الأحد، أبريل 29، 2018

سحر الوثائق . أول كيان سينمائي عربي في باريس بقلم صلاح هاشم

لقطة من فيلم ناصر 56 بطولة أحمد زكي

سحر الوثائق
أول كيان سينمائي عربي في باريس



بقلم
صلاح هاشم


سحر الوثائق . كيان سينمائي عربي في عاصمة النور.صورة نادرة لها تاريخ ووثيقة مهمة - لأن آفة حارتنا النسيان - تنشرهما سينما إيزيس قريبا عن ذلك الحضور الفائق للسينما.العربية خارج الحدود..يظهر في الصورة ...أثناء الاجتماع التأسيسي لـ " جمعية السينما العربية في باريس" ، أول تجمع اعلامي ومهني لمجموعة من الكتاب والنقاد والمخرجين السينمائيين العرب بغرض إنشاء كيان سينمائي في عاصمة النور. .يظهر في الصورة رشا الأمير وآسيا جبار وبدر الدين عرودكي و صلاح هاشم وناصر خمير وخميس خياطي وبرهان علوية ووليد شميط، ولايظهر في الصورة خارج الإطار ماجدة واصف التي حضرت أيضا الاجتماع وشاركت في التأسيس..

السبت، أبريل 28، 2018

سينما إيزيس في حفل افتتاح " رؤى " مهرجان القاهرة للفيلم القصير




في حفل افتتاح " رؤى " مهرجان القاهرة للفيلم القصير

 سينما إيزيس في حفل افتتاح " رؤى " مهرجان القاهرة للفيلم القصير
أي مهرجان سينمائي وليد وجديد هو مكسب للسينما



القاهرة . سينما إيزيس

حضرت " سينما إيزيس"  مساء يوم الجمعة الموافق 7 ابريل حفل افتتاح " رؤى " مهرجان القاهرة للفيلم القصير،الذي تنظمه الجامعة الامريكية في القاهرة تحت اشراف وبرئاسة د. مالك خوري الأستاذ في الجامعة،وهنأت الرئيس على المهرجان الذي يعد مكسبا،مثل كل المبادرات الفنية الطموحة ،ليس فقط  لمنظمي المهرجان وجمهوره وادارته والمشاركين فيه من المواهب السينمائية المصرية الجديدة، بل لفن السينما أيضا

د. مالك خوري
تستمرعروض المهرجان ( بمسابقة ) في الفترة من 27 ابريل وحتى الأول من شهر مايو في  وتضم لجنة التحكيم للدورة الأولى من المهرجان السيدات والسادة : احمد نور، دناجى فوزى، ميس دروزة ، سلمى مبارك ،سعيد شيمى


الخميس، أبريل 26، 2018

لماذا أردت أن أكتب تقريرا الى نيكوس كازانتزاكيس بقلم صلاح هاشم


نيكوس


لماذا أردت أن أكتب تقريرا الى نيكوس كازانتزاكيس

بقلم

صلاح هاشم



لماذا أريد أن أكتب تقريرا الى الكاتب اليوناني العظيم نيكوس كازانتزاكيس ؟



أردت أن أقول له لماذا أنا مغتبط فقط وسعيد اليوم ..

سعيد جدا أنا اليوم وسر سعادتي العثورعلى الكاتبة الروائية العراقيةالكبيرة الصديقة انعام كجه جي, التي ذكرتني اليوم فقط بصداقتنا وزملاتنا في حضن مجلة " الوطن العربي" لصاحبها الأستاذ وليد أبو ظهر التي كانت تصدر في باريس في فترة الثمانينيات وترأس تحريرها د. نبيل المغربي
وكانت مجلة " الوطن العربي " تضم جامعة كبيرة من الصحفيين والكتاب العرب الذين كانوا يشاركون في تحريرها مثل انعام كجي جي من العراق وشربل داغر من لبنان وقسمت طوران من سوريا وأسامة الغزولي و د . غالي شكري ود. أمير أسكندر من مصر و عمل بها صحفيون من جميغ البلدن العربية . لا أحب كلمة " الوطن العربي " وخاصة عندما نطلقها أو تطلق على صحفيين وكتاب مشردين ويتامى بعد ان لفظتهم أوطانهم ، وكانوا كلهم في مجلة الوطن العربي كتابا وشعراء
وكنت اريد ان احكي لك ياكازانتزاكيس عن كل تلك الذكريات العزيزة التي عشتها أنا أيضا.واجعلك تستحضرها بجواري...
كان من ضمن هؤلاء الذين كانوا يكتبون في المجلة من الخارج، أكبر الأسماء اللامعة في عالم الكتابة والصحافة من أمثال الشاعر السوري الكبير نزار قباني والشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش- كان رحمه الله غندما التقاني على باب بيت الشعر في باريس، وبعد ان اختف مجلة الوطن العربي وتفرقنا وتشتتنا- يسألني وهو يرسم ابتسامة كبيرة على وجهه

: ماهذا يا صلاح . عجبا .أجدك يا أخي في كل مكان اذهب اليه ؟

فاعانقه ونأخذ تضحك، وننهل معا من كرم باريس ومتعة الابداع، وعدالة الصداقة والزمالة، في وطن الحرية ..

باريس التي تترتسم في ذهنك في التو ، عندما تتطلع الى صورة " القبلة " للمصور الفرنسي الكبير، انها صورة لم تصتع لتصوير، ليس اثنان يتبادلان القبل في الشارع، بل.. لتمجيد قيمة الحرية ..

ولايهم ان يعرف أحد ان كانت المرأة التي تحتويها بين أحضانك، خطيبتك أو قريبتك أو زوجتك. هذا أمر لا يشفلهم البتة، وليس من شأنهم أن يقطعوا عليك بحشريتهم متعة الاستمتاع بممارسة حريتك,.

انت حر . تستطيع أن تفعل ما تشاء طالما كان ماتفعله لا يتسبب في ضرر لانسان بل يضيف ربما رشة البهجة في لوحة باريس المرصعة بالالوان، وخيوط الفرح، من ذهب ومطر وحرير وقبلات لاتحصى في وضح النهار ..

في تلك الشوارع والحارات القديمة في حينا قلعة الكبش العريق كان المهرجون يصعدون الى الحي - الذي بناه أو أمر بتشيبيده والى الخلافة على مصر أحمد بن طولون في القرن الثامن الميلادي - في موكب موسيقى كبير ، وينثرون علينا اعلانات عروض " سيرك الحلو " الجديدة التي سيشاركون بها في الاحتفال بمولد السيدة، فكنا نسارع بالتقاطها في الجو قبل ان تهبط الى التراب، ونتسابق في خطفها وهي مازالت تترنح في سقوطها ، وكنا ندور مع المهرجين في الأزقة والحارات حين يفدون للدعاية للسيرك في " قلعة الكبش " ونتركهم يلطخون وجوهنا بالرسومات والالوان..

ثم نهبط معهم ونترك الحي خلفنا. نهبط الى ايطاليا. هكذا كنا نطلق على الميدان الكبيرميدان السيدة زينب الغاص بمحال الملابس الجاهزة والفطير والحلوى وواجهاتها الجميلة التي كنا نتوقف امامها و نروح نتأمل مذهولين ونحن نحدق في جمال الذوق ورقة التنسيق وبراعة الصنعة ولمعة الفن .وكأننا نتفرج على ابداعات فنانين من عصر النهضة..
ثم ذات مرة، كبر الحلم في رأس أحدنا نحن الأولاد الأشقياء في قلعة الكبش ( انظر موضوع " سيرك باريس " في فصل سابق من التقرير -، فاذا بنا حين عدنا الى حينا بجوار مسحد احمد بن طولون وسلم مئذنته الفريدة ،نكتشف انه قد تخلف في ايطاليا واختفى ، فراح يتخيل البعض انه قدانضم الى سيرك الحلو الكبير، بعدما اعجبت به ابنة محاسن الحلو ، وغير فقط من ملامح وجهه و شكله وهيته وخرج على الناس بشكل مختلف ، وغير من جلده في غمضة عين..

في بعض الاحيان كنا نتسلل ونسير وراء احد لاعبي السيرك ثم نناديه بإسمه الحقيق يالاسم الذي كان يحمله قبل ان يتنكر في صورة لاعب سيرك لعله يلتفت ويرد علينا فيفضح سره ويفتضح أمره ..

وكنا مبهورين بالامكانيات المذهلة للتنكر التي توفرها السينما للمثل اذا ارادت ان تظهره بوجهين مثل دكتور جيكل ومستر هايد ووحش البحيرة السوداء، وكنا نجرب بوسائل صغيرة تلك الامكانيات، فنصنع أقنعة من الورق المقوى ونتخفى خلفها كما في كرنفالات فينيسيا
وعلى الرغم من ان اهلنا كانوا يشتموننا وبركلوننا ويضربوننا ، فانهم لم يكونوا قادرين على اخفاء مشاعر االاعجاب بشقاوتنا، وكان هذا الاعجاب وفي كل مرة، هو الذي يحدونا الى التمادي فيها والسير على الحافة. اذا اردت أن تسير على حبل السيرك الممدود من دون أن تتعرض لخطر الوقوع، فمن الأفضل أن تشتري جزيرة
وكنت انا شخصيا معجب بالممثل الامريكي بيرت لانكستر، وكنا نهرب من المدرسة ونذهب لمشاهدة أفلامه في قاعة سينما إيزيس
كان بيرت لانكستر يستطيع اذا مثل دور قرصان، أن يقنعنا انه أحسن وأظرف وأجمل وأشجع قرصان أحمر في الوجود . وكان لانكسترلعب أيضا شخصيات متعددة في السينما، وظهر في فيلم ( أعظم استعراض في العالم) ككلاعب سيرك، كما ظهر كممثل ولاعب سيرك ايضا في الفيلم الممثل المصري الكبير جميل راتب..
انظر دوره لانكستر كمجرم ولص مطلوب القبض عليه وكاوبوي في فيلم " فيرا كروز" بطولة جاري كوبر. لكن ربما يكون دوره لانكستر كأمير في فيلم " الفهد " للمخرج الايطالي الكبير فيسكونتي أهم وأعظم أدواره على الإطلاق ولا لم اعد اتذكر ،يبدو انه حصل على جائزة الأوسكار عن تمثيل في الفهد، في هذا الفيلم .لكننا لم نبهر في قاعة سينما إيزيس حقا بممثل، إلا عندما شاهدنا فيلم" على رصيف الميناء للمخرج الامريكي الكبير اليا كازان، و تعرفنا على بطل الفيلم مارلون براندو ، وظهر أيضا في ذلك الوقت جيل جديد من الشقراوات في الأفلام الجديدة التي كنا نشاهدها في قاعة سينما إيزيس في السيدة زينب، على بعد بضع خطوات فقط من حينا العريق " قلعة الكبش " ..

( يتبع )

صلاح هاشم
الصور المرفقة ااكاتب اليوناني العظيم نيكوس، ولقطة من فيلم " زوربا اليوناني " المأخوذ عن روايته..

الأربعاء، أبريل 25، 2018

الجامعة الأمريكية تستضيف " رؤى " مهرجان القاهرة للفيلم القصير الذي يفتتح أعماله اليوم 25 ابريل 2018




القاهرة . سينما إيزيس

تستضيف الجامعة الأمريكية بالقاهرة مهرجانا سينمائيا جديدا هو "رؤى" مهرجان القاهرة للفيلم القصير،" الذي تنطلق فعالياته اليوم الأربعاء الموافق 25 ابريل
" رؤى " مهرجان ثقافي فني غير ربحي، تحت تنظيم وإشراف لجنة أكاديمية مختارة من قبل برنامج الفيلم بقسم الفنون بالجامعة الامريكية. 
ويهدف المهرجان الى المساهمة في تطوير وإثراء ثقافة الأفلام في القاهرة ومصر بشكل عام، و عرض الأفلام التي تصور وتعكس آمال وشواغل القطاعات المهمشة في المجتمع المصري،  بما في ذلك الفقراء والشباب والنساء. 
بالإضافة إلى توفير الفرصة للسينمائيين المصريين الناشئين، لعرض أهم أفلامهم بأعلى الإمكانيات الحرفية والفنية، وأمام جمهور سينمائي واسع، وكذلك التواصل مع رفاقهم في المهنة.
ومن المقرر أن يتم تقديم عدد من الجوائز خلال المهرجان، تشمل جوائز تقديرية لفيلم المركز الأول، وجائزتي أفضل "مخرج، وتصوير".
ويتكون أعضاء لجنة التحكيم من المخرجة مايس دروزة؛ ومدير التصوير السينمائي المعروف، سعيد الشيمي؛ والمخرج والمصور السينمائي وأستاذ النقد السينمائي بالمعهد العالي للنقد الفني ناجي فوزي، وأستاذة الأدب والفنون والأدب المقارن بقسم اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة سلمى مبارك؛ والمخرج والمنتج المستقل أحمد نور.
الدعوة عامة

د. مالك خوري

وفي دعوة للمشاركة كتب رئيس المهرجان د. مالك خوري: " .. اتوجه بهذه الدعوة الى كل الأصدقاء ومحبي السينما لمشاركتنا اليوم 25 ابريل في حفل افتتاح المهرجان في تمام الساعة السابعة مساء في مسرح الفلكي في وسط البلد. وجودكم معنا في هذا الافتتاح وخلال عروض الافلام والفعاليات هو دعم لمحبي السينما المصرية المستقلة والجديدة، ويساعد في فرز اطر بديلة لثقافة تركز على السينما كفن واحتفال بالحياة وكرافد للتعبير عن قضايا وهواجس واحلام الانسان المصري والعربي.


مع اطيب تحياتي ومع رجاء اعتبار هذه الدعوة شخصية
وعلى أمل اللقاء بكم خلال فعاليات المهرجان
رئيس المهرجان
مالك خوري

سينما إيزيس ستتابع أعمال المهرجان في دورته الأولى وتكتب عنه




الثلاثاء، أبريل 24، 2018

مقدمة كتاب " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس " بقلم صلاح هاشم




الكاتب والروائي والشاعر والمفكر والفيلسوف اليوناني العظيم نيكوس كازانتزاكيس
نيكوس كازانتزاكيس وزوجته

 مقدمة كتاب بعنوان " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس "
TEACH ME TO DANCE
بقلم
 صلاح هاشم

***


كازانتزاكيس

لماذا تريد أن تكتب تقريرا الى نيكوس كازانتزاكيس ؟ سألني. صديقي في باريس الروائي الشاعر المرحوم محمد ناجي صاحب " خافية قمر " و " الأفندي " وكان يعالج في باريس وقتها، الذي تحمس لمشروعي" التقرير " ..وكان أيضا من عشاق كازانتزاكيس ..وتجمعنا صداقة رائعة امتدت الى أكثر من أربعين عاما..وكنا لم نتفابل لفترة عشرين عاما، ثم التقينا في باريس التي اتخذتها سكنا وعملا.
وكان ناجي يلح علي أن أكتب وأدون كل تلك الذكريات العزيزة التي عشناها..
لماذا أريد أن أكتب تقريرا لنيكوس كازانتزاكيس ؟
تعرفت على نيكوس كازانتزاكيس الكاتب والشاعر والمفكر والفيلسوف اليوناني العظيم في فترة الستينيات. كنت أدرس في كلية الآداب قسم إنجليزي، وكان محمد ناجي أنذاك يدرس في قسم صحافة من " شلتنا " في الكلية، وكانت تضم عبد العظيم الورداني ومحمد الفيل وأسامة الغزولي وزين العابدين فؤاد وخالد الجويلي ومحمد خليل وابراهيم رفعت وسامي الرزاز وسيد عواد ،وكان نبيل قاسم المثقف والمناضل الرائع الشاعر والمترجم، كان أكبرنا و يدرس في قسم فلسفة، وكانت أهداف سويف التي التحقت بقسم انجليزي أصغرنا، وآخر من انضم الى شلة الأدباء والشعراء الصعاليك..

. كنا نلتقي في كافيتيريا كلية الآداب جامعة القاهرة العظيمة على بعد خطوات من مبنى يشتمل على قسمين قسم تاريخ وقسم انجليزي، وكانت تلك الفترة من أخصب فترات مصر الثقافية .كان هناك سور الازبكية الشعبي العظيم المنير مثل برج إيفل، وسط الأزبكية، وعشرات من سلاسل الكتب في الأدب والفلسفة والطب والحكمة، ومجلات ثقافية رائعة- الكاتب والمجلة والفكرالمعاصر..وغيرها ..





وكان " البرنامج الثاني " في الإذاعة متوهجا، و كانت المجلات والكتب متوفرة وبقروش، وعندما بدأنا نكتب نحن أيضا، وتنشر لنا قصصنا القصيرة عند عم عبد الفتاح الجمل - الراعي الرسمي لمعظم كتاب وشعراء ونقاد فترة الستينيات- لم يكن يعجبنا اي شييء ، ونريد أنذاك أن نلتهم كل شييء..
 وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة.. فاننا لم نتغير..ومازلنا نجوب ونجوس في نفس الشوارع، في تلك المدينة الجميلة القاهرة التي اختفت الآن من حياتنا بعد أن ذرعناها مشيا وجوعى وسيرا على الاقدام، مع يحيى الطاهر عبد الله ومحمد عبد السلام وعبده جبير ومحمود الورداني ، وكان كان يسير معنا في صحبتنا ويتطلع الينا مدهوشا.ويتساءل كيف نأكل مع يحيى الطاهر عبد الله في بيت الناقد الأدبي الكبيرغالب هلسا، وعندما نغادر نشتمه ونرفض كل وصاية ..ولانبالي..
كنا نتردد في تلك الفترة على مسرح الجيب ومقاهي وسط البلد " ريش " و " ايزتئيفيتش "ومسرح المائة كرسي والمسرح القومي، ونشاهد مسرحيات لبريخت وأبسن وكاتب ياسين ودورينمات وبيكيت، ونتوجه في ذات الوقت الى نادي السينما ونتفرج على فيلم عن السماء فوق كوبنهاجن، وباريس في الليل ،وايرما الغانية وننتظر أن نرحل الى سوق الهال، في عاصمة النور، وندلف الى قاعات السينما المحترمة سينما "مترو "جولدوين مايرفي وسط البلد،والقاهرة المتألقة في الليل
و كنا نشاهد قبل بداية العرض أفلام الكرتون الجميلة للعبقري تيكس آفري ،وكان هناك عروضا صباحية مخصصة للأطفال، وكانت نزهة وسط البلد أنذاك تعادل متعة السير في وسط باريس...باريس الاناقة والشياكة واللبس والذوق والكياسة و نور الجمال والكمال ..


كازانتزاكيس و " النظرة الكريتية "

وفي تلك الفترة ..تعرفت أيضا على نيكوس كازانتزاكيس..
كنا خرجنا - نحن ثلاثتنا -من فيلم " روميو وجولييت " للمخرج الايطالي الكبير زفاريللي ونحن نتمايل من متعة الفن ، ونندمج قوي في الدور، فاذا بنا فجأة نصدح عبد العظيم الورداني ومحمد خليل وأنا بموسيقاه ونرددها بعفوية ..ونصفر من فرط متعة الطرب العميق.. وكذلك حسن السير والسلوك في قاعات العرض. تلك القاعات الهادئة المحترمة المنضبطة.. وتأثرنا بمعمارها الشامخ ، و بكسوة المقاعد القطيفية و كنا ننبهر بالاناقة والذوق والجمال ،ولم نر في حياتنا قط فتاة أو سيدة محجبة.

تأثرنا في تلك الفترة التي عرفت بداية " الموجة الجديدة في فرنسا 
تأثرنا بمجموعة كبيرة من الأفلام الرائعة التي طبعتنا بطابعها ونفذت الى ماتحت الجلد في لحمنا ، لتصبح وفي كل لحظة،  كأنها قطعة منا..وتجعلنا نحلم،  ونتصالح مع أنفسنا والسحب الراحلة ..والعالم
صارت السينما لنا منهاجا وحياة

كتاب "تقرير الى الجريكو" لنيكوس كازانتزاكيس


وبعد ان كنا - نحن الأطفال الأشقياء في حينا العريق " قلعة الكبش " - نقلد الهنود الحمر فوق هضبة الكبش، ونثير في حروبنا التمثيلية ومعاركنا الاتربة ، صرنا نقلد طرزان،  والكونت دي مونت كريستو ولص بغداد والقرصان الأحمر، ونجعل أضعفنا - الواد " حربي " ابن أم نوال - يقلد القردة " شيتا ".
شاهدنا روائع أفلام الموجة الجديدة الفرنسية. على آخر نفس والعار وعاشت حياتها لجودار، وتأثرنا بأفلام اربعمائة ضربة لتروفو، وأفلام آنياس فاردا،كما شاهدنا روائع الأفلام التشيكية التي شكلت رافدا سينمائيا متحررا في مواجهة الأنظمة الشمولية التي كانت تحكم في بلدان شرق اوروبا أنذاك- الستار الحديدي - و مقاومة كل أشكال الرقابة التي كانت تمارسها الأنظمة االشمولية على الفنان السينمائي المبتكر المبدع...

انبهرنا بأفلام " قطارات تحت حراسة مشددة " و " ماركيتا لازاروفا " و فيلم " عن الحفل والضيوف " ، وكان نبيل قاسم ينشر قصصه المترجمة لفاكلاف هافل وفلاديمير هولان..
وخرجنا من القاعات ونحن نصفق لكوستا جافراس المخرج الفرنسي من أصل يوناني الذي جعلنا نتحمس لفيلمه " زد ". لن يموت حيا.. كلا ..سوف يعيش..
كما تأثرنا بأفلام الواقعية الايطالية الجديدة عند روسوليني المعلم الأكبر في أفلام " روما مدينة مفتوحة " و " رحلة في ايطاليا " وابتهجنا بتلك الطفولة الساحرة التي اخترعها لنا المخرج الايطالي العبقري فيلليني، ثم جعلنا نتمثلها ونجعلها طفولتنا..

استمتعنا بقينا بكل تلك الأفلام ، لكن استمتاعنا بفيلم " زوربا اليوناني " كان مختلفا ومغايرا وبشكل قاطع، وتأثر به معظم كتاب جيل الستينيات..وظهر ذلك في كتاباتهم وأساليبهم الفنية.. تنوعها وتعددها..





فلم يكن فيلم  "زوربا ياليوناني" المأخوذ عن رواية للكاتب العظيم نيكوس كازانتزاكيس الحائز على جائزة نوبل في الأدب يحكي فقط حكاية ممتعة ومشوقة تقع في جزيرة كريت، بل كان يحكي أساسا عن " فلسفة " حياة ..وطريقة في العيش تركت يقينا آثارها العميقة ..في جيل بأكمله..كتاباته وحياته وسلوكياته..

ذهبت وشاهدت فيلم زوربا وأعجبت به كثيرا ،وخطرت على بالي فكرة ،قررت أن أعرضها فورا على استاذتي في قسم انجايزي د. فاطمة موسى، وكانت تدرس لنا أنذاك مادة الرواية " NOVEL"، فاعجبت بالفكرة ، وطلبت مني أن أنفذها على الفور ..





( يتبع .. )

صلاح هاشم




الأحد، أبريل 22، 2018

الاحتفاء بالكتابة حياة بقلم صلاح هاشم في كتاب نزهة الناقد.تأملات في سينما وعصر








الإحتفاء بالكتابة حياة
بقلم

صلاح هاشم


في لحظة تجلي، تساءلت.. هل الإحتفاء بالكتابة حياة ؟..
يقول شاعر في مرثية للكتاب الكبار.. أنه لم نعد في عصرنا المتغير.. نحتفي بالكتاب الكبار.. من أمثال الرائعين العقاد و عبد القادر المازني وطه حسين وغيرهم .. ومن قبلهم ..رفاعة رافع الطهطاوي.. رائد نهضة مصر الحديثة.. وصاحب الكتاب الذي أهتز له الشرق بأسره.. كتاب " تخليص الإبريز في تلخيص باريز " فقد كانت باريس التي عرفها الطهطاوي آنذاك.. هي عاصمة الدنيا والثقافة والاختراع والفكر مع انعقاد أول معرض دولي لكل الأمم
وملكة غير متوجة للعالم باسره ( راجع من فضلك كلامنا عن باريس في فصل " باريس قلعة التنوير وأحدب نوتردام.. هل تسكنها االأرواح والأشباح ؟ )..وكنت بالفعل خضت تجربة حضور جلسة طرد أشباح ..مازالت تمارس في قلب بعض الكنائس في قلب عاصمة النور..
 اختفوا هؤلاء - كل الكتاب الكبارمثل توفيق الحكيم أو كادوا من حياتنا ، خرجوا من حياتنا مع كل الرموز القيمة، لعصر انقضى.. ذهب وراح ..
صارت صور تجوم الرياضة ونجوم المسلسلات ونجوم الأغاني الوطنية وتجار السينما والترويج للهراء العام وثقافة الفهلوة هي السائدة وتحتل صفحات المجلات الحكومية وصرنا نقصف بصورهم وفي كل وقت.. حتى تقزم احساسنا بمصر الوطن.. التي نحلم بها ..وتوفر فقط.. سبل حياة كريمة ..لكل مواطن مصري..

حتى هذا الحلم المتهالك الناحل الضعيف في جسد وهن للأسف ..لم يعد من المستطاع تحقيقه

لم تعد شروطات وضغوطات الحياة المعاصرة الراكضة بلا توقف.. تسمح بأن تلتقط جريدة أو مجلة لتقرأ فيها 
حتى قبل أن تبدأ القراءة ..وتستمخي - اي تستمتع بها وتشبع من الاستمتاع والله أعلم-  تكون الآلآف المؤلفة من تعاقب وانهمار الصور.. 
وقصفنا بها ..وبلا هوادة 
فلم نعد بحاجة الى جريدة ولن نستطيع اذا ركضنا ان نقف نقف ونتأمل ونفهم ونعاين ثم نجد فورا حلا لكل مشكلاتنا، فلقد قد انقضى هذا الزمن تماما، وعلينا الآن أن نركض ونشارك في " الاستعراض الكبير "..ونحن نرضخ لعمليات التسليع الرخيصة الجارية  وغسيل المخ وخلق احتياجات اصطناعية لتجعلنا نفكر انه من الضروري والعضوي أن يكون لناحسابا مثلا على الفيس بوك أومواقع التواصل الاجتماعي، التي تدخلها وأنت عاقل، ثم تحاول بلا جدوى الخروج منها وتقرر ان تترك و تخرج وتنجو بجلدك من عروض  "الخدمات" SERVICES التي تقصف بها وفي كل لحظة لمعرفة :

هل تعرف من هو من بين أصدقائك أقرب اليك من حبل الوريد ؟
طيب لأ.. لا أريد أن أعرف
ماشي، لكن هل تعرف كيف ستبدو وكيف سيكون شكل وجهك بعد مرور خمسين أو مائة سنة من الآن
كلا لا اريد أن أعرف
يا أخي انت صعب جدا.ماذا تريد أن تعرف إذن ؟

أريد أن أعرف بعد ان اختفي هؤلاء الناس الذين كانوا يفكرون في مستقبل الثقافة في مصر ومن حملوا مشعل " التنوير "، وبعد أن أمسسكنا عن الاحتفال بهم.. كما نحتفل بنجوم الكورة ونجوم السينما التافهين - نص كم - وأشباه وأنصاف النجوم
 لماذا لانحتفي بالكتابة ذاتها،..

وبأساليب الكتابة المختلفة تعددها وثرائها

وبخاصة عندما يكون جل طموحات الكتابة - كما يقول شاعر فرنسا العظيم فيكتور هوجو - أن تحتفي برغبة بسيطة.. في إيجاد حياة كريمة فقط للمواطن.
أجل - قلت أحدث نفسي - أليس الإحتفاء بكل الكتابات المبدعة حياة ؟ 

 .. لكن ليس كل كتابة
 بالطبع ،ليس كل حياة
كتابة - وكما أتصورها - بالطول والعرض.. في المظهر والعمق .. تغوص في تاريخنا وذاكرتنا.. لكي ترد لنا " روح " إيزيس الملهمة- ضد القبح والظلم - وهي تبهرنا وتأسرنا 
باختراعاتها واكتشافاتها وتدهشنا ..
وتنتصر هكذا معنا ..
لحب الحياة..

صلاح هاشم

كاتب وناقد مصري مقيم في باريس
صاحب " الحصان الأبيض " و " الوطن الآخر . سندباديات في شوارع أوروبا الخلفية مع المهاجرين العرب " و " السينما العربية خارج الحدود " .وغيرها ...



" الحصان الأبيض " لصلاح هاشم : نصوص ساحرة على جدارية فرعونية بقلم د.منار حسن فتح الباب



" الحصان الأبيض " 
لصلاح هاشم

نصوص ساحرة على جدارية فرعونية

بقلم
 
د. منار حسن فتح الباب

***

تقديم :


محتويات العدد الجديد من مجلة " عالم الكتاب "

في  الاصدار الرابع . العدد الخامس عشر . ديسمبر 2017 من مجلة " عالم الكتاب " التي خرجت فقط للبيع في شهر ابريل  وهو العدد المتوافر حاليا في الأسواق ويضم ملفا عن الكاتب الكبير المرحوم مكاوي سعيد ، ويمكن أن يكون قد نفذ بالفعل، فقد تعذر العثورعلى هذا العدد  منذ فترة ،ومن واقع تجربة شخصية،تقدم د. منار حسن فتح الباب قراءة رائعة وجد متوهجة للمجموعة القصصية " الحصان الأبيض "  للمبدع الكبير صلاح هاشم - كاتب وناقد ومخرج سينمائي مصري من جيل الستينيات في مصر " من حي " قلعة الكبش " صرة " السيدة زينب ،ويعيش في باريس منذ زمن -  وتقارن د. منار بين قصص المجموعة  التي سحرتها التي تنتمي الى ابداعات جيل الستينيات، وبين القصة القصيرة التي كتبتها أجيال السبعينيات والأجيال اللاحقة،  وتشرح أسباب تفوق ابداعات  جيل " النكسة " و " الهزيمة " - جيل الستينيات  في " الحصان الأبيض " على كل الأجيال التي أتت من بعده
 انها -تلك القراءة العميقة اللاسعة والمشعة لقصص المجموعة بقلم الشاعرة والناقدة الأدبية الكبيرة د. منار حسن فتح الباب هي شهادة " تاريخية " سوف يعتز ويفتخر بها ، ليس فقط كاتب المجموعة " الساحر " صلاح هاشم، الأديب والناقد السينمائي الكبير المتميز، بل جيل الستينيات في مصر بأكمله ..

منال كرم





صلاح هاشم الأديب والناقد السينمائي.عدسة دنيا هاشم

الجمعة، أبريل 20، 2018

مهرجان كان 71 يستكمل برنامجه في جميغ الأقسام


مهرجان 71 يستكمل برنامجه
في جميع الأقسام




مهرجان " كان " يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الدورة 71


مهرجان " كان " يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم
مسابقة الدورة 71





برنامج " الرفيق " التلفزيون المصري القناة الثقافية يستضيف الكاتب والناقد والمخرج صلاح هاشم


الكاتب والناقد الفنان صلاح هاشم

برنامج " الرفيق " القناة الثقافية . التلفزيون المصري..يستضيف الكاتب والناقد والمخرج صلاح هاشم



" الى كل زهرة لوتس " ..هكذا يهدي الحصان الشارد صاحب " الحصان الأبيض " الكاتب والناقد الرحالة صلاح هاشم من قلعة الكبش والمقيم في باريس وفي زيارة للقاهرة منذ اسبوع، والذي حل بالأمس ضيفا على برنامج " الرفيق " بالتلفزيون المصري القناة الثقافية من اعداد الشاعرة والناقدة الكبيرة د. منار حسن فتح الباب لمناقشة الطبعة الثانية من مجموعته القصصية " الحصان الأبيض " - و يمكن مشاهدة البرنامج الذي سجلبالأمس يوم الاثنين على اليوتيوب.لكن ترى كيف وجدت د. منار مجموعة الكاتب والمثقف الناقد المصري والحكواتي " الساحر " الكبير ؟ انظر هنا مقالها عن المجموعة بعنوان " نصوص ساحرة على جدارية فرعونية " في مجلة " عالم الكتاب " عدد ديسمبر 2017.



الثلاثاء، أبريل 17، 2018

قصر اللوتس.. أنساك يا سلام ! بقلم صلاح هاشم في نزهة الناقد






صورة سيلفي في قصر اللوتس مع عمتي

صورة تذكارية مع صورة تذكارية لعمتي في مقهى أم كلثوم


نزهة الناقد 
 فقرة بعنوان

 " قصر اللوتس..أنساك.. ياسلام ! "

بقلم

صلاح هاشم
salahashem@yahoo.com

الحمد لله وصلت مصر بلدي بالسلامة قادما من باريس،وقد كان أول مافعلته كالمعتاد هو زيارة لـ" قصر اللوتس "عند عمتي في مقهاها ،مقهى أم كلثوم. اتذكر ان أمي الحاجة سيدة بنت الحاج سيد محمد مرزبان، من قلعة الكبش ، حينا العريق و " صرة " السيدة زينب " قالت لي أن آل الكبش - أسرة الشيخ راشد العظيم في بيت الشيخ راشد، بيت جدنا الأكبر، الذي شيد فوق جبل يشكر، وهضبة الكبش، بجوار مسجد احمد بن طولون في حي السيدة زينب - تربطهم " آل الكبش " صلة قرابة.. ولو من بعيد ..بس مش بعيد قوي، بقامتين من قامات مصر العظيمة
 بنجيب محفوظ من جانب، وأم كلثوم من جانب آخر. وطبعا صدقت أمي على الفور، فالحاجة سيدة ،عمرها ما كذبت علي في حياتها
 ولذلك تجدني كلما وصلت الى بلدي مصر أن أول ما أفعله هو زيارة "قصر اللوتس "،مقهى عمتي أم كلثوم ،كوكب الشرق، والتقاط الصور التذكارية مع العاملين في القصر،القدامي منهم والجدد، ثم وبعد الانتهاء من التقاط الصور، أطلب شاي تقيل بالحليب سكر برّه، وسماع أغنية عمتي " أنساك ياسلام "
 فما زلت أعيش أنا الحصان الشارد،على ذكريات حبي مع كل النساء اللواتي عشقتهن في رحلاتي تحت بوابات العالم، وكل العواطف الحلوة التي عشتها في أحضانهن.. والدنيا الجميلة ..

صلاح هاشم

صلاح هاشم في قصر اللوتس