"فيلسوف الآراميين"، عاش من العام 154 حتى 222) "قبل مار أفرام بدأ بتركيب الأشعار الدينية على الألحان الشعبية لأنه رأى الناس الموجودين في منطقة الرها، وهي موجودة في تركيا حالياً، يحبّون الموسيقى والغناء والأشعار"، فسعى إلى استمالتهم وجذبهم.
مار أفرام، الذي ولِدَ عام 306م، لجأ أيضاً إلى الطريقة نفسها واستعمل سلاحه، فأخذ الألحان الشعبية وركّب الأشعار والمواعِظ والنثر على ألحان كانت موجودة وقتذاك.
وقد انتقلت ألحان "الأفراميات" عبر التوارث الشفهي وما وصل إلى الناس لاحقاً هو التقليد، لكن رغم ذلك بقي هذا النوع من الالحان يرَتَّل في الكنيسة، وأثّرت على "القرّادة" والموشّح البلدي و"المْعَنَّى"، وهي الأنماط اللبنانية الموجودة في الجبل خصوصاً.
ونستطيع أن نقول إنّ تراكيبها الشعرية وألحانها فيها تأثيرات سريانية من مار أفرام. حيث النغم قريب جداً من الألحان الشعبية التراثية الفولكلورية
هكذا نرى راهناً جزئياً وبإقتطاع، وفي إضاءاتٍ تاريخية سريعة نُبرزها مثالاً ههنا، كيفية تجلّي تشابُك الدينيّ والدنيويّ في الموسيقى اللبنانية والمشرقية العربية ومدى الترابط بينهما على مستوى المادّة الجوهرية. إنّ موسيقانا التي تتدثّر بالسماويّ والأرضيّ تجمع بينهما في إطار القرابة والتوأمة والازدواج الطبيعي.

عن موقع ( الميادين نت )

الثلاثاء، فبراير 18، 2020

حوار مع الكاتب و الناقد الكبير صلاح هاشم بمناسبة تكريمه في الدورة 46 لـ ( جمعية الفيلم ).أجرى الحوار الناقد حسام حافظ



بمناسبة تكريمه في الدورة 46 لجمعية الفيلم
حوارمع الكاتب والناقد الكبيرصلاح هاشم
الكاتب والناقد الكبير صلاح هاشم

أجري الحوار الناقد حسام حافظ


1.من واقع خبرتك الطويلة وعلاقتك الخاصة بالسينما ..
ماهى رؤيتك لدور السينما فى العالم بشكل عام وفى مصر بشكل خاص ؟

السينما المصرية و" مدرسة الحياة"


-      +- أعتبر أن السينما"  فكر" أولا، وعليه فإن دور السينما في العالم،بشكل عام هي أن تكون كما يقول المخرج والمفكر السينمائي الفرنسي جان لوك جودار " أداة تفكير وتأمل "  في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الإ‘نسانية، ودور السينما في مصر، أن تطرح من خلال أفلامها " صورة تشبهنا " لتقوي فينا حس الانتماء، الى حضارة ، و وطن. غير أن الصورة التي تطرحها السينما المصرية حاليا،هي أبعد ماتكون عن " الفكر"، كما انها لاتطرح من خلال أفلامها هما، أو مشروعا، أو قضية، ولايتحقق في أفلامها، شرط " السينما "،أي " الجودة " الفنية، بل متطلبات السوق التجارية الإستهلاكية ،ولذا فقدت للأسف ، خلال الثلاثين عاما الماضية، دورها الريادي الطليعي كـ " مدرسة للحياة "..

2.ماهى المعايير التى تحكم عملك كمخرج للأفلام الوثائقية ..

ممارسة الحرية في أرقى أشكالها



*- لا التزم في عملي كمخرج للأفلام الوثائقية بأي معايير،غير ممارسة" الحرية"، في أرقي أشكالها، فلا يوجد لأفلامي سيناريوهات مكتوبة مثلا، بل تتطور" معالجة" القضية، أو الفكرة التي يعتمد عليها الفيلم أثناء تصوير الفيلم ذاته، كما إني أسمح لافلامي بقدر كبير من" الارتجال" الذي يعتبر أحد أهم العتاصر المكونة لـ " موسيقى الجاز"،لكي تصبح بنت وقتها وزمنها، وتوثيقا لتاريخنا وذاكرتنا في اللحظة التي تصنع فيها الأفلام، ولا أحب أن يكون في هذه الأفلام  " معلق" أو راو ، من خارج الفيلم، بل اترك للمتفرج المشاركة في صنع الفيلم، من خلال التساؤلات التي يطرحها على نفسه، في لحظات الصمت –  حيث تصنع السينما بين لقطة ولقطة ومشهد ومشهد، ،كما اني أحب " الغموض " في أفلامي ، وأكره   أن تكون " واضحة " و "مباشرة " مثل الريبورتاجات التليفزيونية الدعائية القاصرة، بل أجعلها تحتمل أكثر من " تأويل " وتمنح المتفرج لا مايريده، بل مالا يعرف.. أنه يريده .. ..

3.لك تجربة كبيرة فى كتابة النقد السينمائى ..
هل تستطيع تقديم خلاصة خبرتك للنقاد الشباب ؟


النقد السينمائي " إبداع " خالص

+- لا أستطيع.إنها " تجربة " و " مغامرة " حياة  كاملة. أستطيع أن أقول فقط أن النقد السينمائي عندي هو " إبداع " مثل كتابة القصة القصيرة،ومحاولة لخلق" عمل فني إبداعي، مواز للفيلم ،أو "معادل موضوعي" للفيلم، وأحيانا يتوهج النقد، من خلال " نفس " الناقد ، روحه، وثقافته،  وبصمته، فيتجاوزالمقال النقدي الفيلم ذاته، ويصبح عملا ابداعيا مستقلا. ومعظم مخرجي " الموجة الجديدة " في فرنسا في أواخر الخمسينيات، مثل فرانسوا تروفو، وجان لوك جودار، وإيريك رومر وغيرهم ، كتبوا أولا في النقد السينمائي، في مجلة " كراسات السينما " الشهيرة في فترة الخمسينيات، قبل أن يخرجوا أفلامهم. ترى من يريد للنقد أن يصبح تابعا، غير تجار السوق الحقراء ؟

4.لماذا قمت بتأسيس موقع سينما ايزيس ومهرجان جاز وأفلام
.. حدثنا عن دوافع اتخاذ القرارين ؟


( سينما إيزيس) ومهرجان ( جاز وأفلام. جسر الى إفريقيا  )  لماذا ؟

قمت بتأسيس موقع" سينما إيزيس"في باريس عام 2005  ليكون جسرا يربط بين ثقافة السينما في مصر، وثقافة الفيلم في فرنسا، بلد السينما الأول في العالم بلا جدال، والمنفتح أكثر من أي بلد آخر- هنا حيث ولدت السينما مع الشقيقين لوميير - على كل ثقافات الفيلم في القارات الخمس .كما أنشأت مهرجان ( جاز وأفلام . جسر الى افريقيا ) عام 2015 للانفتاح من خلال (موسيقى الجاز) الإمريكية النشأة الإفريقية الجذور، على ثقافات وحضارات وموسيقا القارة السمراء، والإشتغال من خلال المهرجان على تعزيز " البعد الافريقي " في الشخصية المصرية..

5.شخصيات كثيرة أثرت فى حياتك ..
رجاء توجيه رسائل الى : طه حسين – أحمد الحضرى – نيكوس كازانزاكيس
جوريس ايفانز – مايكل مور – يحيى خليل .

+- آسف لا أستطيع..فكل واحد من هؤلاء، له عندي قصة ورواية، لايمكن أن تلخص هنا في سطور.



فيلم ( يوم وليلة ): الفقر والفساد وجهان لعملة إسمها التطرف بقلم مجدي الطيب في باب مختارات سينما إيزيس

خالد النبوي في لقطة من الفيلم

فيلم « يوم وليلة» .. الفقر والفساد وجهان لعملة اسمها التطرف !
بقلم
 
مجدي الطيب

• المخرج أيمن مكرم أظهر براعة في إدارة الممثلين وتوظيف الأغاني .. وخالد النبوي قبل التحدي .. ونجح
• السيناريو نسي قضية ذوى الاحتياجات الخاصة ومر عليها مرور الكرام

***

إدارة الممثل فن انقسم حوله المخرجون أنفسهم؛ فمنهم من يرى أن سيطرة المخرج على الممثل، حتى لو جعله نسخة منه، منتهى النجاح، بينما يرى آخرون أن «التمثيل مسئولية كل ممثل». أما المخرج أيمن مكرم، فهو واحد من المخرجين، الذين يمتلكون قدرة كبيرة على تغيير شكل الممثل، وتوظيف موهبته، وقدراته، بالصورة التي تجعله مختلفاً؛ مثلما فعل مع أحمد عيد في فيلم «خليك في حالك» ومي عز الدين في فيلم «شيكا مارا»، ويفعله، مجدداً، مع خالد النبوي في فيلم «يوم وليلة» .
كثرت الاقاويل، والتكهنات، والمقارنات، حول المأزق، الذي وضع خالد النبوي نفسه فيه؛ بموافقته على تجسيد شخصية أمين الشرطة، بعدما أغلق الراحل خالد صالح الباب تماماً، في وجه كل من يفكر في أداء هذه الشخصية، بعد أدائه العبقري لها في فيلم «هي فوضى»، لكن خالد النبوي، بحماسة، ودعم، وقناعة من المخرج أيمن مكرم، ونص يحمل رؤية مختلفة للكاتب يحيى فكري، قبل التحدي، وقدم شخصية الأمين «منصور»، بشكل مغاير؛ إذ يبدو وكأنه صاحب وجهين، أو مُصاب بازدواج الشخصية؛ فهو ابن السيدة زينب : الجدع، الشهم، المتواضع، المحبوب من أهل حارته الشعبية، والخادم المخلص لهم، بينما هو، في القسم، طاغية، مُسيطر، بيده مقاليد الأمور، وممسكاً بكل الخيوط، في تناقض إنساني طبيعي للغاية؛ فهو بشر من لحم ودم، لديه ما يوجعه، ويؤرقه، ويُنغص عليه حياته؛ فالزوجة رحلت، تاركة الطفلة «فرح» (ميرنا ياسر)، التي تنتمي إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، ويقتضي تعليمها الخاص مصاريف باهظة لا قبل له بها، ويعيش مع أمه (أحلام الجريتلي)، العاجزة عن فهم الطبيعة الخاصة لمرض طفلته، وتعاملها بغلظة، وقسوة، وشقيقته طالبة المعهد المتوسط !
توظيف الأغاني .. والنقد الاجتماعي
مزية أخرى تُضاف إلى رصيد المخرج أيمن مكرم، في فيلم «يوم وليلة»، تمثلت في التوظيف الأخاذ للأغاني؛ منذ الاستهلالة الرائعة لفرقة «أوسكاريزما»، وهي تعزف موسيقى أغنية "الفشار" Pop Corn، التي كتبها جيرشون كينجسلي، واشتهرت فرقة Hot Butter بتقديمها، في مطلع السبعينيات، و«منصور»، وهو يبدأ يومه، مُقبلاً على حياة يُحبها، ومندمجاً مع وردة، وهي تغني :«أنا لما صحيت على حبك .. وشفت الدنيا من عندك»، ثم غناء الممرضة «ميرفت» (دُرة)، أثناء مرور «منصور»، تحت نافذة شقتها المتواضعة، «ماتقولش أمين شرطة اسم الله»، بينما لا يمكن تجاهل أغنية «بانوا بانوا»، لسعاد حسني، التي تحمل الكثير من الإسفاطات !
هنا نتوقف، أيضاً، عند المؤلف يحيي فكري، الذي يستعرض أبطاله، حسب ظهور الشخصيات، وبينما يوحي وكأنه يمر عليها مرور الكرام، فإنه لا يهمشها، مطلقاً، وإنما يوفيها حقها بالكامل؛ فالممرضة «ميرفت»، مُطلقة، لديها طفلان، وتعيش مع شقيقها «عبد الله» (إسماعيل جمال)، لكن زوجته (جيهان أنور) لا تطيقها، و«محمود / حودة» (أحمد الفيشاوي)، عاطل، يعمل، ومعه «مصطفى» (أوتاكا)، لحساب البلطجي «بجاتي» (خالد سرحان)، أما «ايريني» (حنان مطاوع)، فهي الموظفة المسيحية، التي هجرها زوجها، وتفرغت لرعاية أمها، في حين أن شقيقها «ميشيل» (فاضل الجارحي)، مشغول بنفسه، ودروسه الخصوصية، وشقيقها الآخر «بيتر» (محمد قضا)، يحب المسلمة المحجبة «وفاء» (سلمى صبري)، زميلته في المعهد، والشقيقة الصغرى لأمين الشرطة، لكن المؤلف أفرط كثيراً في الاستعانة بالشخوص، التي أراد من خلالها، تناول العديد من القضايا الاجتماعية، والاقتصادية، بنظرة نقدية رصينة؛ فمن خلال «منصور» انتقد التعليم الحكومي والخاص، وانحراف، وتسيب، بعض أفراد الجهاز الأمني، وعبر «إيريني» فضح تدهور حال مستشفيات التأمين الصحي، وفشل الكنيسة في وضع حل لمشاكل الهجر والانفصال، كبديل للطلاق المحرم، ومن خلال الشاب «مجدي» (محمد عادل)، عرى «البيروقراطية»، والرشاوى الحكومية، ومن خلال «محمود» تناول ظاهرة التحرش، والبلطجة كسبيل للتخلص من البطالة، والفقر. أما «بجاتي» فهو رمز البلطجية المُقننة، بينما تعكس المذيعة (هاجر عفيفي)، حجم ما وصل إليه الإعلام من فساد وإنحطاط، والنائب «رضوان» (سامي مغاوري)، من تنامي ظاهرة التوريث، بينما تؤكد القوادة «محاسن» (زينة منصور)، تفشي ظاهرة الدعارة، وتوحشها، والمدرس السلفي «عبد السلام» (محمد جمعة)، والحب المستحيل بين المسيحي «بيتر» والمسلمة «وفاء»، مدى ما وصل إليه المجتمع من تطرف ديني، وطائفية !
كل هذه الأحداث، والقضايا، أوجزها الفيلم في «يوم وليلة»، انتهيا بالليلة الكبيرة لمولد السيدة زينب، ما أثقل كاهل الفيلم (مونتاج سالم درباس)، وكان سبباً في تهميش قضية الطفلة المعاقة، رغم أهميتها، والمرور بشكل متعجل على قضايا التطرف، والدعارة، والهجرة من الوطن، و«تكنيك»، وخبايا العمل الامني (كومندان الزنزانة «فرج» (حمزة العيلي) مرشد للأمين)، ورجل الدين المسيحي، الذي يرى نفسه «ظل الله في الأرض»، والتعليم، الذي تعرض لغزو السلفيين، والمتطرفين؛ ممن يلجأوا إلى تحطيم الكوب الزجاجي، لأن مسيحية شربت فيه، ويلعنوا الله لأنه جمعهم ومدرس مسيحي في حجرة واحدة !
الليلة الكبيرة
ربما باستثناء الإنقلابة غير المبررة، وثورة الأمين «منصور»، على أهل الحارة، التي لم يتم التمهيد لها، عقب محاولة اغتصاب ابنته المعاقة، في مشهد عبثي آخر، والعنصرية الفجة في مشهد «بجاتي» و«أوتاكا»، حين يخاطبه قائلاً : «لسه بتحشش يا أسود !»، والمونولوجات الطويلة ( ميرفت ومحمود ثم إيريني في سيارة الأسعاف)، والشخصيات العالة، التي لم يتم تعميقها بالشكل الكاف (المهندس «شريف» (علي شوقي) وزوجته «علياء» (فدوى عابد)، المشرف الزراعي «مجدي» (محمد عادل)، المرشد «فرج» (حمزة العيلي)، «محروس» (شادي أسعد)، و«بجاتي»، الذي أدار أعمال البلطجة من المقهى)، نجح خالد النبوي في الاهتمام بتفاصيل الشخصية، وامتلك زمامها، بشاربه الكث، وهيئته المهيبة، وانفعالاته وردود أفعاله، المحسوبة بدقة، كما جاءت لمسات، وإضافات، الستايلست ميساء عارف، لتُضفي الكثير من العمق الشكلي على الشخصية، وفي حين اتسم الحوار بالواقعية (الذراع الأيمن للبلطجي يخاطبه : «أنا بتاعك ومرسوم على دراعك» وكذلك مواجهة العاهرة وأمين الشرطة)، يتميز تصويرZbigniew Rybczynski ، في تسجيل وقائع ليلة المولد، وبانوراما القاهرة القديمة، وإن أفرط المخرج في الالتجاء إلى اللقطات المقربة جداً بغير هدف، وسارع بالتعجيل بالنهاية السعيدة، وكأنه استهدف لملمة الأحداث !

إنطلاقة مهرجان عمّان السينمائي الدولي للفيلم الأول في 13 إبريل 2020


إنطلاقة مهرجان عمّان السينمائي الدولي
 للفيلم الأول في 13 إبريل2020



كشف مهرجان عمّان السينمائي الدولي للفيلم الأول عن تصميم جائزة المهرجان ”السوسنة السوداء“ التي ستُمنح لصناع الأفلام الفائزين وهي من تصميم رائد الفن التشكيلي الأردني مهنا الدرة، كما كشف عن ملصق المهرجان لهذه الدورة الافتتاحية التي ستُعقد من ١٣-١٨ نيسان (أبريل) القادم؛ حيث تظهر السوسنة السوداء فوق بكرة الأفلام، وفي الخلفية تلوح سماء عمّان في تشكيلة تجمع كل العناصر التي يسعى المهرجان لإبرازها من خلال رمزية السوسنة السوداء للإلهام الإبداعي والإيمان بغدّ أفضل في مدينة عمّان كحاضنة للمواهب العربية الصاعدة في صناعة الأفلام. أما اللون الأرجواني المهيمن على الملصق، والذي يجمع بين سكون الأزرق وعنفوان الأحمر، فهو يمثل هنا القوة والأناقة والإبداع والطموح.
مهنّا الدُرة هو رائد حركة الفن التشكيلي في الأردن إذ أنه أول من قدم الفن التكعيبي والتجريدي على الصعيد المحلي وأول أردني تلقى تعليماً أكاديمياً في مجال الفن، حيث تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1958. وكان أيضاً أول من أسس قسما للفنون الجميلة في دائرة الثقافة والفنون في عمّان كما أسس معهد الفنون الجميلة في عام 1970. وقد عُرضت أعماله في شتى أنحاء العالم مثل واشنطن وموسكو وسانت بطرسبورج ولندن وروما وفيينا والعديد من العواصم العربية، كما يُعدّ أول من مهد الطريق لمبدعي المشهد الفني التشكيلي الأردني، يترك بصمته من جديد في مهرجان عمّان السينمائي الدولي-أول فيلم، الذي يركز على الإبداعات الأولى في مجال صناعة الأفلام. وقام الدُرة بتصميم منحوتة السوسنة السوداء مصنوعة من البرونز، وهي زهرة الأردن الوطنية ويوازي شكلها الفريد تعقيد العملية الإبداعية والإلهام الذي يدخل في صناعة الأفلام. وقال الدرة في هذا الصدد: "راعيت في تصميم الرمز الابتعاد عن الواقع الفوتوغرافي، بل اللجوء الى التبسيط الزخرفي الذي يقود الناظر إلى عالم من السمو وذلك دون فقدان أي من الديناميكية أو الحركة والحيوية اللازمة للتعبير عن السوسنة التي تتألق بجمالها في ربوع الأردن".

إنطلاقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في 12 مارس 2020


إنطلاقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
 في 12 مارس2020
"أوليفر ستون" رئيس لجنة تحكيم
المسابقة الرسمية




أعلن المخرج السعودي محمود صبّاغ، مدير مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي سينطلق في الفترة من 12 إلى 21 مارس 2020، ومديره الفني حسين كرمبو، في مؤتمر صحافي أُقيم اليوم في بيت قابل بجدة، بالمملكة العربية السعودية، أن قائمة الأفلام الـ107 المشاركة في البرنامج الرسمي للمهرجان، تضم أفلاماً روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، بما فيها 16 فيلماً في المسابقة الرئيسية، و7 أفلام خارج المسابقة، و15 فيلماً في برنامج العروض الكلاسيكية، و3 أفلام في برنامج أجيال، 5 أفلام تفاعلية تشمل تجارب الواقع الافتراضي، 11 فيلماً في سينما السعودية الجديدة، 13 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة، 23 فيلماً في برنامج مخصص لأفضل إنتاجات العام، 17 فيلماً تجريبياً، ومشروع إنتاجي خاص يضم خمسة أفلام قصيرة لمخرجات سعوديات، وأن المخرج العالمي أوليفر ستون، الحاصل على ثلاث جوائز أوسكار، سيترأس لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية، التي تضم أفلاماً تفتح الباب على العالم الذي نعيشه، بما فيه من تحديات وآمال، فيما تبرز فيها قضايا حقوق المرأة، ومشكلة العنف الأسري، وقضايا الهجرة، والأقليات المهمّشة. وتشارك في المسابقة أفلام من السعودية، لبنان، مصر، نيجيريا، أنغولا، منغوليا، الصين، الفلبين، بنغلاديش، الهند، كوسوفو، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، الولايات المتحدة، البرازيل، وكولومبيا. وأكّد محمود صبّاغ عن فخره بمستوى الأعمال المشاركة التي تتناول قضايا اجتماعية ملحّة، وأضاف ”نسعى في هذا البرنامج الى تعزيز قيم التنوع، والاختلاف، خصوصاً فيما يتعلق بإشراك المرأة وتمثيلها في الفضاء العام، في سعينا الدؤوب نحو مجتمعات أكثر تفهماً وانفتاحاً، وبالإضافة إلى عروض الأفلام، يستضيف المهرجان سلسلة من الندوات والمحاضرات السينمائية التي تهدف إلى تعزيز الوعي وتنويع الذائقة السينمائية، وتشجيع وإلهام الجيل الجديد من المبدعين، وذلك بمشاركة نخبة من روّاد السينما العرب والعالميين، بما فيهم خيري بشارة، يسري نصر الله، سبايك لي، ويليام فريدكن، وأبيل فيرارا.
من ناحية أخرى، يستكشف المهرجان نبض الجيل الجديد من المواهب العربية في باقة من الأفلام القصيرة التي تم اختيارها بعناية لتعكس روح السينما العربية المعاصرة. وتركّز مسابقة الأفلام القصيرة على التنويع والابتكار، وتخلق مساحة للتفاعل مع كل ما هو جديد، والاقتراب من المبدعين. وعلى النحو ذاته، تم الكشف عن برنامج ”سينما السعودية الجديدة“ كمنصة لتقديم المواهب الجديدة التي ترسم ملامح المشهد السينمائي في السعودية، وتستعد للانطلاق بأعمالها إلى العالم. منها مشروع إنتاجي خاص بالتعاون مع شركة سيني بويتيكس، يضم خمسة أفلام قصيرة لمخرجات سعوديات هنّ: هند الفهّاد، جواهر العامري، نور الأمير، سارة مسفر، وفاطمة البنوي، فيما قامت السينمائية الفلسطينية الحاصلة على عدة جوائز سهى عرّاف بالإشراف العام على تطوير السيناريوهات. ويمكن لزوّار المهرجان الاستمتاع بعروض مرئية خاصة تقام في جدة التاريخية ضمن برنامج السينما التفاعلية، حيث يكتسي متحف "باب البنط" بتقنيات وعروض مثيرة، تكسر قوالب السرد النمطي، وتنطلق بالسينما إلى أبعاد جديدة، بما في ذلك تجربة صوتية فريدة من نوعها، وعروض مجسّمة ثلاثية الأبعاد، وتجارب ثنائية، وغيرها. وسيتم تنظيم محاضرة خاصة حول أفلام الواقع الافتراضي والفنون التفاعلية بمشاركة فيشال دار، جون روس، نيك كولر، وويستون ريو مورجان، كما تم الكشف عن مسرح الكورال الذي تم تشييده خصيصاً لهذه المناسبة ويتّسع لـ1200 متفرّج. ويقع المجمع المبني حديثاً على ضفاف بحيرة الأربعين التاريخية، ويضمّ ثلاث صالات أخرى بـ 120 مقعداً لكلٍ منها، ورابعة تضم 240 مقعداً.
جدير بالذكر أن المهرجان يستضيف، بالتعاون مع السينماتيك الفرنسي، معرض ”فيلّيني يحلم ببيكاسو“، وهو معرض تم تكّريسه للاحتفاء باثنين من أهم مبدعي القرن العشرين، الرسّام بابلو بيكاسو والمخرج فيدريكو فيلّيني. ويأتي المعرض في الذكرى المئوية لولادة أحد أهم المخرجين على الإطلاق، وكيف استوحى بعض إبداعاته من لوحات بيكاسو الذي كان يزوره في المنام، كما يقيم المهرجان في 13 مارس عرضاً خاصاً لفيلم ”مالكوم إكس“ لسبايك لي الذي صوّر بعض مشاهده في مكة. وسيتم عرض فيلم يوسف شاهين ”الاختيار“ الذي تم ترميمه من قبل مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي. إضافة إلى تنظيم سلسلة حوارات تخصصية بعنوان ”وجهات نظر“، حول واقع السينما وقضاياها، بما في ذلك التحريك، السينما السعودية المستقلة، السينما العربية الدولية، آفاق الإنتاج السعودي الأوروبي المشترك، ومستقبل الإنتاج العربي.
واختتم محمود صبّاغ المؤتمر بقوله ”بذلنا الكثير من الجهد لتقديم أفلام تمثّل حالة الحراك السينمائي السعودي، وتشجّع على الانفتاح الثقافي والتبادل الفكري، فنحن لا نسعى لتصدير إبداعاتنا فحسب، ولكننا حريصون أيضاً على عرض وجهات نظر وأفكار جديدة ومغايرة.“
يُذكر أن المهرجان سيقوم بتوزيع جوائز نقدية تصل إلى 250 ألف دولار ضمن المسابقة الرسمية ومسابقة الفيلم القصير، حيث يحصل أفضل فيلم طويل على جائزة اليُسر الذهبي و 100 ألف دولار، وأفضل مخرج على جائزة اليُسر الفضي و 50 ألف دولار. كما يتم منح جائزة اليُسر الفضي لأفضل سيناريو، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة أفضل مساهمة سينمائية. ويحصل الفيلم الفائز بجائزة الجمهور على مبلغ 50 ألف دولار. وأخيراً يمنح أفضل فيلم قصير جائزة اليُسر الذهبي، و 50 ألف دولار يتم تخصيصها لإنتاج الفيلم القادم، إضافة إلى برنامج إقامة فنية لمدة خمسة أشهر في جدة التاريخية.

السبت، فبراير 15، 2020

أيام لها تاريخ : الثلاثاء 30 ديسمبر 2019 " الحصان الأبيض " في مختبر السرديات بمكتبة الأسكندرية.



" الحصان الأبيض " في مختبر السرديات بمكتبة الأسكندرية

كتب _  حسام أبو العلا
ينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية فى يوم الثلاثاء 3 من ديسمبر الساعة السابعة مساء بقاعة (C) ندوة لمناقشة المجموعة القصصية “الحصان الأبيض” للأديب صلاح هاشم. يناقشها الناقدان د.ندى يسري ود.محمد مخيمر. ويدير اللقاء الأديب منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.
يذكر أن صلاح هاشم مصطفى ، كاتب وناقد ومخرج سينمائي مصري مقيم في العاصمة الفرنسية باريس ، ومن مواليد 12 نوفمبر 1946 حي” قلعة الكبش”  السيدة زينب بالقاهرة .
تخرج في كلية الآداب “قسم انجليزي” جامعة القاهرة عام 1969. نشرت قصصه ودراساته وترجماته قبل سفره الى الخارج  1970 في مجلات ” الكاتب” و”السينما ” و”روز اليوسف ” و”الأدب ” و”سنابل ” وجريدة “المساء” وأذيع بعضها من إذاعة البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي حاليا) .
سافر الى أوروبا للدراسة عام 1970 درس السينما، وموسيقى الجاز، والأدب الأفروأمريكي في”جامعة فانسان” الشهيرة في باريس ( جامعة”باريس 8″حاليا ) وعمل كمساعد مخرج في التليفزيون الفرنسي ، ومدير مسرح ” المدينة الجامعية”-  THEATREDE LA CITE UIVERSITAIRE في باريس، ومترجما، وتنقل في عدد كبير من المهن والأعمال، قبل أن يلتحق للعمل كصحفي في مجلة ” الوطن العربي ” أول مجلة عربية- لبنانية- مهاجرة الى باريس في بداية الثمانينيات.
كتب من باريس للعديد من الصحف والمجلات والمواقع المصرية والعربية مثل : الأهرام الدولي. المنار. الكلمة. الخليج. الشام.القبس. الدستور. الحياة. الدوحة.المجلة( لندن ).صباح الخير. الشرق الأوسط. الفيلم. إيلاف. زهرة الخليج. نهضة مصر. القدس العربي. المنار. المجلة العربية. القاهرة ..وغيرها.. ومدير تحرير ثم رئيس تحرير مجلة ” الفيديو العربي ” الشهرية التي كانت تصدر من لندن في فترة الثمانينيات..

مؤلفات وكتب:
” الحصان الأبيض”. مجموعة قصص قصيرة . صدرت عن “دارالثقافة الجديدة” في مصر في اكتوبرعام 1976. حصلت على الجائزة الثانية في القصة القصيرة في أول مؤتمر للأدباء الشبان في مصر عام 1969.نوقشت قصص المجموعة بحضور المؤلف  وقبل سفره الى الخارج في “البرنامج الثاني “- البرنامج الثقافي الآن – بالإذاعةالمصرية، بمشاركة د.صبري حافظ ود. عبد الغفار مكاوي والروائي بهاء طاهر.
 ” الحصان الأبيض ” طبعة ثانية. صدرت عن دار إيزيس للفنون والنشر عام 2017..
” الوطن الآخر. سندباديات في شوارع أوروبا الخلفية مع المهاجرين العرب” . صدرفي 3 أجزاء عن “دارالآفاق الجديدة” في بيروت. لبنان عام 1981..
” السينما العربية المستقلة . أفلام عكس التيار ” الصادرعن مهرجان السينماالعربيةالمستقلة . الدوحة . قطر عام 2001..
” السينما العربية خارج الحدود ” الصادر عن المركز القومي للسينما في مصر عام 1999.
” السينما العربية خارج الحدود ” – طبعة ثانية – الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 2014..
” تخليص الإبريز في سينماباريز.” صدرعن ” العلاقات الثقافية الخارجية “. وزارة الثقافة. مصر.عام 2004..
” الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية ” .صدر عن المركز القومي للسينما في مصر..
” مغامرة السينما الوثائقية . تجارب ودروس “.الصادر عن المركز القومي للسينما في مصر عام2017.
” كرسي العرش . حكايات من قلعة الكبش.”الصادر عن دار نشر ميريت عام  2002..
” موسيقى الجاز ” الصادر عن دار نشر مركز الحضارة العربية عام 2019
” جاز وأفلام . سينما السود في أمريكا ” الصادر عن المركز القومي للسينما . مهرجان الاسماعيلية الدورة 20 عام 2019
عن موقع ( دار المعارف) بتاريخ 30 نوفمبر 2019



الخميس، فبراير 13، 2020

سندباد جيل بقلم صلاح هاشم.فقرة في " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس" لصلاح هاشم

تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس "
فقرة جديدة بعنوان
( سندباد جيل )
بقلم
صلاح هاشم
صورة لها تاريخ ياكازانتزاكيس لـ ( الأشقاء الشجعان ) محمد السيد ويسري حسين والحصان الشارد ) - والأشقاء الشجعانALL THE BROTHERS WERE VALIANT أسم فيلم من هوليوود من فترة الخمسينيات
بطولة ستيوارات جرنجر وروبرت تايلور شاهدته وأنا في السادسة من عمري ولم أعد أتذكر إسم مخرجه في (سينما إيزيس ) بالسيدة.
صورة التقطها لنا نادل المقهى " ياسر "في مقهى " ليالينا " في وسط البلد بحي التوفيقية في مصر القاهرة، على مقربة من الجراند أوتيل مع أخي صديقي وحبيبي محمد السيد "الرجل الكامير" من كندا، والكاتب المصري والحكاء الكبير يسري حسين ابن حتتي من السيدة زينب حينا العريق
والذي يعيش في لندن، ومن أعز وألطف الأصدقاء الذي التقيت بهم في حياتي، وكان شرفني بحضوره العرض الأول لفيلمي الوثائقي الطويل " البحث عن رفاعة " في جامعة لندن يوم 5 يونيو 2008 وكتب عنه مقالا رائعا.
محمد السيد يا كازانتزاكيس زميل رحلتي الى أوروبا بطريق الاوتوستوب في اغسطس 1970الذي وثق لرحلتنامن عند أثينا مرورا بثالونيكي شمال اليونان وعبر شاطيء البحر الادرياتيكي من عند سبليت ودوبروفنيك في يوغوسلافيا وحتى فينيسيا في ايطاليا ثم ليون في فرنسا

ويمكن أن يكون لأي إنسان أجمل صديق له في العالم فهو عصير طيبة وشقاوة وكرم في قلب من ذهب
أما صديقي الآخر في الصورة الأستاذ يسري حسين فهو كاتب وصحفي لانظير له في حبه لوطنه مصر وقاهرتنا التي كانت تقارن في جمالها وحسنها بباريس وتتفوق عليها بشمسها الذهب، و هو من حينا العريق السيدة زينب،
وفي وقت كان محمد السيد يوثق فيه لرحلتنا بكاميرته ، كان يسري حسين يوثق لصورة اللقاء بقلمه فيكتب : "هذا اللقاء أبهجني جدا في حضور الفنان صلاح هاشم والأستاذ محمد احمد ،وهو محبة وشغف بالكون والحياة ،واستمعنا لحكايات جميلة عن شباب مغامر انبهر بجمال العالم وذهب يبحث عن أسراره ،لكن الوطن يبرق في القلب والمشاعر ،وقد انغمست في جمال الحكايات ومحبة اللقاء ذاته ،وصلاح هاشم سندباد جيلنا الذي خرج مثلي من السيدة زينب بحثا عن فن وجمال وصعلكة في المتاحف ودور السينما ولم ينس سينما ايزيس الذي تربى فيها مثلي تماما وشيًد لموقع يحمل أسمها حتى تظل في الذاكرة ،والشكر لصلاح الذي جمعنا مع فنان آخر مسكونا بالحكايات والسفر واكتشاف الكون الجميل ،كان اللقاء لحظة نادرة مع شخصين لهما وهج الذاكرة وخبرات في رحلة الحياة تستحق الأستماع اليها وقد سجل الأستاذ محمد على شريط الذاكرة لقطات من سبحاته في مياه حضارة الغرب ،فما اجمل اللقاء مع بشر يملكون وهج الحكايات وحب الترحال ولذة الأكتشاف العظيمة .) هكذا كتب الأستاذ يسري حسين معلقا على صورة اللقاء، فكتبت تعليقا على صورة اللقاء قلت فيها ياكازانتزاكيس "..
نيكوس كازانتزاكيس ابن كريت الكاتب والشاعر والمترجم والروائي اليوناني الكبير
أشكرك صديقي الحبيب الكاتب والناقد الاستاذ والصحافي المخضرم يسري حسين على كلمتك الجميلة وحبك وتقديرك ووصفك لي كـ ( سندباد جيل ) .لقد كانت البهجة بهجتنا بصحبتك ايضا، وهو لقاء " تاريخي " بكل المقاييس، فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي التقي فيها بصديقي الحبيب محمد السيد رفيق رحلتي في أوروبا بطريقة الاوتوستوب - السفر المجاني على الطريق السريع المخصص للسيارات - من عند أثينا والاكروبول العتيق ومرورا بسالونيكي في شمال اليونان ،ويوغوسلافيا( سبليت ودوبروفنيك) حتى فينيسيا في ايطاليا، ومنها الى مزارع العنب في الريف الفرنسي البديع ،من عند فيل فرانش على مقربة من ليون ،وحتى آخر قطفة عنب في بلدة بار الفرنسية ،على بعد كيلومترات فقط من مدينة ستراسبورغ ،ثم اننا افترقنا. ذهب محمد السيد بعدها الى كندا- حيث يقم الآن - أما أنا فقد قررت البقاء في فرنسا لدراسة السينما وسكنت باريس، وتزوجت وأنجبت وصار لي الآن ثلاثة أحفاد ، وعندما التقينا في مصر مع محمد السيد كانت هذ هي المرة الثانية فقط التي نلتقي فيها ،بعد مرور أكثر من عشرين عاما على فراقنا، وشاءت الظروف أن تكون قادما من لندن في زيارة للقاهرة، وأن تلتقي بنا ، وأن نحتفل ثلاثتنا بهذا "اللقاء التاريخي" البهيج بوجودك ،وحضورك وفرحتنا أيضا بمشاركتك.ربنا يجمعنا على حب الخير للناس، وإسعادهم ،وعشق مصر بلدنا.."
الرحلة ياكازانتزاكيس لـ " سندباد جيل " مازالت مستمرة..
صلاح هاشم
الحصان الشارد
حكواتي من عصر الأسرات
كاتب وناقد مقيم في باريس.فرنسا



الأربعاء، فبراير 12، 2020

حسنين " الأمين " وجيل الأحلام الكبيرة بقلم شاعر مصر الكبير زين العابدين فؤاد



حسنين "الامين " وجيل الاحلام الكبيرة*

بقلم

زين العابدين فؤاد

" نقدر نقطف ابعد نجمه
ننطق اصعب كلمه
نمسك بكره ف ايدنا ، ونكبر
نقدر
لو عرفت عينا المفتوحه : ازاي تحلم ؟."


حسنين الامين ينتمي الي جيل الاحلام الكبيرة. ولد والحركة الوطنية مشتعلة في عام 1946والوطن كان محتلا. وعندما التحق بالمدرسة كانت شعارات " النضال ضد الانجليز وضد حكم الملك تملأ الاجواء. " تحرير الوطن وحرية الانسان " كان الحلم الذي يتسلل من الافواه الي القلب والتفكير.


الأصدقاء في حينا العريق( قلعة الكبش) بالسيدة زينب الدكتور حسنين يتوسط  الكاتب صلاح هاشم
 على اليمين والمهندس حسن طاهر على اليسار

في قلعة الكبش كان اللقاء الاول في منتصف الستينات. كانت زيارة قلعة الكبش برفقة الصديق صلاح هاشم , اكتشافا ممتعا بالنسبة لي. عدد كبير من الاصدقاء عرفتهم واحببتهم. اصر حسنين ان ازوره في مسكن الاسرة في الطابق السابع. تكررت الزيارات واللقاءات . في قلعة الكبش او في جامعة القاهرة. زلزال هزيمة يونيو 1967 فجر براكين الغضب . عاد حلم تحرير الوطن والمواطن الي مكانه الطبيعي في القلب والعقل. مظاهرات فبراير 1968. مجلات الحائط في كل كليات الجامعات. حراك طلابي واسع رافق حرب الاستنزاف.. اسابيع دعم الثورة الفلسطينية. جماعة انصار الثورة. اعتصام طلاب جامعة القاهرة . تشكيل اللجان الوطنية للطلاب بالانتخاب المباشر في كل كلية علي حدة . ثم تشكيل اللجنة الوطنية العليا للطلاب يناير 1972.
فض الاعتصام. اعتقال الطلاب . حرب الشوارع في ميدان التحرير 24-27 يناير 1972. الكعكة الحجرية " أمل دنقل". حرب اكتوبر 1973. وحلم الحرية اصبح اكثر وضوحا بالنسبة لحسنين الأمين. امن ان الطب رسالة وخدمة وليست مجرد مهنة لجمع الاموال. من لحظة تخرجه من كلية طب الاسنان وهو يؤدي الرسالة لمن يحتاجها في اي مكان. حاول ذلك في كل موقع عمل به.
كانت فلسطين حلما كبيرا من احلام الحرية. كيف يقوم طبيب الاسنان الشاب بواجبه تجاه قضية امن بها حتي النفس الاخير. في الوقت الذي كان فيه الكثير من الزملاء يبحثون عن عقود عمل في بلاد النفط الثرية. كان حسنين ببحث عن وسيلة تحمله الي مخيمات اللاجئيين الفلسطينيين في لبنان. ذهب اليهم . عاش بينهم. قدم لهم علمه وخدماته وقلبه.
حسنين الامين الذي يظل يفتخر بصوره في عيادة المخيم المتواضعه وبصوره مع ياسر عرفات" ابو عمار".
عمل في صمت وبحب كبير لانه يخدم شعبا مناضلا. ولان حلم تحرير فلسطين كان راسخا في وجدانه و هو المدخل الي تحرير كل الوطن العربي والانسان العربي.
حسنين الامين عاش حياته في خدمة حلمه " الحرية للوطن والانسان" وعاش حياته كطبيب اسنان يؤدي رسالته في ان الصحىة والرعاية الصحية هي حق وليست منحة من أحد..
حسنين الامين: نحتفل بك في فبراير الشهر الذي شهد خلع رئيس فاسد . وهو حلم من احلامك الكبيرة. سوف يشهد الابناء تحقيق باقي الاحلام يا صديق العزير.

احنا زي ما احنا يا فبراير"
قبل المعاد ندهنا ، لو تشوفنا
احلامنا زي ماهي،فوق كفوفنا
ختم السجون أزرق علي كتوفنا.
احنا السنه دي جينا بدري
اخواتنا ماتوا علي الكباري
احنا ولاد نفس الحواري.
كل الحواري جتنا بتجري.
واحنا زي ماحنا يا فبراير."
زين العابدين فؤاد

11 فبراير 2020