نزهة الناقد.تأملات في سينما وعصر .
فقرة جديد بعنوان
( مهرجان "جاز وأفلام" في مقهى الأزهار )
بقلم
صلاح هاشم
مهرجان جاز وأفلام الدورة الخامسة لماذا يامولانا ؟
سألني صديقي- الذي يحب أن يناديني بهذالأسم - ونحن نجلس على مقهى الأزهار في باب اللوق، بعد أن كنا ذرعنا شوارع القاهرة سيرا على الأقدام ،وكان صديقي- الناقد الأردني الكبير ناجح حسن الذي تربطني به صداقة تاريخية - يتعجب، كيف استطاع المهرجان أن يثبت في المكان، وينو ويكبر، ويصل الى دورته الخامسة هكذا، ويجعل المؤسسات الثقافية العريقة في هذا البلد، والتي تفهم - بجد - في شئون الثقافة ،أكثر من أكبر موظف في الوزارات المعنية، أعني مؤسسات عريقة مثل " مكتبة الأسكندرية " و " المعهد الفرنسي " و " الجمعية الثقافية العلمية .جيزويت مصر " تسارع الى وترحب بإستضافة (مهرجان جاز وأفلام ) ،على الرغم من أنه لايحصل ولحد الآن ومنذ تأسيسه على مليم واحد أو دعم مادي من أي مكان..
المهرجانات فكرة وإرادة لتنفيذها
فقلت له ردا على سؤاله أن المهرجانات لاتحتاج الى دعم مادي( على الرغم من أن الدعم المادي مهم طبعا ،على مستوى إخراج الفكرة ، لكنه في أغلب الأحيان يكون مشروطا بعدة شروط ، قد تفقد المهرجان إستقلاليته وحريته، وأنني لم أطرق أبواب أية وزارة أو مؤسسة أو مصرف أو شركة للحصول على دعم، وهو طبيعي طبعا وأمر مشروع.لكنني قررت أن يتأسس المهرجان أولا، ويتبت أقدامه في المكان - المشهد الموسيقى والسينمائي المصري، و جدارته ، ويثبت استحقاقيته للدعم والمساندة) بل تحتاج المهرجانات الى إيمان بالفكرة، وإرادة لتنفيذها، ومهما كانت الصعوبات والتحديات ومتاهات البيروقراطية المصرية، بالاضافة الى أن المؤسسات الثقافية الرسمية الداعمة للمبادرات الثقافية هي التي يكون من واجبها ووظيتفها أن تذهب الى هذه المبادرات، وليس العكس..
ونحن في الانتظار ولن نتسول دعما من أحد يفرض علينا شروطه وتوجهاته وما يخدم مصالحه الأنانية الفردية، وليس المصلحة العامة..
( مهرجان جاز وأفلام )..جسر الى افريقيا
أما فكرة المهرجان الذي تأسس في مصر عام 2005 فقد انبثقت في ذهني منذ سنوات طويلة مثل مشروعات كتبي وأفلامي ، من خلال حاجة حقيقية وملموسة، شعرت بها في أوساط الشباب المصري،الحاجة للانفتاح على ثقافات العالم الموسيقية والسينمائية، وبخاصة بعد الصعود المدوي للتيارات السلفية الفاشية الارهابية، والعودة بنا الى عصور الجاهلية، وطمس ( العقل ) المصري، ورغبتي أنا شخصيا في الاشتغال على ما أسميه بـ( البعد الافريقي ) للشخصية المصرية ، حيث أن كافة الاشتغالات الثقافية في بلدنا مصر ،تركز - أو كانت تركز في ماسبق - على ( البعد العربي) فقط في الشخصية المصرية، حتى أن مصر فقدت بسبب إهمالها أو تعاليها و ربما عنصريتها تجاهه، فقدت ريادتها الثقافية والفنية الجبارة في القارة السوداء
مهرجان جاز وأفلام يشتغل على ( البعد الافريقي) في الشخصية المصرية للتواصل مع الشباب،من خلال نقل المعارف الجديدة ،في الموسيقى والسينما، وجذب الشباب وربطه من خلال ( مهرجان جاز وأفلام ) بقارة افريقيا، ليكون( جسرالى افريقيا)و ثقافاتها وحضاراتها وموسيقاها، وممالكها العريقة، وتقوية " البعد الافريقي " في الشخصية المصرية وتعزيز الشعور بالانتماء الى وطن.
مهرجان ( جاز وأفلام ) الثقافة هي الحل
هذا الوطن العظيم ، الذي تتربص به الآن الجماعات السلفية الارهابية المتطرفة، وتترصد شبابه، وتجندهم، لتدميرالأوطان، في حين أن مقاومة تلك الجماعات في رأيي ، لا ولن يكون، إلا من خلال نشر الثقافة - أكره تعريفها بـ ( القوى الناعمة ) وأتعجب كيف يمكن أن تكون (ناعمة )، في مواجهة رصاص الارهابيين !
و كذلك من خلال العلم و والتعليم ،و محاربة ايديولوجية الإرهاب، بالفكر التنويري، والانفتاح على ثقافات العالم والشعوب، والحلم بـ عالم آخر، ( هند ) أخرى، أكثر حبا وعدالة وتسامحا، في ما وراء التلال. ( مهرجان جاز وأفلام ): الثقافة هي الحل .
فسمعت صديقي يردد ، بعد أن كنا شربنا الشاي، ودخنا الشيشة، وغادرنا ( مقهي الأزهار) ، في طريق عودتنا الى فندق سميراميس انتركونتينينتال، مقر ضيوف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 41 ، سمعته يردد بصوت هامس، كأنه يحدث نفسه، تمنياته لمهرجان جاز وأفلام بالتوفيق إن شاء الله ياحببيي في دورته الخامسة، والمزيد من الازدهار والنجاح والتألق، في بر مصر، بلدنا الجميل، العامر بالخلق، والناس الطيبين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق