السبت، ديسمبر 14، 2019

تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس لماذا ؟ بقلم صلاح هاشم





تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس لماذا ؟

بقلم

صلاح هاشم
سألني صديقي: من فضلك يامولانا - هكذا يحب أن يناديني - وضّح لنا.
قرأنا فصولا من كتابك ( تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس ) مثل فصل ( الملكة الافريقية) وفصل ( يامسافر لوحدك ليه تبعد عني ) وإحترنا، هل ( تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس) هي رواية، أو تقرير، أو التقرير هو الرواية ، أم ماذا .لانفهم.؟

الملكة الإفريقية من قلعة الكبش أمي الحاجة سيدة



قلت له ردا على سؤاله .أن ذلك مقصود من قبل الراوي، فهو بطل (الرواية )، الذي يحكي لنا ، أنه يكتب هذا ( التقرير) الى صديقه كازانتزاكيس الكاتب والمفكر والروائي اليوناني الكبير ، كما فعل كازانتزاكيس بالضبط، حين كتب كازانتزاكيس تقريره ، الى الفنان اليوناني العظيم ( الجريكو ) - وهو من جزيرة " كريت " في اليونان، و كريتي مثله ، لكي يروي له سيرته الذاتية، ومحطات مهمة في قصة حياته . تلك الحياة التي قضاها نيكوس كازانتزاكيس باحثا عن إجابات، لتساؤلات فلسفية، عن معاني الحياة ، حياتنا ، وهل حقا جديرة بأن تعاش، وكيف يمكن، أن يجد الإنسان خلاصه ؟ هل يكون ذلك بالاعتكاف مع الرهبان في جبل آتوس وحياة العزلة ، أم أن خلاصنا لايكون، إلا بالنضال مع الناس، والدفاع وسط الناس، عن كل تلك القيم النبيلة التي يفاخر بها الإنسان، مثل قيمة ( الحرية ) ومد اليد الى الجار؟



ومن هذا المنطلق، وإجابة على سؤالك، ( تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس ) هو رواية عن تقرير، يحاول فيه صاحبه، أن يقدم من خلال التقرير، الذي يكتبه لكازانتزاكيس، ملخصا موجزا، وفي أضيق الحدود، التي تسمح بها مساحات وضرورات وفضاءات الكتابة، يقدم ملخصا لسيرته الذاتية، وتاريخه ،وذاكرته، وكوابيسه وأحلامه، والشخصيات التي تأثر بها في حياته، والمغامرات التي عاشها،والنساء اللواتي عرفهن، ويتداخل في العمل، ماهو شخصي وماهو موضوعي، وتتشابك خيوط العمل لتجعل من القاريء ، الذي ينسي بسرعة، أي سؤال يمر في خاطره حول " هوية " العمل، وهل هو أبيض أم أسود، أم هو أسود وأحمر وأخضر وأصفر مثل (قوس قزح) ، وذلك حين تستغرقه الحكايات تماما، ويدخل في لحمها، يتمثلها ويهضمها، ولا يعنيه آنذاك، أن يكون العمل رواية، أم تقرير في كتاب. يجعل من القاريء هكذا، مشاركا أيضا في صنع النص والرواية والتقرير.
فهمت ؟
أجاب صديقي، وهو يهز رأسه.
فهمت، وفرحت جدا يامولانا
سألته
المهم، هل استمتعت، وأنت تقرأ الرواية أو التقرير
قال
استمتعت جدا يامولانا
قلت
اعرف أن هناك إستمتاع أيضا، في تعدد مستويات الفهم، عند تأويل النص، حين تتحقق فجأة للقاريء، متعة أكبر، عندما يشرع في محاولة الفهم، لأن كل محاولة للفهم عند القاريء، تضفي على النص، ألقا أكبر، وتمنحه توهجه ، وثرائه وغناه، وسألت صديقي
والآن..إيه رأيك أكمّل ؟
قال: طبعا يامولانا ، أوف كوووورس. جميل، لكن هذا عن التقرير.ماذا عن كازانتزاكيس؟
قلت له : هذه هي حكاية أخري..

(يتبع )
صلاح هاشم

.الصورة المرفقة للملكة الافريقية أمي الحاجة سيدة سيد محمد مرزبان.

ليست هناك تعليقات: