السبت، ديسمبر 07، 2019

إشتباك في مطبخ ديجا فيرتوف، قصة قصيرة جدا بقلم وعدسة صلاح هاشم


محمد من كند، أو كرة النار المتدحرجة، على اليسار، ولاحظ في الصورة أن "الاشتباك" كان قد بدأ ،حتى من قبل أن تحضر صحون الأكل

إشتباك في مطبخ ديجا فيرتوف
قصة قصيرة جدا

بقلم 

صلاح هاشم


كنت على موعد مع صديقي المصري المقيم في كندا ، في مقهي وسط البلد  بالقرب من محطة جمال عبد الناصر.ولم اكن التقيت صديقي، منذ أكثر من عشرين سنة .في كل مرة كنت اتحدث فيها عن صداقتنا، وحكاية رحلة "الاتوستوب" التي قطعناها سويا مع بنت صحبتي في بلاد برة، كان  صديقي - كرة النار المتدحرجة كما أحب أن أسميه-  يتدخل، ويقاطعني مصححا : لأ مش عشرين، من ثلاثين سنة يا أستاذ- هكذا يحب أن يناديني.ومن خلال مراجعاته، ومقاطعاته في كل أحاديثنا،بفضل ذاكرته الحية المتوهجة، وكأنه لم يكبر سنة، منذ ان التقيت به في شبابه، استطعت أنا الحصان الشارد ياكزانتزاكيس، أن أكتب وقائع الرحلة بدقة،بعد أن كان الزمن، قدغيب ذكريات وأحداث كثيرة، وجد عزيزة، من ذاكرتي، وطواها النسيان.
كان محمد حين التقيته، يقف ينتظرني أمام محل " الامريكين" في شارع طلعت حرب، وكنت اراه من بعيد، ينظر في ساعته بين الحين والحين، ويتحدث مع أحد المارة. كان لديه القدرة على الاشتباك مع الناس بسرعة، وبعفوية محببة، وبوجه فلاح مصري طيب، ومازال كما عهدته، في رحلتنا الاوتوستوب الطويلة ،مع صديقتي من الجامعة، مازال شعلة نشاط ، وحيوية ، وحركة دائمة، وتدفق إنساني، بكرم أصيل وغريب،تشعر معه بأنه حين يحدثك، يريدأن يحضنك أيضا ويقبلك، ويقوم ويقبل ويحضن كل الناس..

وإنسان كهذا، كنت اقول في نفسي، لابد وأن يكون يقينا قد عاش الف عام والف حكاية وقصة، والف مأساة أيضا. كان محمد يقوم ويأكل، ويجلس ويتحرك ويتكلم، ويقوم من جديد، ويقعد،ويلف ويدور، بأكثر مما كنت انا الحصان الشارد أفعل في حياتي بمائة مرة،وكنت أحيانا ،أجد نفس مجبرا على الإمساك بصديقي، حين يقوم من جلسته لأمر ما، وأجد نفسي، اقول له بسرعة، محمد اقعد ياحبيبي.خوفا من أن تقع كارثة، نتيجة تهور، أو عن سوء قصد، بدر من أحدهم..
 و بالطبع،كنت سعيدا جدا بهذا الطفل الكبير، والصديق المحب الجميل، الذي يقطر إنسانية ،وأعجب أيضا - في سري- بإنفعالاته السريعة، واندفاعاته غير المتوقعة - كرة النار المتدحرجة - في كل زمان ومكان..

 سألني محمد : ألديك أخبار من صحبتك اللي كانت معانا؟ ولم يذكر إسمها . تظاهرت بأنني لم أسمع سؤاله، وسألته بدوري: بالله عليك فكرني، هل تذكر إسم البنت من تريستا ،التي التقيناها بجوار النافورة  المشهورة في ساحة سان ماركو في فينيسيا؟.

مرفق لقطات لمحمد- كرة النار المتدحرجة- في مطبخ "ديجا فيرتوف" هكذا أحب أن أسميه وأحتفظ بمسمياتي لنفسي-  في حي "باب اللوق" وهو مطعم مخبأ لتجار السوق داخل السوق، ومطبخنا المفضل في كل البلد.
 انظر من فضلك تتابع اللقطات المرفقة - وأنا في موضع الكاميرا أصور - وتخيل حضرتك كيف دار الحديث بين محمد وبعض زبائن مطبخ ديجا فيرتوف- يمكنك أن تبحث عن من هو ديجا فيرتوف في محرك البحث جوجل- واكتب لنا "الحوار" الذي من الممكن أن يكون قد دار، في الاشتباك الذي وقع ، و" سيناريو"  لفيلم قصير، أو قصة قصيرة، من عندك

( يتبع )

صلاح هاشم

***

تتابع اللقطات










ليست هناك تعليقات: