مختارات سينما إيزيس
باب في موقع سينما إيزيس لنشر مختارات من المقالات والدراسات في عالم الإعلام المعاصر
ترامب.. الحماقة أعيت!
ترامب يتصرف كرئيس شركة لايعنيه سوى زيادة مواردها
بقلم
نبيل عبد الفتاح*
كاتب ومفكر سياسي مصري
المصالح الاستراتيجية الكبرى لأمريكا بالعالم لا تتغير بغض
النظر عن وجود رئيس ديمقراطى أوجمهورى بالبيت الابيض.. دائما تتردد هذه المقولة،
كلما جاء رئيس جديد متعهدا بإحداث تغييرات جذرية بسياسة واشنطن الخارجية.
الآن، وفى نهايات العام الثالث لترامب بالرئاسة لم تعد
المقولة صالحة، فقد أطاح بثوابت عديدة مثل علاقة التحالف مع أوروبا وزيادة النفوذ
الأمريكى وبالطبع عدم إتخاذ موقف يزعزع الاستقرار الشرق الأوسط كالاعتراف بسيادة
إسرائيل على القدس.
بل إنه لم يقتنع أساسا بمسألة المصالح الاستراتيجية
لأمريكا، ولذلك لا يفرق معه استفزاز حليف كألمانيا ومغازلة خصم تاريخى كروسيا.
إنه يتصرف كرئيس شركة مهمته تعظيم مواردها بأى وسيلة حتى
لو وصل الأمر لابتزاز الأصدقاء واحتضان الأعداء.. المصالح بعيدة المدى لا تهم،
وكذلك الصورة الذهنية لبلاده.. المال فقط.
ولذلك لم يكن غريبا أن يرد على سؤال عن سحب قواته من سوريا
بما يلى: الأزمة السورية مستمرة منذ فترة طويلة..روسيا قدمت بعض المساعدة لكن
سوريا بلد معظمها رمال. يمكن للروس أن يلعبوا بها.
هل هذا رد من رئيس بشأن أزمة دولية كبرى وبلد يتصارع
الكبار على قضمه؟. إنه لا يعرف شيئا عن سوريا، كل ما يعرفه أنه لن يستفيد ماديا
منها، وبالتالى لا حاجة للانغماس بشئونها.
لقد إتخذ قرار الانسحاب دون استراتيجية أو نقاش مع مساعديه
ثم قدح ذهنه ليعثر على مبرر، وكل يوم يخرج بعذر أسوأ من سابقه، ومع هذه الأعذار لا
ينسى لوم أوباما وهيلارى كلينتون أو زعماء آخرين.
وبالطبع، لا ينفك يوجه التقريع لأردوغان ويعامله كتلميذ،
ويطالبه بألا يكون أحمقا، رغم أن الحمق والبلطجة والرعونة صفات مشتركة بينهما.
والأهم أنه رتب الأمر مسبقا معه لكن عندما اشتد رفض كونجرس والجمهوريين بالمقدمة،
حاول أن يدافع نفسه، فألقى باللوم عليه.
كثيرون اعتقدوا أن رئاسة ترامب ستكون فترة شاذة بالتاريخ وسيعود
العالم كما كان بعد مغادرته الرئاسة، لكن يبدو أنه حفر عميقا وأثر سلبا لدرجة أن
تغيير آثار أعماله سيحتاج سنوات وسنوات خاصة إذا أعيد انتخابه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق