الخميس، أكتوبر 31، 2019

أوتوستوب الى سينماتيك باريس. بقلم صلاح هاشم . فقرة في " تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس "






تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس.
فقرة بعنوان

" أوتو ستوب ..الى "سينماتيك" باريس"

بقلم

صلاح هاشم


تشردت ياكازانتزاكيس في باريس كما لم يتشرد فيها أحد من قبل، ولم أمارس في أي مدينة دخلتها

"سندباديات" صعلكتي المنتجة، في الحياة ثم الكتابة، كما مارستها في مدينة النور و " سينماتيك باريس "..
وكنت بعد ان انتهي موسم قطاف الكروم في فرنسا ولم يعد لدي أي عمل ، تركت قرية "بار" بالقرب من مدينة ستراسبوغ ،وودعت اصدقائي المصريين واللبنانيين الذين شاركوا معي في الفندانج- حصاد الكروم- واتجهت الى أقرب أوتوستراد، للسفر الى باريس بطريقة الأوتوستوب.كتبت " باريس " أسم المدينة التي أقصدها على كرتونة ووقفت على حافة " الأوتوستراد"الطريق العالي المخصص للسيارات، وقفت أنتظر، وأنا ألوح بالكرتونة لكل سيارة مارة ،عل أحد أصحاب هذه السيارات واللوريات التي تسير بسرعة فائقة على الطريق، وتنهب الأرض، يرأف بحالي، أنا الحصان المصري الشارد في بلد الغال، ويتوقف لي..

ومضت ساعة أو أكثر، وأنا أنتظر،ثم وقفت سيارة تقودها سيدة فرنسية جميلة ودعتني الى الركوب، وكانت الرحلة من ستراسبورغ الى باريس فرصة، لأتعرف هكذا بالمصادفة على صاحبة السيارة ،المسافرة من ستراسبورغ الى باريس،الأستاذة الجامعية الفرنسية المثقفة، جاكلين ريفو، وتتعرف هي أيضاعلى، ونشتبك معا وطوال الرحلة في حوار ممتع عن مصر، ثقافتها وحضارتها أم الدنيا، ورحلتي بالاوتوستوب ، والحياة الثقافية في فرنسا ،وحال الرواية الجديدة في البلاد، وعن الروائي الفرنسي الكبير آلان روب جرييه ، الذي كنت قرأت رواياته وشاهدت في مصر بعض أعماله السينمائية الفذة ،وبخاصة فيلمه " العام الأخير في مارينباد"،الذي كتب له السيناريو وأخرجه آلان رينيه،وكنت قرأت قبل سفري الى فرنسا كتاب " نحو رواية جديدة" الذي كتبه وترجمه الأستاذ مصطفى مرجان من الفرنسية الى العربية، ويعد أهم كتاب صدر في مصر عن الرواية الجديدة ..

ووقتها،بعد أن كنت طفت لقطف العنب في أنحاء فرنساـ ولم أبق فيها على عنقود واحد غير مقطوف،لم أكن أعلم أنه سوف يتصادف لي في مابعد، أن أتعرف على مصطفي مرجان الصحفي والكاتب في جريدة الأهرام ،الذي كان يعد لرسالة دكتوراه في باريس، وكان يقيم في"البيت الكوبي" في المدينة الجامعية التي اقمت فيها في مابعد في " البيت الفيتنامي "، ونصبح أصدقاء

كما لم يخطر على بالي قط آنذاك، وأنا أتحدث مع تلك السيدة ، أنها سوف تصير من أعز أصدقائي في باريس، وأن عملي كناقد وصحفي في مجلة " الوطن العربي " الإسبوعية ،أول مجلة عربية مهاجرة من لبنان الى باريس في فترة الثمانينيات،سوف يسمح لي في مابعد ،بمصاحبة الروائي الفرنسي الكبير آلان روب جرييه، لفترة ستة أيام في سلوفاكيا،حين أختير جرييه رئيسا للجنة تحكيم مهرجان " الفيلم الفني " في سلوفاكيا، ودعاني مدير المهرجأن - حين التقي بي قبلها في مهرجان انطاليا في تركيا- للمشاركة كناقد، وكعضو لجنة تحكيم في اللجنة المذكورة..
ويبدو لي ياكزانتزاكيس، حين أروح أنا الحصان الشارد، أتأمل في تلك الواقعة، ورحلة السفر أوتوستوب من ستراسبورغ الى باريس، ولم أكن زرتها من قبل، انها ربما كانت - بفضل نعمة الفضول وعشق السفر- تمهد لـ "مفاجآت" أكثرتوهجا ومتعة وإثارة
و" سندباديات " أخرى كثيرة، من " الصعلكة المنتجة" ،في مدينة النور
و " سينماتيك " هنري لانجوا العظيم، دار السينما والأفلام، وأعظم إرشيف سينمائي، في البلد الذي إخترع السينما والعالم، وسحر الضوء والألوان ....

( يتبع )





ليست هناك تعليقات: