الأربعاء، فبراير 27، 2019

نعم المصريون جازيون بالفطرة رق الحبيب..رابسودية مصرية لروح ايزيس التي تجوب القطر بقلم صلاح هاشم


نعم المصريون جازيون بالفطرة
رق الحبيب..

رابسودية مصرية
لروح ايزيس التي تجوب القطر

بقلم

صلاح هاشم



دعتني إدارة مكتبة الأسكنندرية العريقة لالقاء محاضرتين عن تاريخ موسيقى الجاز يوم الأربعاء 19 ديسمبر2018 ، فذهبت ، وسعدت جدا بلقاء الحضور الكريم، وتحدثت عن ماهية موسيقى الجازالامريكية النشأة الافريقية الجذور، وأكدت على أن موسيقى الجاز أصلها مصري في الحقيقة، أن شئنا الدقة، وأن المصريين "جازيون" بالفطرة، بسبب من افريقيتهم إن صح التعبير، وانتمائهم الى أعظم وأقدم حضارة عرفهاالعالم ولبس فقط في قارة افريقيا
حيث نشأت الموسيقى هنا في مصر،على ضفاف الوادي والجبل ودلتا النهر العظيم ،ونهلت من أصوات الغابة البكر،كما فى لوحات الفنان الفنان الفرنسي الجمركي روسو.وقد أخذ العبد الأسود المختطف من افريقيا معه ذاكرة وتراث القارة السمعي البصري عندما حمل قسرا الى العالم الجديد أمريكا وأخذ ينهل بالطبع من ذلك التراث، تجلياته وايقاعاته، لكي يعبر عن ألمه وشقائه وغريته ، وحنينه الى وطنه،سمائه وجنانه ،وزرعه وطيره وأشجاره ،من خلال موسيقى وأغنيات " البلوز" الحزينة BLUES التي تعتبر أصل موسيقى الجاز. تلك الموسيقى التي جعلته يدخل في مناجاة لانهائية مع المطلق، ويتواصل مع السحب الراحلة،وهو يبثها من آهاته.. وينعي ضياع المستقبل.. مع فراق الحبيب .. 
وكان لابد من أن أحكي أيضا، وأنا أحكي عن تاريخ موسيقى الجاز، عن الركائزالأساسية في الشخصية المصرية، فليس هناك مثل البلوز، يمنح لموسيقى الجاز " روحانيتها " العمبقة ، النابعة من كون المصريين، أكثر شعوب العالم تدينا، 
وعرضت خلال المحاضرتين فيلم " وكأنهم كانوا سينمائيين " ،الذي يفتش عن سحر السينما المصرية الخفي، وتأيراتها الهائلة، في " الوعي الجمعي المصري "، وهي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلمي الوئائقي ذاك في مكتبة الأسكدرية يالاضافة الى عرض عدد كبير من مشاهد فيلم " روح إنسان " TH SOUL OF A MAN للمخرج الألماني الكبير فيم ندرز ( باريس- تكساس )الذي يحكي عن نشأة وتطور موسيقى البلوز في أعماق الجنوب الأمريكي..
وقد تشعبت المحاضرة أيضا لتتحول من مجرد عرض تاريخي عن نوع موسيقي الى احتفالية بتوهج الحياة،من خلال " الطاقة الروحانبة الهائلة" لموسيقى الجاز،
ومناقشة العديد من المفاهيم، المرتبطة باضافات الحضارة المصرية القديمة الغنية فكريا وفنبا وإنسانيا الى ثقافات العالم
فكما كانت موسيقى الجاز، من اختراع العبد الافريقي الأسود ( أكثر من 14 مليون عبد افريقي، حملوا قسرا من خلال تجارة العبيد الى أمريكا، للعمل تحت ضربات ولسعات السوط في مزارع القطن وقصب السكر والتبغ،ولكي بشيدوا هناك السكك الحديدية وناطحات السحاب الامريكية ويصنعوا هكذا لأمريكا ثرواتها )
كذلك كانت فكرة" الضمير"ومفهوم" الخلود"
من اختراع حضارة أجدادنا في وادي النيل..

الثلاثاء، فبراير 26، 2019

اسرائيليون لجوائز مركز السينما العربية بقلم مجدي الطيب في مختارات سينما ايزيس

مختارات سينما ايزيس

اسرائيليون لجوائز مركز السينما العربية !
عن مجلة روز اليوسف


بقلم


مجدي الطيب


مقالي في مجلة "روز اليوسف" العريقة (العدد 4732 الصادر في 23 فبراير 2019)
«إسرائيليون» على قائمة المرشحين للفوز بجوائز مركز السينما «العربية» !
• مركز السينما العربية يُرحب بمشاركة ممثلين إسرائيليين في مسابقته السنوية وكأنه يرى في «النوم مع العدو» حلاً للقضية الفلسطينية !
• الفيلم أوحى بأن ثمة تنسيقاً أمنياً بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وأن استهداف النشطاء الفلسطينيين متفق عليه بين الجانبين !

وضع «مركز السينما العربية»، الذي تأسس على يد شركة MAD Solutions، عام 2015، لجنة تحكيم جوائز النقاد السنوية The Critics Awards، في مأزق حرج للغاية، بعد ما أصبحوا مُطالبين بالمفاضلة بين الممثلين العرب، واثنين من الممثلين الإسرائيليين قاما ببطولة فيلم «التقارير حول سارة وسليم»، الذي أعلن عن مشاركته ضمن القائمة النهائية للمسابقة؛ هما : إيشاي جولان، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي، وسيفان كريتشنر، التي غنت في احتفالية «شهر عليا»، التي تنظمها «الوكالة اليهودية لأجل إسرائيل» Jewish Agency، كل عام في تل أبيب، احتفالاً بعودة اليهود إلى «أرض الميعاد»، والمعنية بجمع الإعانات، من أجل تطوير حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين ! 
كانت جوائز النقاد السنوية The Critics Awards، قد وزعت، للمرة الأولى، بواسطة لجنة تحكيم محدودة ضمت عدداً من النقاد العرب والأجانب، وشملت فئات أفضل فيلم روائي طويل وأفضل مخرج وأفضل مؤلف وأفضل ممثلة وأفضل ممثل، على هامش فاعليات الدورة ال 70 لمهرجان كان السينمائي الدولي، في شهر مايو 2018، وضمت قائمة الأفلام التي أنتجت عام 2016، ونافست على جوائز المسابقة، في نسختها الأولى، وهي : «اشتباك» إخراج محمد دياب، «أخضر يابس» إخراج محمد حماد و«آخر أيام المدينة» إخراج تامر السعيد (مصر) و«آخر واحد فينا» إخراج علاء الدين سليم، «نحبك هادي» إخراج محمد بن عطية و«جسد غريب» إخراج رجاء عماري (تونس) و«بركة يقابل بركة» إخراج محمود صبَّاغ (السعودية) و«ربيع» إخراج فاتشي بولجورجيان (لبنان) و«إنشالله استفدت» إخراج محمود المساد (الأردن)، وأسفرت عن فوز فيلم «آخر أيام المدينة» بجائزة أفضل فيلم روائي طويل ومحمد دياب بجائزة أفضل مخرج عن فيلم «اشتباك»، الذي فاز أيضاً بجائزة أفضل سيناريو (خالد ومحمد دياب) بينما فازت هبة علي بطلة فيلم «أخضر يابس» بجائزة أفضل ممثلة ومجد مستورة بجائزة أفضل ممثل عن فيلم «نحبك هادي». ومع إطلاق النسخة الثانية للمسابقة، التي جرى تعديل عليها؛ تم بمقتضاه استحداث جائزة لأفضل فيلم وثائقي طويل، والاستعانة بعدد أكبر من النقاد السينمائيين العرب، في عضوية لجنة التحكيم، وصل عددهم إلى 76 عضواً من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 28 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية، مع الإبقاء على نفس قواعد ومعايير المسابقة، التي تشترط أن تكون الأفلام قد عُرضت لأول مرة في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال العام السابق لانطلاق المسابقة، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أيًا كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم)، وأن تكون الأفلام طويلة، سواء كانت روائية أو وثائقية، مع إتاحة الأفلام النهائية بحيث يتمكن أعضاء لجنة التحكيم من مشاهدتها عبر موقع Festival Scope، الذي يُعد أحد شركاء مركز السينما العربية، قبل الشروع في عملية التصويت، شهدت المسابقة منافسة ساخنة، أسفرت عن ذهاب جوائزها، التي وزعت على هامش الدورة ال 71 لمهرجان كان السينمائي، إلى فيلم «واجب» إخراج آن ماري جاسر (فلسطين)، الذي توج بجائزة أفضل فيلم روائي طويل وفيلم «طعم الأسمنت» إخراج زياد كلثوم (لبنان / سوريا)، الذي حصد جائزة أفضل فيلم وثائقي وزياد دويري، الذي فاز بجائزة أفضل مخرج عن فيلم «قضية رقم 23» (لبنان) وآن ماري جاسر، التي فازت بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم «واجب» بينما فازت مريم الفرجاني بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «على كف عفريت» (تونس) ومحمد بكري بجائزة أفضل ممثل عن فيلم «واجب» (فلسطين).
نسخة الإنقلاب !
هكذا سارت الأمور، قبل أن تنقلب رأساً على عقب، مع إعلان قائمة الأفلام النهائية للنسخة الثالثة، التي ضمت أفلاماً عربية على درجة كبيرة من الأهمية؛ مثل الأفلام الوثائقية : «طِرْس، رحلة الصعود إلى المرئي» للمخرج غسان حلواني (لبنان)، «المرجوحة» إخراج سيريل عريس (لبنان) «الجمعية» إخراج ريم صالح (لبنان / قطر / مصر / اليونان / سلوفينيا) والروائية الطويلة : «فتوى» إخراج محمود بن محمود (تونس)، الروائي الطويل «الجاهلية» إخراج هشام العسري (المغرب)، «في عينيا» للمخرج نجيب بلقاضي (تونس)، «صوفيا» إخراج مريم بن مبارك (قطر / فرنسا)، بالإضافة إلى الأفلام المصرية : «ورد مسموم» إخراج أحمد فوزي صالح، «ليل خارجي» إخراج أحمد عبد الله السيد، «الضيف» إخراج هادي الباجوري و«يوم الدين» إخراج أبو بكر شوقي.
وعلى غير توقع تم إقحام فيلم «التقارير حول سارة وسليم» The Reports on Sarah and Saleem (فلسطين / ألمانيا / هولندا / المكسيك)، إخراج مؤيد عليان، الذي يقيم في مدينة القدس المحتلة، واختار للبطولة الممثلين الإسرائيليين إيشاي جولان وسيفان كريتشنر مع الممثلة الفلسطينية ميساء عبد الهادي ابنة مدينة الناصرة المحتلة والسوري أديب صفدي ابن الجولان السورية المحتلة، ويتناول في أحداثه أزمة الزوج الفلسطيني «سليم» (أديب صفدي) عامل توصيل المخبوزات، الذي يعيش، في القدس الشرقية، مع زوجته الفلسطينية المحجبة «بيسان» (ميساء عبد الهادي)، التي تدرس بجامعة القدس، وينتظران مولودهما الأول، لكنه يرتبط بعلاقة جنسية يومية والزوجة الإسرائيلية «سارة» (الممثلة الإسرائيلية سيفان كريتشنر)، التي تعيش في القدس الغربية مع زوجها «دافيد» (إيشاي جولان)، الضابط في الوحدات الإسرائيلية الخاصة التي تستهدف النشطاء الفلسطينيين، وأم لطفلة في السابعة من عمرها هي «فلورا»، وتمتلك، وتدير، مقهى، تعرفت من خلاله على «سليم»، وتمارس معه الجنس، في شاحنة النقل الصغيرة، بينما «سليم» يعاني أزمة اقتصادية، ويسكن شقة ملحقة ببيت عائلة زوجته، التي ينفق عليها شقيقها «محمود» (محمد عيد)، ما يضطره للموافقة على العرض الذي قدمه شقيق زوجته لتوصيل شحنة إلى بيت لحم، مقابل اقتسام أرباحها، ويستجيب للعشيقة الإسرائيلية، التي تود مرافقته ليلاً، متظاهرة بأنها سائحة هولندية، تتحدث الإنكليزية بدلا من العبرية، وهناك يفتضح أمرهما على يد شاب ثمل يرى قلادتها المكتوبة بالعبرية، ويدرك أنها إسرائيلية فيُصر على أن تراقصه، لكنها ترفض، وتندلع معركة بينه وبين «سليم»، تنتهي بأن يهدده الشاب بالعقاب، وبالفعل يشكوه إلى جهاز الأمن الفلسطيني، بحجة أن ثمة علاقة مشبوهة بينه وامرأة إسرائيلية، ويقبض الجهاز الأمني الفلسطيني عليه، لكن ينجح «أبو إبراهيم» (كامل الباشا)، أحد القيادات الفلسطينية في الضفة، في احتواء الأزمة، عندما يؤكد للأمن الفلسطيني أنه يعمل لحسابهم، ويقنعه بكتابة تقرير يعترف فيه بأنه كان يسعى إلى تجنيد المرأة الإسرائيلية، للتجسس لحساب الفلسطينيين، لكن يفتضح أمره مع تكليف الزوج الإسرائيلي «دافيد» بقيادة حملة مداهمة أحد مقار الاستخبارات الفلسطينية في بيت لحم، وتتحفظ على ملفاته، ومن بينها التقرير الذي كتبه «سليم»، ويصدر قرار باعتقاله، بتهمة تجنيد المرأة الإسرائيلية، التي لم يرد اسمها في التقرير، ويتحول في نظر الفلسطينيين إلى «بطل قومي»، ينادي بالحرية لوطنه، ويرفض، رغم التعذيب الذي يتعرض له الافصاح عن اسم عشيقته، وتتولى المحامية الفلسطينية «مريم»، الدفاع عنه، لكنها تفشل، بينما يُدرك «دافيد» أن زوجته خائنة، وعندما يخضع للتحقيق، لاتهامه بإفشاء أسرار وظيفته، يُفاجأ بالمكالمة التي أجرتها زوجته مع «سليم»، قبل مداهمة المقر الفلسطيني، بينما ترتاب الزوجة الفلسطينية «بيسان» في أمر زوجها، الذي ينتظره حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات، وتتقصى الحقيقة، وتصل إليها، وترفض زيارة زوجها الخائن في السجن، لكنها ترفض فضح سره أمام الفلسطينيين، الذين يرونه بطلاً، ويعلقون صوره على الجدران، وتتعاطف مع غريمتها الإسرائيلية، عندما تزورها في منزلها، وتدافع عنها أمام زوجها، الذي اقتحم منزلها، وتتلقى رصاصته بدلاً منها، وفي مشهد النهاية ذو الدلالة نرى الزوجة الفلسطينية، وغريمتها الإسرائيلية، جالستان على أريكة في المحكمة، التي تنظر الدعوى، وابتسامة خجولة مرسومة على وجهيهما، وعلى مقربة منهما الطفل الذي أنجبته «بيسان»، وربما يشغل، في القريب، المساحة الخالية بينهما !
تنديد .. وترحيب !
المُخجل أنه في الوقت الذي نددت فيه «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» بالفيلم، وطالبت مخرجه مؤيد عليان بالاعتذار عن الفيلم، الذي يؤدي فيه دور البطولة ممثلان إسرائيليان؛ أحدهما إيشاي جولان، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي، ويُقيم في تل أبيب، وساند حزب الدعم العمالي في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية عام 2013، والثانية، سيفان كريتشنر، التي كتبت على صفحتها، عبر موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»، تقول : «أرفع القبعة للأخوين عليان ( تقصد المخرج مؤمن عليان وشقيقه كاتب السيناريو رامي عليان) الشجاعين ليس لأنهما صنعا فيلماً نسوياً فلسطينياً، بل لأنهما تعاونا مع إسرائيليين» (!)، وهي التي غنت في احتفالية «شهر عليا»، التي تنظمها «الوكالة اليهودية لأجل إسرائيل»، المعنية بجمع الإعانات، من أجل تطوير حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، كل عام في تل أبيب، احتفالاً بعودة اليهود إلى «أرض الميعاد»، وسبق لها المشاركة في المسرحية الإسرائيلية «اسمي ريتشيل كوري»، التي عُرضت في تل ابيب، وفي «مسرح الخان»، في القدس المحتلة، تبارى بعض النقاد السينمائيين العرب في الإشادة بالفيلم، حتى أن أحدهم، وهو نفسه مدير جوائز النقاد السنوية، كتب يقول : «للأسف، وبدلاً من أن يتم الاحتفاء بالإنجاز الذي يفتتح بقوة الحضور العربي في المهرجانات الكبرى مع بداية العام الجديد، تحوّل صناع الفيلم بين عشية وضحاها متهمين عليهم إثبات برائتهم، بعدما رُفع في وجوههم السيف الذي صار مسلطاً على عنق كل من يجرؤ أن يختلف مع الثوابت أو يحاول طرح أسئلة مشروعة: التطبيع»، وأضاف : «بيان صادر من حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية يتهم الفيلم بالتطبيع لمشاركة ممثلين إسرائيليين في فريق العمل، مطالباً صناع الفيلم بالاعتذار والتبرؤ من عملهم، والمهرجانات والقاعات العربية بمنعه من العرض»، ووصف البيان بأنه «جاء لأسباب توزيعية، ولم يكن له داعٍ على المستوى الموضوعي، لأن مستوى الفيلم كفيل بالدفاع عن نفسه أمام كافة الاتهامات»، واختتم : «الفيلم خطوة واسعة للأمام يأخذها مؤيد عليان في مشوار سينما فلسطينية جديدة وخاصة وناضجة. سينما قد لا يرضى عنها أباطرة البطولة وأصحاب المواقف المشتعلة، لكنها تحمل أسباب انتصارها داخلها؛ ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح» ! بينما كتب ناقد آخر : «أعتبر الفيلم الروائي الطويل “التقارير عن ساره وسليم”، الاكتشاف الحقيقي في الدورة الـ47 من مهرجان روتردام السينمائي، حيث عرض للمرة الأولى على المستوى العالمي وحظي بتقديرات كبيرة من جانب الجمهور في استطلاعات الرأي اليومية، ولا شك أنه سيجوب روتردام الكثير من المهرجانات السينمائية الأخرى، لكنه قد يواجه مشكلة في العالم العربي بسبب ظهور مشاركة بعض الممثلين الإسرائيليين». وأضاف :«الفيلم يجمع بين ممثلين من فلسطينيي الداخل، وبعض الممثلين من اليهود الإسرائيليين، ليس بهدف “التطبيع″، بل لأن هذا ما تفرضه دراما الفيلم ورغبة مخرجه في إضفاء الواقعية على عمله، كما تفرضه أيضا ظروف العمل في الأرض المحتلة. وعادة يكون الممثلون الذين يعملون في الأفلام الفلسطينية من المساندين لحقوق الفلسطينيين»، وهو الرأي الذي تبناه ناقد سينمائي عربي آخر حين كتب : «كشف ناطق باسم الشركة المنتجة ان الفيلم خرج من رحم مدينة القدس في ظروف إستثنائية عاشتها في يوليو الماضي، حيث تعرض طاقم العمل لاعتداءات عديدة من قوات الاحتلال» !
دفاع متهافت !
دفاع نقدي غاية في التهافت، والدونية؛ فالفيلم الخبيث، في ثناياه، لم يكن منصفاً، على الإطلاق، في عرضه لقضيته، وبدا منحازاً، بشكل كبير، للعدو المغتصب، المحتل؛ فالإسرائيليون بشراً يحبون ويكرهون، أضفى عليهم الفيلم مسحة من الملائكية، وكأنه يمنحهم المبرر للقهر والقتل، وسفك الدماء؛ فالضابط الإسرائيلي مغلوب على أمره، يستحق التعاطف، مطعون في شرفه، ومُغرر به، بينما هو مُرهف المشاعر، يستمع للموسيقى العالمية، وأب عطوف يلاعب ابنته بحنو بالغ، كما أنه مُجبر على أداء واجبه، في استهداف الفلسطينيين "الأشرار"، الذين يعكرون صفو "السلام"، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في حين أن زوجته الإسرائيلية تقطر طيبة، متأنقة، أم مثالية لطفلتها، ضحية برود علاقتهما الجنسية، وعلى استعداد للتضحية بنفسها، في سبيل الدفاع عن غريمتها الفلسطينية ولما وجدت أن واجبها يُملي عليها الوقوف بجانب عشيقها الفلسطيني لم تتردد، وذهبت إلى المحكمة لتدفع ثمن غوايتها، وتُكفر عن ذنبها، وتُدلي بشهادتها التي تُنصفه. وعلى الجانب الآخر فالفلسطيني أحمق، وبطل وهمي، رفع الشارع الفلسطيني صورته، بوصفه أسير الحربة، وبطل قومي حقيقي، بينما هو مجرد زوج خائن، غرق في ملذاته ونزواته، والزوجة الفلسطينية "المحجبة" جاهلة جنسياً، ضحية زوجها والاحتلال معاً، وشقيقها انتهازي وضيع.
أما أخطر رسالة خبيثة تضمنها االفيلم فتلك التي تمثلت في الإيحاء بأن ثمة تنسيقاً أمنياً بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وأن استهداف النشطاء الفلسطينيين متفق عليه بين الجانبين !
النوم مع العدو !
أمر مُخز، وشديد الخسة والوضاعة، أن يرى البعض في فيلم يختزل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في مضاجعة جنسية ملتهبة بين زوج فلسطيني وزوجة إسرائيلية، وكأن «النوم مع العدو» هو الحلٌ الناجعٌ للصراع العربي الطويل !
لكن الأخطر في الأمر أن يرحب «مركز السينما العربية» بمشاركة ممثلين إسرائيليين في مسابقته، من دون أن يشعر بوخز الضمير، أو يتوجس ريبة في ما لو فازت الممثلة الإسرائيلية سيفان كريتشنر، التي جسدت دور «سارة»، وأشاد أحد النقاد المُشاركين في لجنة التحكيم بأدائها اللافت (!) بجائزة أفضل ممثلة؛ خصوصاً أن لوائح المسابقة لا تمنع هذا، إلا إذا كان ما حدث متعمداً، وربما مقدمة تتلوها مشاركات أخرى لمخرجين، ومنتجين إسرائيليين، بحجة أنهم «من المساندين لحقوق الفلسطينيين» !
من هنا، ولإبراء ذمتي مما حدث، وما قد يُدبر له في الخفاء، وإلى حين تصدق النوايا، ويتخذ «مركز السينما العربية» قراره بإستبعاد فيلم «التقارير عن سارة وسليم» من المسابقة، أعلن انسحابي من لجنة تحكيم جوائز النقاد السنوية .







السبت، فبراير 23، 2019

السينما الفرنسية في حفل السيزار 44 تنتصر لأفلام الواقع وهموم الناس بقلم صلاح هاشم





السينما الفرنسية توزع جوائزها في حفل " السيزار " 44

السينما تنتصر لأفلام الواقع وهموم الناس كمرآة
 للمجتمع الفرنسي ومشكلاته


أحسن فيلم فرنسي : فيلم" حتى الحضانة " الذي يعرض لمشاكل النزاعات الزوجية
وأحسن مخرج: جاك أوديار

بقلم
صلاح هاشم

وزعت السينماالفرنسية جوائزها يوم الجمعة 22 فبراير في حفل " السيزار " السنوي الكبير 44، وهوعلى غرار حفل "الأوسكار" في هوليوود، للكشف عن أفضل حصاد العام 2018 في السينما الفرنسية..

 وعلىالعكس من كافة التوقعات،خرجت الأفلام الكوميدية من نوع " فيل جوودFEEL GOOD  "مثل الفيلم الفرنسي " الحمام الكبير"للترويح عن الجمهوروالتخفيف عنه،في محاولة لنشر"التفاؤل" بين الناس، في أجواء اليأس والاحباط والسخط العام ومظاهرات" أصحاب السترات الصفراء" التي مازالت تجتاح فرنسا..

 خرجت هذه الألام الكوميدية وأغلبها تافه وسخيف من مولد السيزاربلا حمص، و بدون جوائز يعتد بها، بعدما كان أغلب أهل صناعة السينما الفرنسية أكثر من 3 الآف عضو في أكاديمية السيزار المذكورة قد صوتوا لصالح الأفلام الفرنسية" الواقعية" التي تكشف عن تناقضات المجتمع الفرنسي وهموم الناس..

 مثل قضية " الضرب و العنف" الذي مازال يمارس على النساء في بلد متحضر مثل فرنسا، وتروح ضحيته زوجة كل ثلاث دقائق ! وقضية "التحرش الجنسي" بالنساء والأطفال، حيث يتعرض طفل من كل خمسة أطفال في فرنسا للتحرش الجنسي ويقع ضحية له ،ومآسي "المنازعات الزوجية"التي تصل الىالمحاكم، و يروح ضحيتها الأطفال كما في فيلم " حتى الحضانة "JUSQUA LA GARDE الحاصل على جائزة سيزار أحسن فيلم لعام 2018 ويتسامق من بين كل الأفلام الحاصلة على جوائز في الدورة 44 يفنه وبما فيه من أداء تمثيلي رائع


ليا دروكر

، ولذا لم يكن غريبا أن تحصل بطلة الفيلم الممثلة الفرنسية ليا دروكرعلى جائزة سيزار أحسن ممثلة أيضا في الدورة 44 التي ترأستها الممثلة الانجليزية القديرة كريستين سكوت توماس، ووزعت جوائزها كالتالي..

جك اوديار
وفيلمه إخوان اخوات

جائزة سيزار أحسن اخراج ذهبت للمخرج الفرنسي الكبير جاك أوديار عن فيلم " اخوان وأخوات" من اخراجه، وحصل ذات الفيلم على جوائز أحسن تصوير، وأحسن صوت، وسيزارأحسن ديكور أيضا
، جائزة أحسن سيناريو أصلي ذهبت لفيلم " حتى الحضانة ".



 جائزة أحسن ممثل فاز بها الممثل الفرنسي الكس لوتز عن دوره في فيلم " جي ".
 
جائزة سيزارالعمل الأول ذهبت للمخرج الفرنسي جان برنارد مارلان عن فيلم " شهرزاد"بطولة مجموعة من الممثلين من غيرالمحترفين

فيلم شهرزاد


ويحكي عن مجتمعات الهامشيين والعنف و الدعارة والجريمة المنظمة في مدينة مارسيليا، وحصل بطل الفيلم الشاب ديلان روبرت بطل الفيلم على سيزار أحسن ممثل شاب، وحصلت بطلته كينزا فورتاس على سيزار أحسن ممثلة شابة.

كما منحت اكاديمية السيزار جائزة شرفية للممثل الامريكي الكبير روبرت ردفورد عن مجمل أعماله.

يذكر أن الدورة الـ44 اقيمت على شرف المطرب والملحن والممثل الفرنسي  الكبير شارل ازنافور وحضرها الممثل الكبير روبرت ردفور، ومنحت جائزة سيزار أحسن فيلم أجنبي للفيلم الياباني " مسألة عائلية" الفائز بسعفة  مهرجان " كان " الذهبية " في دورة المهرجان 71 واشرف على تقديم الحفل الممثل الفرنسي من أصل جزائري كاد مراد..


باريس. صلاح هاشم






السبت، فبراير 09، 2019

مجتمع الاستهلاك المثالي العدمي للنساء والرجال الجوف بقلم صلاح هاشم.فقرة في نزهة الناقد


 نزهة الناقد..

لقطة من فيلم لص بغداد

 فقرة بعنوان

" مجتمع الاستهلاك المثالي العدمي، للنساء والرجال الجوف "

 بقلم
 صلاح هاشم..

آسف .أحتاج يالفعل بعد أن عدت الى باريس الى فترة راحة، واعتكاف، بعيدا جدا عن كل هذا الصخب والكذب والضجيج والدوشة والزحام، والاختناق والنفاق، والاحتيال والتحايل والتخايل والتلوث، فهكذا وجدت مصر، بعد ان عشت شهرين فقط فيها، ووجدت الاغلبية تشكو سأم الحياة وظلم العيش، وتوحش القبح والقهر والقمع واخراس الألسنة ، والكل يدعو مع صديق اللهم هجرة,..وتألمت وكتمت كثيرا في قلبي
.تألمت كثيرا لما يكتبه البعض من الأصدقاء على صفحاتهم من كلام تافه وفارغ ومنافق وعقيم، وكأنهم يتسولون صداقات وعطف ودعوات البعض الآخر، على إيه يعني ،حتى صار الدخول الى صفحات البعض - من المعارف والاصدقاء أو من يحسبون أننهم قد صاروا أصدقاء لي بالفعل، وكأنه يكفي الاستجابة لطلب صداقة من أحدهم حتى يمنح نفسه لقب صديقك، وبات الأمر يحتاج الى وقفة ،وحذف البعض من قائمة الأصدقاء جلبا لراحة البال- صار الدخول الى صفحة التواصل هذه، أشبه مايكون بالدخول الى مجنمع الاستهلاك المثالي العدمي للنساء والرجال الجوف..

صلاح هاشم
الحصان الشارد
تربية لص بغداد وسينما إيزيس