الأحد، نوفمبر 24، 2019

عن السيرة والمنهج و" الصورة " التي تشبهنا بقلم صلاح هاشم في باب ( نزهة الناقد.تأملات في سينما وعصر )



 ( نزهة الناقد . تأملات في سينما وعصر )

شباب إمرأة لصلاح أبو سيف

 " عن السيرة والمنهج و" الصورة " التي تشبهنا 
بقلم
 صلاح هاشم.


( 1 ) عن السيرة أولا
أحتار، عندما يطرح علي صحفي قديم أو جديد في حوار معي، سؤالا عن السيرة ،سيرتي الذاتية، فأتعجب، كيف جرؤ هذا "الحمار"على أن يأتي لاجراء حوار معي، وهو لم يكلف نفسه ،أية مشقة، للبحث عن سيرتي الذاتية " المختصرة " والموجودة في كل مكان ،على الانترنت،هل ينتظر أن تكون مكتوبة و جاهزة ، وأطلعها له من جيبي؟
وأعترف أن هذا الأمر لم يحدث لي، لأني أرفض اي حوار، مع صحافيين لا أعرفهم، أو لم أقرأ لهم. أليس من المفروض، ومن اللائق والذوق والمهنية والاحترافية  والمفهومية أن يكون الصحفي الذي يريد الحوار معك، يعرفك، أو قرأ لك، أو سمع أو قرأ عنك، ولا مش مفروض؟
للأسف هناك الآن، عشرات - لا أريد أن أقول مئات - من الصحافيين المصريين الحمير، الذين يكتبون الآن عن أفلام، لم يشاهدونها ، ولايكلفون أنفسهم حتى عناء مشاهدتها، أو يكتبون عن كتب، لم يقرأونها، ويكتفون بما جاء في الخبر المرافق، الذي توزعه عليهم المؤسسات الصادر عنها الكتاب، للتعريف بمؤلفه، ومافيه،أعني محتويات الكتاب

بل أن البعض، لايكلف نفسه أيضا ، حتى عناء أن يقرأ الخبر المرافق، بل يكتفي بالتوقيع بإسمه تحت الخبر، ودفعه فورا للنشر في جريدته. حتى صرنا الآن نقرأ عن كتب لم تقرأ ، وأفلام لم تشاهد، وأخبار لاتتمتع بأية مصداقية ، ومشروعات ليست إلا حبرا - أترك لك إختيار لونه ياصاح - على ورق،..وبتوقيع حمير، وأساتذة جامعات في بلدنا..
حتى صارت الحياة الواقعية التي نعيشها شييء، وحياتنا في " مرآة " صحافة مصر اليوم شييء آخر. شيي أقرب مايكون الى العبث ، ومسرح اللامعقول،عند صاموئيل بيكيت ويوجين يونسكو..
مال الشعب المصري مثلا، بخبر قرأته حديثا ،عن وفاة بنت عم أخو مرات خالة راقصة ؟.
ومال الشعب المصري مثلا ،وماذا يعنيه من أمر، كل هذه الأغاني الشبابية " الجديدة " الهابطة- خبط الحلل -، التي تلهج بالثناء على مصر، وباحبك يامصر، وعظيمة يامصر، وأغلب هذه الأغنيات، والحمد لله بالكوم- لا تعزز ابدا من الشعور بالولاء الى وطن، بل بالعكس، تطفح بكلام عبيط فارغ، لايليق بسمعة وتاريخ وذاكرة مصر الكبيرة، فيجعلها من كثرة إعادة بثها، بمناسبة ومن غير مناسبة، حقيرة ورخيصة ومبتذلة ؟
مال الشعب المصري مثلا ، وتلك الأفلام التجارية العبيطة، و المسلسلات " الجديدة" الرديئة، والمسروقة موضوعاتها،عيني عينك، من الأعمال الفنية الأجنبية، ومن دون الإشارة الى أصحابها، وتلك البرامج التليفزيونية والاستعراضات الفنية " الجديدة" العاجزة الرخيصة، التي نقصف بها ليل نهار، ولايعنيه أمرها في شييء، ولا أحد من المسئولين، يريد أن يتدخل، وينتشلنا من عار تخلفنا الثقافي الاعلامي الرسمي البشع..
هذا الاعلام ، الذي يصفق له تجار الفهلوة ،ومشى حالك ،وكبر دماغك، وغيرها من شعارات الاحتيال والنصب، في " سوق الحمير "، حتى أصبحنا جميعا " هنودا " و..غرباء " مسخ " ..في وطننا.
والسؤال المطروح الآن : ترى هل سيشغلهم- أهل مصر - ويحزنهم، وفاة بنت عم ابن خالة الراقصة المذكورة، التي توفاها الله ،مع المئات من الناس العاديين الذين يموتون كل يوم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، من دون أن يسمع عنهم أحد،
أكثر من إنشغالهم بلقمة العيش، المغموسة في التراب، ومصاريف الأولاد في المدارس ؟
لا أعتقد..
( يتبع )

صلاح هاشم


كلام الصورة المرفقة: لقطة  من فيلم " شباب إمرأة لصلاح أبو سيف ، من أفلامنا المصرية العظيمة التي قدمت " صورة " تشبهنا، ثم صارت الآن أثراعزيزا ، من زمن مضي كانت مصر تعيش فيه و ربوعه، على الحب وعشق الجمال، ثم راح وأختفي " شباب إمرأة " لصلاح أبوسيف- من حياتنا، في عالم لايعرف الحب..



ليست هناك تعليقات: