نزهة الناقد. تأملات في سينما وعصر
فقرة بعنوان
أحمد الحضري ..إني أتذكر
بقلم
صلاح هاشم
صورة صورة لها تاريخ مع استاذي احمد الحضري المحترم رحمه الله في مهرجان القاهرة السينمائي ذات دورة.وكان أستاذنا الناقد والمترجم والمؤرخ السينمائي الكبير الحضري،صاحب فضل كبير علي، حين ضمني كمراسل ومندوب لمهرجان الأسكندرية السينمائي في فرنسا، لهيئة إدارة المهرجان ،في فترة الثمانينيات، وذلك في إطار تأسيس"جسرثقافي سينمائي" مهم بين مهرجان الأسكندرية ،وبين "وطن السينما" في العالم ..فرنسا.، وكان الحضري يثق في، وفي قدرتي على توطيد وتعزيز ذلك الجسر الثقافي السينمائي الضروري، من موقع عملي وسكني في باريس، وحضوري المميز، على حد قوله، كناقد سينمائي مصري، في المشهد السينمائي الفرنسي....
وظللت أعمل بتلك الصفة، لأكثر من عشرين عاما مع المهرجان السينمائي الكبير، أجل كان كبيرا ..ولم يعد، وأشعر الآن بالفخر، حين أتذكر الآن أستاذنا المحترم الحضري، و تلك الأفلام الفرنسية الرائعة ،التي جلبتها للمهرجان، مثل فيلم " محامي الإرهاب" (عن المحامي الفرنسي جاك فيرجيس الذي دافع عن المجاهدة الجزائرية جميلة بوحريد، ثم تزوج منها فيما بعد، وكان حضر الى المهرجان مع إبنته) اخراج باربيه شريدر. وفيلم " حياة الملائكة الحالمة " لإيريك زونكا، وفيلم " ترتيبات صغيرة مع الموتى " لباسكال فيران ، وغيرها، ومعظمها كان يعرض في حفل إفتتاح المهرجان.
فيلم حياة الملائكة
وحين أتذكر أيضا، الضيوف الكبار من المخرجين والنقاد الفرنسيين النجوم ،الذين أحضرتهم الى المهرجان من فرنسا، ومن دون أن يتقاضى أي منهم مليما واحدا نظيره حضوره، من أمثال: المخرج الفرنسي الكبير إيف بواسيه ،الذي ترأس لجنة التحكيم الرسمية في المهرجان آنذاك، وفيليب جالادو مدير مهرجان "القارات الثلاث" في نانت.فرنسا، والمخرج سيرج لو بيرون، وبيير بيتيو رئيس مهرجان مونبلييه للسينمات المتوسطية، والمخرج سيدريك كان، و كاتب السيناريو الكبيربرنار ريفون( تعاون مع فرانسوا تروفو في بعض أفلامه )، و المخرجة كريستين ليبنيسكا،والمخرجة الكبيرة باسكال فيران، و الكاتب والروائي والمخرج الفرنسي الكبير آلان روب جرييه ،وكان حضوره الى مصر، وزيارتها لأول مرة في حياته في إطار تكريمه جرييه صاحب " الرواية الجديدة" وزعيمها في فرنسا ،بمثابة الحدث الثقافي الأدبي السينمائي الأول في البلاد، و" ضربة معلم " أفتخر بها، كما كنت أحرص على إدارة الندوات الصحفية مع الضيوف الفرنسيين الأجلاء ، والترجمة لهم، للصحفيين والنقاد المصريين في كل دورة..
الى أن جاء الأستاذ ممدوح الليثي، وتحول المهرجان السينمائي المتألق حياة وثقافة وسينما في الثغر، والذي تشرفت بالعمل فيه، مع رؤساء أجلاء من أمثال الناقد السينمائي الكبير وأستاذنا المحترم رءوف توفيق، أطال الله في عمره وكان كلفني آنذاك أيضا أن أكتب في السينما من باريس لمجلة "صباح الخير "التي كان يترأس تحريرها، انظر المقال المرفق "السينما ضمير العالم"..
باسكال فيران
جرييه
إيف بواسيه
تحول المهرجان الى " عزبة"، وأشبه مايكون بـ إقطاعية" ، يتعامل فيها مالكها مع أعضاء الإدارة والمخرجين المدعووين الضيوف، كخدم وعبيد للأسف( وكان صاحب العزبة ،يحرص مثلا على الاحتفاظ ببونات الأكل في مطعم المهرجان في جيبه ،ويوزعها على محاسيبه وخدمه،) وكانت تلك سلوكيات منحطة، مؤشرا على أن المهرجان قد بدأ يتدهور، فقررت لما تولت السيدة إيريس نظمي إدارة المهرجان- في عهد ورئاسة ضابط الشرطة المذكور- وطلبت مني أن أحضر "شقراوات" من فرنسا، ليظهرن مع وزير الثقافة فاروق حسني في حفل افتتاح المهرجان ،ويقوم المصورون بالتقاط الصور لهن مع السيدالوزير !
قررت أن أستقيل فورا من منصبي كمراسل ومندوب وممثل للمهرجان في فرنسا ،وحمدت الله أني تركت المهرجان، الذي تحول تدريجيا الى " منظر " و " إستعراض فارغ " و " حفللات أكل ورقص وزيطة وتكريم " ولا علاقة له بتاتا ، لا بالسينما، و لا بنشر ثقافة السينما الجادة ، للأسف، في الثغر الجميل...
صلاح هاشم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق