السبت، يوليو 11، 2015

حكاية عمر الشريف الأسطورة مع جدتي بابشا البولندية بقلم صلاح هاشم

صورة عمر الشريف على الصفحة الاولى لجريدة ليبراسيون الصادرة اليوم 11 يوليو 2015

حكاية عمر الشريف الاسطورة مع جدتي بابشا البولندية

بقلم
صلاح هاشم



نزهة الناقد : حكاية عمر الشريف الاسطورة مع جدتي بابشا البولندية :صدرت أغلب الصحف الفرنسية اليوم 11 يوليو كما صحيفة ليبيراسيون - انظر الصورة المرفقة - وقد تصدرت صورته صفحاتها الاولى، معلنة عن وفاة الممثل المصري النجم العالمي عمر الشريف " الاسطورة "
 وكنت التقيت الاسطورة في ميلانو في فترة التسعينيات، عندما دعاني الاستاذ المخرج المصري الكبير صلاح ابوسيف للمشاركة في إطار احتفالية سينمائية كبيرة اقيمت له في مهرجان ميلانو للسينما الافريقية، وطلب ابوسيف من ادارة المهرجان دعوة مجموعة من الفنانين والسينمائيين والنقاد بعينهم، للمشاركة في المؤتمر الصحفي الذي اقيم له والحديث عنه. طلب ابوسيف حضور النجم الاسطورة عمر الشريف، والمخرج المصري عاطف حتاتة صاحب "الابواب المغلقة "، والناقد الكبير يوسف شريف رزق الله، والناقد صلاح هاشم. وكنت تشرفت عام 1992 بالاشراف على واعداد احتفالية سينمائية تكريمية كبيرة HOMMAGE لصلاح ابو سيف في مهرجان لاروشيل السينمائي LA ROCHELLE في فرنسا - وثقت لها بالطبع في كتابي " السينما العربية خارج الحدود" - وكان موضوع الحديث في ذلك المؤتمر الصحفي لصلاح أبوسيف في ميلانو أن نقول ماذا يمثل صلاح أبوسيف بالنسبة لنا ، وماهو الموقع الذي يحتله على خارطة السينما المصرية، فصعدنا مع أبوسيف الى خشبة المسرح ،وتحدثنا عن " رينوار" السينما المصرية وأفلامه العظيمة،- رينوار هو كما كان فرانسوا تروفو يحب أن يردد أبو السينما الفرنسية - واعتقد ان الاستاذ يوسف شريف رزق الله يحتفظ بشريط مصور لذلك المؤتمر" التاريخي " ذلك الشريط الذي أعتبره بمثابة وثيقة مهمة لذاكرة السينما المصرية، وحضورها وتألقها خارج الحدودن وليت المركز القومي للسينما في مصر يحتفظ بنسخة منه للأجيال القادمة. وعندما عدنا الى الفندق فوجئت بعمر الشريف يدعوني لكأس شاي ،وهنأني على مداخلتي، وامتدت السهرة معه حتى الصباح، وكانت هذه هي المرة الاولي والاخيرة التي التقي فيها بالنجم السينمائي العالمي المصري الذي احبته كل نساء العالم ومن ضمنهم جدتي بابشا البولندية في لندن ،السيدة العجوز التي كنت أسكن عندها اثناء اقامتي هناك، وكان عمر الشريف هو "نجمها المفضل"من بين كل الممثلين في العالم، ولولا ذلك ماكانت بابشا قبلت بأن اسكن أنا الغريب عندها، وهذا - قلت له - مجرد جزء فقط من أفضال " أمير الصحراء " - كما كانت بابشا تحب أن تطلق عليه- علينا- نحن أبناء مصر" الغرباء " مثله في الخارج - . ضحك عمر الشريف عندما رويت له حكايتي مع جدتي البولندية التي لولا عشقها له لكنت تشردت في لندن على الرصيف، وكاد من فرط تاثره يذرف الدمع كما لاحظت، وقام وعانقني، وطلب مني أن ابلغها تحياته وشكره.
 أخذت عن الفنان المصري والنجم العالمي الاسطورة عمر الشريف تواضعه الجم - رغم الشهرة العالمية التي حققها لنفسه، كممثل عالمي ونجم يشار اليه بالبنان- وتأثرت جدا لبساطته وإنسانيته، و وجدت فيه، خلال ذلك اللقاء القصير الذي أمتد فقط لساعات، نموذجا وعصيرا لطيبة والفة الناس الطيبين في بلدي،
 وذلك "الحياء"الطبيعي المتأصل فينا، و" التواضع " المعبر عن أصالة شعب،وعظمة حضارة أمة،.. و..هكذا يكون الرجال.
 
 وداعا عمر الشريف.


ليست هناك تعليقات: