مختارات سينما إيزيس
افتتاح «مهرجان القاهرة السينمائي»
بفيلم عن «الاختفاء القسري» في أمريكا
• خمسة أفلام في مسابقة آفاق السينما العربية سبق عرضها في أيام قرطاج السينمائية !
بقلم
مجدي الطيب
تُفتتح غداً فعاليات الدورة الحادية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي (20 - 29 نوفمبر 2019)، التي تحمل اسم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله، بالفيلم الأمريكي «الإيرلندي» للمخرج الشهير مارتن سكورسيزي، والتي يُنتظر أن تشهد زخماً كبيراً من الفعاليات والتظاهرات؛ بعد ما وصل عدد الأفلام المشاركة إلى مائة وخمسين فيلماً، تمثل ثمانية عشرة دولة، وتتسم بالتنوع، وتسعى لإرضاء جميع الأذواق .
تيري جيليم، جئزة فاتن حمامة
تعتمد أحداث فيلم الإفتتاح، الذي يُعد واحداً من أفلام السيرة الذاتية، على كتاب «أنت تطلي المنازل»، تأليف تشارلز براندت، عن سيناريو كتبه ستيفن زايليان، ويروي مذكرات «فرانك شيران» (روبرت دي نيرو)، القاتل المأجور من قبل عائلة «بفلينو»، الذي يكشف، في مذكراته، الكثير من الأسرار حول مصير زعيم العمال الأميركي القوي جيمس ريدل هوفا المعروف باسم «جيمي هوفا» (آل باتشينو)، الذي غادر منزله ذات يوم متوجهاً إلى موعد مع اثنين من رجال عصابات المافيا، لكنه اختفى، ولم يُعثر له على أثر ليُصبح واحداً من أكثر حالات الاختفاء القسري المسجلة في التاريخ غموضاً وإثارة، وهو العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للفيلم، الذي يبدأ عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية في السابع والعشرين من نوفمبر الجاري، وينفرد المهرجان بعرضه مع أفلام العروض الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي يصل عددها إلى قرابة 84 فيلماً، في حين يبلغ عدد الأفلام الطويلة حوالي 130 فيلماً، ويبلغ عدد الأفلام القصيرة قرابة 20 فيلماً، ويصل عدد العروض العالمية الأولى إلى 18 فيلماً، والعروض الدولية الأولى إلى 17 فيلماً، والعروض الأفريقية الأولى إلى 5 أفلام، والعروض الأولى في الشرق الأوسط إلى 7 أفلام، الأمر الذي يعكس الثقل الكبير الذي صار يمثله مهرجان القاهرة السينمائي بين المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم .
فاتن حمامة الغائب الحاضر
منة شلبي، جائزة فاتن حمامة
يمكن القول إن القديرة الراحلة فاتن حمامة ستكون الغائب الحاضر في هذه الدورة، من خلال الجائزة التي تحمل اسمها، والتي ذهبت تقديريتها، التي «تمنح لمبدعين أثروا الفن السينمائى بأعمال خالدة»، للمخرج والسيناريست والممثل البريطاني من أصل أمريكي، تيري جيليام Terry Gilliam، الذي حصل على الجنسية البريطانية عام 1968 وتخلى عن الجنسية الأمريكية رسمياً عام 2006، ويعرض المهرجان في إطار تكريمه فيلميه «برازيل» (المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية / 1985) و«الرجل الذي قتل دون كيشوت» (إسبانيا، بلجيكا، فرنسا، المملكة المتحدة، البرتغال / 2018)، كما تذهب الجائزة نفسها للمخرج المصري الكبير شريف عرفة، الذي أبدع، عبر مسيرة امتدت قرابة ثلاثة عقود، حوالي 22 فيلما روائيا طويلا، أهمها : «الإرهاب والكباب»، «طيور الظلام»، «اللعب مع الكبار»، «يا مهلبيه يا»، «المنسي»، «الأقزام قادمون»، «الدرجة الثالثة»، «سمع هس»، «النوم في العسل» و«اضحك الصورة تطلع حلوة»، وكان له الفضل في اكتشاف موهبة علاء ولي الدين في أفلام : «عبود على الحدود»، «الناظر» و«ابن عز» وقدم محمد سعد في «الناظر» وأحمد السقا في«مافيا» ومحمد هنيدي في «فول الصين العظيم»، كما أنجز أفلام : «حليم»، «ولاد العم»، «الجزيرة»، «الكنز» و«الممر».
أما جائزة فاتن حمامة للتميز، التي تُمنح «لمبدعين تمكنوا في سن مبكر نسبياً من تحقيق إنجاز سينمائي ملموس»، فذهبت إلى الممثلة الشابة منة شلبي، التي لفتت الأنظار منذ اختارها المخرج الراحل رضوان الكاشف لبطولة فيلم «الساحر»، أمام النجم محمود عبد العزيز، ثم انطلقت لتقدم عدداً من الأفلام المتميزة؛ مثل : «بحب السيما»، «أحلى الأوقات»، «بنات وسط البلد»، «عن العشق والهوى»، كما اختارها المخرج الكبير يوسف شاهين لبطولة فيلمه الأخير «هي فوضى»، واختارها المخرج يسري نصر الله لبطولة فيلميه «بعد الموقعة» و«الماء والخضرة والوجه الحسن»، وتعاونت مع المخرج الشاب أحمد عبد الله السيد في فيلم «ميكروفون»، وعادت للتعاون مع المخرجة هاله خليل في فيلم «نورا»، وتعاونت مع المخرج مروان حامد في فيلمي «الأصليون» و«تراب الماس»، والمخرج خالد مرعي في فيلم «خيال مآتة».
منافسة على أكثر من جبهة
جنباً إلى جنب مع المسابقة الدولية، التي تشهد منافسة شرسة بين أفلام عدة؛ من بينها : "نوع خاص من الهدوء" (التشيك، هولندا، لاتفيا)، "جدار الصوت"(لبنان / فرنسا)، "بين الجنة والأرض"(فلسطين / أيسلندا / لوكسمبورج)، "شبح مدار" (بلجيكا)، "أنا لم أعد هنا" (المكسيك، الولايات المتحدة)، إضافة إلى الفيلم الوثائقي "احكيلى"، إخراج ماريان خوري (مصر، فرنسا)، "لونانا: ثور داخل الفصل" (مملكة بوتان)، "مينداناو" (الفلبين)، "أبناء الدنمارك" (الدنمارك)، "الحدود"(كولومبيا) "الرجل الودود" (البرازيل)، "موسم ممطر" (سنغافورة، تايوان)، "زافيرا" (رومانيا) و"الحائط الرابع" (الصين)، يدخل أصحاب الأفلام المشاركة في المسابقات الثلاثة الموازية حرباً مشروعة للفوز بجوائزها؛ ففي مسابقة "آفاق السينما العربية" تتنافس أفلام : "بغداد في خيالي" (سويسرا، ألمانيا، المملكة المتحدة، العراق)، "بيروت المحطة الأخيرة" (لبنان، الإمارات العربية المتحدة)، "ع البار" (تونس، فرنسا)، "باركور" (الجزائر، فرنسا)، "نساء الجناح ج" (المغرب) "من أجل القضية" (المغرب)،و"نوم الديك في الحبل" (مصر، السودان) مع باقة الأفلام التي سبق لها الحصول على فرصة عند عرضها في "أيام قرطاج السينمائية"، وهي : "نجمة الصبح" (سوريا)، "أوفسايد الخرطوم" (السودان، النرويج، الدنمارك)، "سيدة البحر" (السعودية، الإمارات، العراق)، "شارع حيفا" (العراق) و"بيك نعيش" (تونس، فرنسا، لبنان)، بينما تتساوى الحظوظ بين أصحاب الأفلام المشاركة في مسابقة "أسبوع النقاد الدولى"، وهي : "أبو ليلى" (الجزائر، فرنسا)، "وظيفة وفيلم" (إسبانيا)، "اعتقال" (رومانيا)، "قبل ما يفوت الفوت" (تونس، فرنسا)، "أرض الرماد" (تشيلي، الأرجنتين)، "رجل يموت مليون مرة" (الولايات المتحدة، روسيا) و"صيف تشانجشا" (الصين). وبعكس الغياب الملحوظ للسينما المصرية عن المنافسات السابقة تشهد مسابقة "سينما الغد الدولية للأفلام القصيرة" حضوراً ملحوظاً؛ نظراً لمشاركة الأفلام المصرية : "أمين"، "البحث عن غزالة"، "فخ"، بالإضافة إلى فيلم الإنتاج المشترك "بحر من الرمال" (ألمانيا، مصر)، حيث تتنافس مع أفلام : "أمبيانس" (فلسطين)، "تماس" (لبنان)، "الدنيا حفلة" (السعودية)، "فاطوم" (تونس)، "عواصف الحياة البرية" (إسبانيا)، "هنا ليس هناك" (سنغافورة)، "بيت بعيد بعيد" (بلغاريا)، "لم أرَ شيئَا، رأيت كل شئ" (سوريا)، "أبى الميت : كوميديا" (الأرجنتين)، "خارج الموسم" (رومانيا)، "الماضى التام" (البرتغال)، "لاجئة" (أمريكا)، "شئ ما يحدث" (سلوفاكيا)، "المنبوذ" (جمهورية التشيك)، "امبراطورية الضوء" (فرنسا، كوريا الجنوبية) و"سوء الحظ العجيب للتمثال الحجرى" (البرتغال، فرنسا)
المتعة الأخرى
بعيداً عن سباق الجوائز يُتيح القسم الرسمى خارج المسابقة فرصة ذهبية لجمهور المهرجان للاستمتاع بباقة من الأفلام الساحرة، سواء لقيمة ومكانة مخرجيها في عالم الفن السابع، مثل فيلم "حياة خفية" للمخرج الشهير تيرنس ماليك وفيلم "إن شئت كما في السماء" للمخرج إيليا سليمان (تنويه خاص من مهرجان كان)، أو لكونها حصدت جوائز رفيعة في مهرجانات كبرى؛ مثل : "النار ستأتي" (جائزة لجنة تحكيم مسابقة نظرة ما بمهرجان كان)، "عن الأبدية" (جائزة أحسن مخرج بمهرجان فينيسيا)، "جو الصغير" (جائزة أحسن ممثلة في مهرجان كان)، "مونوز" (أحسن فيلم في مهرجانات صندانس ولندن وسان سباستيان وترانسلفانيا)، "غبت طويلًا يا ابني" (جمع بين جائزتي أحسن ممثل وممثلة في مهرجان برلين) و"فيتالينا فاريلا" (الفهد الذهبي لمهرجان لوكارنو).أو لأن المهرجان يتيح فرصة العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأفلام؛ مثل : "بروكسيما" و"الفنار"، وهو الأمر الذي يتكرر في قسم العروض الخاصة، الذي يشهد عرض فيلم "عرايس الخوف" للمخرج التونسي الكبير نوري بوزيد، الذي اختير لافتتاح أيام قرطاج السينمائية، بالإضافة إلى أفلام : "مغادرة أفغانستان"، "باريس ستالينجراد"، "ضيف شرف"، "ابن مدلل"، "سنونوات كابول"، "خطيئة" و"جودى".
وتكتمل المتعة بالبرامج الشيقة الأخرى؛ مثل : "أضواء على السينما المكسيكية" و "عروض منتصف الليل" و"البانوراما الدولية"، التي تعرض الفيلم التسجيلي "طرق أبواب السينما : محمد ملص" (لبنان، الإمارات)، الذي يرصد مخرجه نزار عنداري مسيرة المخرج السوري الكبير، كما يشهد المهرجان النسخة الثانية من "أيام القاهرة لصناعة السينما"، التي ساهمت في خلق الكثير من الفرص لصنّاع الأفلام العرب؛ حيث تقوم بدعوة أهم العاملين في الصناعة وأكثرهم خبرة على الصعيدين العربي والدولي، وإتاحة الفرصة للقاءات والمناقشات، وتأمين فرص التعاون المحتملة مع صنّاع الأفلام العرب؛ عبر ورش وحلقات نقاشية ومحاضرات، وهو ما يتيحه أيضاً ملتقى القاهرة السينمائي، منصة المهرجان للإنتاج المشترك، الذي يجمع المنتجين الدوليين مع الممولين والموزعين وممثلي مؤسسات التمويل والمبيعات والقنوات التليفزيونية لإقامة تعاون دولي وشراكات مع أفلام من أنحاء العالم العربي. ومن أجل هذا الهدف تم اختيار ودعوة 16 مشروعاً لحضور الملتقى تمهيداً لقيام لجنة تضم خبراء في صناعة السينما بمنح مشروعات الأفلام الفائزة جوائز مادية وعينية .
عن جريدة " القاهرة " العدد الصادر بتاريخ 19 نوفمبر 2019
ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق