الزعيم جمال عبد الناصر. لم يرحل ابدا. انه مجموعة القيم التي تمثل شوقنا الى الحرية في مجتمعات "العيش الكريم" الاكثر عدالة
إيزيس في باريس
يوميات ناقد مصري
زاوية
يكتبها صلاح هاشم
جمال عبد الناصر في باريس
رمز " الحلم " العربي العصري
بقلم
صلاح هاشم
تواردت على ذهني عدة خواطر بمناسبة الاحتفال بالزعيم جمال عبد الناصر بعد مرور اربعين عاما على وفاته في المركز الثقافي المصري في حي سان ميشيل بباريس ، في تظاهرة بعنوان " عبد الناصر بعد اربعين سنة" ينظمها المركز الذي يديره د.محمود إسماعيل ، بالتعاون مع المكتب الثقافي التابع للسفارة المصرية في باريس وتشرف عليه د.كاميليا صبحي ، وتشتمل التظاهرة على معرض بالصور النادرة من الارشيف الشخصي للزعيم جمال عبد الناصر الذي تحتفظ به اسرته وأرشيف تاريخ مصر، وعدة فعاليات، عروض افلام وندوات..
و زعلت وحزنت جدا بالطبع على ماصار اليه حالنا ومحتالنا ، ودرجة التخلف والجهل التي وصلت اليها مجتمعاتنا المصرية والعربية ، وبالاخص في" قارة " مصر، هكذا أحب أن اسميها، التي اطلق عليها في عهد الزعيم الراحل " قلعة العروبة" ، وكان من المفروض ان تضطلع مصر "الشقيقة الكبري" في عهده
بالدور التنويري الريادي الاكبر ، وتكون في طليعة حركات التحرر والنهوض والتقدم في العالم العربي ، وهي تمسك بدفة السفينة وتبحر مع ناصر الي عوالم اخري من " اليوتوبيا" المفقودة ، عوالم تتحق فيها العدالة والمساواة والحرية لكل المواطنين العرب الغلابة..
غير ان هذه القلعة للأسف سرعان ما انهارت، لاسباب داخلية وخارجية . الداخلية نعرفها جميعا طبعا وهي متصلة بتاريخنا وطبيعة الحكومات التي تعاقبت على حكمنا ، و لا داع هنا لتقليب المواجع، اما الخارجية فتكمن في طبيعة توجهات القوي الاستعمارية الاجنبية آنذاك ، التي شنت حربها على الزعيم ونظامه ، حفاظا طبعا على مصالحها الاقتصادية في المنطقة ، وبالتواطؤ مع الانظمة العربية الرجعية ، والطبقات الاجتماعية الراسمالية الجديدة التي صعدت بسرعة، وهي تحتقر العلم والتعليم ، والثقافة والمثقفين كما نعرف ،وتعيش الآن على نهب بلادنا ، ومص دمنا ، و مازال علينا يقينا أن نفعل الكثير، لكي تسترد " الثقافة " قيمتها في مجتمعاتنا ..
وتحضرني هنا بالمناسبة كلمة الروائي المصري الكبير بهاء طاهرفي كتابه "أبناء رفاعة الثقافة والحرية " الصادر عن " دار الهلال " في مصر ، ويذكر فيها أن المثقفين قد لعبوا " أهم " الادوار ، في إحداث التغير الفكري الذي قاد مصر خطوة خطوة ، رغم الهزائم والانكسارات ، لتصبح في كل مرحلة أفضل مما كانت عليه من قبل ، و لابد أن : " يصبح المثقفون هم "قادة الفكر" بالفعل، وأن تتاح لهم فرصة النفاذ الى العقول والوجدان ، لتكوين الرأي العام ، المسلح بالوعي والحرية ".. ولن يتحقق ذلك بالطبع إذا ظلوا كما يقول بهاء طاهر كما هم، إما على هامش المجتمع يتغنون لأنفسهم ، و إما ابواقا للتهليل والتكبير. ونرجو مع الاستاذ بهاء طاهر أن تتاح لهم فرص أكبر للنفاذ الى العقول والمشاركة
كان عبد الناصر" حلم العدالة " الكبير و الشوق الىمجتمعات الحرية التي يشمخ فيها المواطن المصري بعزته وكرامته وانسانيته. الم يكن عبد الناصر هو القائل إن " إرفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الإستعباد" وهل هناك حلم للفقراء المعذبين المقهورين المضطهدين في الوطن أجمل من حلم " الكرامة " التي مرغتها حكوماتنا المصرية والعربية في التراب و" العيش الكريم" المفتقد الذي يدفع الآلآف المؤلفة من مواطنينا المصريين والعرب المساكين الآن الى الهجرة من أوطانهم التي يتعرضون فيها بسبب ظروف التدهور العام الحاصل في جميع المجالات لابشع أنواع الاستغلال ، وتهان كرامتهم يوميا عيني عينك ، وهم يهيمون في العراء من فرط الاسي والغربة في وطن الأسياد و يكلمون أنفسهم ؟
كان عبد الناصر رمزا للحلم العربي قديما ومايزال يمثل القيمة الكبري، بل " مجموعة القيم " في حلمنا الكبير ، الحلم العربي العصري، بمجتمعات أكثر عدالة ، والخلاص من الهوان والظلم ، ..ولذلك فانه لم يمت ولم يرحل ابدا..
و يبدو ان ظروف السفر المهببة في اطار المظاهرات والاضرابات التي تعيشها فرنسا حاليا حالت دون وصول السيدة هدي عبد الناصر بنت عبد الناصر البكر وهي كما نعرف استاذة للعلوم السياسية في الجامعة المصرية وذلك لافتتاح التظاهرة المذكورة وحضورها ، فاضطر اصحابها لتغيير البرنامج الذي صار الآن يشتمل على عدة فعاليات والدعوة مفتوحة فيها لمن يرغب في الحضور
يوم الاربعاء الموافق 27 اكتوبر الساعة 18.30 . عرض فيلم " ناصر رمز الحلم العربي "، ولانعرف للأسف من هو مخرجه ولم يأت ذكر لمخرجه في برنامج المركز وقد وجب التنويه فاقل شييء ان نعرف من هو صاحب الفيلم ومخرجه دعك من معرفة البطاقة الفنية للفيلم
يوم الخميس الموافق 28 اكتوبر الساعة 18,30 ينظم المركز مائدة نقاش مستديرة بعنوان " ناصر وفرنسا" بمشاركة الصحافي الفرنسي الكبير بول بالطا والكاتب السياسي الفرنسي الكبير جان لو كوتور والكاتب المصري وفيق رءوف. لم يبلغ المركز في برنامجه بمن سوف يضطلع بادارة النقاش، وقد يكون د. محمود اسماعيل مدير المركز هو الذي سوف يضطلع بالمهمة غير ان ذلك لم يذكر في البرنامج وهي هنة اخري من هناته ولزم التنويه
يوم الجمعة الموافق 29 اكتوبر الساعة 18,30. يقدم المركز سهرة موسيقية لـ " الفرقة المصرية للموسيقي العربية " بعنوان " الاغنية المصرية في الحقبة الناصرية ". ونأمل بالطبع الا تنسي الفرقة ان تغني لنا اغنية " يا حبنا الكبير الأول والأخير " التي غنتها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم لعبد الناصر ، وغيرها من اغنيات يبدو انها اندثرت من حياتنا ، وصارت الى مخازن الحكومات والانظمة التي صارت ترتعب من ذكر أسم ناصر، و كل أسماء دعاة ورواد الثقافة والحرية والنهضة والتنوير
يوم السبت الموافق 30 اكتوبر الساعة18,30 . سهرة موسيقية ثانية لذات الفرقة المذكورة
وتدعو " سينما إيزيس" الي الاقبال على تلك التظاهرة الثقافية المهمة من تنظيم المركز وحضور فعالياتها والمشاركة فيها، وتشكر السيدة د. كاميليا صبحي ود. محمود اسماعيل على مبادرتهما، لإحياء ذكري الزعيم ، فلولا " مجانية التعليم " في عهد ناصر ، ما كنا دخلنا الجامعة المصرية في فترة الستينيات، و تعلمنا وتخرجنا فيها ، ولولا جمال عبد الناصر في مجال السينما المصرية ، ماكان يمكن للقطاع العام في السينما الذي تأسس بطلب شخصي من الزعيم، أن تقوم له قائمة. ويكفي ذلك القطاع فخرا وشرفا وزهوا ، ان يكون ساعد على انتاج مجموعة من الافلام المصرية القيمة الرائعة التي لاتنسي ، و صارت الآن من كلاسيكيات السينما المصرية العظيمة ، مثل فيلم " المومياء " لشادي عبد السلام ..
عنوان المركز الثقافي المصري في باريس
111 شارع سان ميشيل . باريس75005
هاتف:0146337567
صلاح هاشم
يوميات ناقد مصري
زاوية
يكتبها صلاح هاشم
جمال عبد الناصر في باريس
رمز " الحلم " العربي العصري
بقلم
صلاح هاشم
تواردت على ذهني عدة خواطر بمناسبة الاحتفال بالزعيم جمال عبد الناصر بعد مرور اربعين عاما على وفاته في المركز الثقافي المصري في حي سان ميشيل بباريس ، في تظاهرة بعنوان " عبد الناصر بعد اربعين سنة" ينظمها المركز الذي يديره د.محمود إسماعيل ، بالتعاون مع المكتب الثقافي التابع للسفارة المصرية في باريس وتشرف عليه د.كاميليا صبحي ، وتشتمل التظاهرة على معرض بالصور النادرة من الارشيف الشخصي للزعيم جمال عبد الناصر الذي تحتفظ به اسرته وأرشيف تاريخ مصر، وعدة فعاليات، عروض افلام وندوات..
و زعلت وحزنت جدا بالطبع على ماصار اليه حالنا ومحتالنا ، ودرجة التخلف والجهل التي وصلت اليها مجتمعاتنا المصرية والعربية ، وبالاخص في" قارة " مصر، هكذا أحب أن اسميها، التي اطلق عليها في عهد الزعيم الراحل " قلعة العروبة" ، وكان من المفروض ان تضطلع مصر "الشقيقة الكبري" في عهده
بالدور التنويري الريادي الاكبر ، وتكون في طليعة حركات التحرر والنهوض والتقدم في العالم العربي ، وهي تمسك بدفة السفينة وتبحر مع ناصر الي عوالم اخري من " اليوتوبيا" المفقودة ، عوالم تتحق فيها العدالة والمساواة والحرية لكل المواطنين العرب الغلابة..
غير ان هذه القلعة للأسف سرعان ما انهارت، لاسباب داخلية وخارجية . الداخلية نعرفها جميعا طبعا وهي متصلة بتاريخنا وطبيعة الحكومات التي تعاقبت على حكمنا ، و لا داع هنا لتقليب المواجع، اما الخارجية فتكمن في طبيعة توجهات القوي الاستعمارية الاجنبية آنذاك ، التي شنت حربها على الزعيم ونظامه ، حفاظا طبعا على مصالحها الاقتصادية في المنطقة ، وبالتواطؤ مع الانظمة العربية الرجعية ، والطبقات الاجتماعية الراسمالية الجديدة التي صعدت بسرعة، وهي تحتقر العلم والتعليم ، والثقافة والمثقفين كما نعرف ،وتعيش الآن على نهب بلادنا ، ومص دمنا ، و مازال علينا يقينا أن نفعل الكثير، لكي تسترد " الثقافة " قيمتها في مجتمعاتنا ..
وتحضرني هنا بالمناسبة كلمة الروائي المصري الكبير بهاء طاهرفي كتابه "أبناء رفاعة الثقافة والحرية " الصادر عن " دار الهلال " في مصر ، ويذكر فيها أن المثقفين قد لعبوا " أهم " الادوار ، في إحداث التغير الفكري الذي قاد مصر خطوة خطوة ، رغم الهزائم والانكسارات ، لتصبح في كل مرحلة أفضل مما كانت عليه من قبل ، و لابد أن : " يصبح المثقفون هم "قادة الفكر" بالفعل، وأن تتاح لهم فرصة النفاذ الى العقول والوجدان ، لتكوين الرأي العام ، المسلح بالوعي والحرية ".. ولن يتحقق ذلك بالطبع إذا ظلوا كما يقول بهاء طاهر كما هم، إما على هامش المجتمع يتغنون لأنفسهم ، و إما ابواقا للتهليل والتكبير. ونرجو مع الاستاذ بهاء طاهر أن تتاح لهم فرص أكبر للنفاذ الى العقول والمشاركة
كان عبد الناصر" حلم العدالة " الكبير و الشوق الىمجتمعات الحرية التي يشمخ فيها المواطن المصري بعزته وكرامته وانسانيته. الم يكن عبد الناصر هو القائل إن " إرفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الإستعباد" وهل هناك حلم للفقراء المعذبين المقهورين المضطهدين في الوطن أجمل من حلم " الكرامة " التي مرغتها حكوماتنا المصرية والعربية في التراب و" العيش الكريم" المفتقد الذي يدفع الآلآف المؤلفة من مواطنينا المصريين والعرب المساكين الآن الى الهجرة من أوطانهم التي يتعرضون فيها بسبب ظروف التدهور العام الحاصل في جميع المجالات لابشع أنواع الاستغلال ، وتهان كرامتهم يوميا عيني عينك ، وهم يهيمون في العراء من فرط الاسي والغربة في وطن الأسياد و يكلمون أنفسهم ؟
كان عبد الناصر رمزا للحلم العربي قديما ومايزال يمثل القيمة الكبري، بل " مجموعة القيم " في حلمنا الكبير ، الحلم العربي العصري، بمجتمعات أكثر عدالة ، والخلاص من الهوان والظلم ، ..ولذلك فانه لم يمت ولم يرحل ابدا..
و يبدو ان ظروف السفر المهببة في اطار المظاهرات والاضرابات التي تعيشها فرنسا حاليا حالت دون وصول السيدة هدي عبد الناصر بنت عبد الناصر البكر وهي كما نعرف استاذة للعلوم السياسية في الجامعة المصرية وذلك لافتتاح التظاهرة المذكورة وحضورها ، فاضطر اصحابها لتغيير البرنامج الذي صار الآن يشتمل على عدة فعاليات والدعوة مفتوحة فيها لمن يرغب في الحضور
يوم الاربعاء الموافق 27 اكتوبر الساعة 18.30 . عرض فيلم " ناصر رمز الحلم العربي "، ولانعرف للأسف من هو مخرجه ولم يأت ذكر لمخرجه في برنامج المركز وقد وجب التنويه فاقل شييء ان نعرف من هو صاحب الفيلم ومخرجه دعك من معرفة البطاقة الفنية للفيلم
يوم الخميس الموافق 28 اكتوبر الساعة 18,30 ينظم المركز مائدة نقاش مستديرة بعنوان " ناصر وفرنسا" بمشاركة الصحافي الفرنسي الكبير بول بالطا والكاتب السياسي الفرنسي الكبير جان لو كوتور والكاتب المصري وفيق رءوف. لم يبلغ المركز في برنامجه بمن سوف يضطلع بادارة النقاش، وقد يكون د. محمود اسماعيل مدير المركز هو الذي سوف يضطلع بالمهمة غير ان ذلك لم يذكر في البرنامج وهي هنة اخري من هناته ولزم التنويه
يوم الجمعة الموافق 29 اكتوبر الساعة 18,30. يقدم المركز سهرة موسيقية لـ " الفرقة المصرية للموسيقي العربية " بعنوان " الاغنية المصرية في الحقبة الناصرية ". ونأمل بالطبع الا تنسي الفرقة ان تغني لنا اغنية " يا حبنا الكبير الأول والأخير " التي غنتها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم لعبد الناصر ، وغيرها من اغنيات يبدو انها اندثرت من حياتنا ، وصارت الى مخازن الحكومات والانظمة التي صارت ترتعب من ذكر أسم ناصر، و كل أسماء دعاة ورواد الثقافة والحرية والنهضة والتنوير
يوم السبت الموافق 30 اكتوبر الساعة18,30 . سهرة موسيقية ثانية لذات الفرقة المذكورة
وتدعو " سينما إيزيس" الي الاقبال على تلك التظاهرة الثقافية المهمة من تنظيم المركز وحضور فعالياتها والمشاركة فيها، وتشكر السيدة د. كاميليا صبحي ود. محمود اسماعيل على مبادرتهما، لإحياء ذكري الزعيم ، فلولا " مجانية التعليم " في عهد ناصر ، ما كنا دخلنا الجامعة المصرية في فترة الستينيات، و تعلمنا وتخرجنا فيها ، ولولا جمال عبد الناصر في مجال السينما المصرية ، ماكان يمكن للقطاع العام في السينما الذي تأسس بطلب شخصي من الزعيم، أن تقوم له قائمة. ويكفي ذلك القطاع فخرا وشرفا وزهوا ، ان يكون ساعد على انتاج مجموعة من الافلام المصرية القيمة الرائعة التي لاتنسي ، و صارت الآن من كلاسيكيات السينما المصرية العظيمة ، مثل فيلم " المومياء " لشادي عبد السلام ..
عنوان المركز الثقافي المصري في باريس
111 شارع سان ميشيل . باريس75005
هاتف:0146337567
صلاح هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق