الأحد، مايو 26، 2019

كان السينمائي 72 يوزع جوائزه بقلم صلاح هاشم







                          مهرجان " كان " السينمائي 72 يوزع جوائزه

بقلم

صلاح هاشم



فيلم "طفيلي" 
للمخرج الكوري بونج جون-هو

يفوز بسعفة " كان " الذهبية،                                                                     ويتسمهامن يد النجمة الفرنسية
 كاترين دينوف


ماتي ديوب فازت بالجائزة الكبرى بفيلمها " أتلانتيك "


احتفل مهرجان " كان " السينمائي العالمي مساء يوم السبت الموافق 25 مايو بتوزيع  جوائز الدورة 72 التي كانت دورة ناجحة بإمتياز، و عقدت على مدار 12 يوما في الفترة من 14الى 25 مايو، في مدينة " كان " الفرنسية في أعماق الجنوب الفرنسي،على شاطيي البحر المتوسطي الكبير،وعرضت أكثر من مائة فيلم من جميع أنحاء العالم، لعدد من كبار المخرجين المشاهير،ومجموعة كبيرة من المواهب السينمائية الجديدة، صعدت بهذه الدورة 72 – بسبب من جودة وتوهج وتألق أفلامها الى القمة..
وتوزعت جوائز المسابقة الرسمية للدورة 72 التي ترأس لجنة تحكيمها المخرج المكسيكي الكبير اليخاندرو جونزاليس إيناريتو، وكانت بمثابة " منجم ذهب" - كالتالي:

السعفة الذهبية :
حصل  الفيلم الكوري الجنوبي " بارازيت " – أي طفيلي – للمخرج الكوري بونج جون-هو على السعفة الذهبية، وهو أول فيلم كوري يفوز بتلك الجائزة في تاريخ المهرجان، وتسلم المخرج جائزته من يد الفنانة النجمة الفرنسية الكبيرة كاترين دينوف
الجائزة الكبري : فازت بها المخرجة الفرنسية السنغالية الشابة ماتي ديوب عن فيلمها " أتلانتيك "- العمل الأول لمخرجته ،ويمثل قارة افريقيا في المسابقة - وتسلمت جائزتها من يد النجم الأمريكي العالمي سيلفستر ستالون
جائزة أحس مخرج : ذهبت للشقيقين داردين عن فيلمهما " الصغير أحمد "
جائزة لجنة التحكيم : وزعت مناصفة بين فيلم " البؤساء " للمخرج الفرنسي لادج لي، وفيلم " باكوراو " اخراج كليبر مندونسا فيلهو وجوليانو دورينلس من البرازيل..
جائزة أحسن سيناريو : فازت بها سيلين سياما عن فيلمها " صورة الشابة على نار "
جائزة أحس ممثلة : فازت بها الممثلة الانجليزية إيميلي بيكام عن دورها في فيلم " جو الصغير "..
تنويه خاص : ذهب لفيلم " لابد أنها الجنة " للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان من الناصرة ..

السبت، مايو 25، 2019

فيلم " لابد أنها الجنة " لايليا سليمان : فلسطين نعم ، لكن بعد وقت طويل، ولن نكون وإيليا سليمان هنا ! بقلم صلاح هاشم

فلسطين في مهرجان كان 72



إيليا سليمان يطرح في فيلم " لابد أنها الجنة "
سؤال الهوية


فيلم " لابد أنها الجنة " لايليا سليمان : فلسطين نعم، لكن ليس الآن
وبحث فكاهي فلسفي عن معاني " الهوية "، و واقع الغربة في وطن محتل

بقلم صلاح هاشم


شاهدت بالأمس فيلم " لابد أنها الجنة " للمخرج الفلسطيني الكبير إليا سليمان ( الغريب الكامل كما يطلق عليه أحدهم في الفيلم ) أحد أفضل الأفلام التي عرضت في المسابقة الرسمية للدورة 72 ضمن جملة من روائع كبار المخرجين في الإسبوع الثاني من المهرجان، ولو كنت محكما في كان هذه المرة أيضا - آخر مرة كنت عضوا في لجنة تحكيم مسابقة " الكاميرا الذهبية " في دورة المهرجان المنعقدة عام 1989 - لمنحت فيلم إيليا سليمان سعفة ذهبية لأحسن فيلم فكاهي - على السطح فقط ، ومأسوي تراجيدي ساخر في الأعماق- من ضمن 21 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية، حيث يحكي إليا في فيلمه عن الانسان الفلسطيني الضائع التائه المشرد، الغريب داخل وطنه وبلده، في وطن محتل، وربما كاننت فلسطين كما يقول على لسان شخصية فلسطيني امريكي في نهاية الفيلم، هي البلد الوحيد في العالم الذي لا يسكر الناس،وبخاصة الفلسطينيون،لا لكي ينسونه، كما ينسون كل شييء عندما يسكرون، أو كعادة الناس عندما يشربون ويسكرون،
بل لكي يتذكرونه- ياللغرابة - وبكل مشاعر التقدير والولاء والحب..

ويتسامق فيلم سليمان، الذي يحكي بنفسه عن غربته حتى داخل بلده ،ويمثل شخصية مخرج فلسطيني في الفيلم، يبحث عن منتج لفيلمه الجديد، فيسافر الى فرنسا وامريكا ويعرض لحال البشر هناك، حالهم مع الاضطهاد والقمع والتحكم والألم، في ظل السلطات الاستبدادية البوليسية التي تتحكم في كل شييء، لكنه لايحكي هنا بالتصريح الفارغ الأجوف، وفي خطب عصماء، ويعظ، بل يحكي بلغة السينما، يحكي بالحركة والصورة ، لكي ينقل لنا صورة للعبث ، الذي صارت اليه حياة الفلسطينيين وحياتنا، يحكي ويصور تناقضات ومشاكل مجتمعاتنا الانسانية في فلسطين وباريس وأمريكا ، ومن دون أن ينطق بكلمة- الكلمة الوحيدة التي ينطقها سليمان في الفيلم، يوجهها لسائق تاكسي أمريكي أسود ، يعترف له إيليا بأنه فلسطيني، فيسارع السائق الى الاتصال بزوجته، ليبلغها الخبرالمفرح الذي لا يصدق، ولم يكن التقي بأي فلسطيني قط من قبل في حياته وأعتبر ظهور سليمان في تاكسيه بمثابة " معجزة " ورفض أن يأخذ من سييمان أجرة التاكسي
فيلم " لابد أنها الجنة " يتحاور فيه إيليا سليمان مع عصفور في الفيلم في إسكتش سينمائي بديع، ثم يفتح النافذة في غرفة فندقه في باريس ويطلب من العصفور أن يغادر، ويؤسس إيليا فيلمه على عدة نمر واسكتشات سينمائية الصامتة من نوع "البيرلسك" ويسخر فيها سليمان من كل شييء، بحس انساني فكاهي جميل ونبيل، ويسخر حتى من نفسه، لأنه ليس هناك أفضل من تلك الحس الفكاهي "الايلياسيليماني"، او الالياسليمانسكي، لكي يطهرنا من غربتنا في وطن محتل..
ومن أجمل مشاهد الفيلم الذي اعتبره بمثابة " تكريم " للسينما الصامتة العظيمة وكل صناع السينما الفكاهية العظيمة في العالم ، من أمثال جاك تاتي في فرنسا ،وبستر كيتون في امريكا، وشارلي شابلن في بريطانيا، المشهد الذي يذهب فيه ايليا سليمان الذي يمثل دوره في الفيلم ، لمقابلة منجّم يقرأ الطالع في نيويورك، ليقول له ان كان سوف يتحقق "حلم الدولة الفلسطينية" وتصبح " فلسطين "واقعا يوما ما، فيؤكد المنجم لايليا سليمان بأن ذلك سوف يحدث، ويطمأنه بعد أن يقرأ الطالع أنه أجل سوف يحدث لامحالة ، لكن ، لكنه يتوقف ويقول لايليا: دعنا ننتظر، فلن يحدث ذلك للاسف كما يقول الطالع، إلا بعد مرور سنوات طويلة، ولن نكون للأسف، لا أنا ، ولا أنت يا إيليا سليمان هنا..
فيلم " لابد أنها الجنة " هو فيلم بحث فلسفي صوفي روحاني في معاني " الهوية "، عن تلك "الجنة الموعودة" على الأرض، التي لن تتحقق، التي لابد وانها سوف تتحقق يوما ما يقينا،، لكننا للأسف لن نكون هنا..
تحية الى إيليا سليمان على فيلمه الفكاهي التهكمي الساخر البديع، الذي يستحق سعفة ذهبية لأفضل فيلم فكاهي في مسابقة المهرجان، ويستحق المشاهدة عن جدارة

صلاح هاشم

الجمعة، مايو 24، 2019

فيلم مكتوب لعبد اللطيف كشيش : الجنس مثل الاكل والشرب فلا تقنع منه فقط في حياتك بالنظر بقلم صلاح هاشم










 فيلم مكتوب لعبد اللطيف كشيش:  الجنس مثل الاكل والشرب فلا تقنع منه فقط في حياتك بالنظر

 بقلم 
صلاح هاشم






شاهدت اليوم

فيلم لتحرير الجسد من خلال حفل موسيقي راقص في كباريه ..حفل ديونيسي عربيد ومجنون يخلصنا ويطهرنا من كل ادراننا و يستمر اكثر من ٣ ساعات وينتهي بمشهد جنسي مثير يذكرك بلوحة اصل العالم الشهيرة لرحم الخروج الى الحياة والنور 
 فيلم مكتوب لعبد اللطيف كشيش  هو فيلم روعة
 يريد ان يقول في فيلم مؤسس على ٣ مشاهد ان الجنس - اي ممارسة الحب - مثل الاكل والشرب فلا تقنع منه فقط  في حياتك بالنظر..لان من يكتم عشقه في قلبه كما يقول اوسكار وايلد يموت مخنوقا به

الخميس، مايو 23، 2019

جولة حرة على رصيف البحر الكروازيت في مهرجان كان ٧٢ عدسة صلاح هاشم


جولة حرة  على رصيف البحر الكروازيت 
في مهرجان كان ٧٢ 
عدسة

 صلاح هاشم

Salah Hashem in Cannes 

فيلم " حدث ذات مرة في أمريكا" للامريكي كوينتين ترانتينو، إعصار يجتاح المدينة بقلم صلاح هاشم في مهرجان " كان " السينمائي الدورة 72





فيلم " حدث ذات مرة في أمريكا" لكوينتين ترانتينو:
 إعصار يجتاح المدينة





 بقلم

 صلاح هاشم


عرض " كان " – في الاسبوع الثاني من فترة المهرجان ( من 14 الى 25 مايو ) أي خلال الستة أيام الأخيرة - مجموعة جديدة من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية (من أصل 21 فيلما ) يمكن أن نطلق عليها " أفلام الكبارمن المخرجين الشوامخ "، والتسمية من عندنا..
كونهم، شاركوا بأفلامهم من قبل ، في المسابقة الرسمية للمهرجان، في دورات عديدة، وحصل بعضهم مرة مثل الامريكي كوينتين ترانتيو، أومرتين مثل الشقيقيان داردين من بلجيكا ، حصلواعلى سعفة " كان " الذهبية، وتعتبرأهم جائزة من جوائز المسابقة التي توزعها لجنة التحكيم الرسمية في كل دورة، مع الأخذ في الاعتبار، أن هناك جائزة أيضا بإسم " الجائزة الكبرى"، تمنح لأهم فيلم في مسابقة المهرجان، بعد الفيلم الحاصل على السعفة الذهبية مباشرة..
عرض المهرجان في الفترة المذكورة : فيلم " حدث ذات مرة في أمريكا " للأمريكي كوينتين ترانتينو " وفيلم " بحيرة البطة البرية " للمخرج الصيني دياو ينان، و فيلم " المصفرون " للمخرج كورنيليو بورومبوا من رومانيا، وفيلم " حياة مخبأة " للامريكي ترانس مالك، وفيلم " صورة سيدة تحترق " للمخرجة الفرنسية سيلين سياما، وفيلم " الصغير أحمد " للشقيقين داردين من بلجيكا، وفيلم " " فرانكي " لايرا ساخس من البرتغال، ، ونتوقف هنا عند أهم أفلام هؤلاء "المخرجين الكبار" في المسابقة الرسمية :


( 1 )


حدث ذات مرة في هوليوود :  "إعصار" سينمائي جبّاريجتاح المدينة



فيلم " حدث ذات مرة في أمريكا " للمخرج الأمريكي كوينتين ترانتينو، المشارك في المسابقة الرسمية للدورة 72 نرشحه للحصول وعن إستحقاق وجدارة على جائزة " السعفة الذهبية "، وقد كان عرضه يوم الثلاثاء الموافق 21 مايو " الحدث الأكبر" في المهرجان، الذي إجتاح – سينمائيا وجماهيريا وإعلاميا - مدينة كان كإعصار،وكان يضا ،بالنظر الى " استراتيجية " ادارة المهرجان في ترتيب عروض الافلام زمنيا،وترتيب عرضه في الأسبوع الثاني من المهرجان،  كان بمثابة تكريم رائع للسينما الأمريكية..
هذا التكريم الذي بدأ في رأينا، من عند عرض فيلم الافتتاح " الموتى لايموتون"للامريكي جيم جامروش، فقد كان المقصود من عرضه في حفل افتتاح المهرجان، ليس الكشف عن جودته ، حيث جاءالفيلم مخيبا للآمال ، واعتبرناه رغم محاولة مخرجه "التجديد" في نوع " أفلام الرعب والموتى الأحياء "، مجرد " نزهة " سينمائية للترويح، وأقرب مايكون الى " مزحة" \
بل كان المقصود أن يكون عرضه،  تكريما للسينما الأمريكية، في شخص مخرجه الامريكي الكبير جيم جامروش، الذي يعد " أيقونة " من أيقونات السينما الأمريكية المستقلة ، وممثلا لـ " تيار "  سينمائي فاعل ومهم - على هامش  أفلام السينماالامريكيةالتجارية وأفلام " البلوكبستر" ذات الانتاج الضخم، التي تكرس لها هوليوود استوديوهاتها الكبرى..
وعلى أساس أن ينتهي ذلك التكريم ،و ينطلق في سماء مدينة كان، والمهرجان كله،مثل صاروخ أو إعصار جبّار،في الاسبوع الثاني من المهرجان، مع عرض فيلم " حدث ذات مرة في هوليوود"، وليكون أشبه بـ "زلزلة"، وهذا هو ماحدث في الواقع، مع عرض الفيلم ..
لايحكي ترانتينو في فيلمه، الذي طلب من الصحفيين في بيان قرأ علينا قبل عرض الفيلم  أن لانعرض لقصته عندما نحكي عنه ، وأن يظل " موضوع " الفيلم سرا" حتى لانقطع على الجمهور استمتاعه بالفيلم،عند خروجه للعرض التجاري، لايحكي.. قصة..
بل يعرض لمسارممثل تليفزيوني أمريكي شهير يدعى " ريك دالتون "  في هوليوود في فترة الستينيات، ويلعب دوره في الفيلم الممثل الأمريكي النجم ليوناردو دي كابريو ، ليحكي عن أسطورة عشق جامح للسينما، وذاكرة وتاريخ، ويراجع أحداث،  ومواقف عاشها، وأشخاص صاحبوه في رحلته، وكان لهم مثل صديقه الممثل البديل الملازم له، وكان حل محله أثناء تصوير المشاهد الخطرة في الأفلام، ويلعب دوره في الفيلم النجم الأمريكي والممثل الكبير براد بيت، كان لهم أبلغ الأثر في حياته..
يحكي ترانتينو في فيلمه عن سينما وعصر، وعن صناعة السينما التي كانت آنذاك تتغير بسرعة، وتشهد تحولات كبرى، وتعاظم أعمال القتل كما في "أفلام الكاوبوي" والعنف الدموي في أفلامها ، ولم تعد تلك "السينما الجميلة" التي عرفاها من قبل..

فيلم ترانتينو " تحفة"  لكل روح تحب الحياة والسينما

فيلم ترانتينو كما أحببناه وتمثلناه، ويظهر في الفيلم بعض شخصيات هوليوود في تلك الفترة،  مثل بروس لي بطل أفلام الكاراتيه والكونج فو، والممثلة الامريكية الشقراء شارون ستون، وزوجها المخرج الفرنسي من أصل بولندي رومان بولانسكي وغيرهم، لايحكي قصة..
بل يحكي سينما وفي كل مشهد ولقطة، وينطلق في جميع الاتجاهات، وبكل تجليات السينما الملهمة، وبحرفية عالية منقطعة النظير،وفهم واستيعاب باهر، للتراث السينمائي العالمي ، وانجازات السينما الهوليوودية ،من عند جون فورد ومرورا  بكازافيتس وحتى سكورسيزي وكوبولا، وبـ " حس فكاهي "  تهكمي ساخر ولاذع، ويسخر تارانتينو في بعض مشاهد الفيلم  يسخر حتى  من نفسه، ويحقق لنا خارج  رواية الحكاية، أو قصة الفيلم أو الالتزام برواية أحداث ما، أكبر متعة واستمتاع، وأعظم توتر وإثارة، وحتى المشهد الختامي الجبار في الفيلم..
فيلم ترانتينو " تحفة " لكل روح تحب الحياة والسينما ،وأرشحه للفوز بسعفة كان ٧٢ لما فيه فقط من سينما ،ودعنا الان،  بالله عليكم، من قصة وموضوع الفيلم..


( 2 )

فيلم " حياة مخبأة " للأمريكي ترانس مالك : سيمفونية بصرية ضد الفاشية



فيلم " حياة مخبأة " -  A HIDDEN LIFE- للمخرج الأمريكي الكبير ترانس مالك( من مواليد 30 نوفمبر عام 1943 في ولاية أوتاوا.أمريكا)  الذي سبق له الفوز بسعفة " كان " الذهبية – أهم جائزة في المهرجان - عام بفيلمه " شجرة الحياة "، يعتمد على رواية أحداث قصة حقيقية، وقعت بالفعل أثناء صعود النازية ، ووصول هتلر الى سدة الحكم في ألمانيا، فقد قرر فلاح نمساوي يدعى فرانز ياجرستاتر، على عكس كل الفلاحين النمساويين الذين تم  تجنيدهم في جيوش هتلر النازية في الحرب العالمية الثانية..
أن لايحارب في صفوفها، ولايذهب للمشاركة في حرب ضد عدو ما ،لم يرتكب جرما ضده، ولم يعتدي عليه أوعلى أسرته، وكان رفضه المشاركة في الحرب، يعني تعرضه لمحاكمة عسكرية ،وإعدامه والاعتداء على أفراد أسرته، وعقابهم بسبب الوالد، رب الأسرة، الذي صار وسط أهله وقريته خائنا لوطنه، ويستحق أن تعلق له ولأمثاله المشانق..
فيلم " حياة مخبأة " يحكي عن بطل، من أبطال مقاومة النازية من الفلاحين البسطاء ملح الأرض في النمسا ، وهومن اجمل وأقوى الأفلام التي عرضها المهرجان في دورته ..
وقد بدا لنا أقرب ما يكون الى " سيمفونية بصرية "، تتجاوز الحدود بين النوعين الروائي والتسجيلي، حيث يعرض ترانس مالك في فيلمه لوثائق مصورة،من أرشيف النازي، يظهر فيها هتلر، وهو يجهز جيوشه لغزو العالم وينتقم لهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولي، معلنا تفوق الجنس الآري، وباسطا نفوذ وهيمنة النازي على العالم،ويؤسس ترانس مالك في فيلمه،من خلال عرض تلك الشرائط الوثائقية في المشاهد الأولى من الفيلم، لمشاهد حياة فرانز وزوجته في أعماق الريف الفرنسي النمساوي الساحر، وكما في معظم الأفلام التي صنعها ترانس مالك، تظهر هنا" بصمته الاخراجية " إن صح التعبير، في تحويل المألوف والعادي  دوما الى ماهو أكبر من المألوف والعادي..
إلى ماهو ملحمي - EPIC -  ويربط مصائر البشر، بالكون، ودورة الأفلاك والنجوم ، و يطرح من خلال الفيلم التساؤلات الفلسفية الوجودية الروحانية العميقة الكبري، ففي حين تحكي الأفلام عادة عن قصة رجل يعبر الشارع من طوار الى طوارآخر،تحكي أفلام ترانس مالك واستطلاعته، ومهما اختلفت موضوعاتها ،عن مغزى ومعاني حياتنا، وهل تستحق أن تعاش، وتعرض لفلسفة حياة كاملة ..
لكن يعيب فيلم مالك طوله، اذ يستغرق عرض الفيلم أكثر من ساعتين ،أو تطويل مالك واستطراده في الوصف والشرح، في وقت لاتسمح فيه ظروف عروض الأفلام في المسابقة التي لاترحم في  دورة المهرجان 72 ، باي نوع من التسامح مع طولها، أو أية مبالغات عاطفية ميلودرامية في الوصف والشرح، لأن فن السينما هو فن الاقتصاد عن جدارة، أي كيف تقول،في أقل عدد من المشاهد والكلمات، وأخطر شييء بالنسبة للأفلام كما يقول  المخرج الأسباني الكبير لوي بونويل أن تصبح مملة .لايهم في الأفلام ماذا، المهم في الأفلام كيف، تقول، وتفصح، المهم إختراع " النظرة "، في حين يستطيع المرء أن يغفر لفيلم ما أي شييء، إلا أن يكون مملا..
ان طموح مالك في أن يصنع ملحمة كونية جبارة، من حكاية الفلاح النمساوي البسيط  " فرانز " المقاوم للنازية، هو الذي هبط بالايقاع في فيلمه، وجعلنا نشعر انه يكرر نفسه ، ولايأتي -  مقارنة مع فيلمه " شجرة الحياة " الرائع والحاصل على سعفة " كان " الذهبية، لايأتي في الواقع.. بجديد..
لكن يحسب لمالك مشروعه السينمائي الجميل والنبيل والضروري، في تسليط الضوء -  وبخاصة في إطار الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها أمريكا، والمجتمعات الأوروبية الغربية الجديدة،التي تشهد صعود "الشعبوية" والحركات الارهابية النازية ، وتعاظم مشاعر التعصب و الكراهية ضد المهاجرين، وتشييد الحواجز والموانع والأسوار، والانحياز الى المصالح القومية الأنانية-  تسليط الضوءعلى النماذج الانسانية النبيلةالمنسية المقاومة، التي قالت " لا " في وجه النازية ورفضت المشاركة في الحرب.
فيلم " حياة مخبأة" هو أيضا فيلم عن الحب، وبحث صوفي لمخرج حكيم، في القيمة الروحانية لـ " الإيمان "، وليس " العقيدة " . قيمة الإيمان والحب ،في شحننا بقدرة أكبر، وصلابة أشمل،في مقاومة الظلم ومقاومة الفاشية الهتلرية ، ويأسرنا بتوهجه الفني الملحمي، الذي يستحوذ بجماله، على كل ذرة في كيانك في بعض مشاهد الفيلم " الكونية " التي لا تنسى..

( 3 )




فيلم " أحمد الصغير " : للشقيقين داردين: مقاومة  التطرف الديني  والارهاب

فيلم " الصغير أحمد " للأخوين داردين من بلجيكا، جان بيير داردين من مواليد انجلز في 21 ابريل 1951 و لوك داردين من مواليد 10 مارس 1954 في افرس بلجيكا- يحكي عن الطفل أحمد 13 سنة الذي تتنازعه مشاعره وغرائزه الفطرية كمراهق، ورغبته في أن يكون مثالا يحتذي في الطهارة والمثالية، وفقا لتعاليم الامام  الاخواني الارهابي الذي يشرف على تعليمه في المسجد،  وينصاع أحمد لأوامره ..
حتى صار هناك "أحمدين" ، إن صح التعبير،أحمد الطفل البريء، وأحمد المسلم المتطرف الذي صار اخوانيا ارهابيا، فقد تغير أحمد الصغير كثيرا،ولم يعد يقبل بأن يصافح سيدة مسلمة، حتى لو كانت مدرسته، ، حتى أن أمه، صارت تلطم، تبكي حظها العاثر، بعد أن تغير ابنها الصغير البريء أحمد كثيرا،وصار الآن ينظر الى الآخرين مسلمين ومسيحيين على أساس أنهم كفرة منشقين،ويستحقون نار جهنم، وتتمنى الأم في مشهد جد مؤثر في الفيلم  أن يعود لها أحمد صغيرها كما كان، وتكشف رحلتنا مع أحمد في الفيلم عن تردده في الاختيار ، أختيار أي أحمد من بين الأحمدين ، يريد أن يكون.

 معنى " الإلتزام "  في الفن

ويتميز الفيلم كما في معظم أفلام الشقيقين داردين اللذين سبق لهما الحصول مرتين على " سعفة مهرجان كان الذهبية " بواقعيته، وبساطته، وعدم اعتماده على ممثلين محترفين أو " نجوم "، كما في هذا الفيلم " الصغير أحمد "،  فلا مكان في أفلام داردين " الروائية " لاستعراض عضلات اخراجية مبهرة، أو الهروب الى عوالم الخيال الجامح، كما في أفلام الخيال العلمي، ولامكان أيضا في أفلامهما للتأمل الفلسفي ، كما في أفلام الامريكي ترانس مالك، بل ارتباط  جد وثيق بالواقع الصلد، وتناقضاته ومشاكله، للدرجة التي تجعلك وأنت تشاهد فيلما لهما، بأنه فيلم تسجيلي، يصور أحداثا حقيقية ،تجري في الواقع بالفعل..
فيلم "أحمد الصغير " يأسرنا بقوة "التركيز والاقتصاد" في الفيلم، ويذكرنا في وقت يمضي  ويتغيربسرعة ، وقد تكرست فيه أغلب الأفلام للترفيه والتسلية، ودغدغة المشاعر، والدعاية للأنظمة،  والترويج للهراء العام، بأنه مازال هناك لحسن حظنا اهتمام عند البعض من المخرجين الكبار بمذهب " الواقعية "، و بقيمة " الالتزام " في السينما، وتوظيف السينما الفنن كأداة للتأمل والتفكير في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، ولذلك لم يكن غريبا في العرض الخاص للصحفيين بحضور الشقيقين داردين وطاقم الممثلين أن يصفق جمهور القاعة للفيلم لأكثر من خمس دقائق..

كان – من صلاح هاشم

الأربعاء، مايو 22، 2019

جولة كاميرا سينما ايزيس في كان ٧٢ بقلم وعدسة صلاح هاشم


جولة كاميرا سينما ايزيس في كان ٧٢
 بقلم وعدسة
 صلاح هاشم












جولة كاميرا سينما ايزيس في كان ٧٢ بقلم وعدسة صلاح هاشم



Cannes to beg a ticket to heave
Cannes once upon a time in painting


جولة كاميرا سينما ايزيس في كان ٧٢
 بقلم وعدسة

 صلاح هاشم


looking for an invitation to see Tarantino s
 masterpiece

the lord that built Cannes
 the journalists  usual banquet
India and Egypt meet in Cannes 72
Cannes Classics and Camera d Afrique de Farid Boughadir

Salah Hashem in Cannes .We are in heaven man

فيلم ترانتينو تحفة لكل روح تحب الحياة بقلم صلاح هاشم




فيلم ترانتينو تحفة لكل روح تحب الحياة  

بقلم صلاح هاشم

I saw yesterday Once upon a time in Hollywood, a great film of Tarantino,yes for La Palme D or, a tribute to Hollywood in the sixties and the love we carry for the cinema with a devastating sense of Tarantino s humor. God bless Tarantino who awake the festival from sleep and traditional boring cinema with their great stories and Themes.There is a sanctification of love of life and the cinema you will not find in any other film of the competition ,Viva le cinema in Cannes 72 that thou, for us, Tarantino have made.
فيلم ترانتينو تحفة لكل روح تحب الحياة والسينما وارشحه للفوز بسعفة كان ٧٢ لما فيه فقط من سينما ودعنا الان - من قصة وموضوع الفيلم - بالله عليكم


Salah Hashem

  in Cannes 72

الثلاثاء، مايو 21، 2019

من يصنع في العالم سينما الغد. ؟ مهرجان " كان " 72 وصناعة النجوم بقلم صلاح هاشم


من يصنع في العالم سينما الغد ؟
مهرجان " كان " 72 وصناعة النجوم

بقلم
صلاح هاشم







تتحقق الأهمية الكبري لمهرجان " كان " وبخاصة في دورته 72 الحالية في الفترة من 14 الى 25 مايو..
( يتبع .. )


صلاح هاشم يكتب من مهرجان " كان " 72 لجريدة " القاهرة " في مصر..







 صلاح هاشم يكتب لجريدة " القاهرة " من مهرجان " كان " السينمائي 72




سينما إيزيس- مهرجان " كان " 72

هل يفوز " بؤساء " هوجو الجدد بالجائزة الكبرى ؟ مقال نقدي وفكري وفني وتحليلي للأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان الرسمية وبضع أفلام أخرى من قائمة الاختيار الرسمي( أكثر من 60 فيلما ) للدورة 72.سارع بإقتناء نسختك من عدد " القاهرة " الصادر بتاريخ الثلاثاء 20 يناير، قبل أن ينفذ من الأسواق..