لقطة من فيلم الجزيرة 2 لشريف عرفة
«الجزيرة 2» ..الملوك الذين «إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة" و
الفيلم وصف «الرحالة» بأنهم «الجراد الذي يأكل الأخضر واليابس» وهو نفس الوصف الذي طال «الجماعة" و
الفيلم وصف «الرحالة» بأنهم «الجراد الذي يأكل الأخضر واليابس» وهو نفس الوصف الذي طال «الجماعة" و
بقلم
مجدي الطيب
منذ 22 عاماً قدم المخرج شريف عرفة فيلماً بعنوان «الإرهاب والكباب»
تأليف وحيد حامد وبطولة النجم عادل إمام أشار من خلاله إلى أن المواطن
المحروم من أبسط حقوقه الإنسانية والحياتية،بسبب البيروقراطية الحكومية،
وغياب العدالة الاجتماعية، هو أقرب إلى «القنبلة الموقوتة»،التي يمكن أن
تنفجر في أية لحظة،ووقتها سيتحول المواطن البسيط إلى «إرهابي» .
وفي العام
1995 قدم «عرفة» مع نفس الثنائي فيلم «طيور الظلام»،الذي أكد فيه أن الفساد
والإرهاب المتستر تحت عباءة الدين،وجهان لعملة واحدة،وأن ثمة تحالفاً
بينهما !
كان «عرفة» حصيفاً،ورصيناً،وهو يرصد إرهاصات ظاهرة العنف الديني،لكن ما بين البارحة والليلة جرت في النهر مياه كثيرة؛من حيث شكل الظاهرة ومضمونها،ومن ثم أدرك المخرج الموهوب،الذي ولد في العام 1960،وتخرج من المعهد العالي للسينما في العام 1982،أن التناول ينبغي أن يأخذ منحى مختلفاً،وهو ما فعله في فيلم «الجزيرة 2» تأليف الأخوة دياب (محمد، خالد وشيرين)؛فالجزء الأول الذي قُدم في العام 2007،واستلهم كاتبه محمد دياب واقعة سقوط امبراطور النخيلة «عزت حنفي»،أحد أباطرة تجارة المخدرات في جنوب مصر،في قبضة الأجهزة الأمنية للدولة،بعد أن كانت تربطه علاقة وطيدة بها،بحجة أنه يساعدها في حربها ضد الإرهابيين،تحول إلى جزء ثان،هو أقرب إلى الوثيقة السياسية المهمة التي ترصد ما آلت إليه الأحوال في مصر،في فترة صعود التيار المتأسلم إلى السلطة،وهيمنته على مقاليد الحياة اليومية،وانتهاء بالانقلاب على المنتمين إلى ذلك التيار،وطردهم،بعد دحرهم وتفريق شملهم.
الإثارة المبكرة
تبدأ إثارة فيلم «الجزيرة 2» منذ اللحظة التي تتعرض فيها السجون للاقتحام بواسطة جماعات دينية متطرفة أواخر شهر يناير من العام 2011؛حيث تصبح الفرصة مهيأة لهروب «منصور الحنفي» ـ الاسم الحركي على الشاشة لإمبراطور المخدرات الشهير ـ (أحمد السقا)،الذي كان ينتظر تنفيذ الحكم الصادر بإعدامه،ومن ثم يصدق المتابع للفيلم أن ثمة مبرراً بالفعل لإنتاج الجزء الثاني من الفيلم؛خصوصاً أن المخرج ينجح في الاستحواذ على الجمهور،عبر توظيف عناصر التصوير والإضاءة (أيمن أبو المكارم) والديكور (فوزي العوامري) والموسيقى (عمر خيرت) قبل أن يأتي دور الملابس (ناهد نصر الله)،لإلقاء الضوء على ضبابية تلك الفترة،وتصوير حالة الفوضى والقلق والارتباك التي كانت سائدة آنذاك،وعبرت عنها الكاميرا التي انتقلت إلى الإسكندرية؛حيث يعيش «علي» (أحمد مالك) نجل «منصور الحنفي» مع عمه «فضل» (نضال الشافعي) هرباً من الثأر،وبعد أن يستعيد الأب ابنه بصعوبة، يعود ثلاثتهم إلى «الجزيرة»،التي تحكمها «كريمة» (هند صبري)؛فالثلاثي «دياب» (محمد،خالد وشيرين) رصدوا،ببراعة فائقة،الأجواء «الجيوسياسية» لتلك الفترة،وكذلك الصراع الذي احتدم بقوة،بين الاتجاهات والتيارات التي تصدرت المشهد، وعلى رأسها جماعة «الرحالة»، التي يتزعمها «الشيخ جعفر» (خالد صالح)،وتسعى إلى الاعتراف بشرعية وجودها على سطح الأرض،بعد فترة من النفي والإقصاء اللذان اضطراها إلى الاختباء في الدهاليز،والعمل بعيداً عن العيون؛فالصورة التي قدمها الفيلم لهؤلاء «الرحالة» تتطابق وصورة جماعة «الأخوان»؛حيث البيعة،والسمع والطاعة، والشورى،فضلاً عن أقوالهم التي تتناقض وأفعالهم،وتشبيههم ب «الجراد الذي يأكل الأخضر واليابس»،والملوك الذين «إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة» بينما تبدو «كريمة» كالأحزاب التي لا حول لها ولا قوة،و«منصور الحفني» كالسلطة التي سقطت وتسعى لاسترداد عرشها . أما اللواء «رشدي وهدان» (خالد الصاوي) فيمثل القوة التي انهارت والهيبة التي تبددت !
النهاية المفتوحة
قرابة الثلاث ساعات ونصف الساعة هي مدة عرض فيلم «الجزيرة 2»،الذي أهداه مخرجه إلى خالد صالح،ومع هذا لم يتسلل الملل إلى المتلقي في أية لحظة،نتيجة النضج الواضح الذي وصل إليه المخرج شريف عرفة،وبراعته الملحوظة في توظيف أدواته بالشكل الذي يخدم قضيته،ومن ثم لم ينقصه الإبهار الفني واللغة البصرية الجمالية،في ظل التوفيق الذي حالفه في توظيف المونتاج (داليا الناصر)،الذي اتسم بالدقة والانضباط والإحكام.وهنا لا يفوتنا أن نشيد بالرؤية الواقعية لآل دياب، وإلمامهم الكاف بأحداث الفترة الزمنية،وجرأتهم الواضحة في اقتحام الكثير من المحظورات،كتعرية التناقض الصارخ بين المدارس والنظريات الأمنية التي يستعين بها النظام،وهو المعنى الذي أكده مشهد الصدام بين اللواء «رشدي وهدان» ورئيسه، وإقدام اللواء،في مشهد غير مسبوق،على إنزال لوحة «الشرطة في خدمة الشعب»،وانفعاله قائلاً : «الشرطة مش خدامين لحد»،ثم التنديد بسياسة غض الطرف التي تتبعها الدولة حيال الجماعات المتطرفة؛فالحقيقة التي يعيد الفيلم تأكيدها أن «الداخلية كانت تتعامل مع تجار الدين والمخدرات بموافقة ومباركة القيادات»،فضلاً عن الغزل المتبادل في زمن تصالح المصالح !
«الرحالة» و«الجماعة»
زخم من الأفكار،والقضايا السياسية والفكرية والدينية،اقترب منها فيلم «الجزيرة 2»،بشجاعة،وبجرأة تُحسب له،كما فعل في مناهضته الواضحة والقاطعة لأفكار «الرحالة»،التي يرفع زعيمها «الشيخ جعفر» شعار «الشراكة لا المغالبة»،ويطبق حد الحرابة،ويهتف في أتباعه :«قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار»،وكأنه يُذكرك بشعار «مشاركة لا مغالبة»،الذي رفعته «الجماعة» في الانتخابات، وطوفان الأفكار الرجعية التي رفعتها في وجوهنا؛فالفيلم لا يكتفي بالتلميح وإنما يعمد إلى التصريح،عندما يؤكد أن «الرحالة» استهدفت إشاعة الرعب والخوف بين أهل «الجزيرة» ليسهل عليها قيادتهم،كما يُشير إلى إصرارها على إحلال جلبابها كبديل عن الجلباب الصعيدي،وكأنه يربط،في ذكاء شديد،بين «الجلباب» و«الهوية»،وكذلك الإيحاء بأن «الكبيرة»،التي يوحي بأنها «مصر»،لا ينبغي أن تلقي بنفسها في أحضان «الرحالة» حتى لا تتحقق مقولة «منصور» : «لو اتجوزتي جعفر حيبقى الكبير رسمي» (يعني رئيس الجمهورية !)،ويُطالب الكبار على لسان الشاب «علي» (ابن جيله) بالنظر إلى مصلحة الوطن،ونبذ النرجسية : «فكروا في الناس وبطلوا تفكير في نفسكم»،وكعادة شريف عرفة في غالبية أفلامه تأتي النهاية لتؤكد أهمية الوحدة والتكاتف بين كافة طبقات الشعب كسبيل أوحد لدحر «العدو» ـ مهما كانت وجوهه ـ وإن بدا بوضوح أن النهاية المفتوحة،التي رأينا فيها الروح وهي تدب في عروق الأباطرة الثلاثة «جعفر»، «منصور» و«رشدي» لحظة مبايعة أهل «الجزيرة» للشاب «علي» بمثابة إيحاء باستمرار الصراع بين الأطراف الثلاثة (الأمن والدين والفساد)،وأن ثمة جزءاً ثالثاً في الطريق !
طوال الوقت،وهنا المفارقة الطيبة،لم يتجاهل شريف عرفة أهمية عنصر الترفيه أو التسلية؛فالمخرج الفاهم أدرك،بحدسه،أن قضية بهذا التعقيد لن تصل إلى الجمهور من دون الاستعانة ببعض «التوابل» العاطفية والإنسانية ومحاكاة الواقع،عبر الإسقاط والترميز،ولكل هذه الأسباب توافرت للفيلم كل عناصر المتعة،ونجح في جذب قطاعات اجتماعية مختلفة،وشرائح ثقافية متباينة،بعد أن خاطب الناس على قدر عقولها،في واحدة من المرات القليلة التي تقدم فيها السينما المصرية الواقع اليومي المعاصر ببساطة،ومن دون حذلقة فكرية،أو استعراض عضلات فنية
كان «عرفة» حصيفاً،ورصيناً،وهو يرصد إرهاصات ظاهرة العنف الديني،لكن ما بين البارحة والليلة جرت في النهر مياه كثيرة؛من حيث شكل الظاهرة ومضمونها،ومن ثم أدرك المخرج الموهوب،الذي ولد في العام 1960،وتخرج من المعهد العالي للسينما في العام 1982،أن التناول ينبغي أن يأخذ منحى مختلفاً،وهو ما فعله في فيلم «الجزيرة 2» تأليف الأخوة دياب (محمد، خالد وشيرين)؛فالجزء الأول الذي قُدم في العام 2007،واستلهم كاتبه محمد دياب واقعة سقوط امبراطور النخيلة «عزت حنفي»،أحد أباطرة تجارة المخدرات في جنوب مصر،في قبضة الأجهزة الأمنية للدولة،بعد أن كانت تربطه علاقة وطيدة بها،بحجة أنه يساعدها في حربها ضد الإرهابيين،تحول إلى جزء ثان،هو أقرب إلى الوثيقة السياسية المهمة التي ترصد ما آلت إليه الأحوال في مصر،في فترة صعود التيار المتأسلم إلى السلطة،وهيمنته على مقاليد الحياة اليومية،وانتهاء بالانقلاب على المنتمين إلى ذلك التيار،وطردهم،بعد دحرهم وتفريق شملهم.
الإثارة المبكرة
تبدأ إثارة فيلم «الجزيرة 2» منذ اللحظة التي تتعرض فيها السجون للاقتحام بواسطة جماعات دينية متطرفة أواخر شهر يناير من العام 2011؛حيث تصبح الفرصة مهيأة لهروب «منصور الحنفي» ـ الاسم الحركي على الشاشة لإمبراطور المخدرات الشهير ـ (أحمد السقا)،الذي كان ينتظر تنفيذ الحكم الصادر بإعدامه،ومن ثم يصدق المتابع للفيلم أن ثمة مبرراً بالفعل لإنتاج الجزء الثاني من الفيلم؛خصوصاً أن المخرج ينجح في الاستحواذ على الجمهور،عبر توظيف عناصر التصوير والإضاءة (أيمن أبو المكارم) والديكور (فوزي العوامري) والموسيقى (عمر خيرت) قبل أن يأتي دور الملابس (ناهد نصر الله)،لإلقاء الضوء على ضبابية تلك الفترة،وتصوير حالة الفوضى والقلق والارتباك التي كانت سائدة آنذاك،وعبرت عنها الكاميرا التي انتقلت إلى الإسكندرية؛حيث يعيش «علي» (أحمد مالك) نجل «منصور الحنفي» مع عمه «فضل» (نضال الشافعي) هرباً من الثأر،وبعد أن يستعيد الأب ابنه بصعوبة، يعود ثلاثتهم إلى «الجزيرة»،التي تحكمها «كريمة» (هند صبري)؛فالثلاثي «دياب» (محمد،خالد وشيرين) رصدوا،ببراعة فائقة،الأجواء «الجيوسياسية» لتلك الفترة،وكذلك الصراع الذي احتدم بقوة،بين الاتجاهات والتيارات التي تصدرت المشهد، وعلى رأسها جماعة «الرحالة»، التي يتزعمها «الشيخ جعفر» (خالد صالح)،وتسعى إلى الاعتراف بشرعية وجودها على سطح الأرض،بعد فترة من النفي والإقصاء اللذان اضطراها إلى الاختباء في الدهاليز،والعمل بعيداً عن العيون؛فالصورة التي قدمها الفيلم لهؤلاء «الرحالة» تتطابق وصورة جماعة «الأخوان»؛حيث البيعة،والسمع والطاعة، والشورى،فضلاً عن أقوالهم التي تتناقض وأفعالهم،وتشبيههم ب «الجراد الذي يأكل الأخضر واليابس»،والملوك الذين «إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة» بينما تبدو «كريمة» كالأحزاب التي لا حول لها ولا قوة،و«منصور الحفني» كالسلطة التي سقطت وتسعى لاسترداد عرشها . أما اللواء «رشدي وهدان» (خالد الصاوي) فيمثل القوة التي انهارت والهيبة التي تبددت !
النهاية المفتوحة
قرابة الثلاث ساعات ونصف الساعة هي مدة عرض فيلم «الجزيرة 2»،الذي أهداه مخرجه إلى خالد صالح،ومع هذا لم يتسلل الملل إلى المتلقي في أية لحظة،نتيجة النضج الواضح الذي وصل إليه المخرج شريف عرفة،وبراعته الملحوظة في توظيف أدواته بالشكل الذي يخدم قضيته،ومن ثم لم ينقصه الإبهار الفني واللغة البصرية الجمالية،في ظل التوفيق الذي حالفه في توظيف المونتاج (داليا الناصر)،الذي اتسم بالدقة والانضباط والإحكام.وهنا لا يفوتنا أن نشيد بالرؤية الواقعية لآل دياب، وإلمامهم الكاف بأحداث الفترة الزمنية،وجرأتهم الواضحة في اقتحام الكثير من المحظورات،كتعرية التناقض الصارخ بين المدارس والنظريات الأمنية التي يستعين بها النظام،وهو المعنى الذي أكده مشهد الصدام بين اللواء «رشدي وهدان» ورئيسه، وإقدام اللواء،في مشهد غير مسبوق،على إنزال لوحة «الشرطة في خدمة الشعب»،وانفعاله قائلاً : «الشرطة مش خدامين لحد»،ثم التنديد بسياسة غض الطرف التي تتبعها الدولة حيال الجماعات المتطرفة؛فالحقيقة التي يعيد الفيلم تأكيدها أن «الداخلية كانت تتعامل مع تجار الدين والمخدرات بموافقة ومباركة القيادات»،فضلاً عن الغزل المتبادل في زمن تصالح المصالح !
«الرحالة» و«الجماعة»
زخم من الأفكار،والقضايا السياسية والفكرية والدينية،اقترب منها فيلم «الجزيرة 2»،بشجاعة،وبجرأة تُحسب له،كما فعل في مناهضته الواضحة والقاطعة لأفكار «الرحالة»،التي يرفع زعيمها «الشيخ جعفر» شعار «الشراكة لا المغالبة»،ويطبق حد الحرابة،ويهتف في أتباعه :«قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار»،وكأنه يُذكرك بشعار «مشاركة لا مغالبة»،الذي رفعته «الجماعة» في الانتخابات، وطوفان الأفكار الرجعية التي رفعتها في وجوهنا؛فالفيلم لا يكتفي بالتلميح وإنما يعمد إلى التصريح،عندما يؤكد أن «الرحالة» استهدفت إشاعة الرعب والخوف بين أهل «الجزيرة» ليسهل عليها قيادتهم،كما يُشير إلى إصرارها على إحلال جلبابها كبديل عن الجلباب الصعيدي،وكأنه يربط،في ذكاء شديد،بين «الجلباب» و«الهوية»،وكذلك الإيحاء بأن «الكبيرة»،التي يوحي بأنها «مصر»،لا ينبغي أن تلقي بنفسها في أحضان «الرحالة» حتى لا تتحقق مقولة «منصور» : «لو اتجوزتي جعفر حيبقى الكبير رسمي» (يعني رئيس الجمهورية !)،ويُطالب الكبار على لسان الشاب «علي» (ابن جيله) بالنظر إلى مصلحة الوطن،ونبذ النرجسية : «فكروا في الناس وبطلوا تفكير في نفسكم»،وكعادة شريف عرفة في غالبية أفلامه تأتي النهاية لتؤكد أهمية الوحدة والتكاتف بين كافة طبقات الشعب كسبيل أوحد لدحر «العدو» ـ مهما كانت وجوهه ـ وإن بدا بوضوح أن النهاية المفتوحة،التي رأينا فيها الروح وهي تدب في عروق الأباطرة الثلاثة «جعفر»، «منصور» و«رشدي» لحظة مبايعة أهل «الجزيرة» للشاب «علي» بمثابة إيحاء باستمرار الصراع بين الأطراف الثلاثة (الأمن والدين والفساد)،وأن ثمة جزءاً ثالثاً في الطريق !
طوال الوقت،وهنا المفارقة الطيبة،لم يتجاهل شريف عرفة أهمية عنصر الترفيه أو التسلية؛فالمخرج الفاهم أدرك،بحدسه،أن قضية بهذا التعقيد لن تصل إلى الجمهور من دون الاستعانة ببعض «التوابل» العاطفية والإنسانية ومحاكاة الواقع،عبر الإسقاط والترميز،ولكل هذه الأسباب توافرت للفيلم كل عناصر المتعة،ونجح في جذب قطاعات اجتماعية مختلفة،وشرائح ثقافية متباينة،بعد أن خاطب الناس على قدر عقولها،في واحدة من المرات القليلة التي تقدم فيها السينما المصرية الواقع اليومي المعاصر ببساطة،ومن دون حذلقة فكرية،أو استعراض عضلات فنية
عن جريدة " القاهرة " بتاريخ 28 اكتوبر 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق