الثلاثاء، يوليو 31، 2018

موسم أصيلة الثقافي 40 ماذا حقق ؟ بقلم صلاح هاشم


أيام في المغرب
العودة الى أصيلة


موسم أصبلة الثقافي الدولي 40
 ماذا حقق ؟
الموسم يحتفي بإفريقيا في دورته الأربعين

بقلم


صلاح هاشم
salahashem@yahoo.com




من أحد معارض موسم أصيلة الثقافي الأربعين

الفنانة وعد بوحسون من سوريا

أصيلة . المغرب.  من صلاح هاشم

حقق موسم أصيلة الثقافي الأربعين الذي يعد أشهر وأهم تظاهرة ثقافية و فكرية وفنية في المغرب، وإمتد في الفترة من 29 يونيو الى 22 يوليو،حقق الكثير والكثير، فقد بسط  أولا  المدينة المغربية الصغيرة الجميلة على حافة المحيط  الأطلسي، وتقع علي بعد 42 كيلومترا من مدينة " طنجة" لتكون ببيوتاتها وميادينها وأسواقها ومقاهيها،بمعمارها وبحرها،ساحة للقاء والحوار، ومعرضا مفتوحا في الهواء الطلق، يخطفك بسحره وجماله.. 

 قرية الفنانين

الفنان المغربي عبد القادر لقطع في أصيلة

 ثم راحت " أصيلة " التي كانت في ما مضى-  وعند تأسيس الموسم عام 1978، على يد الأستاذ محمد بن عيسى،وزير الثقافة ووزير خارجية المغرب سابقا  - مجرد قرية للصيادين، وتضم 20 الف نسمة، ثم تحولت الآن بفضل موسمها الثقافي الدولي الى أشهر " قرية للفنانين " في عموم المغرب ،ويصل تعداد سكانها  حاليا الى أكثر من 70 الف نسمة ..

راحت " أصيلة " الي حققت زواجا سعيدا بين الثقافة والسياحة ، تفتح صدرها للقادمين اليها  من أنحاء العالم للمشاركة في ندوات وحفلات وورش ومعارض الموسم وبرنامج الدورة 33 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، وتجديد ذلك اللقاء السنوي المفتوح مع قضايا الوضع العربي الراهن وموضوعات الساعة ..

الفنان مصطفى سعيد- المعجزة- من مصر  شارك في مؤتمر موسيقى الإسلام

وذلك الطرب الأندلسي العريق، الذي تتصاعد نغماته في " أصيلة " من كل صوب، حين تروح تتجول في حواري وطرقات المدينة القديمة التي تطل على المحيط ، وتكون كل جولة لك هنا  في " أصيلة "بمثابة " غسيل عيون " وأنت تدحل في النسيم القادم من البحر. بسحر وصفاء ذلك النورالمنسكب بغزارة تفوق الوصف،ويروح يطهرنا  بروحانيته من كل أدراننا..

خلال الـ 39 سنة الماضية أصبحت أصيلة  هكذا بموسمهما الثقافي الدولي وتأسيس جامعة المعتمد بن عباد الصيفية " أيقونة " في ثقافتنا العربية، فقد اثبتت " أصيلة " ان الثقافة هي الحل،  للنهوض ماديا ومعنويا بمجتمعاتنا وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة..

 ولاشك ان الدعم الذي حظيت به أصيلة  آنذاك من قبل عاهل المغرب بالاضافة الى مناخات "الاصلاحات" المجتمعية المغربية التي نشأ فيها الموسم، ثم نما وكبر وتطور برعاية الملك محمد السادس، هي التي جعلت من أصيلة  وموسمه الثقافي الدولي أحد أهم " منارات " وفضاءات الثقافة والحرية في  عالمنا العربي، وواقعنا الثقافي العربي الإستهلاكي الظلامي " العبثي " الذي يبعث على الحزن ..

الاندماج الإفريقي أين العطب ؟

افتتح الموسم أعماله ومن منطلق أن افريقيا هي ضيف شرف الدورة 40 بندوة بعنوان " الاندماج الافريقي : أين العطب ؟ " بمشاركة عدد كبير من الباحثين والدارسين والمفكرين السياسيين، التي ناقشت فكرة التكامل الافريقي كهدف أسمى يسعي اليه جميع مواطني القارة، وكان حلما كبيرا راود الأسلاف المؤسسين، وقد أسفر عن إنشاء منظة الوحدة الافريقية عام 1963..

 لكن على الرغم مما تحقق من إنجازات في هذا المضمار، مازالت عملية التكامل الافريقي تواجه العديد من العقبات والتحديات، وشملت الندوة عدة محاور، فالى جانب التشخيصات المنجزة، محور النماذج والمنهجيات والمقاربات الجديدة اللازمة لتحقيق تكامل إفريقي أفضل،ومحور سبل تجاوز الاختلالات القائمة( الحلول والوسائل )، وناقش المحور الثالث دور الثقافات والحضارات الافريقية في أنبثاق إفريقيا موحدة ..


صحبة أصيلة


مأزق الوضع العربي الراهن

كما ضم برنامج الندوات في الموسم 40  ندوة " ثم ماذا بعد العولمة  ؟  التي أكدت  وبخاصة من خلال مداخلة الكاتب المغربي محمد الأشعري - شاعر وروائي ووزير الثقافة والاتصال ( الإعلام ) سابقا في المغرب -  التي تميزت بحس فكاهي وتهكمي عال ومرهف، أكدت على أن  " العولمة " هي مجرد آليات – أي ميكانيزمات - جديدة للتحكم في العالم بيد النظام العالمي الجديد  والقوى السياسية الكبرى،ولايرجى منها للبشرية والمعذبين الكثر في الأرض  عدالة ولا خيرا.. 
" وندوة " الفكر الديني الحاضن للارهاب : المرجعية وسبل مواجهته " و ندوة " مأزق الوضع العربي الراهن: الممكنات والآفاق"..


 ومثلما كانت غاية الندوات السابقة طرح تساؤلات وشحذ همم النخب الفكرية والسياسية المشاركة كان موضوع ندوة  مأزق الوضع العربي الراهن باتقساماته وتدهوراته وانشقاقاته وحروبه  استمرارا وإثراء لمقاربات فكرية مستندة على التأمل، والتحاور بهدوء ، ونبادل لوجهات النظر، سعيا الى استنتاجات فكرية مفتوح، تراهن على الأمل الممكن في غد عربي أفضل، والخروج من جحيم المأزق  العربي الراهن، وتحفيز من بيدهم صنع القرار على مستوى المؤسسات والقوى الفاعلة المؤثرة لايقاظ روح المبادرة فيهم..
وناقشت الندوة عدة ثيمات – موضوعات – من بينها  حراك الشارع – الثورات العربية –والمأزق العربي الراهن، والأنظمة الاستبدادية والتحول الديمقراطي المعاق، ومصاعب العبور من المأزق الى الحل،ولمح البعض من الكتّاب من خلال مداخلاتهم في الندوة المذكورة التي حضرتها ، الى أن بعض المشاركين في الندوة من رجال السياسة ،كانوا – ياللسخرية - وزراء سابقين في تلك النظم والحكومات القمعية الاستبدادية التي أدت بنا الى مأزق الوضع العربي الراهن..

كيف نحافظ على تراثنا الموسيقي من الضياع ؟


وخلال الدورة الأربعين من الموسم التي حفلت بالعديد من التظاهرات الثقافية والحفلات الموسيقية والمعارض وحفلات توزيع الجوائز:  مثل جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي وجائزة محمد زفزاف للرواية العربية( حصل عليها الروائي المغربي أحمد المديني ) ، وجائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب، وتكريم المؤرخ المغربي الكبير محمد القبلي ، ومعرض الشاعر والرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغور، ومعرض الصباغة على الجداريات، والاحتفال بيوم دولة الإمارات العربية  مع ندوة بعنوان " الشيخ زايد: الرؤية المتبصرة للقائد "، والاحتفال بيوم لمملكة البحرين، ويوم لدولة الكويت، الخ ..
حتى صارت أصيلة تغلي مثل أتون بالحشد الإنساني الذي هبط اليها من أنحاء العالم من المغرب وفرنسا وأسبانيا ومصرواليابان الخ- يصل عدد السكان اثناء الموسم الى أكثر من مائة الف نسمة - وأشبه ماتكون بـموسمهما الثقافي الدولي الأربعين الى " مولد" مثل مولد السيدة زينب في مصر أو عيد.
عيد يضمنا  ونحن نختلط هنا بالحشد  الانسان في عناق، ويقربنا من خلال إعلاء قيم التسامح والحوار والوعي والتواصل مع " الآخر "، يقربنا أكثرمن إنسانيتنا، ويجعلنا بالتالي نطرح،ونحن نتصعلك في أنحاء المدينة الساحرة ،وننعم بصحبة أهلها وضيوفها ، نطرح أفضل ما فينا ونتحدث بـ " أبجدية " الصفاء .... .

الموسيقى في عالم الإسلام

خلال مولد أصيلة الأربعيني عقد المؤتمر الدولي الثاني للموسيقى في عالم الإسلام  بالتعاون مع دار ثقافات العالم في باريس ،وترأس المؤتمرالباحث السوري شريف خازندار مدير دار ثقافات العالم، وكانت مؤسسة منتدى أصيلة ودار ثقافات العالم نظمتا عام 2007 مؤتمرا بعنوان " الموسيقى في عالم الإسلام " ،استضافت أصيلة خلاله أكثر من 50 باحثا متخصصا في تقييم التقاليد الموسيقية في العالم الإسلامي ، وبعد مضىي عشر سنوات ارتأت تنظيم هذا المؤتمر الثاني وبخاصة بعد الظروف والتحولات والتغييرات التي مربها عالم الاسلام، واقتضى الأمر طرح سؤال: كيف يمكن الحفاظ على ذاك  التراث الموسيقي لعالم الاسلام أو العوالم الاسلامية وحفظه من الضياع..
وناقش المؤتمر عدة موضوعات مثل  التأمل في موروث" مؤتمر الموسيقى العربية " الذي عقد في القاهرة عام 1932 ومراجعة أساليب الحفاظ على تلك الموروثات،، وكانت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة بالتعاون مع المكتبة الوطنية في فرنسا قامت بترقيم مجموع التسجيلات التي تمت في مؤتمر القاهرة، وكانت الجلسة الأولى للمؤتمرقد  راجعت هكذا أساليب الحفاظ على هذه التقاليد الموسيقية حتى يومنا هذا، وكرست اعمالها لمدة يومين في مناقشة الأساليب المتبعة في جمع وتدوين كافة الأشكال الموسيقية للعوالم الاسلامية ومن ضمنها اغاني المهد ، واشكاليات  قضايا الهجرة المعاصرة وتأثيراتها على الابداع الموسيقي، وطرح تساؤلات حول كيفية الحفاظ على الممارسات الموسيقية  القديمة والجديدة في ظل الظروف  والأزمات السياسية التي تعصف بواقعنا الحالي وبواقع الدول الإسلامية، وكيف يمكن لثقافة موسيقية هاجرت مع ممارسيها أن تنفتح على ثقافات موسيقية أخرى مع الاحتفاظ بهويتها..
وشارك في الندوة عدد كبير من  الدارسين والمتخصصين من أمثال  باسكال كورديريكس رئيس قسم الوثائق الصوتية بالمكتبة الوطنية الفرنسية من فرنسا، وكفاح فاخوري الأمين العام للمجمع العربي للموسيقى من لبنان ، وأناس غراب أستاذ مساعد بالمعهد العالي للموسيقى في سوسة من تونس، ووعد بوحسون عازفة عود وملحنة ومغنية  ومدربة موسيقية من سوريا ، وقدسي ارجونر عازف الناي واستاذ المولوية التقليدية الصوفي واستاذ الموسيقى في روتردام والبندقية من تركيا، ومصطفى سعيد مدير مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية من مصر، وغيرهم.،وأكد الباحثون في نهاية المؤتمر على أن الحفاظ على التراث الموسيقي في عالم الإسلام لايمكن أن يتحقق من دون إرادة السياسية ..


وفي الدورة الأربعين  لموسم أصيلة الثقافي الدولي- صدر طابع بريدي مغربي خاص لتخليدها - سهرنا مع عدة حفلات موسيقية وغنائية رائعة لنبيلة معن من المغرب وماريو لوسيو من الرأس الأخضر ومحمد ابريول من المغرب وجاهدة وهبه من لبنان واستمتعنا، لكن حفل " العزف على العود " لوعد بوحسون من سوريا( عزف وغناء ) وإدريس الملومي ( عزف ) من المغرب كان أهم محطة فنية للدورة الأربعين فقد حلق بنا عاليا بصوت وعد بوحسون، وهي تتغني بقصيدة للشاعر الوزير ابن زيدون من الأندلس وهو يتذكر حبيبته الشاعرة ولادة بنت المستكفي  
"
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا، والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ، كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا


محمد بن عيسي مؤسس موسم أصيلة الثقافي - الثالث من على اليمين  - يحتفي بضيوف أصيلة من الفنانين والمفكرين والمبدعين

أجل . رحت أردد وأنا أنصت الى  صوت وعد  الأسمهاني العذب الذي يجعلنا نذوب رقة : " ليس هناك أروع من أن تكون في رحلتك، على ثقة دوما ، بأن صديقك أو صديقتك التي نحبك ..سوف تأتي اليك من آخر أرض.، حتى لو كنت تلتقي بها  لأول مرة، هنا في موسم أصيلة الثافي الدولي الأربعين ..

(  يتبع ) 


صلاح هاشم



الأحد، يوليو 29، 2018

العودة الى أصيلة. أيام في المغرب .فقرة بعنوان " مغرب الحب الكبير" بقلم صلاح هاشم

أيام في المغرب
العودة الى أصيلة

على شاطيء المحيط في مدينة العرائش

بقلم
صلاح هاشم

فقرة بعنوان
" مغرب الحب الكبير "

في مقهي سينماتيك طنجة- سينما الريف أو الخزانة السينمائية بطنجة

تعرفت أثناء رحلتي الى المغرب وتجوالي في أصيلة والعرائش وشفشاون وطنجة على أناس كثر وأنا اعانق المنظر الطبيعي الخلاب، الذي يخطفك بجماله في هذه البلاد وتعجبت كثيرا من هذا الحب الكبير، الذي يكنه المغاربة للمصريين، واينما التقوا بهم في اي مكان في المغرب.في مقاهي أصيلة وحدائقها ومطاعمها وفنادقها ،كنت سريعا ما اضبط ، وانا اتحدث باللهجة المصرية مع صديقي اللبناني الفنان سامي لمع، الذي يعيش في كوبنهاجن، ويتخذها سكنا منذ زمن طويل، وكنا اتفقنا قبل سفري الى موسم أصيلة الثقافي الأربعين ،أن نلتقي هناك في المدينة ، ثم ننتقل من هناك لنتصعلك في شفشاون والعرائش وطنجة. 


صحبة أصيلة. مع مجموعة من الأصدقاء في مكتبة ومركز توزيع الصحف في مدينة أصيلة


ثم اني  ضبطت مرة ،وأنا اتحدث مع سامي في احدي حدائق أصيلة ، فاذا بجمع من الأطفال كانوا على مايبدو في "رحلة مدرسية، الى المدينة، اذا بهم يتحلقون حولي، وينصتون الى حديثي مع سامي ،وكأنهم يتفرجون على حلقة من مسلسل مصري في التلفزيون، وقد لفهم الصمت ،وتجمدوا  من شدة الاعجاب في المكان. في كل الأماكن التي زرتها أثناء رحلتي في المغرب، كانت تنتظرني "مظاهرة إعجاب وحب" للشعب المصري الذي انتمي اليه ، والحضارة المصرية - حضارة السلوك الكبرى- التي أنجبتني، حتى انني وفي كل خطوة لي كنت اخطوها في المغرب، وأنا أمر من تحت بوابات مدنه العريقة الزاهرة، والتقي بأهله، كنت اشعر بانني في بلدي مصر، ووسط أهلي
 أهلي المغاربة، الذين كانوا ينتظرون عودتي اليهم منذ زمن جد طويل، ولايرغبون ابدا في أن اغادر..

( يتبع )

صلاح هاشم

السبت، يوليو 28، 2018

القاهرة لسينمائي 40 يكرم الفنان حسن حسني بمنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية




تتويجا لمسيرته المضيئة والحافلة بالإنجازات
«القاهرة السينمائي» 40 يكرم حسن حسنى ويمنحه جائزة «فاتن حمامة» التقديرية
«حفظي»: مُساند ومُعلم للنجوم الشباب..

«رزق الله»: موهبة فريدة حافظ على مكانته لاكثر من نصف قرن

مصر- القاهرة: 28 يوليو 2018
   قرر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تكريم الفنان الكبير حسن حسنى بمنحه جائزة «فاتن حمامة التقديرية»، يتسلمها في حفل افتتاح الدورة الأربعين للمهرجان،التى تنطلق 20 نوفمبر المقبل، وتختتم فعالياتها 29 من نفس الشهر.
   تكريم «حسني» يأتي تقديرًا لمسيرته السينمائية المضيئة والحافلة بالإنجازات البارزة، إضافة إلى مكانته المرموقة كأحد أبرز الفنانين في تاريخ السينما المصرية.
   وقال رئيس المهرجان محمد حفظى: «يعد الإحتفاء بالفنان حسن حسنى فى مهرجان القاهرة السينمائي تتويجًا لواحد من النجوم الذين أثروا الشاشة المصرية والعربية بأعمال خالدة فى ذاكرة السينما، كما أن النجم الكبير خاض عديد من التجارب التى قدمها النجوم الشباب، سندًا ومعلمًا لهم".
  وأضاف أن الفنان حسن حسنى، صاحب رصيد كبير من الأفلام السينمائية نال عن بعضها جوائزًا فى الداخل والخارج.
   من جانبه، أعرب الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان عن سعادته بتكريم حسن حسنى، باعتباره ظاهرة كبرى في عالم التمثيل، استطاع الحفاظ على مكانته لأكثر من نصف قرن، مما يعكس موهبةً فريدة.
   حول التكريم، قال الفنان الكبير حسن حسنى: "تكريمي في مهرجان القاهرة السينمائي بجائزة فاتن حمامة التقديرية هو أهم جائزة في حياتي، وكأني أحصل على الأوسكار، يكفي أن الجائزة تحمل اسم فاتن حمامة. إنه تتويج لمشواري الفني الذي قطعته على مدى 60 عامًا".
  ولد الفنان الكبير حسن حسني في مدينة القاهرة عام 1931، أحب التمثيل فى فترة مبكرة من حياته وشارك في معظم الفرق المسرحية في مدرسته وحصل على العديد من الميداليات وشهادات التقدير من وزارة التربية والتعليم.
  في بداية الستينات انتسب إلى فرقة المسرح العسكري التي كانت تابعة للجيش وقدم الكثير من المسرحيات مع الفرقة بالإضافة إلى مشاركته بأدوار صغيرة في عدة أفلام منها "لا وقت للحب" 1963، "بنت الحتة" 1964.
   أما فى بداية السبعينات شارك في العديد من الأفلام منها: "سوق الحريم"، "حب وكبرياء"، "مدينة الصمت"، "أميرة حبي أنا "، "الحب تحت المطر" ، "لا شيء يهم"، "الكرنك" و"قطة على نار" .
  في فترة الثمانينات شارك حسن حسنى في بعض الأعمال المتميزة منها "سواق الاتوبيس" الذي أخرجه عاطف الطيب عام 1982 وكان دوره علامة فارقة في حياته المهنية والفنية، حيث لفت إليه الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر تحديدا بشكل مختلف.
واصل حسني مع الطيب عددًا من الأفلام، من بينها "البريء" 1985 ، "البدرون" 1979، " الهروب" 1991،  كما عمل مع عدد من المخرجين الماميزين من بينهم محمد خان في فيلم "زوجة رجل مهم" 1987 و"فارس المدينة" 1993، ورضوان الكاشف فى فيلم " ليه يابنفسج 1993، وأسامة فوزي في "عفاريت الأسفلت" 1996، وداوود عبد السيد في فيلم سارق الفرح 1995، والذي نال عن شخصية "ركبة" القرداتي التي جسدها فيه خمس جوائز.
  فى منتصف التسعينيات بدأت مرحلة جديدة في حياة حسن حسني كان أكثر ما يميزها مشاركته في أفلام الشباب التي بدأت في تلك الفترة، بدءاً من أفلام علاء ولي الدين وانتهاء بأفلام رامز جلال، ومرورا بأحمد حلمى ومحمد سعد ومحمد هنيدي وهاني رمزي وأحمد مكي، وكذلك أحمد السقا وكريم عبدالعزيز إذ كان هو بمثابة ناظر المدرسة الذي منح أغلب من شاركهم من نجوم الألفية الثالثة شهادة التفوق و ختم النجومية
  هذه المرحلة شهدت مشاركة حسن حسني في أفلام جماهيرية فائقة النجاح من بينها "عبود على الحدود"، "الناظر" ،"جواز بقرار جمهوري"، "أفريكانو"، "محامي خلع"، "اللمبي"، "أحلى الأوقات"، " ليلة سقوط بغداد"، "سمير وشهير وبهير" وأحدث أعماله "البدلة".
  دائما حسن حسني متجدد في عطائه ومع كل الأجيال و حظي قرار تكريمه على إجماع اللجنة الاستشارية العليا.
المركز الصحفى
    مهرجان القاهرة السينمائى الدولى

الأحد، يوليو 22، 2018

أصيلة على حافة المحيط والزمن بقلم صلاح هاشم فصل من كتاب " أيام في المغرب. العودة الى أصيلة " يصدر قريبا




مختارات سينما إيزيس

فصل من كتاب "يام في المغرب. العودة الى أصيلة " لصلاح هاشم


أفييش الدورة 40

كتاب " أيام في المغرب. العودة الى أصيلة ".صلاح هاشم

الفصل الأول


أصيلة علي حافة المحيط والزمن

أصيلة مدينة مغربية صغيرة, تقع علي ساحل المحيط الاطلسي، علي بعد 42 كيلومترا من مدينة " طنجة "، يعمل سكانها بحرفة الصيد، ويبلغ تعدادهم مايزيد قليلا عن 20 ألف نسمة، وفي كل عام وعلي مدار خمس سنوات, يعقد في هذه المدينة التاريخية العريقة موسم ثقافي بارز ،في اطار واقعنا الثقافي الذي يبعث علي الحزن..
في أصيلة وخلال شهر كامل تكتسي المدينة بأجواء العيد, وتصبح الثقافة خبزها اليومي, وهذه محاولة لرسم أجواء العيد في أصيلة بالكلمة والصورة..



صلاح هاشم في أصيلة عام 1990 
كان ياما كان..
كان ياما كان هي بداية الزمن الأصيلي..
يكون العشق في أصيلة للكلمة وبالكلمة. يكون العشق في أصيلة للون وباللون. يكون العشق في أصيلة لموج البحر وجدران القلعة القديمة التي تشرف علي المياه وتدخل في الصخر وتعانقه.
يداعب النور القادم مع الموج عيون الأطفال علي الشاطييء الرملي.يسقط فوق يافطة " ممنوع السباحة".يلقي السلام علي شباك الصيادين, ويرسم خطوطا مستطيلة ومتشابكة فوق القوارب.
يكون العشق في أصيلة أولا للإنسان, لأهلها الذين يحملون فوق جباههم طابع المدينة: اليد الممدودة أهلا في ترحاب والمرسومة بالحنة.
يطلب مني أن أكتب عن العشق, فأرتبك كعاشق, يطلب منه أن يفصح عن عشقه, ومن العشق ما يحرق.
تلتقي بأصيلة في الصباح, تلتقي بأصيلة في ساعات الأصيل وفي الغروب, فتلتقي كل مرة بأصيلة جديدة, ومن يد أصيلة الي يد أصيلة أخري تدور في حلقة العشق الذي هو صوفي ومتدثر بمتعة التوحد مع كل العناصر,
وبلطف العشاق ووداعة الصغار, تسحبك أصيلة إلي زمن خاص من سحر خاص, فتدعو أن تكون إلها من آلهة الاوليمب, أو طائرا من طيور البحر, ولو كنت طائرا من طيور البحر لحلقت إليك أصيلة.
تكون ريح أصيلة مضمخة بعطر الصفاء الذي يغسل القلوب من أدرانها وأوساخ المدن, فنتعلم في أصيلة أن نحب أنفسنا والآخرين والعالم.
تعلمنا أصيلة بطيبة أهلها أبجدية الصفاء.
في سوق أصيلة تصعلكنا, صعدنا وهبطنا في طرقاتها ، وفي جمال عيون بنات أصيلة تغزلنا غزلا رقيقا ومحببا, ومن الغزل مالا يغضب , وفوق أرصفتها جلسنا في الشمس, وأكلنا سمكا مشويا, بشوك ومن دون شوك, وسرنا في الليل نخاطب القمر بالغناء, وتعلمنا في أصيلة دفء الصحبة, وفي أوطيل " وادي المخازن" وداخل غرفة بسريرين لها شباك يطل علي النخل والبحر وشاطيء المحيط, أفرغ كل منا ما في جعبته، من حصاد أيام الذل والمرارة, ولعنا تغييب الإنسان علي الأرض, وكانت النسائم القادمة من البحر، ترتد من الجدران إلي النافذة ومنها إلي البحر ثانية وهي تحمل معها ألم الأيام السوداء والمظلمة في حياتنا والي غير رجعة..
وكنا نتسامح في أصيلة بالعناق في الصباح والمساء, وكأنه العناق تخف له أجسادنا, فنصبح في المدينة طيرا سابحا, ويصبح اسم المدينة : مدينة " الطيور السابحات", بفعل الزمن الاصيلي!
علمتنا أصيلة أن ننظر إلي أنفسنا,.. ان نتأمل في ذواتنا وهويتنا وثقتنا بأنفسنا.
جمعتنا أصيلة بعد تشتتنا وضياعنا في زمن الانكسارات, وفتحت لنا فيه جدارا وبابا سحريا يفضي إلي الغبطة.
هنا لا يدفعك أحد, ولا تزعجك أبواق سيارة مسرعة, ولا يطلب منك أحد بغيظ أن تسير علي الرصيف, وان تحترم القوانين حتى لا تدهسك حافلة..
يسير كل شيء علي مهل.تسير علي الرصيف أو لا تسير.تسير علي قدميك أو علي رأسك,.. لن يستوقفك أحد هنا.أصيلة تتركك وحالك. أنت حر.
لكنك حين تودع أصيلة, سوف يستوقفك نخيلها علي شاطيء البحر.يستوقفك ذلك الذكاء العجيب الذي يلمع في عيون أطفالها.تستوقفك جدرانها البيضاء، لتحكي لك عن وقائع ذلك الزمن العريق الذي عاصرت أحداثه, ثم يهب عليك هواء المدينة المشبع بالملح, وضحكات الأطفال, ولقاح العشق, فتدور في مدينة الدهشة ,كدرويش أسكرته نشوة الوجد.. وزرقة البحر.
في خلال موسم أصيلة الثقافي، تتحول المدينة الي خلية للمبدعين من كل جنس ولون, وتصبح اتيلييه او "ورشة" للفنانين, وبينهم.. لا كبير ولا صغير..
وقلنا: بعد غرناطة, لن تكون هناك مدنا أخري, نرحل فيها, فتعيد إلينا صبا الدهشة، ولذة الكشف وحمي المغامرة, مدنا تعلق فوق صدورنا شارة العشق والفروسية والفتح, إلي أن هبطنا أصيلة, هبطناها كما الطيور الصغيرة التي تتعلم التحليق فوق صخور شاطيء البحر, هبطناها بسلام, ودلفنا إلي ساحة الزمن الأصيلي، بحكاياته ومدينته وجدرانه المنقوش عليها قصة "مجانين أصيلة".
في أصيلة كنا في هذا الصيف علي موعد مع السحر.
ولأننا عشقنا أصيلة المدينة وأهلها وموسمها, قلنا بأن هذه " الجزيرة" لن يكتب لها البقاء, إذا ظلت وحدها ومعزولة في العراء, وواقع الثقافة العربية البور, ولابد من تعميم تجربة" الموسم" في بلاد العرب
 قبل أن تصبح أصيلة هيكلا ثقافيا منفردا وفريدا, يتآكل رويدا من داخله, وككل المؤسسات التي تدب فيها الشيخوخة بعد حين, لابد لها وأن تسقط متهالكة من القدم
 ولتبزغ اذن أصيلة عشرات المرات في مدننا العربية, ولتكن جميعها ظلا لنا ، يحمينا من كل هذا العبث الذي صارت إليه حياتنا..
ولتعيد ألينا أصيلة وغيرها من التجارب الثقافية الجديدة المتوهجة بالحياة, تعيد إلينا ثقتنا بأنفسنا من خلال إيماننا بقدرة الثقافة علي بناء الإنسان الجديد في بلادنا, قدرتها علي تطوير حياتنا, وأثرها في تأصيل معرفتنا بأنفسنا..
ولتغفر لنا أصيلة عشقنا لها, ولتغفر لنا سحرنا بها, فقد كنا ننوي أن نكتب عنها وعن موسمها وأهلها, فإذا بنا نسطر في نهاية المطاف رسالة الغرام هذه, لتكون وردة تشبكها أصيلة في شعرها, وهي ترقد هناك علي حافة الماء, تحت الشمس الأفريقية المتوهجة بالنور.. " ..


صلاح هاشم
كاتب وصحفي مصري مقيم في باريس.فرنسا
موسم أصيلة الثقافي السادس . 1983

--

لقطات من موسم أصيلة الثقافي الدولي 40



الأستاذ محمد بن عيسي- الثالث من على اليمين - يهنيء وعد بوحسون وإدريس الملومي على حفلهما الموسيقي الرائع يوم الجمعة 6 يوليو 2018 ضمن حفلات برنامج موسم أصيلة الثقافي الدولي 40


الخميس، يوليو 19، 2018

DAYS IN MAROC,RETURN TO ASILAH.by SALAH HASHEM

أيام في المغرب عودة الى أصيلة . لقطة من فيلم وكتاب " أيام في المغرب. العودة الى أصيلة " لصلاح هاشم




لقطة من فيلم  وكتاب " أيام في المغرب .العودة الى أصيلة "
 لـ 
صلاح هاشم

أول الكلام في أصيلة إن ياليل ياعين ومرحبا ،عودة الى التراث الموسيقي الأندلسي العريق، الذي يؤسس لمناخات وأجواء مدينة أصيلة المغربية، ويكرس لسحرها في عناق



بقلم

صلاح هاشم في أصيلة أثناء إنعقاد موسم أصيلة الثقافي الأربعين.يوليو 2018

أيام في المغرب. العودة الى أصيلة

***

الاثنين، يوليو 16، 2018

العودة الى أصيلة إني أتذكر .بكل تلك القوة السحرية الكامنة في ضوء المكان . من كتاب " أيام في المغرب " بقلم صلاح هاشم



أيام في المغرب



صلاح هاشم ضيف شرف في موسم أصية الأربعين


العودة الى أصيلة

إني أتذكر

بكل نلك القوة السحرية الكامنة في ضوء المكان

بقلم

صلاح هاشم 



وجدني جالسا الى جانب صديقي اللبناني مدير التصوير سامي لمع على مقعد حجري خارج باب مدينة أصيلة القديمة، فصاح وهو يحيينا " صلاح هاشم.. يتذكر طفولته " ولم يكن صديقي الصحافي المتميز في جريدة " الشرق الأوسط " حاتم البطيوي ابن أصيلة البار ،الذي كبر وصار صحفيا مغربيا لامعا، والذي التقيته لأول مرة عندما حضرت موسم أصيلة الثقافي السادس عام 1983 أو 1984  التقيته مع جملة من  شباب وسكان تلك المدينة المغربية الساحرة التي تطل على المحيط، مثل علوي وعادل وفكري والمتوكل وغيرهم




 لم يكن حاتم عندما نطق هذه العبارة  خاطئا في ظنه- ولا اعرف بالطبع  كيف تسلل حاتم بتلك القوة السحرية الكامنة في ضوء المكان الى طاسة دماغي، ليتفرج معي على " شريط طفولتي وذكرياتي الجميلة في أصيلة " -  فقد كنت جلست لاستريح بالفعل، بعد ان جبت المدينة الجديدة التي خطفتني مثل جنية بحر بسحرها القديم -  كقرية صغيرة للصيادين - من أول نظرة 








وكنت حضرت الى " أصيلة "  كصحفي في مجلة  " الوطن العربي " التي كانت تصدر  من باريس بدعوة من  صديقي الأستاذ محمد بن عيسى مؤسس موسم أصيلة الثقافي  ووزير الثقافة ووزير خارجية المغرب السابق.
 كان حاتم البطيوي آنذاك في فترة الثمانينيات من مواليد أصيلة- قرية للصيادين على بعد 42 كيلومترا من مدينة " طنجة " وكان شابا يافعا في الثانية والعشرين من عمره يذهب لاستقبال ضيوف موسم أصيلة الثقافي  السادس من مطار ابن بطوطة في طنجة، ويقدم نموذجا مثاليا لطاقة شباب تلك القرية، في الجود والكرم وحسن الاستقبال والتنظيم والضيافة
 وهوذات الشييء الذي لاحظته اثناء حضوري موسم أصيلة الثقافي الأربعين في الفترة من يونيو الى أغسطس 2018   كـ " ضيف شرف " على الموسم ،وتعرفت فيه على شباب مغاربة جدد مثل سكينة وفردوس وأميمة ومعاد وعتمان وكوثر ووليد الخ و - كما تعرفت قديماعلى حاتم في موسم أصيلة السادس أو الثامن،  فرحت أتذكر معهم وبقوة تلك الطاقة السحرية الكامنة في ضوء المكان، كل تلك الذكريات العزيزة التي خلفتها ورائي،عندما حضرت الى هنا لأول مرة، منذ أكثر من ثلاثين عاما، واستطعت أن أنفذ الى المغرب-  وطني الثاني " - من باب أصيلة 
وكان علي عندما وصلت الى أصيلة، أن أفتش عن تلك الوجوه الرائعة التي عرفت ونلك الذكريات القديمة العزيزة التي عشت، حتى صار عشق هذه البلاد -  المغرب وطني الثاني -  عندما دلفت الى مدنه وأهله وموسيقاه  من بوابة " أصيلة "
 يجري في مجري الدم في الوريد..

( يتبع  )

صلاح هاشم
كاتب ومخرج وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس
إنظر السيرة الذاتية للكاتب صلاح هاشم  في محرك البحث جوجل