الأربعاء، مايو 30، 2018

التاريخ مصدر إلهام في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 40 برئاسة محمد حفظي


المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي 40


التاريخ مصدر إلهام

 في دورة مهرجان القاهرة 40 برئاسة محمد حفظي
تنشر هنا سينما إيزيس، وكعادتها أن تكون سباقة في نشر الخبر، والتعليق عليه ،وإبداء الرأي فيه 
تنشر البيان الصادر عن المركز الصحفي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي 40 برئاسة محمد حفظي، وتجد أنه قد خطا خطوة رائعة بتطوير موقع المهرجان ،الذي يعتبر أهم رابط وصلة وصل، يربطنا بعالم السينما الكبير، ويخطو محمد حفظي في هذا الاتجاه، خطوة عزيزة.، وقد كان يكفي بعد تطوير الموقع بإسبوع، أن تنهال مئات من طلبات المشاركة في الدورة الجديدة . برافو محمد حفظي..


واليكم البيان الصادر عن المركز الصحفي


صلاح هاشم

مؤسس ومحرر موقع سينما إيزيس
أحد أهم المواقع السينمائية العربية


 * * *



التاريخ مصدر إلهام "شعار" المهرجان
"القاهرة السينمائي" يطلق الموقع الإنجليزي.. وحفظي: استقبلنا 100 فيلم أجنبي فى أول أسبوع

   دشن مهرجان القاهرة السينمائي، موقعه الإلكتروني الجديد، بنسخته الإنجليزية، ليكون بمثابة منصة معلوماتية، تنقل أخبار وفعاليات الدورة الـ40 من عمر المهرجان، يأتى ذلك حرصًا من إدارة المهرجان على تطوير منظومة العمل، ومسايرة المهرجانات العالمية، على أن يتم إطلاق النسخة العربية قريبًا.
وقال محمد حفظى، رئيس المهرجان: "من المهم تطوير موقع المهرجان وفق إطار علمى مدروس، ليسهل على الجميع من صناع السينما بمختلف أنحاء العالم تسجيل أعمالهم على الموقع وفق آلية ميسرة".
      حفظي أكد أن الموقع استقبل، فى الأسبوع الأول من إطلاقه نحو 100 فيلم من أوروبا وأمريكا وأفريقيا وآسيا، مشيرًا إلى أن السينمائيين وشركات الإنتاج والتوزيع مستمرة فى إرسال أفلامها، ما يعكس رغبة كبيرة في المشاركة بدورة المهرجان الجديدة، لتكون شاشة "القاهرة السينمائي" زاخرة بالأعمال المميزة التى نتمنى أن تشكل وجبة سينمائية ثرية للجمهور.
     وفى السياق؛ أشار حفظى، إلى أنه تم تصميم الشعار "اللوجو" الخاص بالدورة الجديدة، على يد الفنان آدم عبد الغفار، والذى استمد ألوانه من ألوان مباني منطقة وسط البلد في مدينة القاهرة، التي ستكون مصدر إلهام كافة تصميمات الدورة الأربعين.
     من جانبه، قال المصمم آدم عبد الغفار: "اتفقت مع إدارة المهرجان، على الاحتفاء بتاريخ المدينة التاريخية المرتبطة بصناعة السينما منذ نحو قرن، إنها مدينة الألف فيلم كما أحب تسميتها".
    وتابع: "لذلك استوحيت ألوان (اللوجو) من الألوان الأصلية لمباني وسط البلد، وسيظهر ذلك أكثر في (البوستر) الرسمي للمهرجان، والذي سيتم الانتهاء منه قريبًا".
المركز الصحفى
مهرجان القاهرة السينمائى الدولى

معرض "الموسيقى" في باريس يكرس ملصقه لكوكب الشرق أم كلثوم ومصر أم الدنيا بقلم صلاح هاشم


أم كلثوم كوكب الشرق ورمز الموسيقى العربية في ملصق معرضها

لوحة للفنان المصري الكبير حامد ندا في قسم الموسيقى الشعبية في المعرض



في قاعة الموسيقى في السينما مشهد لرقصة أداء سامية جمال في فيلم تعال سلّم

معرض " الموسيقى " في باريس يكرس ملصقه لكوكب الشرق أم كلثوم و" مصر أم الدنيا " 

بقلم

صلاح هاشم

من أبرز المعارض المقامة حاليا في باريس معرض AL MUSIQA المقام بمدينة الموسيقى في باريس، والذي يعرض لنشأة وتطور  الأصوات والموسيقات العربية منذ فترة الجاهلية في الصحراء العربية، ولحد زمننا الحاضر
 من خلال الموسيقى الشبابية الحديثة جدا من "راب" و "ميكس" وبكل اتجاهاتها،وينتهي المعرض الذي يكرس أفيشه - ملصقه لسيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم  بعرض بعض مشاهد - تحت عنوان " الموسيقى العربية في السينما " - من الأفلام الموسيقية  الجميلة في التراث السينمائي المصري مثل فيلم "غرام وانتقام" بطولة يوسف وهبي بك  ومن اخراجه أيضا، والذي  تغني فيه أسمهان أغنيتها الشهيرة " أمتى حتعرف إني بأحبك إمتى " فيجعلنا نهيم في صوتها الملائكي حبا وغشقا

أسمهان صاحبة الصوت الملائكي
لقطات من فيلم" غرام وانتقام"  في قاعة الموسيقا في السينما


ويتيح المعرض للزائر وهو يتردد  بين ردهاته وقاعاته فرصة التعرف على مراحل تطور الموسيقى وفن الغناء عند العرب والأنواع الموسيقية  المختلفة التي عرفوها عبر تاريخهم العريق مثل  الموسيقى الصوفية "  و " الموسيقى الأندلسية " و " الموسيقى الشعبية " بل و (موسيقى " الهجرة" العربية الى فرنسا) أيضا


الاغنية الشبابية

هاشم امام لوحة مصر أم الدنيا ودورها  الرائد في تطور فن الموسيقى العربية

الموسيقى العربية الشبابية الحديثة


لوحات لـ 54 شخصية في المعرض من الشخصيات التي وضعت بصمتها على تطور فن الغناء وفن الموسيقى عند العرب




ويتوقف  الزائر عند لوحة كبيرة في المعرض، تذكر بالدور الذي لعبته " مصر أم الدنيا " في حركة تطورهذا الفن الموسيقى، حين عقد في مصر عام 1932 أول مؤتمر للموسيقى العربية ، ومعه خرجت الموسيقى العربية من سيادة و هيمنة الغناء والموسيقى التركية، وانطلقت لتشكل هويتها الموسيقية الخاصة وطابعها الحداثي المميز


فرقة أمام كلثوم .لوحة في معرض الموسقيا


وتبرز اهمية هذا المعرض البيداجوجي التعليمي الرائع- وهي المرة الاولى التي يتكرس فيها معرض في فرنسا للحديث عن التراث الموسيقي عند العرب والمسلمين
 ليكشف ذلك عن التراث الموسيقى عند العرب واضافاته الى الحضارات الانسانية
 تبرز في اطار ظاهرة " الاسلاموفوبيا" ISLAMOPHOPIE الخوف من الإسلام - في فرنسا التي تشير الى أن العرب والمسلمين هم السبب وراء اي حادث ارهابي يقع في البلاد، وكل المشاكل " السياسية " والاجتماعية التي تعاني منها 
ولذا يساهم هذا المعرض " الرائع "  من تنظيم وتحت إشراف فيرونيك ريفيل المديرة السابقة لمعهد ثقافات الإسلام في باريس و " المعهد الفرنسي بالأسكندرية

يساهم يقينا في تصحيح صورة العرب في فرنسا، من خلال الكشف عن تراثهم الموسيقى العظيم، والتذكير باسهاماتهم واضافاتهم الى الموسيقا والغناء ، وفضل حضارة العرب والمسلمين على الحضارة الأوروبية، وعلى "الذاكرة الجمعية" الموسيقية للانسانية جمعاء ..

صلاح هاشم

الثلاثاء، مايو 29، 2018

التوثيق لرسائل حب . فقرة من كتاب " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس " بقلم صلاح هاشم

التوثيق لرسائل حب
فقرة من كتاب " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس "
بقلم

صلاح هاشم


كتب لي صديق. نريد أن نعرف رأي حضرتك في موضوع كذا ،عند زيارتك القادمة لمصر.!..

مازال البعض يتصور ويتعامل معي على أني غادرت وتركت مصر بلدي.
غير صحيح بالمرة
لم يخطر على بالي قط يا نيكوس زيارة مصر ، فأنا لم أغادر مصر ، كيف أزورها إن لم أكن غادرتها ؟ ولا غادرت حينا العريق قلعة الكبش في السيدة زينب ، ولا تركت شهامة وجدعنة أولاد البلد.

لا استطيع أن أغاد مصر يانيكوس لأنني عندما أحضر لا افكر في أني سأغادر قط - في رحلتي الأخيرة فقط الى مصر أو عودتي الأخيرة في شهر فبراير وجدت أن الحياة صارت أصعب مما تركتها عليه.. وأشد قسوة -
أنا أسافر في مهمة للاحاطة بالمعارف الجديدة وأكتب عنها وعن اكتشافاتي. واتنقل فقط بين موطني الأصلي في القاهرة ، وبين لندن وباريس حيث أقيم - ، وبين كوبنهاجن وبرشلونة وأصيلة، ثم أعود مع كل زيارة الى بلدي ،فاذا بي عند عودتي أكتشف انني اتطلع الى المكان الذي أنطلقت منه في بداية رحلتي ، وكأني أاتعرف عليه من جديد، وأعيد اكتشافه - ويالها من متعة - للمرة الأولى.
لم أغادر يانيكوس ابدا لأني حريص على اداء تلك المهمة- وحين أكتب - أكتب بالقدر الأكبر من الدقة ولإخلاص، والتواضع والجرأة . أكتب عصير حياة وتجارب ورحلات وخبرات لتحريك الساكن. .
لايربطني بمصر مكان ، أو موقع، مثل حينا قلعة الكبش العريق الذي نشأت وتربيت وكبرت في أزقته وعطفاته وحواريه - بل يربطني بمصر ما لاحصر له من القلوب المصرية المحبة التي يجمعها حضن كبير واحد. حضن تلك االسيدة السوداء الطيبة الحاجة سيدة التي أنجبتني، والتي كانت تسقيني الحليب، وأنا أشد - مع الأولاد الأشقياء من قلعة الكبش- شعر الشمس من عند المغيب
 فاذا بي أجدها ، في كل إمرأة عشقتها ، وأنا أنطلق في بحار الله ، وأدلف الى داخل المياه من دون خوف أو وجل..
صلاح هاشم

الاثنين، مايو 28، 2018

حلقة من برنامج " الرفيق " لمناقشة مجموعة " الحصان الأبيض " مع المؤلف الكاتب صلاح هاشم


غلاف مجموعة  " الحصان الأبيض " لصلاح هاشم. لوحة الغلاف للفنانة هيام عبد الباقي


مناقشة مجموعة " الحصان الأبيض " القصصية للكاتب  صلاح هاشم في البرنامج الثقافي

الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم

في  حلقة من برنامج " الرفيق " إعداد د. منار حسن فتح الباب

انظر الحلقة على الرابط المرفق - قناة اليوتيوب



الأحد، مايو 27، 2018

الى روح نيكوس كازانتزاكيس . فقرة من كتاب " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس " بقلم صلاح هاشم




الى روح نيكوس كازانتزاكيس
بقلم
صلاح هاشم

هي منار، التي عثرت على كتابة سحرية لي ،على جدارية فرعونية.. كتابة في النهم للحياة ..وفلسفة وجود ..

كتابة كانت تتشكل
 على الطريق الصاعد الى الجبل،
وهي تحلق مع السحب الراحلة وتمضي..

كتبت منار تقول لي : " .. جمهورك جميل "..



ولم أكن كشفت لها بعد
عن جمال الزرع والحقول في وداينا
 وانتشار الخضرة 



ومتعة ان تتدحرج في الشمس
 وانت تعدو عاريا
والنجوم ترقبك..




فإذا بصوته من خلف " هند  "  اخرى في ما وراء التلال



يأتيك منذرا..



يأتي الصوت


ثم يختفي..

في آخر حبل الصوت 

ترن ترن ترن

وصلنا..
وفي أول الحبل
موشح اندلسي رقيق..


وبين أول وآخر الحبل، 
موسيقى غجرية..
واغنيات 
وصلاوات
 وابتهالات
 إن يارب إرحم..


يأتي الصوت مع كل الطيور المحلقة
 فوق زهور الوادي
ثم يختفي ..
إن
" ..
ليس هناك تحت الشمس يا نيكوس، اذا كنت عرفت متعة السباحة مثلي في بحر إيجه، أجمل من أن تكون تحت الشمس.."
ثم يختفي..
ترن.. 
ترن. ترن..
ترن..
و يرحل
 خلف التلال ..


صلاح هاشم


ترن ترن ترن ..ثم يختفي

الصورة المرفقة أعلاه : لقطة من فيلم " كتاب الصور " للمخرج والمفكر السينمائي الفرنسي الكبير جان لوك جودار ولقطة من فيلم لأم كلثوم

السبت، مايو 26، 2018

أوراق من مهرجان " كان " السينمائي 71 . إطلالة على التظاهرات السينمائية الموازية بقلم صلاح هاشم

المخرج الأمريكي الكبير مارتين سكوسيزي منحته تظاهرة نصف شهر المخرجين جائزة " العربة الذهبية " تقديرا وتتويجا لفنه ومسيرته الطويلة في السينما

أوراق من مهرجان " كان " السينمائي 71

التفكير المعاصر في السينما ومشكلات الإنسان على الشاشة

 إطلالة على التظاهرات السينمائية الموازية في الدورة 71  

( 3 من 3 )

بقلم

صلاح هاشم

يعتقد البعض أن الحديث عن مهرجان " كان " يعني فقط التركيز على  الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية  في كل دورة،  والتي يقينا تستقطب كل الأضواء، ويتركز عليها الاهتمام أكثر من الأفلام الأخرى في أقسام المهرجان ، ومن دون الحديث عن  سوق الفيلم، وركن الفيلم التسجيلي
 والحديث  أيضا عن السينما في تلك التظاهرات الموازية في المهرجان السينمائي الكبير ونعني بها تظاهرتي " إسبوع النقاد " من تنظيم نقابة نقاد السينما الفرنسية أقدم تظاهرة موازية للمهرجان الرسمي، وكذلك تظاهرة " نصف شهر المخرجين " من تنظيم نقابة المخرجين 
 ترى ماذا قدمت هاتان التظاهراتان وعرضت من أفلام و كشفت عن نجوم و وزعت من جوائز؟

( يتبع .. )

صلاح هاشم

أوراق من " كان " السينمائي 71 . السينما الوثائقية في الدورة 71 الى أين ؟. بقلم صلاح هاشم



أوراق من " كان " السينمائي 71
التفكير المعاصر في السينما ومشكلات الإنسان على الشاشة

السينما الوثائقية في الدورة 71 الى أين ؟

( 2 من 3 )

بقلم

صلاح هاشم


لم تكن تقتصر أفلام قائمة الاختيار الرسمي في الدورة 71 لمهرجان " كان " السينمائي على الأفلام الروائية الطويلة فقط، بل ضمت أيضا مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية الطويلة، في قسم المسابقة الرسمية أولا، ومن منظور أن فيلم " كتاب الصور" للمخرج والمفكر السينمائي الكبير جان لوك جودار الذي شارك في مسابقة الدورة 71 الرسمية ،لم يكن فيلما روائيا طويلا يحكي قصة ويعتمد كما في الأفلام الروائية الطويلة على مجموعة من الممثلين، بل كان كما كتبنا ونوهنا في مكان آخر، أقرب مايكون الى الفيلم أو السينما الوثائقية ، منه الى السينما الروائية، وأقرب الى الخطاب " الفكري السينمائي و " شهادة " و " وصية "،  منه.. الى الفيلم الروائي


لقطة في الشارع العام من فيلم " يوم الدين " للمخرج المصري أبو بكر شوقي ويمكن اعتباره فيلما من أفلام الطريق



لقطة من فيلم " كفر ناحوم " للبنانية نادين لبكي

كما أن بعض الأفلام الروائية التي شاركت في المسابقة مثل فيلم " كفر ناحوم " للبنانية نادين لبكي، وفيلم " ثلاثة وجوه " للايراني جعفر بناهي وفيلم " الخالدون " للصيني  استفادت كثيرا من منجزات واضافات السينما الوثائقية حين تهبط كاميرا التصوير الى الشارع وتصور وهي محمولة على الكتف حياة الناس العاديين  كما في أفلام الطريق عند الايطالي ناني موريتي والألماني فيم فندرز وتوظف هكذا الحياة الواقعية الحقيقية - أو تعيد ترتيبها وتمثيلها - في الفيلم الروائي 

من جهة ثانية حشدت ادارة المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية في بعض الأقسام الأخرى  في الدورة 71 مثل قسم " كلاسيكيات كان " المخصص لعرض الأفلام الكلاسيكية المرممة والممسترة من الروائع السينمائية،  ومجموعة من الأفلام الوثائقية الجديدة التي تعرض لـ و تقدم كشف حساب لبعض الشخصيات السينمائية الكبيرة  من ممثلين ومخرجين ومدراء تصوير الخ
التي وضعت بصمتها على تاريخ السينما في العالم وتركت أثرا

( يتبع .. )

صلاح هاشم

أوراق من " كان " السينمائي 71. التفكير المعاصر في السينما ومشكلات الإنسان على الشاشة ( 1 من 3 ) بقلم صلاح هاشم




أوراق من مهرجان " كان " السينمائي 71

التفكير المعاصر في السينما
ومشكلات الإنسان على الشاشة

( 1 من 3 )



كان السينمائي 71 :  سعفة ذهبية خاصة لجودار

بقلم

صلاح هاشم

قلنا عندما كتبنا عن مهرجان " كان " أن المشهد الذي سوف يظل عالقا باذهننا بعد انقضاء الدورة 71 التي عقدت في الفترة من 8 الى 19 مايو 2018 هو مشهد وقوف الممثلة الاسترالية الشقراء ورئيسة لجنة تحكيم مسابقة المهرجان كيت بلانشيت على السجادة الحمراء

كان 71 وقفة احتجاج نسائية ومنبر إعلامي

كيت بلانشيت


 في صحبة أكثر من اربعين إمرأة من الممثلات والنجمات والمخرجات  في " وقفة احتجاج " نسائية ضد الأوضاع المهينة والمتردية التي تطال المرأة وممارسات ابتزازها  في السينما- والصحيح أن عددهن تجاوز الثمانين إمرأة- وقد نجحت كيت بلانشيت بحضورها وقوة شخصيتها ليس كنجمة ولكن كمناضلة نشطة في حركات تحرير المراة ايضا، في أن تحول " جمهورية النساء " كما أحب أن أطلق على الدورة 71 الى " منبر " إعلامي كبير، للدفاع عن حقوقها و قضاياها الملحة..

جودار وتكريس الدورة 71 لسينما المؤلف

جودار وسينما المؤلف

لكن يمكن أيضا إعتبار الدورة 71 دورة جان لوك جودار المخرج والمفكر السينمائي الفرنسي الكبير، أي دورة  الاحتفاء بـ" سينما المؤلف " وفتح أبواب المسابقة الموصدة على شباب السينما في العالم

وبخاصة بعدما وجهت انتقادات كثيرة في السنوات الماضية لادارة المهرجان، التي كانت تميل لحجز  قسم المسابقة الرسمية لمجموعة من المخرجين الكبار المشهورين في العالم من أمثال الدانمركي لارس فون تراير والبريطاني كين لوش  والصربي أمير كوستوريكا والايراني عباس كياروستامي وغيرهم

  حتى صارت مسابقة المهرجان بمثابة " ناد خاص " لهم ولافلامهم،ولايدخلها أحد من غير أعضاء النادي الموقرين المحترمين من الكبار
ثم اختلف الأمر كثيرا في الدورة 71 حين فتحت ادارة المهرجان باب المسابقة لبعض المخرجين السينمائيين الشبان القادمين الى المهرجان بأفلامهم الأولى من جميع أنحاء العالم ، وهي نقطة تغيير إيجابية كبيرة ،تحسب لادارة المهرجان من ناحية
ومن ناحية أخرى، يعود المهرجان  في الدورة 71 من جديد للتأكيد على القيمة الأساسية في المهرجان ومنذ نشأته عام 1946 لأفلام " العالم الحر " وضد الفاشية - قيمة الدفاع عن سينما المؤلف بكافة الوسائل، السينما التي تقدم فكرا وفنا وتحمل هما، والاحتفاء من خلال أفلام سينما المؤلف CINEMA D AUTEURS بحرية التعبير والخلق والابداع  في العالم


جودار : تطوير وتثوير فن السينما

جودار

لقطة من فيلم كتاب الصور لجودار

وربما كان المخرج والمفكر السينمائي الفرنسي الكبير جان لوك جودار الذي شارك في مسابقة الدورة 71 بفيلمه البديع " كتاب الصور" LIVRE D IMAGE هو أهم شخصية في تاريخ سينما المؤلف وأحد أبرز أعمدتها الأساسية في العالم
لكن دعونا نسأل أولا ما هو المقصود بسينما المؤلف، ومن هو هذا المخرج والمفكر السينمائي جان لوك جودار ( من مواليد عام 1930 )الذي تحتل صورة " قبلة " من أحد أفلامه - فيلم "بيرو المجنون " - تحتل أفيش الدورة 71 المنصرمة، ثم ماهي الاضافات التي حققها جودار الى فن السينما وعلى سكة تطويره وتثويره أيضا، بأفلامه ونظرياته ومواقفه وفكره، وجعلت لجنة تحكيم الدورة 71 تقديرا منها لشجاعته وفنه تمنحه سعفة ذهبية خاصة ؟..

أفيش فيلم كتاب الصور لجودار


( يتبع.. )

صلاح هاشم

الخميس، مايو 24، 2018

حصاد مهرجان " كان " السينمائي 71 : معارك في السياسة وحروب في الحب بقلم صلاح هاشم






كيت بلانشيت ملكة غير متوجة في جمهورية النساء في كان 2018

حصاد مهرجان كان السينمائي ا 71

مهرجان " كان " في دورته 71 : معارك في السياسة وحروب في الحب

الدورة 71 :  دورة كيت بلنشيت و " عام المرأة " وعن جدارة  وفي كل تاريخ المهرجان ؟

بقلم

صلاح هاشم


من أجمل ماسمعت في أفلام الدورة 71 "

" ..لن نكون ابدا "حزاني" بما فيه الكفاية.. للأمل في مستقبل أفضل . " ..
على لسان جان لوك جودار في فيلم  " كتاب الصور " من اخراجه، و الحاصل على سعفة ذهبية خاصة


" اطمئن يا حبيبي فالانسان الذي يمكن أن أحبه مثلك لم يولد بعد .. "

على لسان النجمة جوانا كليج بطلة فيلم " حرب باردة " للمخرج البولندي باول باوليكوسلوفسكي  الفائز بجائزة أحسن اخراج في الدورة 71


النجمة  الاسترالية كيت بلانشيت فرضت حضورها بقوة في جميع أقسام المهرجان

وجعلت من كل " كان "  منصة للدفاع عن حقوق المرأة في السينما



أشرق وجه المرأة في الدورة 71 التي انعقدت في الفترة من 8 الى 19 مايو حتى يمكننا القول هنا ونحن نستعرض شريط فيلم المهرجان كما عشناه وشهدناه في تلك الفترة

انها شهدت أكبر تجمع سينمائي نسائي في العالم لطرح مشاكل المرأة  في الوسط السينمائي  وبخاصة بعد  فضيحة المنتج الأمريكي  برنستين المتهم باغتصاب عشرات من النجمات  والممثلات الشهيرات -  وتفعيل وتعزيز دورها أكثر، والمطالبة  بالمساواة بينها وبين الرجل في جميع مجالات السينما

كيت بلانشيت ملكة غير متوجة للدورة 71


 ولذا كانت الدورة  دورة" استثنائية " جدا، من حيث ذلك الحضور النسائي الفائق والرائع،من خلال شخصية رئيسة لجنة التحكيم الرسمية الممثلة الاسترالية الكبيرة صاحبة الشخصية القوية كيت بلانشيت والنجمة والمؤثرة والفاعلة والمناضلة النشطة في حركات تحرير المرأة ، التي كانت تظهر في كل مكان في المهرجان، وفي كل لحظة، وتواجه دوما بصورها في الجرائد والمجلات والكتالوجات والاعلانات، وكأنها تتعقبك وتطاردك أينما توجهت في مدينة " هوليوود " الفرنسية، على شاطييءالكروازيت الرائع، والبحر المتوسط الكبير

هوليوود الفرنسية

وإذا كانت أمريكا قد اخترعت للعالم " هوليوود ، وغزت العالم بشقراوات هوليوود" السابحات الفاتنات" ، فقد اخترعت فرنسا بدورها للعالم (هوليوود الفرنسية) من خلال مهرجان كان، وجعلته بعد مرور أكثر من سبعين عاما على تأسيسه ،أهم حدث اعلامي في العالم، بعد الدورة الاوليمبية، وكأس العالم في كرة القدم

كما سطعت الأفلام في كان، وتوهجت فنيا وإنسانيا مثل وجه  الشقراء كيت بلانشيت- كان يوظف في الواقع النجوم لخدمة سينما المؤلف، والدفاع عن حرية التعبير في العالم- وتكرست في أغلبها لطرح تساؤلات حول هموم العالم و تناقضات مجتمعاتنا الانسانية ومعارك وحروب عصرنا في السينما والسياسة والحب
 كما احتفل المهرجان بمرور خمسين عاما على انتفاضة 68، وعرض في قسم " عروض خاصة " فيلما بعنوان " العبور " من اخراج رومان جروبيل زعيم الحركة الطلابية في المدارس الثانوية وبمشاركة  كوهين بنديت زعيم الحركة الطلابية في الجامعات أثناء  فترة الانتفاضة عام 1968

ويقدم الفيلم كشف حساب للانتفاضة وحال البلاد فرنسا بعد مرور نصف قرن على نشوب تلك الحركة ، ولعل أكثر مشاهد ( فيلم كان المهرجان بافلامه ووقائعه ) إثارة  وربما في تاريخ المهرجان كله ،هو مشهد وقوف رئيسة لجنة التحكيم كيت بلانشيت على السجادة الحمراء في مظاهرة مع حشد من النساء من الممثلات مثل الاسبانية بينيلوب كروز والمخرجات مثل الفرنسية آنياس فاردا، والمطالبة مع أكثر من أربعين إمرأة باحترام حقوق المرأة في السينما، وشجب جميع الممارسات " الرجولية " التي تعمل على اذلالها وتحقيرها والحط دوما من شأنها

أين تكمن قيمة المهرجان الأساسية ؟

لا يهم ابدا في أي مهرجان وبخاصة اذا كان هذا المهرجان هو سيد المهرجانات السينمائية في العالم وعن جدارةعدد الأفلام التي يعرضها في كل دورة ، فالافلام  والمهرجانات لاتحسب قيمتها بالعدد ، بل بالكيف ومعيار الجودة، ويقينا لقد كانت الدورة 71 لمهرجان " كان " السينمائي، وكما نوهنا " استثنائية " هذه المرة وعن جدارة، حتى لو انها لم تعرض إلا فيلما يتيما واحدا واعني به فيلم " شأن عائلي " أو " سارقو الحوانيت "للمخرج الياباني كوريدا هيروكازو، الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية لأحسن فيلم في الدورة 71 ، و قدم لنا " تحفة " سينمائية ،وعصير رقة و إنسانية ، تقترب معه السينما من روح القصائد الروحانية الكبرى ..وهي تعلي من قيمة وحرية الاختيار.. و" الكرامة " الانسانية..

قيمة الانتماء في الاختيار الحر وليس صلة الدم

يحكي الفيلم عن اسرة من الهامشيين المعدمين من الأسر الفقيرة – البروليتاريا الرثة - التي تعيش في أكشاك الصفيح والكرتون على هامش المدينة  اليابانيةالكبيرة  الكوزموبوليتانية العملاقة، ولايجمع بين افرادها سوى الحنان والتعاطف والتآزر والحب، في رعاية تلك الجدة العجوز التي تسهر على راحتهم، و تصطحبهم الى البحر وتذكرهم بأنهم يعيشون بفضل معاشها، ويبدا الفيلم برحلة سطو وسرقة البضائع من احد اسواق الغذاء الكبرى السوبرماركيت للأب والإبن ، ويقول الأب لابنه ان السطو على تلك البضائع لايعتبر سرقة ،لأن المعروض من تلك البضائع في السوبر ماركيت ليس ملكا لأحد

 لكن الفيلم ذوالاسمين " سارقو الحوانيت " و " شأن عائلي " لايقصد أن يقدم لنا صورة  لـ " لصوص المحلات " في اليابان بقدر ما يريد أن يركز على قضية أعقد من ذلك بكثير وأهم ،الا وهي قضية الانتماء.. لإسرة

ويقول لنا الفيلم " البديع " ، أن هذا الشأن أمر شخصي بحت، ولايهم إن يكون الرابط  الأسري كما في الأاسرة التقليدية رابط الدم، ويجعلنا نكتشف فقط وفي نهاية الفيلم المدهشة ، ان الاسرة التي تابعنا حياتها ودخلنا في لحمها بل وتمنينا أن نصير واحدا من أفرادها ، لم تكن إلا أسرة " مركبة " ، ومكونة من عدة افراد اختاروا بأنفسهم  بعد ان لفظتهم أسرهم ومجتمعاتهم ،أن يعيشوا معا في شكل أسرة يجمع مابين أفرادها ليس رابطة الدم ، بل كل روابط القلب الانساني الكبير، وقيم الاحترام والحنان والحب ، والتعاطف المتبادل،  ومد يد الى الآخر ، وكل تلك الفضائل ..التي يفاخر بها الانسان
 حتى انهم تبنوا طفلة،  تركها أهلها  واختفوا ،وضموها الى الكيان الأسري الجديد، ومن فرط حبها لافراد ذلك الكيان، وبخاصة الابن الصبي، رفضت الطفلة في ما بعد  العودة الى أسرتها الحقيقية


الدورة 71 بين الفيلم والمنشور السياسي

الانتماء الأسري في النهاية  كما يقول الفيلم هو قرار شخصي، للانتماء الى العائلة التي تحب، وليس العائلة أو الأسرة التقليدية ككيان اجتماعي، التي تجمع بين افرادها صلة الدم، وكل إنسان كما يوضح الفيلم حر في اختيار الأسرة التي يحب أن يكون منتميا اليها ،مثل تلك الاسرة " المثالية "  المركبة التي يحكي عنها، ونحن نتابع حيوات أفرادها ونعيش معهم لحظات الألم والقلق والبطالة والفرح والسعادة، ونظل طول ثلاثة أرباع الفيلم نظن ان مايوحد بين افرادها  صلة الدم، ثم نكتشف ، وفقط عندما يقبض على الإبن متلبسا بسرقة في محل سوبر ماركيت تجاري، ان الأمر لم يكن كذلك،كما حسبنا بالمرة ..
فيلم " سارقو الحواتيت " لايكتفي بتصوير بؤس المهمشين المشردين الضائعين ضحايا مجتمعات  الاستهلاك الكبرى بل
 ينفذ الى أعماقهم، ليكشف عن الباطن الخفي رقته وبساطته وسحره، ويتوهج سينمائيا بفنه، ولذا استحق نيل سعفة " كان " الذهبية للدورة 71  عن جدارة

      التلفزيون المكان المناسب لعرض صور البؤس ؟

على عكس الفيلم اللبناني " كفر ناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي الذي لم نشارك في زفته والتطبيل له في المهرجان، ولم يكن يستحق في رأينا أن ينال جائزة لجنة التحكيم، فقد بدا لنا غارقا في الميلودرامية والمبالغات العاطفية الفاقعة والمباشرية الفجة ..واكتفي فقط بتصوير كل اشكال البؤس المادي - والمكان الطبيعي في رأيي لعرضه هو التلفزيون وليس السينما،-ولم يقدم فنا، بل قدم خطابا اخلاقيا زاعقا – إن SAVE THE CHILDRENانقذوا الاطفال كما في اغنية مارفن جائ الشهيرة -وأعفى السلطة اللبنانية من أية مسئولية ،تجاه اوضاع البؤس التي يعيشها الأطفال الصغار الضائعين، من أبناء وبنات العائلات المهاجرة الى لبنان والمشردة في جميع بقاع الأرض ،وانتهي للأسف كما في أفلام هوليوود " الوردية " بنهاية سعيدة كما بينا ..
قدم لنا فيلم "شأن عائلي" أو "سارقو الحوانيت" درسا عظيما في الفن السينمائي عندما جعل الأسرة التي يحكي عنها الفيلم، تتجاوز كافة أشكال البؤس المادية الخارجية، وفقط بـ "رباط الحب" الروحاني...الباطني في الداخل..

بين الفيلم والمنشور السياسي

عرض مهرجان " كان " في دورته  71  علينا ومن خلال الافلام( الـ 21 فيلم التي دخلت مسابقته الرسمية) كافة أشكال البؤس والفاقة والحرمان والحروب والصراعات المتأججة في عالمنا – معارك في السياسة وحروب في الحب - ولذلك بدت لنا بعض أفلام المهرجان التي عالجت مشاكل الحرب  والمهاجرين والتمييز العنصري والاضرابات النقابية العمالية الخ، بدت  " قاصرة " و " مسطحة "وأقرب ماتكون الى المنشور السياسي  - كما في فيلم الأمريكي BLCKKKLANSMAN للمخرج سبايك لي - منها الى فن السينما، الذي يعتمد على الإشارة والتلميح  وليس التصريح المباشر العياني الفج القاصر

 لذك تخلفت بعض الافلام عن تحقيق الكمال الفني المنشود، الذي يمنح الافلام توهجها وتألقها، كما في فيلم " حرب باردة " البولندي للمخرج باول باوليكوفسكي أقرب الأفلام في جميع أفلام المسابقة الى الكمال الفني،  ومايمنح الفيلم قيمته ليس  المحاولة الانسانية.. بل المحاولة الفنية. ليس العرض أو " الاستعراض " ،بل طريقة وأسلوب ومنهج العرض.. واختراع " النظرة "

ليست " الواجهة الاستعراضية للفيلم، " بل " الفكر " الذي يختفي خلفها، ودلالاته ومعانيه، وتتحقق معه للسينما وظيفتها الأساسية كحراك اجتماعي، وكـ " أداة تأمل وتفكير " في مشاكل وتناقضات عصرنا
 وقد كان يكفي في كان 71 عرض فيلم " سارقو الحوانيت "، للهامشيين الفقراء المشردين، المعذبين في الأرض، ليعيد الينا المهرجان ثقتنا في البشر، ويجعلنا بتوهج الفيلم الفني والانساني، نتصالح مع أنفسنا والعالم، ونقترب أكثر كما في كل أفلام السينما العظيمة.. من إنسانيتنا

صلاح هاشم