الجمعة، ديسمبر 27، 2019

فيلم "القليوبي صديق الحياة " : تحية الى فارس وجيل بأكمله بقلم صلاح هاشم في باب " نزهة الناقد. تأملات في سينما وعصر "..


نزهة الناقد
تأملات في سينما وعصر



فيلم " القليوبي صديق الحياة" تحية الى فارس وجيل بأكمله
بقلم
صلاح هاشم
حضرت بالأمس الخميس 26 ديسمبرأثناء زيارتي الى بلدي مصرندوة ( القليوبي صديق الحياة ) في قصر السينما بجاردن سيتي، التي عقدت بعد عرض فيلم ( القليوبي صديق الحياة ) انتاج المركز القومي للسينما في مصر، ومن اخراج الأستاذ سامي محمد علي،وسيناريو د. ثناء هاشم،أستاذ السينما الوثائقية في المعهد العالي للسينما، بحضور عدد كبير من أسرة القليوبي، وأساتذة وطلاب المعهد، من ضمنهم د. شوقي محمد علي عميد معهد السينما السابق، وشاعر مصر الكبير زين العابدين فؤاد،الذي يشارك بشهادة في الفيلم..
وكان الفيلم والندوة التي اعقبته، في رأيي، بمثابة تحية وحب وتقدير، ليس فقط لمحمد كامل القليوبي - " فارس الحرية" كما أحب أن أطلق عليه - والمخرج والمثقف والمفكر السينمائي الموسوعي، بل لجيل الستينات الذي أنتمي اليه بأكمله، وراعي هذا الجيل، الأستاذ عبد الفتاح الجمل العظيم، الذي كان ينشر أعمالنا من قصص قصيرة( لابراهيم أصلان ومحد البساطي وجمال الغيطاني وغيرهم ) وشعر بالعامية ( للأبنودي وزين العابدين فؤاد، ونجيب شهاب الدين وغيرهم) ،ودراسات وترجمات فنية وأدبية وفكرية وفلسفية( للقليوبي وسامي خشبة وسيد سعيد وغيرهم) في صفحة المساء أيام الزمن الجميل، وفترة الستينيات العظيمة.زمن محمد كامل القليوبي، وتلك الفترة الثقافية المتوهجة، بالابدعات المصرية الأصيلة التي يحكي عنها الفيلم،ليكون- كما رأيته وتمثلته - ،في " شموليته الفنية "..
بمثابة " رحلة " في زمن آخر، أكثر جمالا ورقيا من زمننا الحالي، وبلد آخر،كان، ثم اختفي فجأة والى الأبد من حياتن، بعد أن إغتالته ريح الخراب والسموم ، وحرّاس الثقافة الرسمية وممنوع " التفكير "وقمع " الحريات "
وكان أحدهم- روائي وضابط في الجيش - قدم بلاغا للمخابرات المصرية، ضد مجموعة كبيرة من المثقفين المصريين " التنويريين " الأحرار، من أمثال محمد كامل القليوبي وزين العابدين فؤاد، فتم اعتقالهم جميعا..
لكنهم، ابدا لم يستسلموا، بل حولوا عنابر السجن، الى قاعة محاضرات في جامعة، للدرس والتحصيل، ومن تلك القاعة، رغم ذل السجن، والقهر والألم، خرجت أو إنبثقت - كما نوه الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد في مداخلته في الندوة، فكرة البحث عن المخرج محمد بيومي - رائد السينما المصرية- في الاسكندرية،فقد كانت زوجته ا لألمانية، مازالت على قيد الحياة، وكتابة قصة وتاريخ السينما المصرية من جديد. على يد القليوبي..
فيلم سامي محمد علي ( القليوبي صديق الحياة) هو فيلم وثائقي نموذجي شامل جامع، بشهاداته الانسانية الأصيلة، أكثر من 20 شهادة في الفيلم ( مثل شهادة شقيقة القليوبي المؤثرة وشقيقه، وزوجته الروسية ورامي إبنه ) فيلم لبلد كان، ولم يعد، وزمن آخر، كان أكثررقيا وتحضرا، ثقافة وذكاء وفطنة، من زمننا الحال. .
تحية الى سامي محمد على وثناء هاشم على فيلمهما الانساني البديع لأحد أصدقاء العمر، والسينما المصرية الجميلة ، تاريخها وذاكرتها، وضميرها الحي..

صلاح هاشم

لقطات من الندوة







ليست هناك تعليقات: