الخميس، يناير 03، 2019

الناقد ناجح حسن يقدم قراءة لكتاب" موسيقى الجاز.نشأة وتطور موسيقى السود في أمريكا " لصلاح هاشم في جريدة " الرأي " الأردنية ". في مختارات سينما إيزيس

غلاف الكتاب
صلاح هاشم مؤلف كتاب " موسيقى الجاز.نشأة وتطور موسيقى السود في أمريكا "



مختارات سينما إيزيس

من إصدارات المكتبة العربية

" الجاز .. موسيقى الزنوج في أمريكا "

عمان - ناجح حسن

صدر حديثا في القاهرة، كتاب « موسيقى الجاز.. نشأة وتطور موسيقى السود في أمريكا « للكاتب والناقد والمخرج السينمائي المصري صلاح هاشم المقيم في باريس. ويقع الكتاب الصادر عن دار نشر « مركز الحضارة العربية  في 160 صفحة، ويعتبر «أول دليل» تاريخي وفكري من نوعه لموسيقى الجاز في المكتبة العربية، ويضم أكثر من 15 فصلا، تعرض لهذا النوع الموسيقى الأمريكي النشأة الإفريقي الجذور،الذي يعتبر «هدية الزنوج الى أمريكا»، وأهم إضافة أمريكية الى ثقافة القرن العشرين..

وكانت الروائية الأمريكية طوني موريسون الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب–كما يذكر هاشم في كتابه- كتبت أن أمريكا ستدخل التاريخ بثلاثة أشياء: الدستور الأمريكي، ولعبة البيسبول، وموسيقى الجاز. يقدم الكتاب رحلة مشوقة لنشأتها وتطورها، ليس فقط في أمريكا، بل في مصر والعالم، ويكشف أيضا عن العلاقة التي ربطت بين موسيقى الجاز والسينما منذ نشأتهما معا في الربع الأول من القرن العشرين، ويعرض لنماذج من أفلام «سينما السود» في أمريكا، كما في فيلم «افعل ما ينبغي» للمخرج الأمريكي الأسود سبايك لي

ويرسم الكتاب «خريطة طريق»، لتكون مرشدا لكل من يريد تذوق هذا النوع الموسيقى، والدخول إلى عوالمه السحرية، من خلال فصل في الكتاب يضم قائمة بأشهرمقطوعاتهاالموسيقية ، بعد أن تطورت موسيقى الجاز- من اختراع الأفارقة المختطفين إلى العالم الجديد أمريكا خلال المائة سنة الأخيرة، لتصبح ورشة عصرية في الحساسية الموسيقية الجديدة، وللتجارب الموسيقية الشبابية في العالم، والاحتفاء بكل تلك القيم التي رسختها موسيقى الجاز، عبر مسيرتها الطويلة، وجعلت منها- أكثر منها موسيقى–« إسلوب حياة «، يعلي من قيمة « الحرية « في الإبداع والإرتجال والعزف..

يهدي صلاح هاشم كتابه إلى الفنان المصري" يحيى خليل" صانع النجوم ورائد نهضة موسيقى الجاز في مصر، ويقول في مقدمة الكتاب: «إن موسيقى الجاز تشكل جسرا إلى افريقيا، والعبور من خلال موسيقى الجاز إلى القارة الأم، تاريخها وذاكرتها، وتراثها الفني والفكري العريق..

ويؤكد المؤلف أن حاجتنا الآن هي للانفتاح من جديد على إفريقيا، فنون وثقافات القارة، من خلال موسيقى الجاز، وكل الأشكال الموسيقية الأخرى التي انبثقت عنها، مثلما هو يعزف لحنا بسيطا في مسيرة أوركسترا البهجة، ويشارك المشائين العازفين الكبار رحلتهم باتجاه القارة. .

ويشير الكتاب إلى أن 75 في المائة من الأفلام المصرية القديمة بالأبيض والأسود، اعتمدت في شريط الصوت في الفيلم، على ما كان يطلق عليه آنذاك وبخصوص الموسيقى التصويرية بمنتخبات من الموسيقى العالمية، وكانت تلك المنتخبات أو المختارات في الواقع، مستقاة أو مأخوذة من تراث، ليس فقط الموسيقى الكلاسيكية، بل من تراث موسيقى الجاز أيضا، وبكثرة، ومن دون ذكر طبعا لموسيقى الجاز، كمصدر أساسي للموسيقى في الفيلم..

وفي فصل من الكتاب بعنوان « ماذا تقول لنا موسيقى الجاز وأفلامها ؟ « يذكر المولف أن الطاقة الروحانية الكبيرة المنبثقة من روح الجاز، تحفز دوما على تفعيل استمرارية الاحتفال بالحياة، بالعطاء والتفاوض والمشاركة، والنهل من بهجتها. كما أن موسيقى الجاز وأفلامها تقول لنا ببساطة وعبر أغنياتها وألحانها لـ « جون كولتران « و « مايلز دافيز « و « بيلي هوليداي» ونينا سيمون « و « إيلا فيتزجيرالد» و» فيروز» و» يحيى خليل « و « أنور أبراهيم « و « زياد الرحباني « و « أحمد جمال « و « يوسف لطيف « و» يان جارباريك « و» دوق الينجتون « و «ستان جيتس « و « ربيع أبو خليل « وصوت « لوي آرمسترونج» الأجش الساحر، تقول لنا أن الحياة ومهما كانت التضحيات، وقسوة ومرارة الألم وإحباطات كل نهار، جميلة تستحق أن تعاش.

كتاب « موسيقى الجاز « لصلاح هاشم يعد إضافة إلى المكتبة العربية التي تخلو من أي كتاب عن هذا النوع الموسيقي، ويستفيد منه الكتاب وسائر المبدعين في حقول الرسم والموسيقى والغناء وعشاق الأفلام.

يذكر أن صلاح هاشم وهو مؤسس» مهرجان جاز وأفلام « وصدر له أكثر من كتاب في حقل النقد والقصة وأدب الر حلات وهو يمارس الإخراج السينمائي أيضا، ومن بين إصداراته «الحصان الأبيض «، «الوطن الآخر.. سندباديات مع المهاجرين العرب في أوروبا وأمريكا»، كما أصدر عدة كتب في السينما، مثل: «السينما العربية خارج الحدود» و»الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية» و»السينما العربية المستقلة.. أفلام عكس التيار» و»مغامرة السينما الوثائقية.. تجارب ودروس» و» السينما الفرنسية.. تخليص الإبريز في سينما باريز» وغيرها، كما أخرج مجموعة من الأفلام الوثائقية مثل فيلم «البحث عن رفاعة» وفيلم «أول خطوة» وفيلم «وكأنهم كانوا سينمائيين.. شهادات على سينما وعصر» وفيلم « حكايات الغياب..

عن جريدة " الرأي " الأردنية




ليست هناك تعليقات: