الاثنين، أكتوبر 03، 2016

كشف حساب عهد صغير وخيبة أمل كبيرة بقلم محمد فايد في مختارات سينما إيزيس


مختارات سينما إيزيس

زاوية ننشر فيها مايعجبنا  مما يحفز على التأمل والتفكير والنقاش والجدل

كشف حساب عهد صغير وخيبة أمل كبيرة


السيسي . كشف حساب لعهد صغير





بقلم

محمد فايد


تمهيد : 

يقدم هذا المقال - الذي سمحت بنفسي بأن أضع له عنوانه - - يقدم كشف حساب لعهد صغيرـ لفترة حكم السيسي لكنه في المقابل يكشف أيضا عن خيبة أمل كبيرة ويعبر عن إحساس عام وطاغ بالمرارة والحسرة لدي الناس من تلك الظروف المرعبة التي نعيشها في مصر بلدنا، حيث تتأسد قوي الارهاب والتطرف، والسلفية والظلامية ، وتتقزم قوى التقدم والتنوير، باتباع النظام لسياسات القيد والحظر، والاعتقال الانفرادي، وإخراس الألسنة ..
واذا كنا نتفق مع كاتب المقال في العديد من الأفكار التي طرحها ،والنتائج التي توصل اليها في كشفه، إلا اننا نختلف معه في دعوته إن لك الله يامصر، وبما يعني الركون والاستسلام، والتراخي والمهادنة ،فالدعوات في رأيي لاتنفع، مع الرغبة في الاصلاح والتغيير..
صحيح ان الله يرزق كل طائر طعامه ، لكن ذلك لايعني أنه يلقي بالطعام لكل طائر في عشه، وليس بالدعوات وحدهايحيا الإنسان، بل بكل عمل من أعمال ابن آدم، ولابد من عمل لكشف قوى الظلامية والتخلف والتصدي لها ومحاربتها وتفنيد أفكارها وحججها الآن وفي كل وقت والوقوف ضد ثقافة الهراء العام والتخلف التي تروج لها تليفزيونات الحكومة وصحافة النظام واعلامه التافه المتخلف العقيم الذي يقصفنا في كل وقت بسخافاته وبلاهاته وغبائه، وبلاش حكاية لكي الله يامصر هذه ، التي أصبحت أسمعها تتردد كثيرا الآن ، وفي مختلف نواحي الحياة والمواقف للأسف في بلدنا ..


صلاح هاشم
 

المحرر
مؤسس موقع سينما إيزيس الذي يعني بـ " فكر " السينما المعاصرة وثقافة التنوير


أعارضك الآن، لكنني أعرف أنه لم يكن إنقلابـًـا، فملايين المصريين خرجوا يستجدون، ويتوسلون، ويرجون القوات المسلحة أن تقوم بتخليصهم من مرسي ومرشده وجماعته وعشيرته..
لم أندم لحظة واحدة علىَ تعاطفي معك، لكنني لن أندم علىَ قطع رحم هذا التعاطف، فأنت الذي قطعته، واخترتَ طريقاً معاكساً تماما لجُل أحلامي وآمالي وتمنياتي.

أناحزين من أجلك فقد أتيحت لك الفرصة أن تقفز للصفحات الأولى في كتب التاريخ، لكنك لم تزل في دهشة السلطة، فلم تعُدْ تسمع إلا صوت نفسك، ولم تأذن لأحدٍ أنْ يرفع رأسَه في حضرتك، بل إنك أتيت بمجموعةٍ من المثقفين والإعلاميين والنواب والمسؤولين لتشرح لهم حديث الجزيرتين، المصرسعوديتين، فلما همّوا بالاستفسار أسكتـَّـهم، فأنت الأول والآخر، و ( لا تسمعوا لأحدٍ غيري)
هل هذا يعني أنني أتعاطف مع الرابعيين والصفراويين وأيمن نور والبرادعي وحمدين صباحي وأبي الفتوح وأبي اسماعيل وأبي إسلام وردحيات ( وطن ) و( الشرق ) و( مكملين) وغيرهم؟
معاذ الله أنْ أكون من الجاهلين، واعتصام رابعة كان استفزازًا، وتهديداً، ووعيداً، وبلطجة، واحتلالا لمنطقة سكنية، ومحاولة خبيثة للتضحية بالنساء والأطفال أمام العالم كله، والمنصّة كان فوقها قرود تتراقص، وإرهابيون يتبادلون الميكروفونات استعدادا لمعركة مع الجيش، ورفضا لكل صور فضّ الاعتصام، ومحاولة صريحة لجمع إرهابيي الجماعات الدينية لإنهاء سطوة وسلطة القوات المسلحة، والقتلة كانوا هم المنصّيين الذين خططوا لرواندا مصرية تقوم فوق ركامها دولة الخلافة.
وهل فوضناك لما بقيَ من عُمرك،وهل هو عقدٌ لا رجعة فيه.وهل معني ذلك انه
لن يعود لنا قرشٌ واحدٌ من المليارات التي هرَّبـَـها مبارك وأعوانُه وحيتانـُـه، ولن تردّ علىَ طلبٍ سويسرا و أمريكا و بريطانيا في توسلاتهم من أجل إعادة منهوبات شعبنا.

كنت انتظرمنك مشروعا قوميـّـا في التعليم والاقتصاد والطب والعلاج المجاني وتنظيف الوطن من النفايات والنيل العظيم من المخلفات..
كنت انتظر منك مشروعـًـا قوميـّـاً في القراءة والأدب والتطور والتحضر والنهضة والغلاء لتصبح الأسعار في متناول الطبقة تحت المتوسطة..
كنت انتظر منك أمرًا بجمع علماء ومثقفين وخبراء وقانونيين وحقوقيين في مؤتمر لإعادة سنّ قوانين لا يمر منها ريح فساد أو أنفاس غش أو زفير تحايل ..
كنت انتظر منك محاكمةَ قنـَّـاصة العيون والقـَـتـَـلة وملوك التعذيب وتجار المخدرات والأراضي والعقارات ..

كنت انتظر منك ذوقا رفيعا في شتـــّـىَ مناحي الحياة وكل ما تقع عليه عيون المصريين ..
كنت انتظر منك جعلَ الشرطة في خدمة الشعب، وإعادة صناعة الكرامة، ليرفع المصري رأسَه حتى وهو يواجه أشدَّ التـُـهَم عقوبة..

كنت انتظر منك مشروعا قوميا يسرق سيـَـاح مئة وثلاثين مدينة في حوض البحر المتوسط، ويجعل مصر وِجهـَـتـَـهم الوحيدة ..

كنت انتظر منك دعما معنويا وحقيقيا وملموسا لقوى الاستنارة الدينية بدلا من حرية برهامي مقابل زنزانة لفاطمة ناعوت..

كنت انتظر منك حديثا أدبيا، وشعريـًـا، وثقافيا، وعلميا، وإجتماعيا، وتربويا، فإذا بك تحدثني عن قبضة الجيش وقدرة العسكريين، وأنك الوحيد المسموح لنا بالإنصات إليه، والتعلـّـم منه.

لماذا تركت الإعلامَ ينهش أبناءَك شبابَ مصر الذي ثار علىَ صمت الآباء، ولولا هؤلاء الأبناءالصغار ما كان للكبار أن يهنئوا بيوم واحد، وجاءوا بك إلى القصر، ورفعوك فوق أعناقهم، فزعمت أنك لا تراهم.

في عهدك القصير انفجرت، وتوسَّعتْ، وتحيّـتـَـنَتْ، الدولة المِزاجية في كل مناحي الحياة، كلُ مصري يفعل ما يشاء له هواه، فيرصّ ويركن سيارتـَـه فوق الرصيف، ويدهن بيتـَـه أو نصفه كعروس المولد، ويرفع دعوىَ قضائية ضد شخص ليس له به معرفة في موضوع لا يروق له ولو كان جُملة في حوار تلفزيوني، أو بيت شعر، أو تفسيرا ينزل غضبا على دواعش مصر، وهكذا دواليك، فالدولة غائبة لكنها تأتي علىَ عجل إذا اقترب أحدٌ من السلطة.

في عهدك القصير أعطيتَ الضوءَ الأخضرَ، ولو بالصمتِ، لتحتل الشاشةَ الصغيرةَ وجوهٌ وألـْـسـِـنـَـةٌ شعيراتها أعجمية وقد شرَّعَتْ لغةَ الشوارع، وخربشت لغتــَـنا الجميلة بمفرداتٍ يلطم منها المعجم، فهي مصنوعةٌ في المقاهي والسراديب والخرابات وسباب الشمحطجية.

في عهدك القصير ارتفعت ألسنةُ اللهب في سماء محافظات مصر، وكلما شبَّ حريقٌ، التهمت النيرانُ غيرَه، وبحثتُ عنك طويلا في كل شبر من محرقة الوطن فلم أعثر لك علىَ أثر.
في عهدك القصير بحثتُ عن أحبابـِـنا .. شركاء الوطن، فوجدت خطوطــًـا حمراءَ مرسومة أمامهم في المناصب الكبيرة والحسـَّـاسة والسيادية، فالسياسةُ الجديدة امتدادٌ للإهمال القديم، والقبطي مواطنٌ من الدرجة العاشرة، وهي تعليمات السلفيين والدواعش، حتى لو عانقك كل الأقباط في الكاتدرائية، فتسعة من كل عشرة أقباط وقفوا معك وخلفك وناصروك، فأصرَّ حزبُ النور أنَّ تهنئتك لهم مخالفةٌ لأصول الدين، فاحتل السلفيون قلبـَـك، واكتفىَ الأقباطُ بصمتـِـك!

ما فائدة رفع قبضتــِـك هاتفــًــا: تحيا مصر، في الوقت الذي تُعيد للمخلوع مكانــَـه، وللفكر المتطرفِ هرّاوتــَـه من فوق منصـّـة القضاء.
معركتك ضد الإرهاب ينبغي أن تمر عبر تغيير أفكار التطرف، والذي حدث أنك أعطيت الضوءَ الأخضر لمحاكمة الفكرة والاستنارة والعقل والتجديد، وأصبح برهامي أقربَ إليك من إسلام بحيري

واخيرا…………………

لكي الله يامصر ....لكي الله يامصر
عن الفيس بوك

ليست هناك تعليقات: